الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف العراقي ..وإيمو الحسين !!

واصف شنون

2012 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



العنف العراقي نوع - الإسلامي - إكتشف مادةً جديدة للقتل والفتك والفضائع فاقت كل فنون القتل المتنوعة البشعة وما يتبعها ، مثل مطالبة أهل الضحية – المعدوم – المقتول بدفع ثمن (الإطلاقات النارية ) التي قُتل ابنهم بها وعدم إقامة أية مراسيم عزاءعامّة للقتيل وكذلك ممنوع على أمّه أو زوجته أو ابنته وأبيه ومحبيه ان يصرخوا وجعاً على فقدانه ،حفاظا على حياتهم ووظائفهم ومعيشتهم ..الخ ، والمجتمع كلًه كان يصمت ويخرس ويتهاون مع الجريمة ، حتى تهاون مع انسانيته فعاد الموت رديفاً يومياً ،والقنبلة اللاصقة مثل رغيف خبز حار ٍمتداول !!..
لقد تم اكتشاف آداة قتل إسلامية عراقية جديدة تضاف الى معاناة الشعب العراقي هي البلوكة – بلوك وهي كلمة انكليزية Block)) فعل واسم ومن معانيها : عقبة ،حاجز ، جمد ، حي – سكاني، شخص أحمق ، منع ، سدّ ، عاق ، إعترض سبيل ، أحبط ، وخدر العصب ..ومعاني اخرى كذلك كتلة كونكريتية للبناء وقد استخدمت في العراق مؤخرا ًلتهشيم رؤوس بعض الشبان المراهقين بسبب أزيائهم وحبهم للموسيقى وتمردهم البرىء على مجتمع قاسٍ حسب الوقائع اليومية وحالة البلد غير المستقرة بين السياسيين الدينيين الطائفيين الذين يتآمرون على بعضهم البعض ، ويفجرون بعضهم البعض ،ولكن ليس بأيديهم الناعمة المباركة ، بل بأموال النفط العراقية الخيالية وعصابات مختلفة من الحمايات الشخصية المدربة والقناصين ومحترفي الإغتيالات وخبراء التفجيرات وشيوخ المذاهب وتدمير كافة المظاهر المدنية المرتبطة بالثقافة والتعليم والصحة والإدارة المدنية وحقوق الإنسان ،ومثلما هي عهود الإستبداد السابقة بأن على الفرد النوم مع الدجاج ،فأن الديمقراطية الدينية في بغداد اليوم ،تسمح بقتل الشباب خاصة المتمرد ، لأنهم شواذ !!
ربما لايعرف وزير الداخلية العراقية بالوكالة ما هي أصل ظاهرة ومعنى (الإيمو) بالأساس حين أصدرت الوزارة التي واجبها حماية المواطنين وليس التحريض على قتلهم بـ (بلوكة ) ورجم من نوع طالباني – صومالي ، بيانا يحذر من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع ، كذلك فأن عمار الحكيم الذي يريد ان يفوز بكل سباق رغم انه حصان خاسر ، تقدم الجميع ليقول هذه ظاهرة غريبة على المجتمع العراقي !! اي بمعنى ان ظاهرة شج الرؤوس ومشاهد الدماء وجلد النفس وبشكل واسع هي مظاهر ليست غريبة على المجتمع العراقي ، وفي نهاية الأمر تم قتل ثمانية شبان لأنهم يرتدون ملابس سوداء مختلفة غير حسينية ، ويسمعون للموسيقى وشعر وفنون مختلفة غير النواح على الحسين وكربلاء ، ويمشون رجال منفردون وليس مع القطعان ..!!

لو يفهم الوحش الذي مسك –البلوكة – قبل ان يحطم بها رأس شاب عراقي مثله ، ما معنى الإيمو لشعر بالعار وقتل نفسه ،مثلما ينتقم من أجل الحسين ..الذي هو إيمو العراقيين الشيعة جميعا وليس وحده ..!!

*إيمو Emotional:المقطع الأول من (ايموشنيل) الإنكليزية:تعني عاطفي، منفعل ، مؤثر ،وجداني ، حساس، مثير للعاطفة ، مهتاج ، مهتاج عاطفيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقدمة لإرهاب أكبر
عبد الغني سلامه ( 2012 / 3 / 7 - 11:30 )
الأخ واصف
مقال جميل ومعبر ، وأعتبر أن ما يقوم به هؤلاء المتوحشون تحت حجة محاربة الرذيلة والشذود هو مجرد مقدمة لإرهاب أكبر وأكثر بشاعة، ؛ فاليوم يتم قتل من يعتبرونه شاذا، وفي الحقيقة هم يقتلون كل من يختلف معهم حتى لو اختلف بالملبس وقصة الشعر ، ذلك أنهم يريدون فرض نمط واحد على المجتمع وأن يحولوه إلى قطيع تابع لرئيس الطائفة يدفعون له خُمس ما يحصلون عليه، وكل عقلهم ومشاعرهم وحتى مظهرهم الخارجي
وهذه بركات الطائفية، وبركات الديمقراطية الأمريكية، وأهم منجزات حكام العراق الجدد
تقبل مودتي واحترامي


2 - دولة الخوف الجديده
منذر الكلداني ( 2012 / 3 / 8 - 04:40 )
هذه الاعمال الاجراميه بحق الشعب العراقي الطيب كلها تذكرني ب ابو طبر في النظام السابق وعملية تأسيس دولة الخوف والدكتاتوريه من جديد وليس دولة القانون والديمقراطيه وان الاتي اعظم مع الاسف