الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي الثقافة , من هو المثقف ؟

شامل عبد العزيز

2012 / 3 / 6
المجتمع المدني


الثقافة تبقى حين تنسى ما تعلمته ( هيغل ) ..
بعد أن قام الدكتور عبد الخالق حسين بنشر مقاله ( لماذا يغيّر المثقفون قناعتهم ) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid= 296080
ثم أعقبه الأستاذ فؤاد ألنمري وبنفس العنوان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296142
حصل جدال في الموضوع وخصوصاً أن الدكتور عبد الخالق حسين لا يفتح باب التعليقات لذلك جاءت مقالة الأستاذ فؤاد ألنمري مناسبة للإدلاء ببعض الآراء .
كنتُ قد كتبتُ بعض التعليقات على مقال الأستاذ ألنمري وخلاصتها ليس هناك قاعدة مُلزمة أو ثابتة على تغيير الأفكار والقناعات فكل شيء ممكن خصوصاً أنّ الإنسان يمر بتغييرات عديدة ومن الممكن أن يتراجع عن قناعاته السابقة وليس بالضرورة أن تكون القناعات الأولى أفضل من الثانية والعكس صحيح ..
قبل أن ننقل رأي الأستاذ نادر قريط حول الموضوع والذي أرسله برسالة لمجموعة من الأصدقاء سوف نتناول التعريف اللغوي والاصطلاحي لمعنى الثقافة ومن مصادرها في معاجم اللغة لسبب بسيط وهو أنّ لكل مفردة من المفردات معنى لغوي واصطلاحي في أغلب الأحيان ثمّ لكي نرى على من تنطبق ( الثقافة ) وما هو الفرق بينها وبين ( اللغو ) ...
كذلك لنرى المعنى في الاصطلاح الغربي ومن ثم العربي وما هو الفرق .
تعريف الثقافة لغة :
لقد ورد في معجم مختار الصحاح : ثقف الرجل من باب ظرف صار حاذقاً خفيفاً فهو ثقف مثل ضخم فهو ضخم ( ثقف) ومنه المثاقفة وثقف كعضد والثقاف ما تسوى به الرماح وتثقيفها تسويتها وتثقفه من باب فهم صادفه وخل ثقيف بالكسر والتشديد أي حامض جداً مثل بصل حريف- فالثقافة في اللغة العربية هي من ثقف بمعنى حذق وفطن. وهذه كلها معان امتداح واعتزاز. ونقول الثقاف هو الخصام والجلاد وما تسوى به الرماح. وثقفه تثقيفاً : سواه . وثاقفه : غالبه فغلبه في الحذق. أما الثقاف فإنه حديدة تكون مع القوس والرماح يقوم بها الشيء المعوج والثقافة عندئذ ما تسوى به الرماح وهذه الدلالات وأضرابها تعنى بالجانب المعياري أكثر ما تعنى. ولعل ذلك بعض ما يربط هذا المعنى بالدلالة الذائعة في عامة الناس لكلمة ثقافة من حيث إنها الاطلاع الواسع في شتى المعارف . وأما Cultureفي اللغات الأوروبية فهي من كلتور Caltura اللاتينية بمعنى الفلاحة والتهذيب، ويستخدمها البعض بمعنى الحضارة ، وإن كانت الحضارة هي الثقافة في مرحلتها المتقدمة ، حيث الحضارة من الحضر والتحضر، تفيد التمدين وقد استمرت كلمة Culture تفيد معنى الإنماء والحرث، حتى نهاية القرن الثامن عشر، ثم بدأ هذا المفهوم يكتسب معنى جديداً يشير إلى المكاسب العقلية والأدبية والذوقية، وهو يقابل في اللغة العربية مصطلح الثقافة.

ثانياً: معنى الثقافة اصطلاحاً:
تعرف الثقافة اصطلاحاً بأنها المعرفة التي تؤخذ عن طريق الإخبار والتلقي والاستنباط ، كالتاريخ واللغة والأدب والفلسفة والفنون من وجهة نظر خاصة عن الحياة، فالثقافة بمعناها العام هي مجرد المعرفة النظرية، فالثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات ...
كان هناك بعض التشابه في تعريف الثقافة في رسالة الأستاذ نادر قريط وبين ما ورد في الاصطلاحين أعلاه ولكن ليس بصورة تفصيلية بل مختصرة ( خير الكلام ما قل ودل ) ..
ولكن بالرغم من ذلك هل الثقافة واضحة المعالم بصورة دقيقة ؟
الثقافة والمثقف كلمتان غائمتا (غائما ) المفهوم ، غامضتا الدلالة ، واسعتا النطاق ، يصعب أن يحويهما تعريف أو يحدهما مصطلح ، وذلك لتعذر الموقف على معناهما الدقيق، ولقد أثارتا كثيراً من التساؤلات ، وتعددت الإجابات وتباينت حول مفهوميهما (مفهومهما). (حتى انه يمكن إحصاء مئات التعريفات (التعاريف) لمصطلح الثقافة ( عباس ألنوري ) ..
رأيي في رسالة الأستاذ نادر قريط كانت رسالة تحمل الكثير من المعاني الراقية لذلك أحببت أن أشارك ( محبي القراءة ) رسالته ..
نص الرسالة دون تعليق أو إضافة :
يُحكى أن لينين لمح وسط مهرجان شعبي يافطة كُتب عليها "يعيش مجلس السوفييت الأعلى إلى الأبد" فابتسم وقال ساخرا: إلى الأبد ! أهكذا يفهمون الديالكتيك ؟ هذه الحكاية قد تتضمن إجابة على السؤال المطروح عن تغيّر المثقف ، إلا أننا إزاء قضية معرفية لتحديد من يكون ذلك المثقف وما هي صفاته ؟ فالثقافة Kulture مشتقة من عزق الأرض وإعدادها للزرع ، وتعني مجازا أية إضافة بشرية للطبيعة الصماء، سواء في العلم أو المعرفة أو الفنون والأدب.
لكن يبدو أن كلمة "مثقف" العربية قادمة من ثقيف وتثقيف السيف أي صقله ، وتقصد كلّ من يشتغل بحرفة الكتابة. عليه فإن عديد "المثقفين" العرب الذين شهروا قلمهم الثقيف يكاد لا يُحصى؟ فقد توزعوا بين طبقات الكلام وقوافي الشعر وخلف متاريس الأحزاب وتراشقوا بسهام الكلمات وأحذيتها، أما أولئك الذين أضافوا شيئا للمعرفة ونحتوا في الطبيعة البكر؟ فهم قلّة من الصُنّاع المهرة. ولو قيض لي أن أعدد بعضهم لتلعثمت قبل أن أتذكر حفنة منهم، وبكل حال لن أنسى نزار قباني والرحابنة وبعضا ممن كتبوا بلغات أجنبية كأمين معلوف وإدوارد سعيد..
فالقباني على سبيل المثال كان خلاّقا عظيما ، أحيا العربية وهي رميم ، وظفر من عظامها قلائد نفيسة ، وكما قيل في وداع فولتير "اليوم تُدفن الفرنسية" أجزم بأن رحيله أصاب العربية بالجفاف. فمعه غردت الحروف ولغيابه تيبس الياسمين وإخشوشن الحرير...
تتميّز الثقافة عن اللغو، بما تزخر من طاقة إبداع وفضول، ومقدرة على الربط بين جدليات فكرية ومرئيات حسّية، لا يراها عموم الناس. فهي ليست نقلا وترجمة، أو شريط حفظ وتكرار لنشرات الأخبار، أو إعادة لقصة مقتل الحسين ...
( بالمناسبة هي تأجيج سنوي لثارات قديمة وتأكيد على كراهية الآخر وشيطنته، عبر تذكير دائم بالحيف والمظلومية، وعادة ما تساهم طقوسها بقذف محمول رمزي على أجيال اليوم.. كصورة لاستمرار الحرب الباردة في العقل الجمعي، ومع أن للقصة جانبا رمزيا ثوريا ودفعا لنصرة المظلومين، لكن ضررها أكبر؟! لذا فهناك ضرورة حيوية لتجاوزها عبر مبادرة إصلاحية كبرى، من أجل ردم حفرة الكراهية بين المسلمين) ...
الثقافة ليست بناءا فقط، فهي في أيامنا هدم لأبنية قديمة، وتفكيك لمسلمات تتحكم بوعينا كالقدر المحتوم. هي مواكبة لانعطافة كوبرنيكوس التي أثبتت زيف حواسنا. وهي دأب دؤوب لترويض العشواء والاعتباط داخل قوانين تعرّفها وتضبطها، لهذا لم تخطئ اللغات حينما دعت تربية النحل وجني ثماره "ثقافة" وتخمير العنب وتعتيقه "ثقافة" ...
من هنا يصعب على المثقف تغيير جلده كرعاع الكلمة ؟ فهو ليس حبيس جلده كالأفعى ولا تأسره الدوغما بطقوسها ومطلقها، وإن حضر بلاط السلطان تراه متمردا كالمتنبي، لا ينقاد بسهولة لقطيع وملّة ومذهب، فهو مثقف، يعزف لحنه، يبني ويجرّب ويُخطئ ويتحمل سياط النقد ولذعة الجوع، لكن أثره يظل فريدا لا يتكرر ولا يُمحى بسهولة، فالقباني يساري ويميني وقومي وليبرالي وثوري بآن معا، لكنه يبقى أحد صنّاع الدهشة والجمال، وفوق التصنيفات القشرية المبتذلة، وماركس شاعر الديالكتيك ومنضد رأس المال، ليس ماركسيا تماما بل رافد فكري للعدالة والثورة الاجتماعية، فثقافة هؤلاء تختلف عمّا تجتره ثقيف من مطوّلات شعرية، وتفاصيل عقيمة عن كل عطسة عطسها ستالين. صحيح أن المثقف يغوص في ذرات التفاصيل الصغيرة، لكنه لا يضيع فيها ولا يفقد رؤيته لبانوراما العالم ...
ختاما .. هل يُغيّر المثقف قناعته؟ أجل يفعل ذلك، حفاظا على ما فيه من إنسان، لأن الأحوال متبدلة. فربّ مظلوم غدا ظالما، وربّ حقٍ لم يعد حقا (عذرا لهذا الشعر المرتجل) يبدلها لأن الحقيقة لا تُدرك، وما لدينا هو كذبة صنعتها عقول حادة.. أجل يبدلها من أجل غد أكثر عدلا وكرامة وإنسانية ...
قبل أيام اعترضني أحد الشباب، وأعرب عن أسفه وصدمته بسبب ردتي، وكتب نعيا يعلن فيه وفاتي (تقدميا) وارتزاقي (بترودولاريا) فحمدت الآلهة لكوني لست وكيلا حصرياً للتقدمية (فالشيوعي الأخير لازال حيا يؤشعر) كان من العبث أن أجيب، فعندما تصبح التقدمية قوافل للمنفيين والجائعين، ومرادفا لبطح الناس على وجوههم في الساحات، والدوس على ظهورهم بالبسطار، فيا لبؤسها ( انتهى ) .
أتمنى أن أكون قد ساهمت بجزء بسيط في تقديم معنى الثقافة ( لغة واصطلاحاً ) والفرق بين المعنيين عربياً وغربياً وكيف يكون المثقف وكيف تكون مهمته ..
كل الناس مثقفون , وهكذا باستطاعة المرء أن يقول ولكن ليس لكل إنسان وظيفة المثقف في المجتمع ( أنطونيو غرامشي ) ..
/ ألقاكم على خير / .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان من اجمل الأيميلات
Aghsan Mostafa ( 2012 / 3 / 6 - 20:12 )
تحياتي وشكرا جزيلا شامي على هذا الموضوع القيم!، الحقيقة كان ايميل الأستاذ نادر قريط حول
تعريفه عن المثقف من اجمل الأيميلات ، ذهلت بدرسه! الموجز والغني - السهل والصعب!، أردت
ان اختار جملة واحده فقط اثرت بي، لم استطع، لأنه كله أثر بي! أستفزني ياشامي وبشكل!!! .... بالنسبة لي رقصت على عزفه!، (نعم كان الأستاذ قريط بالنسبة لي عازفا وبمهاره يحسد عليها!).... لايسعني الا ان اقول شكرا وشكرا مع حبة زياده شكرا!، وممنونه منك صديقي شامي لأعادة الدرس علينا!
تقديري واحترامي


2 - تعليق
نادر قريط ( 2012 / 3 / 6 - 21:18 )
تحياتي أستاذ شامل وشكرا على العرض الوافي لمفهوم الثقافة .. وعلى نشر النص الذي شاركتكم بقراءته ..والحقيقة أن إيميل الأستاذة أغصان وتعليقها المشجع لفت إنتباهي، فقد كنت ساهما في أكوان بعيدة ..شكرا لكما لأنني بالفعل نسيت النص أو سهوت عنه . وأتمنى أن يكون نشره مفيدا (على الأقل من الناحية الأدبية)


3 - الموقف الثابت و العقلية المتفتحة يتناغمان
علاء الصفار ( 2012 / 3 / 6 - 23:15 )
السيد شامل المحترم
يعيش مجلس السوفييت الأعلى إلى الأبد. تامل العبارة فهي جميلة فعلا فانت تقف امام عبقري و ثوري. لم يقل اي رجل دين او يصرح و ينتقد الشعائر التي تكتبها الناس و الجماهير الموالية للحزب بل يصفق للجماهير طالما هي ام مع.وهذا يختلف مع المبدئي الذي يخشى على مبادئه كما كان ذلك مع لينين فهو رجل آمن بنظرية جدلية و يرصد الاخطاء في الشعارات و يريد ان يرى الجماهير استوعبت الفكر و الفلسة فالتسلح بالفكر هو الذي يضمن تطور المجتمع ضمن العقل الثوري الجديد لبناء المجتمع الاشتراكي. فهنا يكمن العقل النقدي و يطالب الرفع للثقافة الفكرية للجماهير.لكن هناك امور عديدة تلعب بتغير الموقف و الثقافة.لقد غير احد الشعراء الشيوعين موقفه في اصعب ظرف و بدء يكتب الاشعار الى صدام في زمن الحرب في حين هرب بعض بعثيين الى سورية و ادانوا رفيقهم صدام. هنا لا يمكن ان يكون المرء حرأ, انه موقف في ظرف كان محك, فالبعثي الذي ادان الحرب الصدامية يقدر و يقيم . اترك الاجابة لك, للذي بدء يمجد صدام باجمل الاشعار فالمصيبة انه متمكن من الكلمة,او ماذا نقول عن الذي اطال اللحية و اتجه الى الوهابية اوصار رجل حسيني الثقافة, يلطم


4 - ذكرت العقل الجمعي .. ففرقت القوم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 3 / 7 - 01:25 )
انا مواطن ... دائرة وعيي تسطحت ... الاسباب تراكمية ولا مجال لحصرها اليوم
ثقافتي وكثيرين مثلي من حولي لم تعد قادرة على التفعيل للقيام بدورها ناهيك عن عدم قدرتها على فك رموز الثقافات التي أثّرت سلباً على ثقافتنا ... وهذا يؤكد عدم قدرتي على تحديد الاولويات الملحّة للتغيير واعادت البناء
الثقافة هي الحامل الاساسي للوعي وهي الجسر الذي ينقل التجديد من مراكز العاطفة الى العقل ومن الاقوال المجرّدة الى الى الفعل على الواقع ... وااللغة العربية هي وسيلة الوصول الى العربي وليس الروسية مثلاً ...وهذا يعطينا قناعة بأن الامة لا يمكن ان تتطور قواعد حياتها الثقافية عبر الحفظ والنقل والتقليد
ولكي نبتعد عن حرب النصوص ولغة الصراع لا بد من التكامل
فكيف لكم كا مثقفين من الطراز الاول ان تمنحونا استراتيجيةعمل ثقافي له بداية وله نهايه ؟
هل بأمكانكم ان تشخصوا العلل وتطرحون علاجاتها في ضوء رؤية تشكل العقل الجمعي العام الذي يعيد بناء حلقات التكوين الانساني للوعي الذي من خلاله نرى انفسنا ونرى الآخر ونعود الى الحياة والشراكة من جديد مع العالم الانساني الواسع ؟
احترامي لمقامكم


5 - الأستاذ شامل عبد العزيز المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 3 / 7 - 07:59 )
منطق الحياة يرفض الجمود ، وما التقدم الذي حققته البشرية إلا نتيجة الصراع بين المرونة والجمود ، ، المرونة تنظر للمستقبل وتنظّر متطلعة إلى غد أكثر حركة وديناميكية ، الجمود ، قرين التكلس ، التحجر ، كل ما يتضمنه سيصبح مع الزمن من المستحاثات . هكذا أفهم تغير قناعات الإنسان . تحياتي لك وللمعلقين الكرام


6 - رأس الحكمه
سرمد الجراح ( 2012 / 3 / 7 - 08:25 )
مقوله دينيه شهيره تدعي إن رأس الحكمه مخافة الله
وأنا أدعي إن رأس الثقافه إحترام الأنسان الفرد وأختياراته. وأضع هنا خطين تحت كلمة فرد.
كل النظم والقيم والاخلاق والعبادات لاقيمة لها إذا لم تصن الفرد
على المستوى الشخصي أو مستوى الدوله أو النظام أو النظريه أو العقائد, رقيّها أو دنائتها تقاس بنظرتها للفرد وليس للجمع. فلا قيمة للجمع إذا ازدريت الفرد, بل على العكس تجدني ازدري العقل الجمعي المتخلف, ولكني أحترم اختيار كل فرد فيه
وهذا مايجعل الحضاره الحاليه برغم أخطائها أرقى ما أنتجه العقل البشري على الاطلاق
شكرا لمقالكم الرائع


7 - ألأخ شامل تحية طيبة !
ماجد جمال الدين ( 2012 / 3 / 7 - 10:08 )
شكرا للمقال الجميل حول معنى المثقف ، وأنا كنت في شبابي أفهم الكلمة بمعناها العربي أي الصقل ( وليس فقط السيوف بل ألالماس بما يجعله يتألق بكل نواحي أوجه جماله ) ، ولكني بعد معيشتي لثلاثين عاما في مجتمع آخر أخذت أميل أكثر للمعنى الغربي للثقافة ـ اي كل إضافة إنسانية للطبيعة كمنتوج مادي أو فكري !
أي أن أفكاري ومفاهيمي تغيرت .. وهذا يرجعنا إلى أصل الموضوع ألذي طرحه ألأخ عبد الخالق حسين .
أعتقد أن كل من كتبوا هذه ألأيام سواء مقالات أو تعليقات لم يلتفتوا كثيرا بتعمق إلى نقطة مهمة في جوهر الموضوع .
ألمثقف بالمعنى الشائع ( أو فئة المثقفين بشكل عام ) هو أو هم ـ من يعبرون في خطابهم ( سواء بكتاباتهم وقولهم المباشر أو إنتاجهم الفني ـ ألأدبي أو بمواقفهم ألإجتماعية السياسية ) بشكل أصيل وأكثر وضوحا وبروزا عن ألوعي الجمعي في المجتمع وطبقاته وفئاته . وأحيانا قد نجد إنسانا بسيطا ( مع تحفظي المبدأي على مصطلح إنسان بسيط والتي أعتبرها لوثة كلامية لا بد منها أحيانا ) ـ عامل أو فلاح وشخص لم ينهي الدراسة ألإبتدائية والمتوسطة ،ولكنه من خلال تجربته الحياتية ، بلغة صارمة يعبر بعمق وأصالة ووضوح عن أكثر


8 - ألأخ شامل تحية ـ تتمة
ماجد جمال الدين ( 2012 / 3 / 7 - 10:10 )
عن أكثر ألمسائل ألإجتماعية والثقافية والسياسية تعقيدا .. بينما نجد من هم حائزين على الشهادات العليا وكثر ألأشهاد على سعة إطلاعهم يتفوهون بالتفاهات التي لا تعبر عن أي ثقافة ووعي بالواقع .
المثقف أو ألمثقفين ليس عقلا خالصا معزولا ,, يغير توجهاته بشكل عشوائي . بل هنالك ما يحكمه من ديالكتيك التفاعل بين العام والخاص . ما بين مستوى معين من الثقافة ألإجتماعية والواقع ألإجتماعي وتغيراتها وتطورها من جهة ، وقدرة الشخص الفرد على إستيعاب هذه المتغيرات وإعادة طرحها بشكل ناضج ، مركز ، وفاعل بما يحدد مدى التأثير ألعكسي للمثقف على مجتمعه .
نلاحظ مثلا أن ألإمتداد ألمجتمعي للفكر الديني بآثاره الرجعية المعتمة في العقود الثلاث ألأخيرة خاصة قد صنع تراجعا ملحوظا في وعي وقدرات ما نطلق عليه كلاسيكيا إسم الفئات المثقفة وعلى طاقتها ألإبداعية ، مثلا عن مثيلاتها في خمسينات وستينات أو سبعينات القرن المنصرم .
لا أدري إن كانت وضحت فكرتي بأن المثقف حين يغير قناعاته فهو لا يعيش في الفراغ ولم يأت هذا التغيير من فراغ بل من التعامل مع الواقع الحي ، وأن الفراغ هو في عقول الجامدين عقائديا بمختلف أشكالهم .
تحياتي


9 - الاخ المحترم سرمد و احترام الانسان الفرد.تحية
علاء الصفار ( 2012 / 3 / 7 - 10:57 )
شامل العزيزعذرا اود الرد
فكر الفرد الواحد يتحول الى جمعي اذ تبناه الاخرون, لقد جاء هتلر بارائه كفرد اعجب الناس بها ادت الى الغلو القومي فالفاشية. للان من يؤمن بكتاب كفاحي لهتلر الشاب في اوربا نيو فاشيزيم, تتطور الان هذه الاحزاب و تزداد في العدد! ليس العقل الجمعي دائما على خطاء فالانتخابات السياسية في اوربا بالنهاية تعتمد على رغبة الاكثرية العقل الجمعي لصعود اليمين ام اليسار.اما احترام الفرد العبقري الطفرة فهو شيء اخر ففي المجتمعات المتقدمة يرصد الطفل في المدارس الابتدائية مثلا او يشخص بشكل مبكر الطلاب المبدعين في كل المجالات من اجل اغناء المجتمع في العلم و الادب و الاقتصاد و الفلسفة اي ان المجتمع او العقل الجمعي يشرف بالقانون لحماية المبدع, العكس يحدث في المجتمع المتخلف, يقمع لا الفرد بل الجماهير و الشعب الذي ينتفض ضد العسف, فالانتفاضة في تونس و مصر خير مثال ان العقل الجمعي لعب دور في اسقاط الدكتاتور.حين سكت او ساوم الفرد المثقف.هذا لا يتناقض مع احترام الفرد بل العقل الجمعي تطور للانتصار الى الفرد. الفرد ينبغي يعمل لصالح الجمع و الجميع من اجل الفرد. يؤمن بها الكثير من الشعوب المتقدمة


10 - تعقيب 1
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 7 - 11:22 )
الصديقة أغصان - تحياتي - من شدة إعجابي برسالة الأستاذ الكبير نادر الذي أخذته أكوان بعيدة قرب درعا وحمص وأدلب والريف والشام وكل سوريا الجميلة أقول من شدة إعجابي أحببتُ أن أشارك القراء هذه المعزوفة الموسيقية التي اطربتنا ورقصنا عليها فالمتذوق للثقافة لابدّ أن يرقص طرباً - هذا رأيي وقد يخالفني البعض
شكراً للمرور
الأستاذ نادر العزيز
خالص الاحترام
أولاً وأخيراً الفضل لك وانا توسعت في بعض النقاط حتى يكتمل الموضوع من وجهة نظري طبعاً خوفاً من السهام الطائشة من قبل البعض ؟ تماماً الفرق كبير بين معنى الثقافة عربياً وغربياً وهذا يحتاج لمجلدات - أنا أيضاً أتمنى ان يكون ذا فائدة ليس من الناحية الأدبية فقط بل أن يكون هناك وعي تام حول الكتابات وكيف يكون المثقف والناقد من اجل مجتمعات أفضل بعيداً عن كل المغالطات
لذلك الشكر والتقدير لصاحب الإيميل - العازف الجميل - حسب قول الصديقة أغصان
تحياتي وتقديري


11 - تعقيب 2
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 7 - 11:41 )
الأستاذ علاء الصفار - تحياتي - لا شك في عظمة لينين وإلاّ لما كان لحد الآن من يستشهد بفكره ومبادئه - مقولة لينين حسب فهمي لها عندما قال ساخراً هكذا يفهمون الديالكتيك ؟ هي فهمه لتطور الحياة والديناميكية وعدم الثبات ولذلك عندما قالوا إلى الأبد جاءت عبارته - الذين تقصدهم لا ينطبق تعريف المثقف أو مفهوم الثقافة عليهم بل هؤلاء ينطبق عليهم تعريف - الوصولية أو التقلب أو عدم الالتزام بالمباديء - من الممكن ان يتغير فكر الإنسان وجاء في المقال نحو الأحسن او العكس - من حقك أن ترد فهو مقال الجميع على الأخ سرمد او غيره - هناك فرق بين التعليم في الشرق والتعليم في الغرب دون أدنى شك - الشرق دائماً نحو القمع للعقل الجمعي أو الفردي ولذلك هناك بون شاسع ولكن هذا ليس معناه عدم وجود أفذاذ في الشرق بل العكس في بعض الأحيان المعانات تخلق كثيراً من الأشياء
مع الشكر والتقدير
السيدة الصديقة ليندا المحترمة
هي هكذا دائناً في حركة وتطور وأنا لا أشك لحظة في ذلك وكما جاء في رسالة العزيز نادر حول قومي - اشتراكي - يساري - ليبرالي
مع خالص التقدير


12 - ثقافة إحادية
سيمون خوري ( 2012 / 3 / 7 - 11:43 )
أخي شامل الورد تحية لك رغم أني كعادتي أحضر متأخراً لكن لا بأس من المشاركة . بغض النظر عن تعريف مفهوم الثقافة لدىمختلف الشعوب . سبق وتناولنا جزء من هذه القضية أعتقد أن جزء كبير من أزمة المنطقة هي أزمة ثقافة إحادية. ونتائجها على سبيل الكتب الفضائية الثلاث لم تكن سوى تأريخ إقليمي محلي وضيق وليست تاريخ كوني . لكنها تحولت الى ثقافة خارج سياق ولادتها المشروطة بزمن وبمكان وظروف أدت الى إنتشارها. هنا أصبحنا أمام ثقافة توراتية وأخرى مسيحية وثالثة إسلامية أضافة الى تلك الثقافات المغلقة كأن يقال أن فلان ثقافته ماركسية أو هندوسية ..الخ ديكارت كما تعلم قام باول إنقلاب فكري من خلال نظرية الشك التي هي جزء من فلسفة سقراتس ومحاورتة مع أهل اثينا وغير ديكارت أفكاره عندما إكتشف خطأ أفكاره القديمة مثلما يقال أن أبرام عبد النجوم ثم أكتشف خطأه وعبد إله أخر. جوهر المشكلة هي أزمة ثقافة إحادية لا تقبل بالرأي الأخر وحقه في التعبير عن ذاته وأن الإنسان يمكن أن يتحرر من ماضي قناعاته. وفي اللحظة التي يرفض فيها الإنسان التغييرفهو يتنازل طوعاً عن حقوق العقل ويتحول الى عبد للفكرةهناك دائماً جانب ينمو وأخر يموت .


13 - الاستاذ الصفار تحيه وبعد
سرمد الجراح ( 2012 / 3 / 7 - 12:09 )
لاأعتقد في تعليقي أني أجريت مقارنه بين عقل الفرد والمجتمع
ولكني أخضعت مفهوم الثقافه, وحسب رأيي الشخصي, إلى محك واحد, وهو إحترام حرية وحقوق الفرد. وهذا ينطبق علينا كأشخاص وعلى الدول والايدلوجيات.
فالقانون الذي فيه ظلم للفرد من المؤكد إنه لايصلح لمجتمع, ولكن تبرير الطغاة عادة مايكون بأنه في صالح المجتمع أو الله أو الشيطان
يأتي تغيير المثقف لمواقفه أو أفكاره متناغما مع ماقلته اعلاه, تبعا لما يتكشف له من حقائق وماتمليه التجارب, فتصب في صالح الارتقاء وصيانة كرامة الانسان داخل وعيه وفكره. وهذا يجلب التغيير الذي يُعد منقبة وليس مثلبه.
شكرا لكم وللأستاذ شامل


14 - تعقيب 3
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 7 - 15:14 )
تحياتي أخي سرمد - بدون الفرد لا يكون هناك مجتمع أي أن مجموع الأفراد هو الذي يكون المجتمع وبصورة طبيعية احترام الفرد يؤدي إلى احترام المجتمع - هي حكمة ممتازة رأس الحكمة احترام الفرد والغرب حالياً يعمل على هذا النحو عكس شقيقه الغرب الذي لا يؤمن لا بالفرد ولا بالمجتمع كل ذلك سببه مفهوم الثقافة
شكراً للمرور
الأستاذ سامي بن بلعيد - تحياتي وشكراً لمرورك - لا شك في ما تقوله في بداية تعليقك ولكن حقيقة وليس تواضع أنا لا أستطيع أن أرسم خارطة طريق وهذا من اختصاص النخبة وأنا لستُ منهم في كيف نبدأ وكيف ننتهي
أنا ينطبق عليّ قول غرامشي في أخر المقال وهو القول وليس الوظيفة وأنا هنا لا أدعي التواضع ولكن هذا هو إيماني فأنا غير محسوب على النخبة المهمة والتي تستطيع أن تفوم بعملية التغيير ووضع القواعد الأساسية أو رسم خارطة طريق ولكن من الممكن ان يكون الأستاذ نادر أو سيمون أو ماجد لهم رأي افضل وأقوى وانجع مما اقوله انا
أرجو معذرتي لأنني لم أرد عليك حسب التسلسل وهذا سهو مني أرجو معذرتي
خالص الاحترام لشخصك الكريم


15 - الاخ الاستاذ شامل المحترم
علي عجيل منهل ( 2012 / 3 / 7 - 15:48 )
تحياتى لك على المقال الواعى والمعبر واثار اعجابى


16 - العزيز ماجد جمال الدين
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 7 - 15:59 )
العزيز ماجد - تحياتي لك
نبدأ من حيث انتهيت - الفراغ - جاء في المقال أن الإنسسان يمر بتغييرات عديدة وسعيد الحظمن يتغير نحو الأحسن وحسب الظروف والعوامل ومواكبة التطورات وتقدم العصر - في إحدى الأيام قال لي صديق - إسلامي - لا تكتب بسرعة ولا تستعجل فلا زلت صغيراً - هذا في التسعينات ولم أكن أكتب حينها سوى ملاحظات في دفاتر قديمة قال صديقي سوف لن ترضى على ما تكتبه الآن وسوف تتبدل قناعاتك - هذه هي سنة الحياة - هكذا قال وأنا أرى أنه اليوم محق فيما قاله - أهم نقطة في تعليقك أنك في مجتمع ما تغيرت قناعاتك نتيجة التفاعل مع الواقع وأنا مع هذه النقطة تحديداً فمثلاً الربيع العربي البعض يتمناه كما هو في مخيلته لا كما هو الواقع - نحن في بعض الأحيان نكتب ما نتمنى ونحلل حسب ما نشتهي ولكن الصحيح هو أن نكتب كما هي الوقائع ونحلل كما هي الظروف
لا يوجد شيء ثابت ومن الممكن أن يحدث في المستقبل تقلبات وتغيرات عديدة نتيجة التعامل مع الواقع الجديد
لا أدري أنا هكذا أؤمن
ولكن هناك من لا يتغير وهنا يأتي الفراغ والجمود
شكراً أخي الكريم ماجد جمال الدين


17 - تعليق 4
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 7 - 16:10 )
تحياتي لك
جانب ينمو وأخر يموت - نعم - الثثقافة الدينية هي منبت أفكارنا وثقافتنا والبيئة التي ترعرنا فيها ونشأنا من خلالها وسعيد الحظ من تفوق على نفسه وترك كل تلك الثقافة مع الحفاظ على الهوية وهذا مطلوب
مدارسنا جامعاتنا وكما قال العزيز ماجد أصحاب الشهادات ولكنهم كالزبد الذي يذهب جفاء
في إحدى الأيام حاورنا رجل عادي لديه عربة لبيع الخضار فكان أفضل ما سمعت منه وهذه للعزيز ماجد تأكيداً على كلامه
الثقافة الإحادية كارثة الكوارث وهذه حقيقة نحاول أن نفرض كل ما نؤمن به على الآخر وكأنه لا شيء وكأننا الفرقة الناجية وهذه من فظاعات الثقافة
لا شيء يبقى على حاله حسب رأيي فكل شيء قابل للحركة والسسكون والجمود هما المقتل في الثقافة ولا تنسى بالإضافة إلى الديانات الفضائية هناك رجال الكهنوت والحاكم
شكراً لك عزيزي
الأستاذ علي عجيل
تحياتي شكراً للمرور والتشجيع
السادة علي الصفار وسرمد شكراً للحوار

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر