الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عار على الشرق

احمد مصارع

2005 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنني أكاد أختنق , من العار الشرق أوسطي ..
رحم الله شاعرنا نزار قباني , حين أواخر عمره ,( لا يوجد في الفضاء العربي من الأكسجين , ما يكفي لحياة كاتب واحد ), والصحيح أن الفضاء الإسلامي والعربي لا يسمح بحياة إنسان واحد .
حكومات الشرق وكل أنواع السلطات على عداء مكين ضد الإنسان المحلي , وما أحلاهم , في كاريزما هم إذا تعلق الأمر بلقاء الأجانب , وعلامات الانشراح , والأريحية ترتسم على وجوههم معبرة أصدق تعبير عن رغبتهم بتقديم الخدمة التي يريدون , وهكذا مجانا في سبيل (.......) ؟
يكمن العار الشرق الأوسطي , في التنكر لابن ( الوطن ) واعتباره دونيا , ولاموا طنا , وتهميشه , وإلقائه جانبا , فماذا تفيد خبرته , وما لذي يعنيه وجوده بالكامل , انه مجرد خضرة فوق طعام كما يقول المثل المغار بي , أو من المثل السوداني لقد أكل الجمل دارنا , باعتبار أن الدار مصنوعة أصلا من القش .
اذاطلب منهم محو جزء غير عزيز عليهم , فهم على استعداد تام لمحقهم , ودون مشورة , أرضا وشعبا وتاريخا , وبالجملة , فلا حقيقة على الأرض سوى إرضاء الآخرين , وهو في ذلك لا يقطع كما يفعل يده , إن استوجب الأمر ذلك ,بل يقطع يد غيره , ودون أن يدري , أن نهاية تلك الأوامر : أقتل نفسك لتثبت ولاءك لنا .!!؟
من عارات الشرق الأوسط الكبيرة هذه المرة , وهي كثيرة إلى درجة يصعب حصرها , ومن واجبنا الإشارة الىخطوطها العريضة .
أولا : المغتربون قسرا في بلاد الغربة , ونتيجة للظلم الفادح , الذي وقع على ( الوطن والمواطن ) , والأصح انعدام الحد الأدنى من كرامة الإنسان .
لقد مرت عقود من الزمن , والجاليات الإسلامية والعربية مغتربة بالرغم عنها , وتتألم من إنسانية الغرب ووحشية الشرق ,وهي تقاوم بالرغم كل محاولات الاندماج , لأن تارك دينه معذب , فكيف بالخارج عن شخصية الشرق , بالرغم عنه , أي بدون تمهيد ملائم .
إن معظم مغتر بي الشرق الأوسط , ولمجرد قسرية غربتهم الوحشية , وشعورهم , بانقطاع الأمل والرجاء , بامكان عودتهم إلى بلادهم , بشكل معقول , يكفي , وحده كعامل موحش على قطع إمكانية أن يعيشوا سعداء , والاختيار الحر هو سيد الموقف لمثل تلك المجموعة الكبيرة , ذات الوعي والكرامة العالية , وما يحدث في الواقع تقشعر له الأبدان , حين نرى سلطات بلادهم تتصرف إزاءهم , بطريقة انتهازية مقيتة , متحدية إرادة الله , وحقوق المواطن على الوطن , وهو عار كبير , حيث يفرض على هؤلاء البؤساء حقا , أن يمروا مثلما تمر سلعة في نظام حماية جمركية , فيضطر إلى دفع ضرائب تفوق الوصف , والمغترب الذي حرمته السلطات اللاشرقية , بدفع جزء من ثروته المتواضعة ضريبة لعودته !! أين العفو وأين رحمة الله الواسعة ؟!!
ثانيا : الكذبة الكبرى بعدم توطين الفلسطينيين في الشرق الأوسط الكبير , بينما يوطنون في الغرب الصغير ؟!!
من غير المعقول أن تنطلي الكذبة الكبرى على مجموعات بشرية عاشت ما يزيد عن نصف قرن في الشرق , أن يقال كي لا تميع الشحمة الفلسطينية ؟!وقد تخر لحمها وذاب عظمها ؟!
يؤسفني القول بوجود ( أقليات ) وعبر قرون من الزمن لم تحصل بعد على حق المواطنة ؟ وهذا ثالث الأثافي !!
إذا كانت قرون وقرون لا تكفي لتحقيق الاندماج , فهل يعقل أن يحدث الأئمة عن رحمة الله الواسعة ؟
أما السجناء وكل الشرق في سجن مغلق أو مفتوح على أضيق نطاق ..؟!
كيف تكون الحياة بدون حرية وكرامة , ويزيد عليها تضييق رحمة الله الواسعة ....
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل