الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفات الإنسان في القرآن الكريم

عادل بشير الصاري

2012 / 3 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


صفات الإنسان في القرآن الكريم هي :
1 ـ الكفر: أبرز صفات الإنسان ، وقد وردت خبرا عن الإنسان في ستة مواضع ، وجاءت جميعها في صيغة المبالغة ( كفور ـ كفار ) ، للدلالة على أن طبع الكفر متأصل في الإنسان حتى إن خالقه تعجب من إمعانه في الكفر فقال :
ـ ( قُتل الإنسان ما أكفره ) عبس 17
2 ـ الجحود والنكران :
ـ ( إن الإنسان لربه لكنود ) العاديات 6
صفة الكنود هي من جنس صفة الكفر ، فمعناها الجحود والعصيان ، وكذا الإنسان حين تحل به مصيبة يلقي في سره باللوم على ربه ، ويتناسى نعمه التي تفضل بها عليه .
3 ـ الفجور :
ـ ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ، يسأل أيان يوم القيامة ) القيامة 5
صفة الفجور أيضا من نتاج طبع الكفر والكنود ، فالإنسان الجاحد للإلوهية والربوبية يُكذِّب ما يراه أمامه من شواهد تؤكد أن هناك يوما يبعث فيه الناس من قبورهم ليحاسبوا على أفعالهم ، لذا هو يسأل مستهزئا عن موعد ذاك اليوم .
4 ـ الطغيان :
ـ ( كلا إن الإنسان ليطغى ) العلق 6
طغيان الإنسان وبخاصة الشرقي سواء كان حاكما أو محكوما سلوك يمارسه الأفراد وتمارسه الجماعات ؛ ولا يحتاج إلى البرهنة عليه ، فلقد تربينا ـ نحن الشرقيين ـ على أن من يمتلك سلطة مادية أو معنوية أدبية يفرض رأيه ولو بالقوة على من لا حول له ولا قوة ، وهو ما يمكن ملاحظته في البيت والشارع والمدرسة والجامعة ومكان العمل .
5 ـ العجلة :
ـ ( وكان الإنسان عجولا ) الإسراء 11
الاستعجال والخفة في تقدير الأمور هي من صفات الإنسان ، وهو ما نلمسه بوضوح لدى كثير من الأمم ، فالطليان واليونان والأتراك والعرب تظهر في سلوكيات كثير منهم الاستعجال الذي قد يصل إلى الرعونة والخفة والطيش ، ولم أر من العرب من استحكم فيهم طبع العجلة أكثر من بني وطني الليبيين ، فمن يراقب تصرفات الناس عندنا في الشارع العام سيلحظ بيسر التوتر والخفة ، وذلك بسبب أن كل منهم يريد أن ينهي عملين أو أكثر في توقيت واحد .
6 ـ الهلع :
ـ ( إن الإنسان خلق هلوعا ) المعارج 19 .
الهلع من المجهول والمستتر صفة لازمة في الإنسان ، دفعته في الماضي ولا تزال إلى يومنا هذا تدفعه إلى خلق الأسطورة ونسج الحكايات المتخيلة لتفسير ما يقع في الكون من كوارث وغرائب وعجائب .
7 ـ الضعف :
ـ ( وخلق الإنسان ضعيفا ) النساء 28
خُلق الإنسان من مواد ضعيفة كالصلصال والعلقة والمضغة ، ويمكن القول إن ضعفه جسدي وعقلي ، فجسده هو مجرد جرم صغير لا يكاد يرى في متاهات الكون الفسيح ، وعقله قاصر عن فهم كل ما يحدث له في كونه الصغير المسمى (الأرض) ، لكن مع هذا استطاع الإنسان في هذا العصر أن يغير كثيرا من معالم الطبيعة ، ويسيطر على كثير من قوانينها ويفتح بعض مغاليقها ، ويفلت من جاذبية الأرض ، ويحط بقدميه على القمر .
8 ـ التقتير والبخل :
ـ ( وكان الإنسان قتورا ) الإسراء 100
والحرص على التقتيرفي إنفاق المال طبع متأصل في كثير من الناس ، وهو ناتج عن صفة الهلع والخوف مما يخبئه المستقبل للمقتر .
9 ـ الظلم والجهل :
ـ ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب 72
حين قبل الإنسان التكليف بخلافة الله في الأرض ظلم نفسه ودل على جهله بخطورة التكليف ، لذلك وقع في ( حيص بيص ) ، ولو أنه اعتذر كما اعتذرت الجبال والسموات والأرض لعاش عيشة هانئة .
10 ـ الجدل واللجاجة :
ـ ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) الكهف 66
الإنسان وبخاصة من نال شيئا من التعليم والتثقيف بطبعه يكثر من الجدل والمحاججة بالحق والباطل فيما يفهمه ولا يفهمه ، ومن الناس من يجادل بغير علم في كل شيء ، فأدعياء الثقافة والتنوير والحداثة كثر لا يملون الثرثرة والتنظير والتفلسف في الديمقراطية واليسار والمجتمع المدني ، وفي الجانب الآخر نرى بعض فقهاء المسلمين يثرثرون كثيرا فيفتون ويجيبون عن أي سؤال يوجه إليهم ، فترى أحدهم لا يفقه شيئا في الحياة الدنيا سوى نواقض الوضوء ومبطلات الصلاة يجادل في دوران الأرض وجراحة التجميل وتهتك طبقة الأوزون .
11 ـ الخسران :
ـ ( إن الإنسان لفي خسر ) العصر 2
قدر الإنسان هو الخسران المبين ، فهو أكثر مخلوقات الله خسارة ؛ وأولى خسارته كانت حين دفعه غروره وإحساسه بتميزه عن سائر المخلوقات إلى قبول تكليف الله له ليعيش في الأرض وفق قانون الثواب والعقاب ، وحين انساق وراء نزوات نفسه الأمارة بالسوء استسلم للعادات والتقاليد والمقدس الذي اخترعته مخيلته ، فخسر بهذا حريته، وهي أنبل وأعظم شيء كان ينبغي ألا يفرط فيه.
12 ـ التملق :
وردت صفة الإنسان المتملق الذي يداري الله في السراء ويجحده ويتنكر له في الضراء في تسع مواضع من القرآن الكريم ، نذكر منها موضعين :
ـ ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ، ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ، وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ) الزمر 8
ـ ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ) . الفجر 15
والإنسان لكونه ضعيفا يتملق من هو أقوى منه ، ولا يجد غضاضة أن يتملق خالقه طمعا في مصالح آنية ومصلحة أخروية وهي الجنة ، ولا يرى بأسا أيضا في أن يتملق القوي والغني من الناس ، فيريق له ماء وجهه ، ويذل له نفسه لأجل منفعة زائلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المؤمن انسان
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 9 - 18:40 )
الانسان والناس عامة تشمل المؤمن والكافر
يدخل ضمن الانسان الفاظ المؤمن المؤمنون المؤمنات المتقون الابرار الاخيار ...وكثير من المفردات.لذلك فالفكرة التي يريد المقال ايصالها الينا باطلة وانتقائية.الانسان جبل على الخير والشر وله ارادة لذلك هو محاسب عليها
صفات المؤمنين مذكورة كثيرا يرجى الرجوع الى المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم

اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا