الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا الحداثه

مصطفى الصوفي

2012 / 3 / 9
المجتمع المدني


تجديد فوبيا


"لو كان المحتل قادرا على محو اللغة أو إلغائها لكانت العربية نسيا منسيا منذ قرون وها نحن ألان ننتدي لها وتنساب من ألسنتنا رحيقا وطيبا وموسيقى لها رب يحميها وكتاب يعليها وأبناء سدنه لها"

الياس عطا الله كاتب فلسطيني


أثناء زياراتي الاسبوعيه لمعاون العميد في كليتي بأوقات الفراغ (لطالما وجدت في مكتبه ترحيبا دائما لي ومجالا للحديث والنقاش في مختلف المواضيع الثقافية والعامة )بإحدى تلك الزيارات ..صادفت في مكتبه أستاذا جامعيا أخر كان متخصصا في اللغة العربية يعشق الإسهاب أثناءالحديث عن قواعد اللغة العربية فانضممت لهما مستمعا ومستمتعا بكل مفردة تفوه بها.. إذ كان متحمسا وهو يشرح لنا و يوضح الأخطاء التي يرتكبها الأفراد نطقا وكتابة ..

وكيف إننا نُخطيء في قول هذه العبارة وصياغة تلك الجملة ,فالحديث كان من باب قل هذا ولا تقل ذاك ..
إعمام وتعميم
ملاحظة وملحوظة أو تنبيه
أحد و واحد
والكثير من الأمثله التي كانت تقاس وفق قواعد اللغة العربية أو الأصح القول القواعد السيبويه كما أفضل تسميتها على كل حال خطر لي شيئين أثناء حديثه السيبويي وقواعده
الأول ما هي اللغة أصلا.؟
والثاني المدرسة الحداثويه لما لا نذكرها في حديثنا كأكاديميين محايدين.؟
إن بحثنا في اللغة وماهيتها فنجد أنها لا تعد سوى وسيله لإيصال الأفكار من شخص إلى أخر فهي نشئت في بداياتها من أصوات مبهمة أطلقها البشر الأوائل كوسيلة لايصال الأفكار وتطورت تلك الوسيلة بمرور الزمن لتكون لغة منظمه بكلمات تنسق في سياق معين لتكون جملا وصارت أكثر تطورا حينما ابتكرنا الكتابه وجعلنا لكل صوت رمزا أسميناه حرفا ,وربما نحن كعرب من أكثر الأمم تعلقا بلغتنا فتجد أنها تختزل كل شيء فينا فحتى هي هويتنا التي ننتمي إليها
تراثنا،تاريخنا،ثقافتنا،حروبنا،انتصاراتنا،نكباتنا،افراحنا،،قصصنا ،حكمنا وتجاربنا،أحلامنا و كل شيء نضمناه في قصائد شعرائنا تناقلته الأجيال بلساننا العربي منذ قرون
بسبب الحضارة الحديثة والتقدم الفكري والتقني الذي جرى بالعالم تطورت معه وتنوعت وسائل التواصل وإيصال الأفكار
أضواء, ألوان, أسهم, رموز, علامات, كهرباء, أرقام, أصوات الكثير منها حولنا في شوارع مدننا التي لم تعد مثلما كانت سابقا
ممنوع الوقوف ,كرت اصفر,صفاره الإنذار,أسهم الاشاره,رموز ,لوحات فنيه ,صور فوتوغرافيه
والكثير من الوسائل التي جعلت من اللغة تتراجع كوسيلة تواصل وحيدة ..هي أيضا ..إمتدت لها يد الحداثة و خضعت للتطوير والتحوير وأدخلت عليها مفردات جديدة لم تعهد بها سابقا لكنها مهما تقدمت وتطورت لن تبقى سوى وسيله لإيصال وتناقل الأفكار
على كل حال إنا لم اذكر له كل هذا بل سألته وذكرت إمامه إن هناك عمالقه من الكتاب والمؤلفين والشعراء من يضربون قواعد سيبويه بعرض الحائط ويكتبون بحريه دون قواعد فيرفعون وينصبون ويجرون كما يشاؤون بل ويكتبون حروفا بدل الحركات مثل القباني نزار أو الوردي علي أو الماغوط محمد
لكني تمنيت إني سكت ولم انطق بشيء بعد ذلك لمعاناتي من الم كبتي لضحكه قويه بسبب رده على كلامي الذي جعله يقطب جبينه ويعبس حتى إني شعرت باني قد مدحت الشيطان إمام رجل دين ناسك
قائلا لي بما معناه إن هؤلاء حداثويين ومدارسهم الفكرية التي تدعم من قبل اليهود والإسرائيليين الذين يريدون تخريب اللغة وتدمير قواعدها
لا اخفي عليكم القول إني مقت قواعد سيبويه بعض الشيء بسبب تعقيدها وربما بطبعي إن أجد الجمال في الحداثة أكثر من التقليد في كل شيء وانجذابي لتلك المدرسة جعلني اذكرها
لأنها أصابت في تشخيص إن سيبويه الفارسي هو من وضع تلك القواعد من دراسة لسان العرب في زمانه ومقابله وجعلها جامدة لا تتطور
وإنها أصابت أيضا بان اللغة هي ملك صاحبها العربي الذي ينطقها بلسانه وهي حرة كالبدوي بدون قيد وشرط لتنسج كلماتها بشكل موسيقى صوتيه للوصف وإيصال الأفكار
إن المثير للعجب بالنسبة لي هو إن مجتمعنا حتى بمتعلمي لا نمتلك ثقافة ولا نحمل فكر تقبل الرأي الأخر وسرعان مانلتجيء إلى الإقصاء و تكميم فاه الأخر حينما لا يوافقنا بالرأي ونتحجج بان نرمي كل مجدد يحمل فكرا لم نعهده بتهمه الزندقة و الانتماء لجهة خطيرة تريد النيل منا بضرب ارث الموتى الذي نقدسه بتطرف وغباء وقله وعي
وكل نسمه تجديد نوجهها بنفس سياق خرافه ابن سبأ التي خدع فيها بنو أميه الناس لسنين طوال .
وحينما نراه يحرز تقدما نبدأ بالتطبيل و التزمير في الشارع وبعض ومن يتقنون النعيق على أعمدة الصحافة اليومية ..ويتم نجنيد كل ما يمكن تجنيده للقضاء على المبشر بالرسالة الجديدة وكل أتباعه بإسم الدفاع عن المقدسات من إرث الآباء والأجداد الموتى
فإلى متى نستمر في إجترار ذات الحروب الحمقاء الغبية ضد الحداثة وضد أنفسنا ..وضد كل نبي ومبشر جديد ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي