الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطلاق .. التهديد المستتر والتهديد العلني ..!!!

ميسون ابوعمره

2012 / 3 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يملك الرجال قوة، يمنحها لهم المجتمع، بقوانين وموروثات ثقافية أي معتقدات وتقاليد وأفكار, تلك القوة التي اكتسبها الرجل بحق الولادة.. كثيرا مايستخدمها بشكل عنيف للسيطرة على المرأة وظلمها .. وفي مقال سابق لي " الدوامة المكررة للعنف ضد المرأة " (1) أشرت إلى بعض من أشكال العنف ضد المرأة ، والتهديد بالطلاق شكل منه ، فمثلا في المجتمع الفلسطيني نجد أن موضوع الطلاق أمر صعب على كثير من النساء خاصة التي لاتملك استقلال مادي . أو الخائفة من الرجوع لأهلها أما لأسباب تتعلق بخبرات مؤلمة سابقة –كتعرضها للعنف داخل الأسرة من قبل الأب أو الأخوة - أو سوء الوضع الاقتصادي لأسرتها.. مما يجعل المرأة تفضل العيش مع زوجها المعنِف خوفا من إن تكون عالة على أسرتها هي وأطفالها.. كما أن هناك حالات طلاق تجعل المرأة لا تستطيع الاحتفاظ بأطفالها وتحرم منهم.. لذا فكثير من النساء تخاف من فكرة الطلاق وذلك حرصا على مصير أطفالهن من التشتت والضياع..
إن بعض المجتمعات العربية تفرض قيودا على المرأة المطلقة وتحاصرها .. كأن يقوم الأهل بفرض الإقامة الجبرية على بناتهن المطلقات، وإرغامهن على عدم الخروج من البيت خوفا من أن يقعن بالمحظور ..
هذا المعتقد موروث عند الكثير من المجتمعات ويصاحبها اللوم الدائم والإشارة بأصبع الاتهام للمرأة المطلقة بأنها هي سبب خراب بيتها .
فمسؤولية الطلاق ونتائجه تكون مدمرة للمرأة اجتماعيا ونفسيا .. ..بينما الرجل بعيد تماما عن اللوم ويملك إن يعيش حياته كما يشاء ..
إن العادات البالية والمجحفة والمفاهيم المغلوطة في مجتمعاتنا العربية، تسبب خوفا لدى المرأة من الطلاق.. ذلك الخوف يمنع المرأة من المطالبة بحقوقها .. ومن المؤسف أن هناك العديد من الرجال يعرفون نقاط ضعف نساءهم من موضوع الطلاق والخوف منه لأسباب سبق إن ذكرتها أو لعدم وجود مكان تذهب إليه المرأة بعد طلاقها .. فيكون ذلك سببا لاستمرار وتيرة العنف الممارس عليها من قبله .
الخيارات لدى المرأة قليلة إن لم تكن معدومة فتفضل البقاء تحت تأثير الظلم والعنف وتحاول التحمل، لأنه الخيار الوحيد الصعب الذي أثاره اقل خطورة من الطلاق.

وفي حالات أخرى نجد بعض النساء اللاتي شعرن بمرارة الحياة لكثرة ما تعانينه من ظلم وعنف موجه ضدهن من قبل الزوج فتحاول أن تنهي هذه العلاقة المريرة بلجوئها إلى القضاء لنيل حريتها والحصول على حقوقها بعد الطلاق . لكن ما يحصل هنا أن حصول المرأة على حكم بالطلاق أصبح أمرا صعب المنال . فالرجل يستطيع أن يطلق زوجته متى شاء بكلمة،
لكن المرأة لا تستطيع أن تحصل على حكم الطلاق بسهولة حيث يأخذ إصدار الحكم شهورا وسنوات، وقد لا تحصل عليه في النهاية .. فتحكم المحكمة بعودتها لزوجها ، اى العودة لدائرة عنف أقصى محملة بالشماتة وبمزيد من المعاناة ..
بالإضافة إلى ذلك نجد أن انعدام الضمير – لدى البعض- منح الرجل ومحاميه القدرة في التحايل على القانون وذلك من خلال تقديم وثائق مزوّرة تشير إلى دخل أدنى من الفعلي الذي ‏يحصل عليه الأزواج..وهذا سبب من أسباب عدم رغبة النساء المعنفات للجوء إلى القانون للحصول على حكم الطلاق .
حلول "-
أن علينا جميعا، واقصد بالجميع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمؤسسات النسوية، وضع تصور متفق عليه للحقوق التي لم تحصل عليها النساء من أجل الحصول عليها و "يجب مراجعة تصورات الحقوق مرة أخرى لكي تشمل حقوقا نسائية مهملة سابقا ، كالحقوق ضد الاغتصاب الزوجي وأنواع أخرى من العنف ضد المرأة " (2) ومراجعة قوانين الأحوال الشخصية تلك الصادرة في المجتمعات العربية والمطالبة بتعديلها حتى لا يدعم القانون بشكل مستتر دوامة العنف على سبيل المثال فأن قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 – مصر- نص في الفقرة الثانية من المادة رقم ‏‏54 على "تكون الولاية التعليمية على الطفل للحاضن" فهل الرجل الذي دمر الأسرة بعنفه واستهتاره بحقوق المرأة وشخصيتها الآدمية قادر على بناء مستقبل ايجابي لأولاده ؟ أم سيربيهم للخروج على شاكلته ؟
وهناك مجتمعات كمصر وفلسطين يكون الطلاق فيها بكلمة تصدر من الزوج حتى في الشارع.. وعلى تلك المجتمعات إصدار التشريعات بإلزام الزوج بأن يكون الطلاق أمام ‏المحكمة، ولا تصدر المحكمة حكمها بالطلاق إلا متضمنا الحفاظ على حقوق المرأة المالية والعينية وبشكل حاسم .. وحقها في رؤية أولادها ومشاورتها من قبل طليقها في صياغة مستقبلهم بحيث لا ينفرد الرجل بذلك .
و مالم تكن هناك مصادر موثقة بمدخولات الأفراد بحيث تكون هناك سهولة جمع معلومات عن مدخولات الزوج وإمكاناته المادية ، فأن الأمر سيكون صعبا على المرأة .. فكثير هي المهن الحرة في مجتمعنا العربي لا تخضع لفحص أو دراسة أو توثيق .. ومن السهل فيها الإدعاء بدخول اقل من الحقيقي .. إما للتهرب من الضرائب أو من النفقة الزوجية .
ويمكن بسهولة لكثير من الرجال الإدعاء بأنهم غير قادرين على أعاله أنفسهم أو تسديد نفقات الزوجة المطلقة .


مراجع وإحالات –
1- الدوامة المكررة للعنف ضد المرأة – ميسون أبوعمره - الحوار المتمدن -العدد 3659- 6-3-2012
2- أخلاق العناية – فريجينيا هيلد – ترجمة د.ميشيل حنا – سلسة عالم المعرفة – الكويت 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ارجو الاجابة!!
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 3 / 10 - 03:17 )
هل لك ان توضحي لنا ما معنى اغتصاب الزوج لزوجته؟؟.هل توافقين بان الاسلام كرم المرأة واذا كان كذالك فلماذا الاحتجاج واذا كان لا فهل الاسلام دين سماوي؟؟. ارجو الاجابة ولك جزيل الشكر.


2 - رد على الأستاذ فهد
ميسون ابوعمره ( 2012 / 3 / 10 - 10:50 )
شكرا تعليقك .. رغم أن أسئلتك عن الإسلام دين سماوي أو الاحتجاج ليست في مجال نقاشنا ولأسفي هذا التحريف كثيرا مانواجهه في حياتنا حول نقاش يدعمه الدين .. ولنبدأ بسؤالك الأول عن كيفيه اغتصاب الزوج لزوجته فهو يعنى الحصول على رغباته بالعنف رغما عن الزوجة التي قد تكون مريضة أو مرهقة وغير ذلك من أمور لا يعمل الزوج على تفهمها ومنحها الرعاية اللازمة
وعن الإسلام فقد عظم المرأة وتوجد سور كثيرة في القرآن تؤكد على حق المرأة في الحياة الكريمة ومعاملتها الحسنى والرسول (ص) أوصى بالنساء خيرا في خطبة الوداع .


3 - الاخت الكريمة ميسون
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 3 / 10 - 15:57 )
اشكرك جزيل الشكر على درك المهذب ولكن اذا كنت تعتقدين بان الاسلام كرم المراة فالاسلام هو من اعطى حق القوامة للرجل وجعل العصمة بيده وله الحق بان يطلقها متى ما شاء وان يشتريها ويبيعها كملكات يمين وهو من اعطى الرجل الحق في الزواج باربع وهو من سمح بضربها وهجرها في المضاجع وغيره الكثير. اذا لماذا هذا الاحتجاج واللجوء الى المنظمات المدنية وسن القوانين لحفض كرامة المراة؟؟.انا هنا لا ادافع عن الدين بل اعتبره صناعة بشرية صالح لبئته ولكن اذا كنت تعترفين بان الاسلام كرم المراة فيجب عليك الالتزام بتشريعاته.
شكرا لك وااسف لهذا الازعاج.


4 - الدين وحى
ميسون ابوعمره ( 2012 / 3 / 10 - 17:26 )
لا إزعاج .. والحقيقة أن رأيك الذي يقول (وله الحق بان يطلقها متى ما شاء وان يشتريها ويبيعها كملكات يمين ) يؤكد ما ذهبت إليه في مقالي .. فالإسلام لم ينص على تطليقها ( كما يشاء ) فالزواج ليس لعبه مزاج يلعبها الرجل .. بل التطليق لضروريات مع احترام حقوق المرأة كإنسان فهي ليست سلعة تباع وتشترى كما تقول .. أما قولك بأنه سمح بضربها فالرجاء الرجوع للأيه الكريمة وتفسيراتها .. فالضرب لا يعنى عنفا وتشويه وتجريح وترك بعض النساء معوقات بفعل القسوة والعنف .
وعن اعتبارك الدين صناعة بشرية فهو يناقض كلامك كله .. وأرى انك تخلط بين الدين كوحي من الله صالح لبيئته.. والفتاوى والأحكام التي يطلقها العلماء ورجال الدين وغيرهم فتلك الأحكام والفتاوى صناعة بشرية .. ولكون تلك الأحكام بشرية فالنقص يعتريها، وقد لا تصلح لبيئتها ولنا الحق في نقدها.
كتلك الفتوى التي تمنع النساء من قيادة السيارات في السعودية، مقالي ينقد التطبيق الخاطئ لنصوص الشريعة .. وليس للشريعة نفسها ..
ولك التحية

اخر الافلام

.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد


.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع




.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي