الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغلوب لا يقلد الغالب .

صالح حمّاية

2012 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين قال ابن خلدون "أن المغلوب يقلد الغالب لأنه يرى أن أسباب النصر في أفعاله" ، لم يكن أبدا مخطأ ، فأسهل الطرق لامتلاك المعرفة هي عن طريق تقليدها ، و بالنسبة للمهزوم أي وسيلة للخروج من محنته هي الحل الأمثل .

هذا الأمر الذي فعله المصريون القدماء مع الدولاب السومري الثوري في حينها ، و كذلك الصينيون اليوم مع المنتجات الأمريكية ، فكلا الحضارتين قررت التقليد في مرحلة ما لاكتساب المعرفة ، وطبعا ومع الوقت كان من الطبيعي أن يشتغل الإبداع لدى هذه الأمم ، فالصينيون وكأمة مغلقة كان الإبداع فيها صعبا يصبح التقليد هو الوسيلة الأسهل ، فمع التقليد المكثف لا مناص أن يشتغل الإبداع ، وهذا مع حصل مع الذهنية الصينية بحيث صار لها إبداعها الخاص الذي تنافس به اليوم .

لكن بالنظر إلى للعرب فإننا نجد أنه وعلى عكس كل أمم الأرض وفي كل الأزمنة ، يقررون وتحت ضغط تيار ممول من المنتصرين ، أن عليهم أن لا يقلدوا هؤلاء ، فكما يقال أن الولاء و البراء يحتم هذا ، وطبعا و حين يقال مثل هذا الكلام يخيّل أن أصحابه هم أول الملتزمين به ، لكن هذا ما لا يحصل .

فبالنظر إلى واقع الوهابية في الحجاز فكل شيء متوفر لديهم من منتجات المنتصرين ، في المقابل يظل الخطاب المعادي لهم مستمرا في شيزوفرينيا واضحة .

الأكيد هنا فقط ، أن هؤلاء و حين حرموا التشبه بالمنتصرين لم يكونوا يقصدون حتما السيارات الفارهة ، و لا الفيلات الفخمة التي يملكونها ، فالفقراء في الدول العربية لا قبل لهم بها ، لكن المقصود كان في القيم التي بنيت عليها حضارة المنتصرين ، فالعادلة والحرية و المساواة كقيم لم تكن لتجعل الفقراء يخسرون شيئا في تبنيها ، لكنها بالتأكيد كانت لتنتشلهم من واقعهم المزري .

ذلك التكفير للديمقراطية و اللعن لحقوق الإنسان ، ليس سوى حجب للمعدمين في الدول العربية عن اعتناق ما يخدمهم ، فأول المتضررين من تبني الفقراء في الدول العربية لقيم المنتصرين ، هم طغمة المستبدين التي تسطوا على أرزاقهم ، ولهذا ظل من الواجب إبقائهم بعيدين عن أي تأثير يمكن أن ينير عقولهم .

و عليه وبالجهل و بالغسيل المستمر للعقول الخاوية من أي معرفة ، ومع الغلق الكامل عن العالم ، من الطبيعي أن نرى فقراء العرب يلعنون حقوق الإنسان و يجرمون العدالة الاجتماعية ، فالجهل يقود صاحبه للتهلكة ، في المقابل لا عجب أن ينتخب الفقراء في الدول العربية مجموعة من الإقطاعيين ليديروا بلدانهم المهشمة ، فاللامنطق ينتج يؤدي للخيارات اللامنطقية .

لكن يبقى أن نقول أن تقليد المنتصرين سيفرض نفسه حتما ، فمع الوقت وحين يشتد الجوع والعطش على هؤلاء الفقراء سيكفرون بالنهاية بتعاليم الإقطاعيين وسيمشون مرغمين نحو ما يخدم مصالحهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس