الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الايمو والفساد السياسي.. من يتحمل ضياع الشباب

منى حسين

2012 / 3 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أخبرتني صديقة لي أنها ذهبت هي وزوجها قبل يومين للتسوق في مدينة الشعب وتحديدا في سوق شلال، وبصورة مفاجئة بدأ الشباب المتواجدون بالهرب بأتجاهات مختلفة، قالت أنها ألتفت الى جهة اليمين فشاهدت مجموعة من السيارات المضللة التي لاتحمل أرقام مرورية، نزل منها مجموعة من الأشخاص مسلحين قسم منهم يرتدون الزي العسكري الخاص بالحرس الوطني وقسم أخر يرتدون ملابس مدنية. عرفت أن هؤلاء المسلحين يطاردون الشباب اللذين يرتدون أزياء حديثة وعصرية أي شباب الأيمو. حيث دب الرعب بأوساط المكان وجميع الشباب المتواجدون وحتى الأطفال والنساء بدأ يختفون كل من كان موجود أتجه نحو الأختفاء من المسلحين اللذين بدورهم طاردو الشباب الهاربين.
الشباب شعلة المستقبل وعنوان الانتفاض والتغيير كل ما يطالبون به هو الحريات، حرية الملبس، حرية الأختيار، لكن حكومات الأسلمة وأذيالها ميليشيات الجريمة والأرهاب لاتفهم غير لغة القتل. انزال عقوبة الأعدام بهم بطحن رؤسهم بقطع البلوك الكونكريتية والتمثيل بجثثهم هو أنحلال وفساد سياسي لم يشهد التاريخ بمثله من قبل، على ما يبدو ان السياسة الرجعية ترث الدموية والأجرام. لقد عانى الشعب العراقي من النظام البائد ما عانى من القتل والتعوير والعوق والأستهتار، كلنا يتذكر كيف تم قمع حركة الشباب الرافضين للجندية والسوق الى الحروب في وقت الدكتاتورية، كلنا يتذكر كيف كانت طرق الأعدام وفي الساحات العامة وأمام مرأى الجميع. ومع أنتهاء الحرب بقيت حركة رفض الجندية لدى الشباب، فما كان من النظام القمعي الدموي السابق إلا اصدار قرار بقطع أذن الشاب الرافض للجندية. وبالفعل قطعت أحد أذني الشباب وظل يعاني من العوق طوال حياته، ما أشبه اليوم بالبارحة حيث ترث السفالة الأجرام بأزياء جديدة عن طريق دعم الجريمة المنظمة التي تتستر عليها الحكومة الفاسدة وحليفتها الجهات الدينية.
شباب الأيمو شباب يعبر عن أنتفاضه ضد الكبت الديني المتمثل بالعزل بين الجنسين وغيرها من سلب الحريات الشخصية، شباب ضائع لقد تحدثت أليهم وكان تبريرهم أنهم مهمشون لايجدون ما يحققون به ذاتهم وأحلامهم وطموحاتهم في الأمان والسلام، فشلو في الدراسة بسبب الفساد الأداري والمالي في عموم مؤسسات الدولة، فشلوا ليس لأنهم أغبياء وفاشلون لكن الفساد السياسي لم يساعدهم لأكمال دراستهم، ولم يوفر لهم فرص عمل تمنحهم الشعور بالحياة والأستقلال الأقتصادي والأجتماعي، على ما يبدو أن وزيرة الدولة لشؤون المرأة التي نفذت وصايا حزبها الحاكم من خلال أصدراها تعليمات أرادت منها تركيز عبودية المرأة لم تحقق مبتغاها، فأتجهت الحكومة هذه المرة الى الشباب وليس النساء فقط لترهيب قضية المرأة، ليكون هؤلاء الشباب عبرة للنساء اللواتي يطالبن بالحريات الشخصية والفكرية والمضهرية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن هناك ما يشاع حول توجهات لمنع النساء من قيادة السيارات في العراق.
مطاردة وقتل شباب الأيمو في العراق جريمة ومأساة أرتكبها بحقهم الأنحلال والفساد السياسي، أتمنى أن أتحول الى حمامة تخفيكم تحت جناحيها وتحلق بكم بعيدا، لقد أحسست الأنتفاض في قراراتكم وقرأت السياسة على رفضكم بالتمرد.
ينتقدون فانيلاتكم التي تحمل صور الجماجم التي ترتدون والأساور وتصفيفات الشعر. في مراسيم عاشوراء لمدة شهرين يرتدي الشباب الألوان السوداء والفانيلات والأزياء التي تحمل صور المناسبة وصور الرموز الدينية، ولا يعترض أحد، لايوجد أعتراض على التطبير واللطم في عاشوراء ولايوجد أعتراض على أقامة الذكر النبوي ومايحمل من عادات قمة في الأنتهاك الأنساني والجريمة، لكنهم يقتلون الشباب وقضيتهم التعبير عن رأيهم في حرية الملبس والحريات الشخصية التي ينص عليها دستورهم وقانونهم.
شباب الأيمو من هدر دمائهم وحكم عليهم بالأعدام بأنهاء حياتهم أنهم شباب ضحية الفساد السياسي التي أكتسح حاضر العراق ودمره، وحسب أحصائيات الداخلية أن (90) شاب قتل في مدن متعددة من العراق والرقم في تزايد مع صمت حكومي مجهول، عليه يجب فتح تحقيق في ضروف مقتلهم وأحالت الجناة الى المحكمة الدولية لمحاكمتهم بجريمة الأرهاب ضد الأنسانية. للوقوف على حقيقة هذه الجريمة المنظمة ضد الأنسانية جمعاء ولكشف العصابات المسيسة ومن يدعمهم لينالوا جزائهم العادل. يكفينا فساد سياسي، المستهترون الحقيقيون هم من يفخخون السيارات يقتلون الأطفال والأبرياء. مصاصو الدماء هم الساسة اللذين يستوردون المولدات ولايوفرون الكهرباء أو أي من الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية. مصاصي الدماء الحقيقيون في العراق هم الساسة الفاسدون اللذين يدمرون الأنسان، دمروا العمل، دمروا الصناعة، دمروا الزراعة، دمروا الثقافة، يقتلون الشباب الطامح الثائر الرافض يستبيحون الأنحلال والأنهيار.
غزاة العصور طحالب النتانة كلاب الصحراء، على مر العصور والكلاب تحرس السلطان وتخلص للقمامة وتحلب السفالة. بقتل الشباب والمستقبل هنيئا لكم مقاعدكم ودولة القانون التي تقتل شباب العراق. هنيئا لكم عصاباتكم والمليشيات. أثكلتم العوائل والأمهات وملئتم الجدران والشوارع بقطع المئاتم السوداء تنعى مقتل الشباب الرافض المتمرد. ياللفرحة شباب العراق مصاصو دماء!!؟؟ ليمتصوا إذا دمائكم أنتم ومفخخاتكم وعمائمكم وأستهتاركم. أعلموا ياساسة العراق أن القضية لن تقيد ضد مجهول ستحاكمكم دماء الشباب البريء.
الى الفنانين العراقيين علينا أن نخلد ذكرى الشاب (سيف العروس) أول شاب أعدم بطحن رأسه بقطعة البلوك الكونكريتية، ونقيم له نصب تذكاري في ساحة التحرير ليكون رمزا لكل الشباب الطامح للحرية والتغيير وشاهدا على جريمة العصر.
************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الايمو شهداء حرية الراي
حسنين السراج ( 2012 / 3 / 12 - 09:03 )
خالص التقدير للاخت الكاتبة ... قبل فترة دخلت في نقاش حاد مع أحد الاشخاص حول الايمو ورأيه يمثل شريحة واسعة من المجتمع مع الاسف الشديد ... كان يحترق قلبه لتلوث المجتمع بظاهرة الايمو ويتحدث عن ضرورة تنظيف المجتمع منهم ... فقلت له ولماذا لا يحترق قلبك من القتل والنفاق والدجل والكلاوات ... وقلت له أن الايمو شهداء وقتلتهم مجرمين ولتذهب الفضيلة الكاذبة التي تدعونها الى الجحيم ... فسخر من أستخدامي مفردة شهداء ... مجتمع أجرامي يعشق الموت ويعشق الدم ويدعي الفضيلة ليل نهار... الايمو شهداء رغم أنوف دعاة الفضيلة الكاذبة


2 - شباب ضايع لا اكثر
فؤاده العراقيه ( 2012 / 3 / 12 - 15:19 )
تحيه طيبه عزيزتي منى
جرائمهم فاقت حتى جرائم الطاغيه صدام , كان المجرم صدام يعاقب بصبغ سيقان الفتيات اللواتي يرتدين القصير لكن هؤلاء فاقوا التصوير وليس لهم علاقه بملابس الشباب والى آخره من ظواهر لكن سياسة البلبه واللهو والتخويف ما يتبعوه والضحيه كل يوم شكل والصمت لا يزال يكمم افواهنا , هؤلاء الشباب عزيزتي ضحية فساد لا اول له ولا آخر , وضحية أهاليهم ايضا يشعرون بضياع ناجم عن خلخلة لوضع كامل وتخلف سائد لشهب بأكمله

وارغب عزيزتي ان اعلم عن هذه التوجهات بمنع النساء من قيادة السياره هل يوجد عليها تعليمات ما او مجرد اشاعه ومن اين لكِ بهذه المعلومه للعلم فقط
شكرا عزيزتي على مشاعرك النبيله


3 - قيادة السيارات
منى حسين ( 2012 / 3 / 12 - 18:16 )
مع خالص ودي
للعزيزه فؤاده العراقيه
عزيزتي سارسل لك لنك ويتضمن حوار مع وزيرة المراة وتصريحاتها في عيد المراه لاحدى الصحف العراقيه اما بالنسبه لموضوع قيادة السيارات فهناك سيطرات استوقفت بعض النساء اللواتي يقدن السيارت وكما تعلمين توجهات الاسلام السياسي نحو وزارت الحرام النسويه ووزارت الاجرام الدمويه وقودها شباب الايمو ونسائنا والحريه ولا يوجد دخان بلا نار
اكرر تحياتي


4 - شهداء الانسانية
منى حسين ( 2012 / 3 / 12 - 18:50 )
تحية طيبة
للسيد حسنين السراج
اكيد هم من لوث المجتمع هؤلاء اللذين يحرموا الرقص والفن والحب ويصدروا احكامهم بالقتل على شباب اراد اكتشاف العالم من حوله واراد الحياة بسلام وامان هم طفيليات الخراب اصحاب الارهاب والدمويه خفافيش المصالح والابديه يستبدلون الحضاره بالغيب سيقون جهلهم من لحياهم يهشمون التطور بسراياهم الاجراميه


5 - ضحايا الانحطاط
شمخي جبر ( 2012 / 3 / 12 - 19:27 )
الملتفتون الى القرون الاولى حى كسرت رقابهم واعوجت عقولهم لايمكن الا ان يكونوا هكذا ... فهم منتجي ثقافة الانحطاط وسدنة القتل والموت والارهاب
يعبرون عن افلاسهم وخلو ايديهم وعقولهم الا من عفن العصور الاولى.
تحياتي استاذتي الفاضل منى حسين


6 - رحمك الله يا ابا خالد
صادق امين ( 2012 / 3 / 13 - 17:26 )
الاستاذة العزيزة ---- لااقول حدثتني منى بنت حسين عن صديقتها عن زوجها عن سوق شلال -- قالت اوقال -- بل انا احدثكم رايت بعيني وسمعت باذني --- دخل شباب عند المساء الى مقهى في الطالبية شارع عدنان--يرتدون ملابسا سوداء طليقي اللحى واليد واللسان - واشارو االى الشباب المتواجدين في المكان ( هيً - انت زين(احلق) شعرك لو نسحق راسك) او (بنطرونك بدله (غيرًهُ)-الخ من العبارات التافهة والتي لاتتناسب والشارع المقدس الموجود في مخبلتهم المريضة -- بعدهاغادروا بسيارات لايستعملها الا افراد الطاقم الحكومي وهذه مصيبة الا ان المصيبة الاعظم الحكومة تنفي وقوع مثل هذه الحوادث بل وتتهم مروجيها بانهم اعداء الشعب --- الخ من السخافات التي كان يرددها ازلام النظام البائد من قبيل( ان هنالك مؤامرة تستهدف هذا الشعب) ولاادري الى متى نبقى على هذا الحال ( ياولد ال ---) -اقولها ملئ الفم ان الحكومة مسؤؤلة مسوؤلية مباشر ة لانها مدعومة من رجال الدين الذين افتوابقتل هؤلاء الابطال الذين لاذنب لهم الا انهم حاولو ان يعبروا عن ارائهم وبوسائلهم الخاصة لذلك فان قتلهم يعتبر بدون وجه حق وهو جريمة بحق الانسانية وعزائي لذويهم


7 - ثقافة الأنحطاط
منى حسين ( 2012 / 3 / 13 - 19:34 )
تحياتي وتقديري للأستاذ شمخي جبر
لقد أعاقونا وأعاقو مسيرتنا فهم من أنتج الشذوذ وأحتضنوا الفساد حتى فتتوا المستقبل وشوهوا الجمال والفن وصادروا حرية الأنسان في قعر الحلال والحرام.
أكرر تحياتي


8 - أحلق شعرك أو نسحق رأسك
منى حسين ( 2012 / 3 / 13 - 20:08 )
تحية طيبة الرفيق العزيز صادق أمين
كما عرفناهم دائما عناوينهم الخراب يذبحون الحمام يقتلعون الأمل والأمان، تربوا على القتل والتدمير يتفاخرون بالأرهاب، في غفلة من التاريخ قفزوا الى كراسي الحكم وصاروا سلطة فصالوا وجالوا وعاثوا فسادا وطغيان وحقارة. نتانتهم فاحت وأزكمت أنوفنا وحواسنا.
نعم الحكومة هي من نفذ وحثالات الدين هم من شرع للقتل. وسيبقى أبنائنا اللذين طحنت رؤسهم ذكرى تقض مضاجع السفلة المنحطين سواء القتلة أم المشرعين.
أكرر تحياتي


9 - استازه منى
باسم الكندي ( 2012 / 3 / 22 - 19:24 )
ا ----------- في مساء هذا اليوم 2032012 وبالقرب من احد المطاعم التي تطل على نهر دجلة الخالد في الكريعات توقفت سيارات مونيكا وترجل منها رجال بملابس رسمية واقتادوا احد الشباب الذين يرتدون الملابس العصرية الحديثة ( الايمو ) الى جهة مجهولة وسمعتهم يوبخونه ويقولون له الم نقل لك لاتلبس لباس الكفر هذا ويضربونه على راسه المقدس ورايت الشباب اصدقاءه وقد انفضوا من حوله وولو الادبار لانهم فعلا اطفال وصغار من هذا اريد ان اؤكد ان الحملة مازالت مستمرة على شباب الايمو وعجبي على هذا السكوت من قبل القوى السياسية ومنضمات المجتمع المدني التي وعلى مااظن تخجل او تستحي ان تدافع عن هؤلاءلانها تاثرت بالكذبة التي اطلقت عليهم بانهم (جراوي) فهنيئا لكم هذه الديمضراطية التي مسخت انسانيتكم واشترت سكوتكم


10 - لباس الكفر
منى حسين ( 2012 / 3 / 22 - 19:56 )
سلامي وتحياتي
للرفيق العزيز باسم الكندي
انا لا استغرب السكوت لانه زراعة قديمه صنعها البعث المباد في المجتمع السياسي اما عن سؤالك متى تنتهي الحمله ضد الايمو انا اقول لك متى عندما تنتهي الحمله الايمانيه التي اطلقها الدكتا تور المباد عند ذلك نفهم ان الحملات انتهت


11 - fzkrZXcKhgerRydqA
Astute ( 2013 / 4 / 1 - 13:52 )
This could not posiblsy have been more helpful!

اخر الافلام

.. كيف تتابع النساء في ألمانيا كأس أمم أوروبا؟


.. يغيب عنهم الفرح ويحاصرهم الحزن أطفال غزة في العيد




.. هروب طبيب بعد وفاة امرأة أجرى لها عملية شفط للدهون في العراق


.. ولاء عودة عملت بشغف وعزيمة لإقامة زاويتها التي تضم المشغولات




.. حنرجعها معرضاً متنوعاً يدعم الفلسطينيات في غزة