الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة قتل الايمو في العراق

عروبة بايزيد اسماعيل بك

2012 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يثيرنا العجب والإستغراب من ظاهرة القتل التي يتعرض لها مجاميع من شباب العراق بحجة إنهم
يحملون ثقافة "الإيمو " هذه الثقافة التي كانت بدايتها الاولى في ثمانينات القرن الماضي حين ظهروا شباب يمثلون تيار الروك الموسيقي وأنتشر هذا التيار في الولايات المتحدة الامريكيه والغرب واصبح لهم معجبين ومؤيدين لطريقة حياتهم وتفكيرهم فأزداد نشاطهم توسعا وأصبح واضحا عام 1990 فكان لهم ستايل خاص يميزهم عن الاخرين من ناحية الأزياء التي يرتدونها وطريقة تصفيف شعرهم الغريبة بعض الشئ , لايعبدون الشيطان مثلما شاع عنهم وليس لهم اي طقوس دينية معينه يمارسونها إن ثقافتهم تتمثل بالتشائم والشعور الدائم بالألم الحاد ويعتبرون إن الحياة هي الالم الكبير بالنسبة لهم يحملون مشاعر الحزن والكآبة فنراه واضحا في إرتدائهم للون الاسود فقط حتى إن شعرهم يصبغونه بالاسود القاتم والفتية منهم يرفعون شعرهم الى الأعلى ويسدلونه من الامام على العين, قد يمتزج اللون الاسود الغالب على ملابسهم بعض الاحيان باللون الوردي او الأبيض , يلبسون الاكسسوارات كالسلاسل والقلائد الكبيره المميزه والأساور حول المعصمين , يضعون الكحل الاسود على عيونهم ذكوراً واناث إنعزالهم عن المجتمع وإنعكافهم عن الاخرين يبدو واضحا في علاقاتهم , يـُخشى عليهم من كآبتهم الحاده التي قد تتسبب في انتحارهم , يهربون من ألمهم النفسي بإيذاء جسدهم لاتهمهم نظرة المجتمع لهم فهم يعملون ماتـُملي عليهم أنفسهم

بعد هذا التعريف الموجز البسيط نسأل هنا هل إن ثقافة الإيمو زحفت الى شباب العراق بشكلها الجدي أم إن هناك مجاميع من الشباب إستهواهم أستايلهم الغريب والملفت للنظر فقط وأعجبتهم هذه الصرعة فحاولوا تقليدها بعض النظر عن ما إذا تقبلها المجتمع ام لا...مارأيناه إن القتل بالرجم طال شباب بعيدين تمام البعد عن ثقافة الإيمو من حيث التفكير و طريقة اللبس لأنه مثلما وضحنا إن الإيمو لايرتدون غير السواد ومن خلال صور الشباب الذين قتلوا و التي نشرت على المواقع الألكترونية وصفحات الفيس بوك وجدنا إنهم شباب يرتدون ملابس بألوان زاهيه لاتدل على إنهم إيمو لأن الإيمو لايقبلون من ينضم اليهم ويحمل أفكارهم ما أن يرتدي السواد ويصبغ شعره بالاسود ومن خلال التقارير التي ظهرت على الفضائيات رأينا إنهم شباب يعانون من مشاكل نفسيه أو بيئيه التقوا في نقطة واحدة مشاكلهم دفعتهم الى الاعلان عنها بهذه الصيغة لأثبات وجودهم وذاتهم إنهم بعيدين تماما عن أيديولوجية وثقافة الإيمو. لايميلون الى العنف تستهويهم سماع الموسيقى شاعريين في أحاسيسهم يهتمون بأنفسهم يميلون الى إرتداء ملابسهم على الطريقة الغربية .. . إنه مجرد إعجاب وتقليد لثقافة الغرب في مظهرهم وسلوكهم
إنها مرحله من مراحل العمر قد يمر بها الشخص وقد لايمر ففي مرحلة المراهقه قد يتعرض الفرد فيها الى سلوكيات خاطئه تعرضه للكثير من المشاكل فيكون المراهق متمرد على واقعه يريد التغيير ويستهويه كل مايدعوا الى الغرابة وكل ماهو مثير وهذا هو حال هؤلاء الشباب الذين يدعونهم اليوم ب الإيمو

فما أ ُثير من مبالغات وإشاعات حولهم كانت غير حقيقيه
فلماذا هذا الخلط في الاوراق ولماذا هذه الضجة التي أ ُثيرت حولهم ولماذا هذا الإتهام الباطل ضدهم ولماذا يتم رجمهم حتى الموت ؟

هناك من دافع عن سبب قتلهم وقال بأنهم يمثلون الجنس الثالث وهذا بعيد عن الصحة تماما لان مجاميع الجنس الثالث يتميزون بمواصفات مختلفة اخرى وهناك من قال انهم من عبدة الشيطان وهذا ايضا هراء بهراء إذا ٌ لاوجود لأي مبرر لقتلهم إرحموا شباب العراق الذين لم يروا أويسعدوا أبدا ٌ في حياتهم ولم يعيشوا حياة حرة كريمة مثلما يعيشها الآخرين فمنذ ثمانينات القرن الماضي ونحن نعيش حروب بحروب وحصار بحصار وقهر وألم وأوجاع ومآسي ألم تؤثر هذه العوامل على نفسيتهم بشكل مباشر فدعوهم يشمون فسحة الهواء الصغيره التي لديهم طالما انهم ليسوا بمخطئين بل مقلدين لثقافات غربيه إستهوتهم ظاهريا ٌ وليس عقائديا ٌ أتسائل هنا أين هو دور المؤسسات التربويه ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام أين هم من متابعة الشباب وتثقيفهم وإرشادهم على المسار الصحيح الذي يجب ان يكونوا عليه مع كل التغييرات والمستجدات التي تطرأ على العالم اليوم .
أو ليس من يستوردون هذه النوعية من الملابس والاكسسوارات ومن يساهمون في ترغيبها و ترويجها هم من يستحقون العاقبة والملامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah