الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المبادىء البهائية محو التعصّبات بجميع أنواعها

امال رياض

2012 / 3 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يا أبناء الإنسان هل عرفتم لم خلقناكم من تراب واحد لئلا يفتخر أحدٌ على أحد وتفكروا في كل حين في خلق أنفسكم إذاً ينبغي كما خلقناكم من شيء واحد أن تكونوا كنفس واحدة بحيث تمشون على رجل واحدة وتأكلون من فمٍ واحد وتسكنون في أرضٍ واحدة وحتى تظهر من كينوناتكم وأعمالكم وأقوالكم آيات التوحيد وجواهر التجريد هذا نصحي عليكم يا ملأ الأنوار فانتصحوا منه لتجدوا ثمرات القدس من شجر عزٍّ منيع. - الكلمات المكنونة

بتعمقنا في هذه الكلمات يمرّ بخاطرنا شريط من تاريخ البشرية يقطر دماً في كثير من أجزائه بفعل الحروب المدمرة والمنازعات والمشاحنات والحروب الاهلية والاقليمية وبعث العداء والكراهية في النفوس بين فئات المجتمع وتوارثها من جيل إلى جيل. فلو استعرضنا جذور هذه الآفة الهادمة للبنيان الانساني لوجدناها نابعة من التعصبات بأنواعها، والعقيدة البهائيّة القائلة بوحدة الجنس البشري تضرب بمعولها على جذور عامل آخر من عوامل الحروب وهو التّعصب العنصري، فقد اعتبر عنصر من العناصر البشريّة نفسه متفوّقاً على العناصر الأخرى، وآمن جرياً على قانون "بقاء الأنسب" بأنّ تفوّقه هذا يمنحه حقّ استغلال الشّعوب الضّعيفة بل حقّ إبادتها. وقد اسودّت كثير من صفحات تاريخ العالم بشواهد وأمثلة تطبيق هذا المبدأ تطبيقاً قاسياً لا مروءة فيه. أمّا وجهة النّظر البهائيّة فتقول إنّ النّاس من أي عنصر كانوا متساوون في قيمتهم أمام الله، وكلّهم يمتلكون من المَلَكات الفطريّة البديعة ما يحتاج إلى تربية تتـناسب وتطوّرهم، وإنّ كلّ عنصر يستطيع أنْ يلعب دوراً، فيزيد حياة الجّامعة البشريّة غنى وكمالاً

ومن كتاب "ملخص المبادئ البهائية"، الطبعة الرابعة، سنة 1997، ص57-58

من الواضح أن بعثة الأنبياء لم تكن تهدف إلا لغرض توحيد كلمة البشر وجمع شملهم وربطهم بعرى المحبة والتعاون والاتفاق لتستقيم أحوال المجتمع البشري وتستحكم أسس السعادة والرفاه للجميع. بيد أنه من المعلوم وياللأسف أن كثيراً ما أسيٴ فهم التعاليم السماوية والنصائح المشفقة الربانية التي جاء بها أولئك الانبياء، فظهرت بين تابعيهم ومروّجي عقائدهم البدع المخالفة والتعاليم الباطلة والاوهام السقيمة وبالتالي ألوان من التعصبات المميتة الشنيعة كالتعصبات الجنسية أو العرقية، والتعصبات الوطنية والطبقية واللونية واللغوية وجرى الجميع وراء الاطماع المادية بروح التفوق والاستعلاء ونشأت الاطماع الاستعمارية ووقعت الحروب الطاحنة لأجل امتلاك الأراضي والتوسع الاقليمي على حساب الأمم الضعيفة والشعوب المتأخرة، واشتدت روح العداء والبغضاء بين الأمم والشعوب، وباتت الحروب تجر الحروب ولكن على مقياس أوسع وأوسع وتهدد الجنس البشري بالفناء والدمار في عاقبة الأمر. فالتعاليم البهائية ترمي إلى محو التعصبات كافة لأنها هادمة لبنيان العالم الانساني وكيانه، جالبة لشقائه وتعاسته وبلائه، ولن تسود الراحة والاطمئنان ولن يستقر الصلح والسلام بين الأنام ما لم تُنبذ تلك التعصبات المهلكة نبذاً تاماً ويعامل الناس بعضهم بعضاً بنهاية المحبة والعدل والإخاء مؤمنين بمبدأ وحدة البشر، وأن لا فضل لإنسان على إنسان إلا على قدر عمله وخدمته لعالم الإنسان

ومن كتاب الدين البهائي" - الصادر عن الجامعة البهائية العالمية عام 1994م

وما التعصبات إلا أفكار ومعتقدات نسلّم بصحتها ونتخذها أساساً لأحكامنا، مع رفض أي دليل يثبت خطأها أو غلوّها، وعلى هذا تكون التعصبات جهالة من مخلّفات العصبية القبلية. وأكثر ما يعتمد عليه التعصب هو التمسك بالمألوف وخشية الجديد لمجرد أن قبوله يتطلب تعديلاً في القيم والمعايير التي نبني عليها أحكامنا. فالتعصب نوع من الهروب، ورفض لمواجهة الواقع. بهذا المعنى، التعصب أيا كان، جنسياً أو عنصرياً أو سياسياً أو عرقياً أو مذهبياً، هو شرّ يقوّض أركان الحق ويفسد المعرفة، بقدر ما يدعّم قوى الظلم ويزيد سيطرة الجهل. وبقدر ما للمرء من تعصب يضيق نطاق تفكيره وتنعدم حريته في الحكم الصحيح. ولولا هذه التعصبات لما عرف الناس كثيراً من الحروب والاضطهادات والانقسامات. ولا زال هذا الداء ينخر في هيكل المجتمع الانساني ويسبب الحزازات والاحقاد التي تفصم عُرى المحبة والوداد. إن البهائية بإصرارها على ضرورة القضاء على التعصب، إنما تحرّر الانسان من نقيصة مستحكمة، وتبرز دوره في إحقاق الحق وأهمية تحلّيه بخصال العدل والنزاهة والانصاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام ملئ بالكراهيه والحقد على الاخر
حكيم العارف ( 2012 / 3 / 13 - 22:21 )
لان البهائيه هى امتداد للأسلام ... موضوع التعصب ده خليه على جنب ... علشان الجروح كثيره وعميقه ...

الاسلام ملئ بالكراهيه والحقد على الاخر وبالتالى موضوع التعصب لن يفلت منه اى مسلم الا اذا كان مسلم نص نص (لايعرف عن الاسلام الا اسمه) ... انت فين يا محمد الحلو ..


2 - اين الحكمة ياحكيم
امال رياض ( 2012 / 3 / 14 - 01:40 )
ايها الحكيم العارف
ليست البهائية امتداد للأسلام ولكن البهائية هى تتواصل مع كل الديانات بنفس المنهجية الجوهرية .. ياريت بس الحكيم يقرأ شوية ويتثقف هههههههههه وبعدين ياحكيم زمانك التعصب مرض اصاب نفوس كتيرة ولم يفرق بين مسلم ومسيحى واى دين العصبية مازالت فى بيئتنا القبلية وصحيح حناخد فترة على بال ما نشفى منها لكن الحمدله الأمل موجود فى بعض العقول اللى قدرت تتحرر من قيود التعصبات بجميع انوعها وافخر انى منهم لأنى تعلمت فى البهائية انى احب جميع البشر مهما كان جنسهم او لونهم.. وعلى فكرة الجروح دى البشر هما اللى صنعوها وفى ايدهم علاجها


3 - الانكار لن يفيدك ... يامدام
حكيم العارف ( 2012 / 3 / 14 - 22:22 )
سؤال : هل تؤمنى بالقران انه من عند الله وان محمد هو رسول الله !!

بالمناسبه ... ماينفعش تؤمنى بحته من القران وتلغى اللى على كيفك

ارجو الاجابه لتعرفى موقفك من نفسك ... الان الكره فى ملعبك.

سجلى الهدف براحتك


4 - هههههههههههههههههههههه
امال رياض ( 2012 / 3 / 15 - 09:49 )
انت مش حكيم انت كوميدى اوى المهم
اكيد اؤمن بالقرآن الكريم انه كتاب جاء بالحق وإن الرسول محمد رسول حق من عند الله وعلى فكرة موضوع انكارى او اعترافى لا يخصك هذا شىء بينى وبين الله يعنى ملكش دخل فيه نهائى .. كمان اعتقد لازم المسلمين يعرفوا ان القرآن ليس حكر لهم القرآن جاء رحمة للعالمين وليس للمسلمين كل ما يخص المسلمين هو الشريعة التى أتى بها الرسول محمد وهذا المنهاج الذى اتى به الله فى هذا الشرع وبما ان لكل شرع منهاج فأنا لدى منهاج أخر على حسب قول الله تعالى .. وانا من لكى الغى كلام الله تعالى انى اوحد الله واقول لا إله إلا الله وان الرسل من عند الله وأؤمن بكل الفضائل التى أتت بها الأديان من أخلاق وقيم وكمالات .. لم الغى الحب والسلام والصدق والأمانة والتقوى والعمل الصالح وكلمة الصدقة وكل المعانى النبيلة التى احتواها القرآن الكريم . هذا هو القرآن الكريم منبع الأخلاق والقيم وليس هو شرائع فقط .. ارجوا حضرتك تعرف موقفك انت من قرآنك وانه نهج الأخلاق والقيم والأداب ولا يقتصر على الشريعة فقط التى هى تخص اتباع سيدنا محمد ولا تخص اى امة اخرى .. مثل ما كانت سريعة السابقون تخصهم ولا تخصكم .تحياتى

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي