الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تاريخ التعذيب بأسم المقدس ... القسم الاخير

حسنين السراج

2012 / 3 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القبائل البدائية
العقيدة الطوطمية هي عقيدة القبائل البدائية المتواجدة في امريكا وأستراليا ويمكن أن نتعبرها من الاديان البدائية البسيطة وهي أن تقوم كل قبيلة بأختيار رمز لها من الحيوانات كالذئاب أو الظواهر الطبيعية كالرياح ويكون هذا الطوطم جزء لا يتجزء من القبيلة ورمزا لها فالقبيلة التي تقدس الذئاب تعتبر عائلة الذئاب متوحدة مع عائلتها وترمز لها وتقوم القبيلة أحيانا بالتضحية بالطوطم المقدس نفسه وذلك أعتقادا منهم أن قتله من قبلهم ينقل قدراته اليهم . مارست هذه القبائل العنف تجاه القبائل الاخرى وتجاه أبنائها باسم المقدس . فحين كانت تقبض على فرد من قبيلة أخرى عدوة كان هناك طقوس معينة في قتله وهناك اعتقاد سائد بان روحه ستطاردهم فيقومون بطقوس معينة للحصول على السماح من روحه فيعبرون عن ندمهم واسفهم على قتله ويبيننون له أنهم كانوا مجبرين على قتله لانه عاداهم ولو أنه كان أقوى منهم لقتلهم بدوره ولو انهم كانوا اصدقاء لما حدث الذي حدث والى اخره من تعابير الندم والتبرير وكل هذا لتفادي مطاردة روحه لهم .
اما عن طقوس التعذيب تجاه ابناء القبيلة نفسها فتحدث طواعية وبحضور شباب القبيلة . ونموذج على هذه الطقوس :
(يتم طعن السكاكين والاسياخ المربوطة بحبل متدلي من الأعلى في جسد الضحية ويتم سحب الحبال التي تقوم برفع جسد الضحية الى الاعلى بسبب انغراسها بعمق في أجزاء من جسده بعد أن كان مستندا الى الأرض بيديه وقدميه . وكانت بعض القبائل في أستراليا تقوم باكل أهلهم واصدقائهم بعد موتهم تكريما لهم وتخليدا لروحهم فالوسيلة التي تؤدي الى استمرار روحه في البقاء هي ألتهام جسده ) .
الأزتك
وهي أمبراطورية بدائية قديمة تواجدت في شمل غرب وادي المكسيك يعتبر الدين من أهم أولوياتهم وكانوا يقدسون أكثر من أله مثل الشمس والريح والمطر والنار ويعتقدون ان ألهة الخير التي يقدسونها يجب ان تبقى قوية لتتمكن من مواجهة ألهة الشر و يعتقدون أيضا ان الحياة تدور مع الدم والقلب هو محرك الدم الاساسي لذلك هو خير أضحية تقدم لأله الشمس هي قلب يقتلع من جوف انسان .
اله الشمس
الاضاحي التي كانت تقدم لاله الشمس يتم فيها أقتلاع قلب الضحية بعد شق صدره من قبل كاهن بسكين حجرية وهو حي ويرفع قلبه الى السماء وهو لازال ينبض ليراه اله الشمس ويرضى عنهم أما الجسد فيرمى من سلم المعبد المرتفع ويتلاقفه الحرس ويقطعوه فيضعون الرأس على عصى خشبية وياكلون اليدين والقدمين والباقي يعطى للحيوانات المفترسة .
تقدم الاضاحي لاله الشمس كل يوم في وقت شروق الشمس وكل نهاية شهر والذي يساوي عشرين يوم وكل نهاية سنة و التي تساوي ثمانية عشر شهر وفي نهاية كل دورة حياة والتي تساوي 52 عام . هذه اوقات تقديم الاضاحي لأله الشمس وأهمها هو المهرجان الذي يقام كل 52 عام فهو يعتبر نهاية دورة حياة والاله على وشك أن ينهي الموضوع ويدمر كل شيء لكن هناك حل يجعله يغير رأيه وهو أهدائه أكبر عدد ممكن من القلوب الحية ومن أين تأتي ؟؟؟ بكل تأكيد تأتي من أسرى الحروب والغزوات التي كانوا يقومون بها على القبائل الاخرى والحقيقة أن الهدف الرئيسي لدخولهم بهذه الغزوات والحروب هو للحصول على اضاحي لأرضاء ألهتمهم المختلفة وأهمها اله الشمس . بعض الاضاحي كانت من الأزتكيين أنفسهم فبعض الأزتكيين ينذرون أنفسهم للمعبد وتقتلع قلوبهم بمليء ارادتهم .
أله الليل
يقوم الأزتكيين بتقديم الاضاحي على مدار السنة ولجميع الالهة التي يعتقدون بها ولأله الليل حصة أيضا وكانت تقدم له الاضحية بطريقة مختلفة حيث كان يوضع الضحية في حلبة ويعطى سلاح بسيط ويتم مواجهته من قبل أربع مقاتلين مجهزين بشكل كامل ويقومون بتقطيع اوصاله وقتله.
أله النار
أما الاضحية التي تقدم لأله النار . هذا الاله الذي أذا لم يكسبوا وده بضحية سيحرقهم جميعا. كانوا ياتون بالضحية ويضعونه بالنار ويحترق جسده ويخرجونه من النار قبل أن يموت ثم يستخرجون قلبه .
أله المطر
أما أله المطر فقصته قصة فهذا الاله لا يهدأ له بال ألا بعد ان يضحوا له بالاطفال حصرا . كانوا يجلبون الاضاحي من الاطفال ويجبروهم على البكاء من خلال أقتلاع أظافرهم والسبب هو تفائلهم بدموع الاطفال بانها تجلب مطر غزير وبعدها يقتلوهم بطرق بشعة ويلقوهم من أعلى سلم المعبد ليتلاقفهم الحرس ويسلخون جلد البنات ويلبسونه فوق اجسادهم ويرقصون به كطقس يؤدي الى ان يرزقهم أله المطر بزرع وفير . كل هذه الأضاحي كانت تقتل بهذه الطرق البشعة كنوع من انواع التعبد والتقرب الى الالهة التي يقدسونها .
قبيلة الفوري
وهي قبيلة بدائية تعيش في غينيا الجيدة وهي جزيرة تقع شمال أستراليا . حين علم أفراد هذه القبيلة من أفراد البعثة التي وصلت أليهم في خمسينيات القرن الماضي ان أفراد البعثة لا ياكلون لحوم البشر استغربوا من ذلك ووجدوه شيء غير طبيعي فكان أكل لحم البشر بالنسبة لهم عادة متوارثة وفتحوا أعينهم عليها ولا يتخيلون الحياة بدونها . حين يموت أحد افراد القبيلة تقام له مراسيم الجنازة ومن طقوس الجنازة أن تقوم النساء بتقطيع أوصاله وشويه واخراج أعضائه الداخلية وأكل مخه طازجا بعد تكسير جمجمته ويشاركهم بذلك الاطفال وبعض الرجال . لكن بعد أن أصيبوا بمرض دماغي خطير أدى الى موت الكثيرين وهو مرض يشبه جنون البقر تركوا عادة أكل لحوم البشر . لم تكن وجبات اللحم البشرية تقتصر على موتاهم بل حتى الاسرى من القبائل الاخرى لكن كان أعتمادهم الرئيسي على أكل جثث موتاهم . حين جرى حوار بينهم وبين أفراد البعثة تحدثوا عن أيجابيات أكلهم للحم البشر ومدى حبهم له ولطعمه ولم يكونوا يرونه أمر مخجل او سيء بل كان أمر طبيعي جدا والغير طبيعي بالنسبة لهم هو أن لا ياكلوا لحم البشر . لم تعد هذه القبيلة تأكل لحوم البشر الان وذلك بسبب تفشي المرض القاتل الذي أصابهم في الخمسينات من القرن الماضي و أختلف الطب في تحديد سبب المرض فهناك راي طبي يقول ان سببه هو أكل لحوم البشر ورأي اخر يقول بعدم وجود علاقة بين المرض وبين اكل لحم البشر .
قبيلة الماساي
وهي من القبائل البدائية المتواجدة في افريقيا وتحديدا في جنوب كينيا وشمال تنزانيا تعيش هذه القبيلة على الرعي وتربية الابقار يقوم أفراد هذه القبيلة بشرب دماء البقر كقربان للطبيعة الام ودلالة على النضج الجسدي لدى المحاربين . ويعتبر دم البقر من الأغذية الأساسية لديهم حيث يخلطوه مع الحليب ويشربوه .
أيلام الذات في المسيحية والاسلام
لا نتحدث هنا عن تعرض الانسان للالم بشكل قهري بل أن يقوم بأيلام ذاته بنائا على عقيدة دينية مثل الطقوس التي يقوم بها نسبة من الصوفيين كقيامهم بطعن أسياخ في أجسادهم أو دق سكاكين في رؤوسهم أو أكلهم للزجاج . أو الطقوس التي يقوم بها نسبة من الشيعة خصوصا في باكستان كضرب الجسد بسلاسل تحتوي على سكاكين تؤدي الى تمزق الجلد أو طبر الرأس بالقامة. وهناك نسبة من المسيحيين يحتفلون بعيد القيامة من خلال طقوس يقومون بها بايذاء أنفسهم كضرب ظهورهم بالسلاسل وغيرها من الطقوس العنيفة والتي تحدث في الفلبين في عيد القيامة ويتم صلب أشخاص تطوعوا لهذا الغرض من خلال ربطهم على الصليب ودق المسامير في أياديهم .
يقول عالم الأجتماع أبراهيم الحيدري بهذا الخصوص :
هناك عناصر كثيرة تضمها دائرة العنف، ومنها العنف المقدس باعتباره وجها من وجوهه. وبالرغم من ان هذه الوجوه في جوهرها ذات طبيعة دينية واجتماعية ونفسية، كاستخدام الشعائر والطقوس والمراسيم الدينية التي تصاحبها التراتيل والرقص والتعاويذ وتقديم الاضحية الرمزية او غيرها وحيث تراق دماء كثيرة خلال اجراء تلك المراسيم والطقوس. وغالبا يرافق ذلك نوبات هستيرية واضطرابات سايكو – فيزيولوجية وهلوسات بصرية وهيجان جماعي ينعدم فيه احيانا الوعي والاحساس بالألم، نتيجة الضرب والجروح والحروق والصدمات النفسية. كما يصاحب ذلك جلد الذات وإيلام الجسد كالضرب المبرح على الرأس أو الأرجل حتى تسيل منها الدماء، كما في عيد القيامة عند المسيحين وفي احتفالات عاشوراء وتطبير الرؤوس بالقامات وضرب الظهور بالزناجيل عند الشيعة وغيرهم من الشعوب . هذه الانفعالات الجماعية تحمل في الحقيقة بذور عنف يتطلع للانفجار، ولكنها من جهة اخرى، تكون صمام امان للتنفيس عن المكبوتات بدل الانفجار والتدمير. ولهذا تكون لغة الطقوس ضرورية احيانا، غير ان المبالغة فيها يخرجها عن محتواها وأهدافها وهو التعالي والتسامي الذي تشحنه رموزها .
المصادر :
أنظر-ي :
- الطوطمية أشهر الديانات البدائية – الدكتورعلي عبد الواحد وافي
- العنف المقدس – اقلام حرة – البرفيسور ابراهيم الحيدري
- صحيفة الديلي ميل - Boy, 15, nailed to a cross as Filipinos whip and crucify themselves in gory Good Friday ritual
- أكل لحوم البشر بين عصور وثقافات - بي بي سي نيوز – مقال بقلم كلير ميرفي
- قراءة في كتاب الطوطم والتابو لفرويد – موقع الملتقى الطبي السوري
- قبيلة الماساي الافريقية ومعبد الالهة في مالاوي – الحوار المتمدن – سيمون خوري
- معبد الازتك والاضحية البشرية – موقع كابوس
- في بابوا غينيا الجديدة الحزن على الموتى يتضمن تقطيعهم والتهام لحومهم – موقع كابوس
- قبيلة الماساي - مدونة الحقيقة – حنان العراق – مدونات أيلاف
- ازتك - موسوعة المعرفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشاوس
علي عدنان ( 2012 / 3 / 15 - 05:40 )
كل الذي ذكرته سيدي لايرقى ولو بانمله لما يلاقيه (المعذب) في سجون الاشاوس الحكام العرب الاشاوس


2 - شكرا
البرق ( 2012 / 3 / 15 - 21:29 )
شكرا لك يا اخي الكريم على هذا المجهود الرائع وهذه المعلومات القيمه ..وهنا احب ان اقول بعد ان اطلعت على تسلسل بحثك عن تاريخ التعذيب بكل اجزاءه..لماذا الى الان مستمره هذه الاعمال ولماذا هذا الابتكار بالارهاب ..وهي الحياة لا تعاش الا مره واحده فقط..فكم جميل لو تركنا هذا الماصي المخجل والحاظرالمرير واتجهنا نحو الحياة الصافيه الجميله التي يسلم فيها الناس شر بعضهم البعض..ونحاول قدر الامكان من ان نرتقي بواقع جميل ..تسوده تقديس النفس البشريه ويكون فيه الدين يسكن القلوب والاوطان تجمع الجميع بالحب على اختلاف الدين والاطياف والتوجهات..فتبا لكل من يريد تحويل الحياة الى مسرح لتصفيت الجميع باسم الرب.....مع التقدير


3 - الى المشاركين الكرام
حسنين السراج ( 2012 / 3 / 15 - 21:42 )
الى الأخ علي عدنان ... أتمنى ان يخلو العالم من أي حكم دكتاتوري وتسود الديمقراطية في جميع أنحاء الارض مع خالص التقدير لمشاركتك

الى الأخ البرق ... اشكرك جدا أخي الكريم على مشاركتك الكريمة وعلى أهتمامك في قراءة ما أكتب ... أشاركك الامنية في أن تخلو الحياة من اي قسوة وعنف بأسم الدين لكن مع شديد الاسف لا زال الكثير يعتقدون أنهم ممثلي الله في الارض ويعطون لانفسهم الحق في سلب أرادة الاخرين ... ليس لدينا الا أن نتفائل في المستقبل مع خالص التقدير وكل الأمتنان

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah