الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية الدين والجهل والتقية

فائز الكنعان

2012 / 3 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البداية : 
كان اول انطباع لي اول وصولي اليمن ان المجتمع اليمني يختلف كثيرا عن المجتمع والتقاليد العراقية ، فتصورت ان  العراقي متطور حضاريا اكثر من اليمني   ، فاليمني لا يهتم بملبسه او نظافته عموما والنساء منقبات، عراق السبعينات وحتى نهاية الثمانينات لاتجد محجبة الا من النادر ولم ارى النقاب كل حياتي في العراق الا حين ذهبت الى اليمن ومن النادر ان تجد امرأة بدون حجاب او نقاب. 
 عندما وصلنا اليمن تحجبت اكثر النساء العراقيات لان المرأة  في اليمن مغرية وتثير الرجل القبلي حتى لو كانت منقبة ومغلفة بعدة شراشف. فاليمني وبعد سنين طويلة من الكبت والعزل اصبح تثيره اي امرأة وبأي عمر او لون او شكل.
والكثير من النساء العراقيات تحجبوا منعا للإحراج اثناء السير في الشارع وهذا مقبول الى حد ما والى حين .
 


ومن هنا تبدأ الحكاية؛
تعرفت على الاخ (ن) وزوجته (ت) وأطفاله الاثنين في اليمن وشائت الأقدار ان نسكن في عمارة واحدة وفي شقتين متقابلتين لايفصل بيننا الا باب واحد والرجل كان خير أنيس وقضينا معهم أحسن الأوقات ، الزوجة لم تكن محجبة في العراق ولكن لبست السواد والحجاب حال وصولها وكنت لا ادخل البيت حتى تتحجب وتغطى راسها وهذا شئ مقبول الى حد ما  ، ولكن ما انت تركنا اليمن وحال وصولنا الغرب  نزعت الآنسة الحجاب الى الأبد.


قد يسال سائل  و ما لمشكلة ؟ 
ان هذه الظاهرة كامت عامة ولم تكن حالة واحدة فقط .
وهذا يدل على ؛  
اولا: التخبط وعدم وضوح الرؤية 
ثانيا: مشكلة الاسلام الذي يسمي نفسه معتدل انه يفقد اعتداله اذا تعرض لضغط الاسلام التقليدي او كان في مجتمع محافظ وليس العكس. 
فالإسلام المعتدل بلا هوية وقلق ولا يستند على اساس شرعي من الاسلام بل هو مجرد رفض لا شعوري للفرد للإسلام ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع ان يتخلى عنه لاسباب كثيرة ومنها الارتباط العائلي وعقوبة الارتداد عنيفة في الاسلام .
و تؤكد ان الاسلام التقليدي هو الاسلام الصحيح ، حيث لديه الحجة والاسناد ولذلك لا يقف بوجهه المعتدل ، والدليل رفض غالبية المسلمين في كل ارجاء العالم وحتى اللذين يعيشون ويتنفسون حرية الغرب و عارضوا بكل الوسائل محاولات الغرب دحر الاسلام السياسي بل ساهموا في فشل الحملة وانتشار الاسلام السلفي او الشيعي في كل أنحاء الوطن العربي. 
 
الحل الوحيد هو ان يترك لهم المجال تحكمهم الاحزاب الدينية كما هو في العراق وفلسطين وإهمالهم كما اُهملت الصومال والتي  تعيش العصر الحجري بجدارة حيث الاقتتال والانتحار الذاتي سيتولاهم  . 



النهاية؛ 
بعد كل هذا العمر والتجربة والخبرة في التعامل مع العراقيين اتضح انهم لا يختلفون نهائيا عن الشعب اليمني من ناحية التخلف، البداوة، احتقار المرأة ومعاملتها بدونية، الكبت الجنسي، انتشار العقلية العشائرية والقبلية ، الجهل والتقية وكرههم اللامتناهي للغرب. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله