الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الديني في ليبيا...البداية بهدم القبور... والنهاية بتحطيم مفاهيم الدولة الحديثة!!

عبدالحكيم الفيتوري

2012 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخطاب الديني في ليبيا...البداية بهدم القبور... والنهاية بتحطيم مفاهيم الدولة الحديثة!!

خطورة سيطرة الماضي على الحاضر .... تتمثل في محاكمة الحاضر بأقوال الماضي بدون معرفة السياقات والمساقات؛ السياق التاريحي والمساق الثقافي والفكري والاجتماع حال التنزيل. ولعل كلام وفعل ابن تيمية في التحريض والهدم لكل ما هو معتبر لدى أهل زمانيه دليل قاطع لدى الذين يؤمنون بمحاكمة الحاضر بالماضي(منطق القياس)، حيث قام هؤلاء الايام الماضية بهدم مجموعة من الاضراحة والقبور، والمرحلة القادمة تخريب مفاهيم الدولة.

منطق السلف في هدم القبور:

فقد ذكر ابن كثير عنه أنه أزال العمود المخلَّق، وكسر بلاطةً سوداء زعموا أن عليها كفَّ النبي(ص) ، كما حطم صخرة كبيرة كان الناس ينذرون لها، ويتبركون بها.( انظر: لجامع لسيرة ابن تيمية، والبداية والنهاية لابن كثير). وعلى ذات المنوال صار تلميذه ابن القيم حيث ذكر في سياق هدم مسجد ضرار وتحريقه. فقال:وفي هذا دليل على هدم ما هو أعظم فساداً منه، كالمساجد المبنية على القبور، فإن حكم الإسلام فيها أن تُهدَّم كلَّها حتى تسوَّى بالأرض، وهي أَوْلى بالهدم من مسجد الضرار، وكذلك القباب التي على القبور، يجب أن تُهدَّم كلها؛ لأنها أسست على معصية الرسول؛ لأنه قد نهى عن البناء على القبور. فبناءٌ أُسِّس على معصيته ومخالفته بناءٌ غير محترم.(انظر : إغاثة اللفهان، وزاد المعاد)


منطق السلف في هدم مفاهيم الدولة الحديثة:

وذلك من خلال هدم مفهوم المواطنة، بفقه أحكام أهل الذمة....... وتدمير منطق التعددية بفقه إقصاء أهل البدع والأهواء.....وتحطيم مفهوم الأغلبية بفقه ولاية المتغلب.....وإلغاء مكانة المرأة بفقه عدم جواز ولاية المرأة ولكونها ناقصة العقل والدين....وتهميش مفهوم حرية الاعتقاد بمنطق من بدل دينه فاقتلوه....وإقصاء مفهوم حرية الرأى بمنطق التكفير والزندقة....وهكذا يصدق منطق الهدم والتدمير والتحطيم على مفهوم السياحة ومفهوم الاقتصاد ومفهوم الحرية الفردية.... الخ

ولولا خوف الايطالة في ذكر الادلة على هكذا محاكمة الحضر بالماضي في مفهوم الدولة القديمة في مفاهيم الدولة الحديثة، ولكن بامكان مراجعة الاستدلال السلفي المتوافر في عديد المراجع السلفية منها، كتاب غياث الأمم للجويني، والأحكام السلطانية لابي يعلى، وكذلك الاحكام السلطانية للفراء، ايضا كتاب السنة لابن حنبل، والطرق الحكمية لابن القيم، والسياسية الشرعية لابن تيمية..... وغيرها.

يتضح مما سبق أن نقد التراث ، وفك الارتباط بين إسلام الوحي وإسلام البشر ، ليس عملية ترفى فكري بقدر ما هي ضرورة دينية، واجتماعية، وحضارية إذا ما كنا نرغب يوما ما بالاقلاع في سماء دنيا التحضر والرقي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خي دكتور فيتوري لاحول ولا قوة الا بالعقلانية
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 3 / 16 - 17:27 )
عزيزي دكتور عبد الحكيم الفيتوري المحترم-لك مني تحية مخلصه
مع التضامن والتاءييد لنضال متنوري ليبيا البطلة من اجل انقاذ الشعب
من نفسه فيما لو سيطر الجهل المتراكم والشطط في تفسير متطلبات الحياة بعد الثورة المنتصرة وبالخصوص بناء دولة الليبيين الموحدة الحديثة على شاكلة الدول الناجحة التي بداءت مسيرتها منذ قرون وعلى الاقل منذ ثورة الفرنسيين العظمى قبل 223سنه
احد اخواننا من العراقيين كتب يوم امس ان شعوبنا متخلفه ليس 400 سنه وانما 400سنه ضوئية
انها لنكبة حقا لنا جميعا ان تتخلص شعوبنا من ظلم فاشستي مجنون لتدخل ظلمات حكم بشع مابعده بشاعة وباسم الغيب والارادات غير المرئية
قلت لاحد الاخوة بالمس القريب ان قضيتنا ليست اختلافات فلسفية اننا تجاه امور عملية وهذه الامور العملية التي توصل اليها الاخرون في خمس القرون الماضية يمكنها عندما ندعو لتحقيقها عندنا ان توصلنا لمجتمع يعمل بالعقلم
من اجل نفسه
لقد تقاعسنا عن امرنا وحل يوم دور الملايين واذابنا زمرة صغيره من النخب العاقله لايمكنها في مرحلة الانتخابات كما حصل في العراق ان نوصل نائبا واحدا
يجب توجيه الناس بالعمل الدؤب لتحقيق احلامها بالحياة الكريمة وهو


2 - تكملة رجاء
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 3 / 16 - 17:43 )
اخي د عبد الحكيم -الامر ليس في اسلام ابنلادن والزرقاوي وحارث الوحش
وابن تيمية في اختلافه عن اسلام الوحي
والامر ليس نقاش اكاديمي او في مجال المنطق فكل هذا يتطلب عقودا او بالاحرى قرونا فاوربا واميركا واليابان والاخرين تطلبت عقلانيتهم قرونا وانهارا من الدماء
عندنا الان شئ رائع وقد توفر لليبيين مثلا ان يروه ويجربوه ولو جزئيا-انه الحياة المتمدنة الزاهية الزاهرة المرفهة المتعلمة النظيفة بمدنها وشوارعها وبيوتها المترفة الانيقة بمدارسها ورياض اطفالها بل وحضانات العاملات من النساء لرضعهن
انها المستوصفات والعيادات والمستشفيات والادوية الحديثة انها السياحة الحديثة الداخلية والخارجية انها الراديو والتلفزيون والسيارات و و و الاف الالاف من وسائل واساليب الحياة وفوق كل ذالك وقبله هو مؤسسات الانتاج الحديثة في الصناعة والزراعة والخدمات والترفيه التي يجب على كل فرد ان يجد له مكانا فيه للحصول على معاشه وللمساهمة في تهيئة متطلبات حياته هو وشعبه فمن العار ان يعيش شعب على منتوجات الاخرين-وهذا على متنوري ليبيا ان يضخوا ليل نهار مجتمعهم بالاقتراحات لتوفير الافضل ثم الاحسن من مرافق الحياة هذه وهو النصر


3 - هزيمة ساحقة للاسلاميين بتونس
جيلالي الجزائري ( 2012 / 3 / 16 - 22:01 )
فازت القوى اليسارية والعلمانية على الاسلاميين بانتخابات المجالس التعليمية واتحاد الطلبة بالجامعات التونسية وبفارق كبير بالاصوات واليكم الرابط
http://www.middle-east-online.com/?id=127609


4 - العيش خارج الزمان!!
عبدالحكيم الفيتوري ( 2012 / 3 / 17 - 14:44 )

تحية شكر وتقدير للاستاذ المحترم صادق الكحلاوي .
لا اختلف معك في توصيفك للحالة... فنحن يبدو أننا صدقت علينا المقاولة( الشعوب العربية لا تستحق الديمقراطية) ، بمعنى لا ينفع معنا إلا الاسبتداد... استبداد علماني أو ملتحي ... انظر إلى نتائج الانتخابات المصرية والتونسية .. كيف اسفرت على فوز من لا يحمل مشروعا نهضويا...ويمارس الاستبداد باسم المقدس.... المهم ... مسكين الشعب العربي ...
شكرا لتعليقك ... ودمت بخير وصحة وعافية


5 - الأن بدأت الثورة
عبدالحكيم الفيتوري ( 2012 / 3 / 17 - 14:51 )
تونس معقل العقلانية ... والخطاب التنوير في شمال افريقيا... مع ذلك انتصر فيها الخطاب المتخلف المستبد الناطق باسم السماء.... فكيف بليبيا !!..... وكيف بمصر !! ؟ الازمة في ثقافة الشعوب ... الازمة في العقول ...
بخبرك السار استاذ جيلالي يبدو أن تونس الثورة ... تونس العقلانية ... بدأت في مصيرة تصحيح المسار ....
تحية الخالصة لك ولسائر أهلنا في تونس

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج