الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل الجمال عورة .... وليست المرأة فقط

عبد العزيز نايل

2012 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتحفظ البعض على نظرة التيارات الاسلامية للمرأة على انها عورة وقد غالت التيارات الاسلامية في الفترات الاخيرة حول تأكيد هذا الاتجاه مستندين الى تفاسيرهم الخاصة بوجوب حجب المرأة بصفتها صورة وصوتا وظهورا بأنها عورة عورة ولم ينتبه اصحاب الرأي منذ زمن بعيد بأن دوافع تفسيرهم لهذا الامر مستند الى رغبتهم في تأكيد تواجدهم كعناصر فاعلة في الواقع مع افتقارهم لامكانية ان يضيفوا للحضارة الانسانية ما يؤكد وجودهم ولذا فليس امامهم الا ان يتبنوا قيما مخالفة للمعطى الانساني المتجدد مع روح- كل عصر وما يدلل على ذلك انه في فترات تقدم الدولة الاسلامية ووجودها الفاعل لم تكن هذه الامور على ذات الدرجة من الالحاح والاهمية فتقرأ في تراث الدولة العباسية والاموية ما يخالف هذا التشدد في هذه المسائل بل انعكست حياة المجون والجواري والغلمان والشذوذ ودون حرج في الموروث الادبي والتاريخي في حياة الخلفاء والادباء والعامة وغالبا ما يستحدث التشدد دائما في فترات الانحطاط والتخلف والفقر رغبة في صناعة هوية خاصة بهم فلا يجدون سوى هذه المسائل التي لا تسمن الاوطان ولا تغني حياة سياسية او اجتماعية او ادبية او فلسفية جل ما يمكن ان يميزهم ويصنعون به هوية تنقذهم من الضياع الحقيقي والمعنوي في عالم يمور بالتقدم الانساني ولذا فمعادتهم لكل ا لجمال ولكل المنتج البشري المحقق للرفاهية والتقدم كانه صرخة العاجزين وهم يقولون نحن هنا ولا نحب ان نصبح كما مهملا في عالمكم وفي حالتنا هذه نتكشف بانهم واتساقا مع هذه المنظومة يعادون الجمال كله كله وحجر الزاوية فيما يضعهم في دائرة الضوء الساطع ما يستشهدون به أعظم نموذج للعورة والمحرم الا وهو المرأة اعتمادا على اهميتها الشديدة باعتبار ان وضعية المرأة في اي مجتمع تعتبر مقياسا حقيقيا لمدي التقدم ومدي التخلف ومن هنا يتأتى تركيزهم الشديد على ابقاء السمات القديمة للمجتمع والتي يجدون انفسهم مميزين فيها وقادة وفي نفس الوقت مخالفة للمسيرة الانسانية في اتجاه التقدم وذلك ما يبقى على سمتهم وخصوصيتهم والتي بدونها ربما القي بهم في مزبلة التاريخ فهم غير قادرين على ان يتفهموا ما في الاسلام من عوامل النهوض والتقدم وتثوير الاسلام وجعله منطقة فكرية تأخذ من الحضارة وتضيف لها فركنوا الى ما كان ينفع في المجتمع المتخلف والبدائي والبدوي فبقوا متقاطعين سلبا مع كل عصر يتجاوز بالقليل او الكثير ماكان مشروعا وملائما للمجتمعات القديمة .. يتأكد لك هذا التفسير اذا ما دققت في مجمل ارائهم حول كل ما هو عورة لوجدنا انهم يرون الفن ايضا عورة فالرسم محرم كما المرأة والتماثيل عورة ومعظم الشعر عورة ومعظم الآداب عورة وحتى جمال الاخلاقيات وجمال المحبة اذا ما تمثلت في التعامل الرقيق مع الاخر يرونها ايضا عورة فصباح الخير ومساء الخير حرام وعورة واذا تتبعنا بعضا من الرؤى الخاصة بهم لوجدنا انهم يعتبرون المنتج الحضاري كله عورة مثل التليفزيون والقنوات الفضائية والاغاني والموسيقى والرقص والسينما والمسرح اذا ماظهر وجه امرأة في كل هذه الفنون وحتى انهم يزايدون على الملبس فلا يرون ملبسا تقيا سوى ما لبسه الاقدمون وأما البرنيطة فمن لبسها فهو كافر كما قيل على الامام محمد عبده عندما لبس الزي الغربي فاتهم بأنه قد تفرنج ولبس البرنيطة واعتبرت هذه دلالة على الكفر ويمتد الامر الى المأكل فكم تعرضنا للمضايقات عندما كنا نطلب ملعقة نأكل بها في السعودية فيقال لنا الرسول اكل بيديه فلماذا تأكلون بالملعقة وتقلدون الكفار فما كان من صديق لنا سليط اللسان الا ان قال له يأخي الرسول كان يجيئ بناقته فلماذا جئت بسيارتك الفارهة فصمت هذا الشيخ البدوي ولم يخجل وبما ان الموضوع شرحه يطول وأنا الليلة مشغول اذن وباختصار كل ما يمت للجمال بصلة على المستوى المادي والمعنوي يرونه عورة اذن فهي ليست مشكلة المرأة وحدها ولكن عندما جففت منابع الجمال في ارواحهم فرأوا اتساقا مع قاعدة خالف تعرف وما يحقق وجودهم بهذه المعطيات الفقيرة يرون العورة في كل شيئ جميل ولا زلت اذكر بكل المرارة عندما تابعت انتقال الملك العظيم ممثلا في تمثاله الرائع والجميل رمسيس الثاني من ميدان رمسيس الى ميت رهينة وتعمدت ان ارى بين مواكب المصريين التي مازالت تحتفظ بالاحترام والمحبة لملوكهم العظام لم اجد على مدار خمس ساعات متواصلة لم اتحرك من امام شاشة التليفزيون شخصا واحدا ملتحيا في الموكب الذي رافقه حتى مطلع الصباح الى مقره الجديد فتعجبت ايما تعجب وهم يخاصمون ملكا اتفق العالم كله قديمه وحديثه على عظمته فلا تقل على لسانهم ان المرأة عورة ولكن قل كل الجمال عندهم هو عورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر