الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكيك سلطة القبيلة

عباس سامي

2012 / 3 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من اهم المشاكل والمعوقات التي تقف في وجه كل عملية تغييروتطور تحصل في اي دولة عربية على مدار تاريخها المعاصرعلى الاقل .مشكلة القبيلة اوالعشيرة .فالجميع يمتد ويعتز بجذوره القبلية ويفاخربها وكل قبيلة او عشيرة لها انساب تعود الى بدايات الاسلام وماقبل الاسلام .ولقب القبيلة او العشيرة يوثق في المعلومات الرسمية لوثائق الافراد رجالا ونساءا في اغلب الدول العربية.لم اجد في حياتي شخصا ما يتذمر من لقبه القبلي اوالعشائري وبعض الالقاب اصبحت تاخذ صفة الصنعة والمهنة والحرفة.كالساعاتي اوالبزاز اوحسب المكان كالعراقي والمصري والبصري .ماعلاقة شخص ما كان جده الرابع اسكافي فسمي بالاسكافي هو واولاده وبناته مع ان هولاء جميعا لايمارسون هذه المهنة اوالحرفة.ماعلاقة الاشخاص والافراد في الوقت الحاضر باسماء قبائلهم وعشائرهم التي انقرض وجودها الفعلي على ارض الواقع ككيان مستقل يمتلك من العادات والتقاليد الكثير ؟لاارى في ذلك سوى التباهي والتفاخر بالنسب ليس الا.ولاعلاقة للنسب بقدرات الفرد العقلية والابداعية ومايقوم به من اعمال وافعال الان وفي المستقبل.لكن لماذا اغلب الناس والشخصيات المثقفة وغيرالمثقفة متمسكة بالقابها القبلية والعشائرية وكانها من البديهيات؟قلنا -في المقالة السابقة-ان المثقف والمتفلسف وهو في تنظيراته وافكاره يسقط في السلبيات والمشاكل التي يحاول ان يناقشها ويفلسفها احيانا.كيف تريد من الاخرين ان يصدقوك فيما تقول عن التنوير والحداثه ومابعدالحداثة والاديان والافكارواسمك لم يتخلص من جذره القبلي والعشائري .لن يكون الا دليلا عن الخواء المعرفي.ان الذي جعل هذه المسميات تمتلك الكثير من الاستمرارية والديمومة ومازال تاثيرها مباشرا على المجتمعات عدة اسباب منها :ان قيام الدول على مرالتاريخ العربي الاسلامي ارتبط بالاساس بالنسب والعائلة والقبيلة ولاعلاقة له بمعاناة وطموحات الاغلبية كالدولة الاموية والعباسية والعثمانية والفاطمية .اما بعد الحرب العالمية الاولى تم تقسيم البلاد العربية من قبل الاستعمار الى دويلات ووضع ملوك وحكام على اساس نسبهم القبلي الذي يعود الى الحقبة الاسلامية او على اساس قوتهم على ارض الواقع.حتى الدول التي حصلت على استقلال بعد الحرب العالمية الثانية بنت ذاتها على اساس العائلة الصغيرة التي هي امتداد للعائلة الكبيرة القبيله.وصولا الى سياسة التوريث في الوقت الحاضر .اوان الدولة تدار على القرابة الموجودة في العائلة الصغيره.السبب الثاني ان الحاكم اوالرئيس يستمد وجوده الشرعي من خلال تشجيعه الى مذهب او طائفة اسلامية معينة فيكون هو الحافظ للدين ويكون هذا المذهب اوالاتجاة الديني هوالمسيطر والقامع لبقية المذاهب والاتجاهات الاسلامية الاخرى.كلما تنشا دولة جديدة يتغير مذهب اواتجاة تلك الدولة ويتم تحجيم بقية المذاهب والاديان.السبب الثالث وهو من الاسباب المهمة ايصا.السبب الاجتماعي والنفسي.عادات وتقاليد ومشاكل القبيلة انتقلت بين الافراد من جيل الى جيل لاشعوريا.خاصة اذا عرفنا سابقا ان واقع الانسان العربي الذي عاشه وسيعشه يثبت كل ذلك .يضاف الى هذه الاسباب ان القبيلة والعشيرة تدعم افرادها اقتصاديا عند الحاجة وتوفر لهم الامن والسلم في فترات الحروب وعدم وجود دول قوية او قانون يحق الحقوق لافراده يشجع ويدعم هذه الظاهره التي مازالت موجودة في اغلب الدول العربية.كيف تبني دولة قوية .دولة مؤسسات لاتعتمد على مفهوم العصبية اوالقبيله في مجتمع شبه اسلامي قبلي ؟نحتاج بالطبع الى قطيعة مع سلطة القبيله من خلال عدة اجراءات منها الغاء كتابة الالقاب والاعتماد على كتابة الاسماء فقط.سن الانظمة والقوانين التي تعارض كل فعل وتصرف يعتمد على مفاهيم قبلية وعشائرية كالتعصب والثار والمحاباة والطائفية والعنصرية وغيرها من المفاهيم التي لاتتناسب مع المفاهيم المعاصره من مساواة وحرية وتسامح .تفكيك البنية التحتية ان وجدت لامراء وشيوخ القبائل واعتبارهم مواطنيين عاديين ليس لهم اي سلطة على اقاربهم وعائلاتهم ضمن مايسمح به القانون المدني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب أوكرانيا.. معركة خاركيف وتقهقر الجيش الأوكراني |#غرفة_ال


.. حماس تفتح جبهة جباليا مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته في ر




.. قوات فاغنر على الحدود المالية الموريتانية . |#غرفة_الأخبار


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في




.. غزة.. ماذا بعد؟| خلافات بين المستويين العسكري والسياسي واتها