الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناجاة لغة المحبّة

امال رياض

2012 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا شعر إنسان بالمحبّة نحو إنسان آخر، فإنّه يرغب في أن يقول له أنّه يحبّه. وبالرّغم من أنّه يعلم أنّ صاحبه مطلّع على حبّه له، إلاّ أنّه يبقى على رغبته في أن يقول له أنّه يحبّه… وكذلك الله يعلم رغائب جميع القلوب، ولكنّ الدّافع إلى المناجاة دافع طبيعيّ ينبع من قلب الإنسان نحو الله… والمناجاة لا تحتاج إلى الكلمات بل إلى الفكر وإلى حالة الانجذاب. فإذا نقص الحبّ والرّغائب وجود حالة الانجذاب فيها فلا فائدة من محاولة إيجادها بالإكراه. والكلمات بدون المحبّة فارغةً لا معنى لها. وإذا تكلّم معك إنسان بكلام يراه فرضًا مكرهًا عليه دون وجود حبّ أو بهجة لديه إلى لقائك به، فهل ترغب التّحدث إليه؟
وقال حضرة عبدالبهاء متفضلآ
إنّ أرقى نوع من المناجاة هو الذّي يقصد منه محبّة الله، لا خوفًا منه تعالى أو من ناره ولا أملاً بفضله أو بفردوسه… وإذا هام إنسان بحبّ حبيب، فمن المستحيل أن لا يلهج بذكر اسمه. فكيف بمن يشعر بمحبّة الله؟ ألا يصعب عليه السّكوت عن ذكر اسمه؟ والرّجل الرّوحانيّ لا يجد لذّة في شيء إلاّ في ذكر الله
المناجاة والخلاص من المصائب
تنتج الأمراض وأنواع المصائب الأخرى حسب تعاليم الرّسل من عدم إطاعة النّاس للأوامر الإلهيّة، حتّى أنّ أهوال الطّوفان والزّوابع والأعاصير والزّلازل ينسبها عبدالبهاء مباشرةً إلى هذا السّبب ذاته. وإنّ المحن التّي تصيب النّاس بعد ذنوبهم ليست للانتقام منهم بل لتربيتهم ومعالجتهم. وهي صوت الله يعلن للإنسان أنّه قد انحرف عن الصّراط المستقيم. وإذا كانت المحن مريعةً فالسّبب في ذلك هو أنّ خطر الذّنوب أروع منها لأنّ "أجرة الخطيئة هي الموت". وكما أنّ سبب المصائب يعود إلى العصيان، فالنّجاة من المصائب يكون نواله عن طريق الطّاعة. وليس هناك أدنى شك في الأمرين. فالغفلة عن الله تنتج عنها لا محالة المصائب، والتّوجه إلى الله ينتج عنه لا محالة البركات.
وحيث أنّ العالم الإنسانيّ كلّه بمثابة جسد واحد، فإنّ سعادة كلّ فرد فيه لا تتوقّف على سلوكه الخاص به بل على سلوك جيرانه. وإذا أخطأ الفرد قاسى الآخرون من ذنبه الآلام قلّت أم كثرت، في حين لو أحسن الفرد فإنّ الخير يصيب الجميع. وكلّ فرد يحمل وزر جاره إلى مدى محدود. وخير أفراد البشريّة هم الذّين يتحملّون أثقل الأوزار. وقد قاسى القدّيسون الآلام وقاسى الرّسل أكثر منهم، ويقول بهاءالله في كتاب الإيقان:-
وليس السّبب أنّ القدّيسين والرّسل كانوا يستحقّون العقاب أكثر من غيرهم من النّاس، بل إنّهم قد تحمّلوا الآلام نتيجة ذنوب الآخرين و"اختاروا" الآلام من أجل نجاة الآخرين. وكان همّهم سعادة العالم لا سعادة أنفسهم. وإنّ مناجاة الفرد الذّي يحبّ الإنسانيّة ليست مناجاة فرديّة من أجل النّجاة من الفقر والمرض والمصائب، بل من أجل أن تنجو الإنسانيّة من الجهل والخطأ والمساوئ التّي تنجم لا محالة عنها. وإذا التمس الصّحة والثّروة لنفسه فذلك من أجل أن يخدم ملكوت الله، وإذا لم يستجب دعاؤه استقبل ذلك أيضًا "بمنتهى التّسليم والرّضاء" عالمًا أنّ هناك حكمة في كلّ ما يصيبه في سبيل الله. ويقول عبدالبهاء:-
"لا يصيبنا الحزن والغم بالصّدفة، بل إنّه مرسل من الله رحمةً منه لأجل كمالنا. فإذا أتى الحزن والهمّ فليتذكّر الإنسان أباه السّماوي الذّي يقدر أن يخلّصه من مصائبه. وكلّما زاد ألم الإنسان، كثرت فضائله الرّوحانيّة".
وقد يبدو لأوّل وهلة أنّ من الظّلم أن يقاسي البريء الآلام من أجل المذنبين، ولكنّ عبدالبهاء يؤكّد لنا أنّ هذا الظّلم ظاهري فقط، وأنّ العدل يسود أخيرًا في خاتمة المطاف. فقد كتب ما ترجمته:- "أمّا بخصوص الرضّع من الأطفال والصّغار والمظلومين الذّين
يبتلون بظلم الظّالمين، فإنّ لهم مكافأة مقرّرة مهيّأة في العالم الآخر، وإنّ بلواهم بالمصائب والمشقّات أعظم رحمة من المتعالي الجبّار، وتلك المشقّات هي الرّحمة الإلهيّة بعينها، وهي لهم خير من كلّ راحة في هذا العالم الأدنى، وأولى لهم من كلّ نموّ وتطوّر في هذا الموطن الفاني
المناجاة البهائيّة
نزلت من قلم بهاءالله وعبدالبهاء مناجاة وأدعية لا تحصى، يتلوها أحباؤها في أوقات متنوّعة وأغراض شتّى. وأن ما اشتملت عليه عباراتها من عظيم أفكارها وعميق روحانيّتها يبهر كلّ مفكّر لبيب، ويؤثّر في أعماقه. وإذا واظب الإنسان على تلاوتها وخصّص لها جزءًا هامًّا من حياته اليوميّة أمكنه حينذاك فهم أهميّتها وتقدير قوّة فعلها. ونأسف لضيق المجال عن تقديم أكثر من بضعة نماذج قصيرة من هذه المناجاة، ونحيل القارئ إلى المؤلّفات الأخرى للإطّلاع على نماذج غيرها. فمّما نزل من قلم بهاءالله:-
"أي ربّ فاجعل رزقي جمالك، وشرابي وصالك، وأملي رضاءك، وعملي ثناءك، وأنيسي ذكرك، ومعيني سلطانك، ومستقرّي مقرّك، ووطني مقام الذّي جعلته مقدّسًا عن حدودات المحتجبين، إنّك أنت العزيز المهيمن القيّوم". "إلهي إلهي أنزل على عبادك ما يتّحد به قلوبهم في أمرك، ويتّبعوا أحكامك وشريعتك. أيّدهم يا إلهي على ما أرادوا، ووفّقهم على خدمتك. ربّ لا تدعهم بأنفسهم. زيّنهم بنور هدايتك ومعرفتك، وأنعش قلوبهم بمحبّتك إنّك أنت المعين المستعان".
"بسم الله الأقدس الأبهى يا من قربك رجائي، ووصلك أملي، وذكرك منائي، والورود في ساحة عزّك مقصدي، وشطرك مطلبي، واسمك شفائي، وحبّك نور صدري، والقيام في حضورك غاية مطلبي. أسألك باسمك الذّي به طيّرت العارفين في هواء عزّ عرفانك وعرّجت المقدّسين إلى بساط قدس إفضالك بأن تجعلني متوجّهًا إلى وجهك، وناظرًا إلى شطرك، وناطقًا بثنائك. أي ربّ أنا الذّي نسيت دونك وأقبلت إلى أفق فضلك، وتركت ما سواك رجاءً لقربك. إذًا أكون مقبلاً إلى مقرّ الذّي فيه استضاء أنوار وجهك. فأنزل يا محبوبي عليّ ما يثبّتني على أمرك، لئلاّ يمنعني شبهات المشركين عن التوّجه إليك. وإنّك أنت المقتدر المهيمن العزيز القدير".
"إلهي إلهي لا تبعد عنّي لأنّ الشّدائد بكلّها أحاطتني. إلهي إلهي لا تدعني بنفسي لأنّ المكاره بأسرها أخذتني. ومن زلال ثدي عنايتك فأشربني لأنّ الأعطاش بأتمّها أحرقتني. وفي ظلّ جناحيّ رحمتك فأظللني لأنّ الأعداء بأجمعها أرادتني. وعند عرش العظمة تلقاء تَظَهُّر آيات عزّك فاحفظني لأنّ الذلّة بأكملها مسّتني. ومن أثمار شجرة أزليتّك فأطعمني لأنّ الضّعف بألطفها قربتني. ومن كؤوس السّرور من أيادي رأفتك فأرزقني لأنّ الهموم بأعظمها أخذتني. ومن سنادس سلطان ربوبيّتك فاخلعني لأنّ الافتقار بجوهرها عرّتني. وعند تغنّي ورقاء صمديّتك فأرقدني لأنّ البلايا بأكبرها وردتني. وفي عرش الأحديّة عند تشعشع طلعة الجمال فأسكنّي لأنّ الاضطراب بأقاومها أهلكتني. وفي أبحر الغفريّة تلقاء تهيّج حوت الجلال فأغمسني لأنّ الخطايا بأطودها أماتتني".
"قلبًا طاهرً فاخلق فيّ يا إلهي، سرًّا ساكنًا جدّد فيّ يا منائي، وبروح القوّة ثبّتني على أمرك يا محبوبي، وبنور العظمة فاشهدني على صراطك يا رجائي، وبسلطان الرّفعة إلى سماء قدسك عرّجني يا أوّلي، وبأرياح الصّمديّة فابهجني يا آخري، وبنغمات الأزليّة فاسترحني يا مؤنسي، وبغناء طلعتك القديمة نجنّي عن دونك يا سيّدي، وبظهور كينونتك الدّائمة بشّرني، يا ظاهر فوق ظاهري، والباطن دون باطني".
وممّا صدر من قلم عبدالبهاء:-
"اللّهم يا إلهي وخالقي وملجأي وملاذي، إنّي أستغفرك من الذّنوب يا ستّار العيوب، وأستعفي من الخطايا يا واهب العطايا، إلهي لا تعاملني بخطيئاتي بل عاملني بفضلك ورحمتك، وأنلني كأس عفوك ومغفرتك، ورنّحني من صهباء موهبتك، واجعل لي قدم صدق عندك، وبدّل سيّئاتي بالحسنات يا ربّ الآيات البيّنات،
إلهي إلهي لئن خيّبتني من يؤمّلني؟ وإن حرمتني من يدعوني؟ إنّي قصدت أبواب رحمتك وفناء أحديّتك. إلهي إلهي اجعلني آية الغفران، وطهّرني من وضر العصيان، وأنقذني من غمار الطّغيان، وسلّطني على النّفس والهوى حتّى أرّتل آيات مغفرتك في محافل الذّل والانكسار، بريئًا من الختل والاستكبار، إنّك أنت الكريم العزيز الوهّاب، وإنّك أنت الغفور الرؤوف المعين المختار".
"ربّ أنت تعلم بأنّ النّفوس محفوفة بالنوائب والآفات ومحاطة بالمصائب والرزيّات. كلّ بلاء يحوم حول الإنسان وكلّ داهية دهماء تصول صولة الثّعبان وليس لهم ملجأ ومناص إلاّ حفظك وحمايتك ووقايتك وكلائتك يا رحمن. ربّ اجعل حفظك درعي ووقايتك جنّتي وفناء باب أحديّتك حصني ومعاذي. واحفظني من شرّ نفسي وهوائي، واحرسني من كلّ بلاء وسقم ومحنة وعناء. إنّك أنت الحافظ الحارس الواقي الوافي وإنّك أنت الرّحمن الرّحيم".
"هو الله. ربّ ورجائي، هؤلاء عبيدك الأرقّاء، اجتبيتهم لحبّك وانتخبتهم لعرفانك وارتضيت لهم الوفاء على عهدك وأدخلتهم في زمرة أحبّائك وسقيتهم كأس الانجذاب الطّافحة بصهباء محبّتك وقدّرت لهم مقعد صدق في ملكوتك. أي ربّ افتح على وجوههم أبواب العلوم واملأ قلوبهم من حقائق الفنون واجعل خواتم دروسهم فواتح النّجاح والفلاح حتّى ينالوا كلّ سرور وانشراح ويزدادوا يومًا فيومًا إيمانًا وإيقانًا وسكينةً واطمئنانا ويخدموا عبادك في أرضك ويعبدوا عتبة قدسك إنّك أنت المعطي المقتدر الكريم الرّحيم الرّؤوف".
"هو الله إلهي إلهي هذا طير كليل الجناح بطيء الطّيران، أيّده بشديد القوى حتّى يطير إلى أوج الفلاح والنّجاح ويرفرف بكلّ سرور وانشراح في هذا الفضاء، ويرتفع هديره في كلّ الأرجاء باسمك الأعلى، وتتلّذذ الآذان من هذا النّداء، وتقرّ الأعين بمشاهدة آيات الهدى. ربّ إنّي فريد وحيد حقير ليس لي ظهير إلاّ أنت ولا نصير إلاّ أنت ولا مجير إلاّ أنت. وفّقني على خدمتك، وأيّدني بجنود ملائكتك، وانصرني في إعلاء كلمتك، وأنطقني بحكمتك بين بريّتك، إنّك معين الضّعفاء ونصير الصّغراء وإنّك أنت المقتدر العزيز المختار".
والمناجاة البهائيّة ليست مقصورةً على استعمال صيغ معيّنة مهما يكن لها من الأهميّة. فإنّ بهاءالله قد علّم بأنّ حياة الإنسان جميعها يجب أن تكون مناجاةً ودعاء، وإنّ العمل الذّي يقوم به بروح طاهرة هو عبادة، وإنّ كلّ فكرة أو كلمة أو فعل يخصّص لوجه الله وللصّالح العام هو دعاء ومناجاة بأكمل معاني الكلمة
(((( من كتاب بهاء الله والعصر الجديد )))))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لولا هذا
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 3 / 22 - 18:36 )
ما اروعه
لو ابقيتموه وليا
ولم تتخذوا منه نبيا


2 - مرحبآ
امال رياض ( 2012 / 3 / 23 - 13:09 )
أهلآ بيك اخ شاهر ان شالله تكون بخير


3 - ليس بعد القمة الا النزول
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 3 / 23 - 13:44 )
انا بخير ولله الحمد
فقط ارى جوهركم ..رائع وراقى وسامى
ويصعب علىّ .ان يذهب كل هذا هدرا بعدم بقائكم على اسلامكم كاملا بلا تغيير فى الشريعة والشعائر
ايمانكم بنبوة البهاء وتغييركم فى تشريعات الاسلام ..ينتقص جدا من جمال نفوسكم وحبكم للخير...لان محمد وايمانه .هو قمة وذروة الهرم الانسانى والكمال . الدينى
فماذا بعد قمة الهرم؟؟؟
اذا حاول احدان يتعدى قمة الهرم فمصيره الى الانحدار والنزول والسقوط المريع ..
هكذا هو المنحنى الطبيعى للحياة
ليس بعدالقمة الا السقوط لمن حاول ان يتخطاها

لم يأتى بجديد
الجميل الذى عنده ..هومن عند سيدنا محمد اساسا
اوالانبياء الذين سبقوه مثل سيدنا عيسى
اما جديده وتعديله للتشريعات والشعائر .فاسمحى لى اختى الفاضلة ..فيها نظر
لوبقيتم طائفة تابعة لاى دين سماوى
لكان خيرا لكم


4 - دين الله واحد
امال رياض ( 2012 / 3 / 23 - 19:45 )
عزيزى شاهر ان اكمال الدين واتمام النعمة قد حصل من قبل بنص القرآن الكريم
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُون - (سورة الأنعام - آية 154)
إن إتمام النعمة ليس لكل من تسمى بالإسلام بل هو مقرون بإتّباع أوامر الله ومرتبط بخشيته:
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَك لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - (سورة البقرة - آية 150)
ان رسالات الله عز وجل كلها تامة وكاملة. وبالطبع, وكيف لا والكمال لله في كل شئ؟ ف ان يكو لشريعة الله وصنعه صفة ً غير الكمال أو ان يكون لعمله غير النفاذ والتمام ونستعيذ به من هذه الفكرة ومن قصر العقول وقلة الإدراك.


5 - دين الله واحد
امال رياض ( 2012 / 3 / 23 - 19:47 )
الأخ الفاضل شاهر
لربما يصر أو يحاجج البعض بأن نعم, .. الأديان السابقة كانت كلها تامة إلا ان صفة الكمال إختصها الله فقط لدين الإسلام وهي صفة مفضلة على التمام. وبالطبع لربما يكونون على حق في فهمهم والله أعلم, ولو إن هذا يتطلب التفسير والإجتهاد وهذا ما حذرنا منه الله عز وجل في كتابه. فمالذي يجعلنا نصِرّ مثلا على ان المعنى هنا هو الكمال وليس الإكمال أو الإتمام عندما نرى بكل وضوح ان الفعل يستعمل أحيانا بهذا المعنى كما نرى في هذه الآيات:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - (سورة البقرة - آية 185)


6 - دين الله واحد
امال رياض ( 2012 / 3 / 23 - 19:51 )
الأخ الفاضل شاهر
وليس الغرض هنا ان نذكر أي من المعاني هو الصحيح لأن كما ان كلمات الله ليس لها نفاذ فمعانيها ايضا ليس لها نفاذ ولا يصح لنا ان نصرَّ على ان رأينا وحده هو الصواب فحتى من الناحية اللغوية نجد مثلاً ان للكمال درجات وإلا فليس هناك لزوم لكلمة -أكمل أو الأكمل- في القواميس. وفي كتابه -الإنسان الكامل- يقول الجيلي وهو من كبار المتصوفين: وكما ان ليس بعد الفاضل إلا الأفضل فإنه ليس بعد الكامل إلا الأكمل

والكمال لله وحده أكمل الأكملين:

وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ - (سورة النحل آية 81)

ونرى ان البارئ عز وجل قد زودنا في كل رحلاتنا بكل مانحتاجه من لوازم ومتاع فهل لنا ان نيأس من عونه في رحلاتنا القادمة؟
الرجاء أن نأخذ القرآن بتمامه كوحدة كاملة ولا ننسى الآيات التي تبين لنا ان لكل أمة أجل وكتاب . وكذلك دعنا لا ننسى الأيات عن عدم نفاذ كلمات الله ولن يسعها أي كتاب. وما دمنا في مجال التذكر

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي