الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص من أروقة المحاكم (1)

منى حسين

2012 / 3 / 23
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كانت فراشة أحرقت النيران الاجتماعية جناحاها.... صغيرة صادر والدها وجودها...
زينب فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاما أي قاصر تزوجت في تاريخ 28/10 / 2011 وطلقت بتاريخ 2 / 11 / 2011.
والسؤال الان ما هو اسبب طلاقها؟؟
في بداية الخمسينات من هذا القرن أصدرت الدكتورة نوال السعداوي كتابها المرآة والجنس، وكشف هذا الكتاب الحقائق العلمية الطبية البايلوجية والتي تخص طبيعة جسد المرآة، وفي وقتها حكم على الكتاب من قبل القضاء المصري بالإعدام لكن الكتاب بقي حي.
ربما هناك من يسأل ما علاقة كتاب الدكتورة نوال السعداوي بالفتاة زينب، والجواب أن نسبه عالية من النساء يولدن وهن بدون غشاء بكارة أصلا، كما وأن هناك أنواع متعددة من غشاء البكارة ومنها مايسمى من الناحية الطبية بالغشاء المطاطي والذي لا يمكنه النزف إلا بتداخل جراحي، هنا أعود إلى قصة زينب، الفتاة القاصر تم تزويجها من رجل يكبرها بثلاث عشر سنة ولديه زوجة أخرى، وفي ليلة الزفاف تعرضت إلى ضرب شديد وأهانات لاحصر لها، وقام الزوج بإبلاغ أهلها أن شرفهم مسلوب!! وان الفتاة ام تحافظ على عذريتها؟؟ وعليه يجب معاقبتها وقتلها غسلا للعار دفاعا عن شرف العائلة، لكن الفحوصات الطبية أثبتت لعائلة زينب ان الفتاة لازالت عذراء وان الشرف في أمان تام. لكن طبيعة جسدها البايلوجية حكمت عليها بذلك، بحيث أن حالتها تتطلب تداخل جراحي لحدوث النزف كون غشاء البكارة لديها من النوع المطاطي. وأن حالتها تلك وراثية.
لكن أبيها وإخوتها الستة لم يقتنعوا بالحقائق الطبية والعلمية، فطعنوا بالحقيقة العلمية ولم يقنعهم بشيء الا بقتل الفتاة غسلا للعار، وبعد الكم الكبير من الضرب الذي تلقته سواء بالأيدي والأرجل والعصي استطاعت أن تهرب الى نقطة بوليس قريبة لتحتمي بها، وعندما عرضت قضيتها على قاضي التحقيق حكم على ذويها بالحبس لمدة ستة أشهر، وأعتبر طلاقها طلاق تعسفي وفرض على طليقها أن يدفع لها كامل حقوقها والحمد للـه. هذه المرة القانون حسم الموضوع ودفع الموت عن القاصر البريئة زينب، أو لربما أن ما أنقذ زينب أنها أستطاعت أن تفلت من أيدي قاتليها في لحظة غفلة ومنها كانت نجاتها من موت محقق.
ما اود قوله هنا لماذا هذا التعتيم والأبقاء على الجهل الذي يسود موضوع جسد المرأة لدى الشرائح الواسعة من المجتمع، لماذا لاتدخل في المناهج التعليمية دراسة الحقائق العلمية البايلوجية لجسد المرأة فلا حياء في العلم، لماذا لاتقوم الوزارات المختصة كوزارة الدولة لشؤون المرأة، وزارة الصحة، وغيرهما من الوزارات ذات العلاقة ببرامج تثقيفية واسعة حول تلك المواضيع، بدلا من من تركها دافعا لأرتكاب جريمة أركانها الخطأ بحق امراة بريئة. لماذا نترك الجهل يتفشى في مؤسساتنا الاجتماعية، لماذا لا يزال هناك اباء واخوة لا يريدون فهم الحقائق الطبية العلمية التي لا يحق لنا الاعتراض عليها او رفضها. اعزائي الشباب ذكورا واناث تعلموا ان تقتنعوا وتصدقوا بالحقائق العلمية التي لا يجب ان تكون حياة بناتنا ثمنا لجهلكم فيها ولنقتدي بالحكمة التي تقول بدلا من ان تلعن الظلام اشعل شمعة.
*************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعرضت لمثل هذه الحالة
ماجدة منصور ( 2012 / 3 / 23 - 11:23 )
كنت رياضية و ألعب الجمباز و كانت حالتي مثل حالة الفتاة التي تكرمتي بذكرها و قد قام الطبيب بجراحة خاصة من أجل أن يتمزق المهبل و مع ذلك...ما زلت أقرأ نظرات الريبة والشك من المجتمع المحيط بي، رغم اقتناع زوجي بوجهة نظر الطبيب
لك احترامي


2 - الى السيدة ماجدة منصور
منى حسين ( 2012 / 3 / 23 - 17:35 )
تحياتي لك سيدتي أن كلما نتعرض له من ظلم وقهر أجتماعي منشأه التخلف النابع من المنظومات الفكرية المسيطرة والمسلطة للعقلية الذكورية.


3 - شكرا للتوضيح
ماجدة منصور-ام لهب ( 2012 / 3 / 24 - 05:21 )
بإنتظار المزيد من حضرتك في تسليط الضوء على هذا الجهل،لك احترامي


4 - غشاء بكارة صيني
صادق امين ( 2012 / 3 / 26 - 11:04 )
الاستاذة العزيزة منى حسين------- اتفق معك ان الجهل بهذا الموضوع من الاسباب الرئيسيةالتي تؤدي الى انهاء العلاقة الزوجية بشكل مبكر ذلك لان غشاء البكارة يعتبر مقياس للشرف في تقاليدنا البالية -- مع اني ارى بانه يمكن للفتاة ممارسة كل انواع الجنس دون ان تفض هذا الغشاء-- ثم اذاكان هذا مقياسا للشرف قبل الزواج فما هو مقياس الشرف بعد الزواج-- وسؤال اخر ماهو مقياس الشرف بالنسبة للرجل والذي لايسأل عن علاقاته قبل الزواج ام ان الرجال لاشرف لهم بالاساس --ان العلاقة الزوجية هي علاقة حب ومودة وصدق واخلاص ووفاء اما ان ترتبط هذه العلاقة بغشاء رقيق فان هذه العلاقة ستنتهي حالما يتمزق هذا الغشاء وتبقى علاقة ضعيفة ان هذا الغشاء وجد بالاصل لمنع خروج الدم بكمية كبيرة اثناء الدورة الشهرية وليس له علاقة بموضوع الشرف لامن بعيد ولامن قريب والدليل ان في الصيدليات يباع مقياس الشرف هذا ومن النوع الصيني بمئة دولار فقط ويمكن تركيبه بسهولة عليه فانا اعتقد بانه يجب ان تترتبط مقاييس الشرف وكما اسلفت بالصدق والوفاء والحب والاخلاص لتكون هذه لنا مثابة في العمل من اجل الحياة -- الحرة - والسعيدة --- وتقبلي تحياتي


5 - المرأة والجنس
باسم الكندي ( 2012 / 3 / 26 - 12:45 )
اريد تسليط الضوء على ان انواع غشاء البكارة تصل الى ثمانيةلكن المشهور منها هو الهلالي الذي يوجد لدى الغالبية العظمى من الفتيات ونوع اخر المطاطي ويكون اسمك من هذا ولايفض احيانا الى عندما تضع المراة مولودها ونوع اخر المسنن واخر المثقب والذي يحتوي على عدة ثقوب لكنها صغيرة جدا واخر يسمى الصلد او المصمد ( بدون ثقوب ) احيانا وهذا وان يك من النوع النادر الا انه يسبب احتقانا في المهبل لعدم سماحه للدم بالنزول من خلاله ممايستدعي الى اجراء تداخل جراحي بالاضافة الى هذا فان غشاء البكارة ممكن ان يتمزق ولاسباب كثيرة منها الرياضة العنيفةاو ركوب الدراجة اوممارسة العادة السرية بدون تحفظ او العبث بالجهاز التناسلي عندما يبدا الطفل اكتشاف ذاته ولهذا فانا ارى ان فكرة شرف البنت وعلاقته بغشاء البكارة سخيفه جدا وعلينا مغادرتها قبل فوات الاوان----- صح وله ايه عزيزتي زينب

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير