الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله !

أحمد شهاب الدين

2012 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو كنت ذا سعة من الرزق ونظرت إلى وجهك في المرآة فوجدت عيبا في حاجبك أو أنفك وقررت أن تغيرها وغيرتها الأمر بسيط في بساطة الأكل والشرب والمشي ... ولكنها ليست أي أنف إنها أنف البلكيمي فـ ...
تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله !
أذكر حين كنت صبيا في المرحلة الاعدادية كنت أقرأ سير السلف الصالح وأحاول أن أتشبه بهم وأصلي كما يصلون وأعيش كما يعيشون وإذا بي أقرأ أن الصحابة يمر عليهم الأيام ولا يأكلون إلا ثمرة واحدة في اليوم حاولت أن أفعل ذلك ولكن الأكل بشهوته البسيطة والجميلة غلبني، قرأت أنهم يقضون ليلهم في الاعتكاف إلى الله ... كنت أقضي الليالي وأظل الليل قائما وكلما شعرت بتعب فرحت لأني تعبت كما تعب السلف الصالح هذا إضافة إلى الصيام اثنين وخميس وتلاوة القرآن وانقطاعي عن اللهو والسماع – الأغاني – وأشعر كم كان إحباطي حين عرفت بأني مهما فعلت لن أكون مثل الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين لأن الذين رأوا الرسول مجرد رؤيتهم للرسول جعلهم أفضل مني ولما اشتكيت إلى الأستاذ قال لي إن لله حكمة في هذا، الآن وأنا أكتب تذكرت ليال كنت أقضيها محيرا جدا أسئلة بسيطة بساطة الأكل والشرب والمشي ..ولكنها ليست أي أنف إنها أنف البلكيمي فـ...
تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله
يعتقد السلفيون الوهابيون أن الإسلام لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وله تعاليم فيها أو سنن وبما أني نشأت في إحدى دول الخليج التي تدعي أنها تطبق شرع الله ... واختلطنا هناك ببعض المصريين الذين تشبعوا بالأفكار الوهابية وأصبحوا " مطوعين " – بلغة الخليج – أو متدينين كانوا يأتون إلى هذه الدولة فقراء ويرجعون أغنياء الغريب أن أصحاب اللحى والمصاحف كانوا يزورون ولا يوفون بوعودهم ولوالدي تعبير جميل حينما يطلبون منه تربية لحيته " أنا لما اربيها أربيها على نظافة " .. إن الذين يملكون المال يفرضون تقاليدهم بشكل معنوي على من لا يملكون وبعد الانفتاح الساداتي أصبح المصري شحاذا كسير الروح يشحذ الأموال والأفكار والعادات ويتاجر بشحادته بأقذر الطرق .. شاء الإخوان والسلفيون أم أبو إن المد الديني في مصر قرين الفساد المالي، والتفسخ الأخلاقي، ظواهر غريبة تزامنت مع بعضها، الحجاب مع زواج المسيار، الرشوة مع الالتزام الديني، فليسأل كل منا والدته التي كانت تمشي كاشفة الرأس والذراعين والقدمين عن نوع الغزل الذي كانت تتلقاه؟ ثم انظروا حولكم أو ...
تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله !
للأخلاق رائحة مثل العطر أو الفساء، نعم ولكن تشمها أرواحنا وفطرتنا فتألف بعضها وتنفر من بعضها، ولكن بعضنا اعتادت أنفه رائحة النتن والفساء فأصبحت تألفه ويألفها وبعضنا لازال يتقيأ في اليوم ألف مرة مما يشمه، قبل أن تتأملوا أنف البلكيمي سأضرب لكم مثلا على النتن والفساء الذي يخرج من أفواههم وأدبارهم، لازلت أذكر بشدة حين كنت صغيرا وكنا نجتمع حول مائدة العشاء وكان والدي يزعق لوالدتي من أجل الملح الذي نسيت كالعادة أن تضعه، كانت إحدى القنوات التليفيزيونية تبث ما يحدث في فلسطين – كانت فلسطين واحدة قبل أن يحتل الإسلاميون السلطة فأصبحت ضفة وقطاع- من انتهاكات للجيش الإسرائيلي، بعدها أذاعت القناة أن مواطنة استرالية عندما شاهدت ماحدث جمعت عائلتها وأصدقائها وفي عز البرد راحت تندد أمام سفارة إسرائيل بما يحدث وعندما رجع أصدقاؤها إلى بيوتها لم تستطع أن ترجع تقول تلك المرأة لهذه القناة لا أستطيع أن أنام في الدفء رغم أني مسنة وهذا الجو يمرضني كيف أستمتع بحياتي وهناك أطفال سيقضون حياتهم يتامى، وفتيات فقدوا من يحبونهم ويعشقونهم يجب أن تتوقف الحرب حالا إنها أشياء لا تعوض ! وحينما انتهى التقرير وذهبت إلى المدرسة صباحا – في الدولة التي تطبق شرع الله – الناس تمارس حياتها كأن شيئا لم يحدث، لم ألمح ولو لمعة حزن فيمن أعرف! تذكرت هذا الموقف حينما سمعت أحد قيادات التيار الإسلامي قوله على المرأة التي انتهك الجيش المصري بكل بسالة وشجاعة جسدها وفي وضح النهار : رجالة مصر لن تنزل من أجل نساء ستة إبريل وقتها كتبت تعليق على الفيس بوك لو كانت هذه المرأة يهودية صهيونية لحميت عرضها وجسدها بروحي! إنها المشاعر الإنسانية النبيلة التي لا تفرق بين دين ودين أو عرق وجنس فكرامة الإنسان كل الإنسان البهائي في مصر والشيعي في البحرين والهندوسي في الهند والمسلم في نيجيريا كرامته خط أحمر!
تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله !
كما يستغل العسكر امتيازاتهم الاقتصادية لنهب خيرات بلدنا، ويقيموا الأسلاك الشائكة في وسط البلد وكأننا في ثكنة عسكرية أو دولة محتلة، وكما يستغل بعض التيارات الإحساس الديني لدى البسطاء ويوهموهم أن الذي يقول نعم للتعديلات الدستورية فهو مع شرع الله والذي يقول لا كافر ! كانت مشاعري النبيلة وأنا في عتبات مراهقتي تم استغلالها من قبل السلفيين وكانت دعواهم أن هناك حربا ضروس ضد القيم الإسلامية من العلمانيين والصهيونيين والأمريكان والغرب والشرق، وكلما رأينا مسلم يصاب أو يقتل في الشيشان أو غزة أو الفلبين نفخوا في النار أكثر، وكلما اعتقلت أمن الدولة شيخا نفخوا في النار أكثر! حتى اكتشفت اللعبة وعرفت بمدى الابتزاز والاستغلال لفطرة الإنسان البسيطة والنقية، عرفت أن المسلمين يتألمون كأقلية في الفلبين كما يتألم المسيحيون في مصر، وأن الأمر يرجع لاستبداد الدولة وتبنيها بشكل غير مباشر للنزعة الطائفية حتى لا يوجه الإنسان مشاعره وغضبه النبيل في الاتجاه الصحيح نحو من يستغلونه باسم الامتيازات الخاصة حينا وباسم الله أحيانا، وإن كنتم لا تصدقوني فـ....
تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله
كلنا نذكر جيدا ما حدث أيام الثورة تلك اللحظة الفارقة في حياتنا، كأشخاص وكبلد، لم نكن نفرق بين المسلم والمسيحي والبهائي والملحد والإخواني والسلفي، ولكم سمعنا فتاة غير محجبة ترتل القرآن وشيخا جليلا يغني لمحمد منير ! إنها ليست كلمات مجازية إنها الحقيقة فعلا وكما يقول جمال البنا إنها المرة الأولى في تاريخ البشرية أن يجتمع كل هذا الحشد من الناس خلف مباديء إنسانية، لم يقل أحد إسلامية أو مسيحية أو عفروكوشية، إذا قتلوا فردا منا كأنما قتلونا جميعا، ولكن إنها السلطة، حتى يحافظ العسكري على امتيازاته لديه مهارات في التفريق والتخوين والتكفير، عندما ينتمي الإنسان إلى تيار معين ويفقد فيه استقلاله الفردي وكينونته الذاتية ويتماهى في هذا التيار لن يفكر إلا به، ولن يدرك الإنسان بشريته إلا من خلال أفكار التيار وتوجهاته، إن الإسرائيلي الذي يصوب بندقيته إلى طفل فلسطيني هو نفسه السني في البحرين الذي يصوب نفس البندقية إلى دكتور يعالج الثوار، هو الجندي المسلم في سوريا، والجندي المسلم أو المسيحي في مصر الذي يدوس وبكل بسالة على صدر امرأة بعد أن عراها صديقه المسلم أو المسيحي المصري، إن الشيخ الذي لا يتحرك من أجل نساء ستة إبريل هو نفسه الإسرائيلي الذي لا يتحرك من أجل نساء غزة المسلمات، أو الأمريكي من أجل القتل والسحل في العراق وأفغانستان، مشهد واحد له دلالة كبيرة لا تفوتوه عندما انتفض الشعب الإسرائيلي ضد السياسة الاقتصادية لبلاده بعد الثورة المصرية رافعين الحلل الفارغة ورفعوا في مظاهراتهم علم مصر، إن الفاسدين المنافقين يخترعون الايديولوجيات والملل حتى يسهل علهيم الحفاظ على امتيازاتهم ولنا في المجلس العسكري عبرة وإلا فـ
تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله!
نظر البلكيمي إلى نفسه في المرآة فلم ير إلا شكله ولم يجد عيبا إلا أنفه، صورة رمزية بليغة لوطن لم يعد ير من الأمور إلا شكلها ومن المعاني إلا شكلياتها ... يريد الاستقرار حتى لوعلى فساد، يريد الأمان حتى لو كان الثمن الكرامة يريد الخبز حتى لو كان مغموسا بدماء!
لو كان المسيح موجودا بين الإخوان والسلفيين لما قال لهم كما قال انظروا إلى زهور الحقل حتى تخضع قلوبهم لله ! كيف تخضع قلوب لحمرة الورد وهي كالصخر لم تلن لحمرة الدماء أو لانتهاك الأعراض، لو كان المسيح بيننا الآن لقال: تأملوا أنف البلكيمي يرحمكم الله !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تأملوا مقعدة ألبلكيمى
‎هانى شاكر ( 2012 / 3 / 22 - 23:39 )

فى خضم مظاهرة ألحزن وألحداد ألنبيل لأنتقال قداسة ألباب شنودة .. أظهر ألمصريون (كل ألمصريين) نُبلاً رفيعاً .. و جاوبهم ألعالم كله بالمشاركة و ألأحترام ...

فقط وحدهم ألسلفيين تخلفوا عن ألركب و عزفوا آلة النشاز فى هذه السيمفونية ... تظاهروا فى جبن ونذالة بالصاق مؤخراتهم بمقاعد مجلس ألشعب .. حين وقف ألمجلس حداداً .. وحين أنحنى ألعالم أحتراماَ و تكريماً


2 - قتلتنى ... ولكن
‎هانى شاكر ( 2012 / 3 / 22 - 23:58 )


غرست سكينك فى قلبى أيها العزيز النبيل عنما كتبت:

- وبعد الانفتاح الساداتي أصبح المصري شحاذا كسير الروح يشحذ الأموال والأفكار والعادات ويتاجر بشحادته بأقذر الطرق-

حكامنا ألأوغاد سرقونا وأفقرونا وأذلونا ... ألسلفيون يعملون بأجتهاد شديد ألأن بمجلس ألشعب (بمشروع قانون ألزواج المختلط) لكى نسرع نحن ببيع فتياتنا ألقاصرات ب 500 دولار للقطعة فى سوق ألنخاسة ..

باية حُجَة إذن أرد عليك أو أدحضك ؟

قتلتنى مرتين


3 - تعميم وإساءة
عادل الليثى ( 2012 / 3 / 23 - 11:16 )
وبعد الانفتاح الساداتي أصبح المصري شحاذا كسير الروح يشحذ الأموال والأفكار والعادات ويتاجر بشحادته بأقذر الطرق

لم ولن يكون المصرى كسيراً يا سيدى ... ربما تتابعت عليه المصائب والمتاعب ولكنه يبقى شامخاً ... لأنه مصرى صانع أقدم الحضارات ولا تقارنه بأرض لم ولن تظأها أى حضارة
راجع تاريخ بلدك يوماً بيوم فلن تجد المصرى كسيراً أو شحاذاً ... حتى عادته وأفكاره لم يمحوها تاريخ طويل من الإحتلال
لا تعمم سلوك القلة المتأسلمة بالريالات على شعب مصرالعظيم

اخر الافلام

.. 154-Al-Baqarah


.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م




.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي


.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه




.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد