الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا محمد ابراهيم نُقد..آخر القادة لشيوعيين التاريخيين

ابراهيم البهرزي

2012 / 3 / 23
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


وداعا محمد ابراهيم نُقد..آخر القادة لشيوعيين التاريخيين


بعد رحيل جورج حاوي شهيدا في بيروت ..لم يعد ثمة بقية من القادة الشيوعيين التاريخيين غير المناضل الشيوعي العتيد محمد ابراهيم نُقد , فمع كل الارهاصات المريرة التي مر بها الحزب الشيوعي السوداني عقب استشهاد رموزه التاريخية الشهيد عبد الخالق محجوب والشهيد شفيع احمد الشيخ استطاع الراحل الكبير ان يلملم جراح الحزب ويقود التنظيم الشيوعي في السودان تحت ظل اعتى الدكتاتوريات العسكرية من النميري وصولا الى البشير ..
وككل القيادات التاريخية الخالدة من طراز يوسف سلمان يوسف (فهد ) وسلام عادل وفرج الله الحلو وشهدي عطية الشافعي وجورج حاوي لم يغادر الفقيد الكبير وطنه مطلقا , فقد ظل متخفيا بين فقراء شعبه يقود العمل الحزبي في غضون اعتى القبضات الامنية محتملا كل محاولات السلطات القمعية العسكرية ومخططاتها للايقاع به متحصنا بحب الفقراء السودانيين قائدا ميدانيا منذورا للشهادة رغم كل الامكانت المتاحة والدعوات المفتوحة لمغادرة السودان والعيش بطمأنينة اللجوء السياسي شأنه شأن اي قائد سياسي صاحب صيت دولي مرموق ...
ربما يكون الفقيد الكبير هو الوحيد بين رفاقه القادة التاريخيين الذي لم يرحل شهيدا , غير ان (نُقد ) كان على الدوام شهيدا مفترضا , فقد رافقه احتمال الشهادة منذ تصدره قيادة الحزب الشيوعي السوداني اوائل السبعينات واصراره على البقاء وسط قواعده الجماهيرية مكابدا معها شراسة القبضة الامنية للعسكرية القومانية ممثلة بالنميري وصولا للعسكرية الاسلاموية بدكتاتورها البشير ...
رحيل (نُقد ) يسدل الستار على نماذج القيادات الشيوعية التاريخية , وهي القيادات التي جعلت (الرجل العادي ) يجترح الكاريزما من عصاميته ...الرجل البسيط وهو يتحول الى رمز تاريخي بصموده الاستثنائي وسط قواعد حزبه وهي تعاني ويعاني معها كل احتمالات القمع والتصفية ..
وسيكون صعبا ,وفقا لظروف المتغيرات المتلاحقة التي تنجزها الراسمالية العالمية وتاثير ذلك (سلبا ) على حركة اليسار العالمي , اضافة الى تقوقع اليسار نفسه على مفاهيمه الابدية الخالدة ...سيكون صعبا اعادة انتاج قيادات تاريخية من نمط (نُقد ) ورفاقه الراحلين ...
يترك رحيل (نقد ) الابواب مشرعة امام نمط من القيادات (الثقافية ) التي سبق الحزب الشيوعي السوداني , غيرما حزب شيوعي في انتاجها , وهي قيادات تاخذ بالتاكيد من جرف التنظيم والتعبئة الجماهيرية لصالح الاعلام والاستعراض التاريخي ..مما يعني تماما تحويل دفة النضال الشيوعي صوب ضفاف الادعاءات والاحتفاءات ...وهي عز مطلب الراسمالية الذكية ...رؤية (اقلية دينية ) تحتفل باعيادها لاغير !!
وداعا (نُقد )
وداعا آخر المناضلين العصاميين وآخر القادة الميدانيين الشيوعيين
والى (بيروقراطي ) آخر يطيح بآخر اعتى قلاعنا الشيوعية الاخيرة ...حزب الشيوعيين السودانيين النبلاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الشيوعى ليس محمد ابراهيم نقد
ElMigdad Ahmed ( 2012 / 3 / 24 - 06:25 )
عذرا أستاذ البهرزى .. ان الحزب الشيوعى السودانى ليس حزب شخصيات سياسيه .. وطوال فترة نضالاته يستمد رؤياه من مؤسسية الحزب .. لاننا كشيوعيين نؤمن بحق المشاركه فى اتخاذ القرار بديمقراطيه .. فقواعد الحزب الجماهيريه هى التى توجه الحزب وتقرر وليس المثقفين فقط .. ودام نضال الحزب الشيوعى السودانى


2 - سيرة شيوعي
Almousawi A. S ( 2012 / 3 / 24 - 07:03 )
بديع جدا استاذنا هذة المحاولة الرائعة لتحويل سيرة شيوعي الى لحن نشتاق الى سماعة عند الفرح او الحزن وشكرا لانك اخرجتني عن صمتي الحزين


3 - حادثة
خالد صبيح ( 2012 / 3 / 24 - 15:54 )
روى لي احد اصدقائي من الشيوعيين السودانيين ان النميري، في واحدة من نوباته الفوضوية، اراد يوما ان يقيم حفلا خاصا ويدعوا اليه كل زملاء دراسته الابتدائية، وكان الفقيد (نقد) واحدا من هؤلاء، وكان حينها متخفيا ويعمل (تحت الارض)، لكن النميري دعاه الى الحفل وطلب عدم متابعته او مضايقته، وفعلا جاء نقد الى الحفل واحتفل مع زملائه، وبعد انتهاء الحفل خرج بامان وعاد الى تخفيه وعمله السري...

لااريد ان استخلص اي شيء من هذه الحادثة وعهدتها بطبيعة الحال على راويها..
تحياتي لك عزيزي ابراهيم


4 - اخر القادة الميدانيين
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 24 - 16:58 )
عذرا استاذ ابراهيم فأنا عرفت نقد اليوم ومن خلال تقديمك الجميل عنه حزنت لوداعه دمت وفيا وقلبا نابضا بالعطاء
تحياتي اليك


5 - البهرزي الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 24 - 19:12 )
الى الرفيق نقد ومن ذكرتهم اقول:
نم قرير العين نم
يا ايها الجبل الاشم
نم فالنوم حتم
ومصيرنا ايضا ننم
ما جئت ارثيك
وهل ترثى الشهامة والشيم
ما جئت ارثيم
وهل يرثى عاليا غاليا علم
ما جئت ارثيك
وهل لمثلي في رثائك فم


6 - الرفيق البهرزي
فؤاد النمري ( 2012 / 3 / 25 - 16:03 )
عذراً أخي إبراهيم فنقد ليس شيوعياً وإن احتل مركز الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني. فما كل أمين عام لحزب شيوعي هو شيوعي ولنا مثال على ذلك غورباتشوف وقبله أندروبوف وقبله بريجينيف و(خرا تشوف) حسب نوري السعيد. غورباتشوف لم يعلن نبذه للماركسية كما نبذها نقد بلسانه ومن ينبذ الماركسية لا يمكن أن يكون شيوعياً. هكذا علمنا لينين


7 - الرفيق المقداد احمد
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:05 )
تحية محبة
لا اعتقد انني اشرت الى ان الراحل نُقد هو الحزب الشيوعي السوداني برمته ..فالشيوعي السوداني رغم كل الظروف التي مر بها ..هو حزب ولود....هو حاضنة محجوب والعطا والشفيع وفاطمه احمد ابراهيم وصلاح احمد ابراهيم وجيلي عبد الرحمن ومناضلون اخرون لهم كل الاجلال ..ولكنني اتحدث عن (نمط ) من القيادات الشيوعية افرزتها الظروف الاقليمية والدولية ..نمط المناضلين العصاميين الذين يمكثون مع قواعدهم باحلك الظروف مواجهين ماتواجهه قواعدهم بنفس القدر من الاستبسال
الخلود لنقد ومن سبقه من الشهداء والصديقين والمجد للشيوعي السوداني
ودمتم


8 - الصديق الموسوي
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:07 )
تحية طيبة
انهم جديرون بالثناء ..وانت جدير بالخروج من الصمت
دمت لي


9 - العزيز خالد صبيح
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:11 )
تحية محبة
حسب ما اطلعت عليه ..كان الراحل زميل دراسة للدكتاتور النميري والجنرال عبد الرحمن
سوار الذهب ...وكان موضع احترام حتى من اعدائه
تحيتي لك


10 - العزيزة عبلة
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:14 )
تحية محبة
كل مرور لك عطر وربيع
دمت ِ باسقةً ياغاليه


11 - العزيز عبد الرضا
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:17 )
تحية طيبة
احييك على هذه الترنيمة وفاءا لمن جادوا بنعيم الدنيا من اجل الاخرين
دمت عزيزا


12 - الرفيق النمري
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:28 )
تحية توقير استاذنا الكبير
قد اختلف معك قليلا من جهة ان نبخس من ضحوا بمتاع الحياة الدنيا لاجل نبل الاهداف حقهم بالاحترام والتقدير لمجرد قيامهم بتوجيه نقد للتجربة ..فلا عتقد ان الراحل نقد شطب على مجمل نضالات الشيوعيين بانتقاده لمفاصل من التجربة ..ثم ان الرجل لم يلعن قناعاته طمعا بالحصول على مغانم سياسية ...فقد عاش طوال عمره مطاردا مشردا أفأن وجه نقدا ما
في خواتيم عمره نستكثر عليه تسمية (شيوعي )؟ الا يشفع له تاريخه النضالي ؟ هذا الامر قد ينسحب على كثيرين وبالتالي تتحول التجربة الشيوعية الى تجربة دينية بكل مالها وعليها من مفاهيم الردة والتعزير
تقديري الكبير لكم مناضلا وكاتبا شيوعيا قديرا


13 - عزيزي ابراهيم
فؤاد النمري ( 2012 / 3 / 25 - 19:46 )
أنا لا أشير إلى أي نقد لمحمد نقد، أنا أشير لمقالة له يقول فيها أن اشتراكية السودان التي يسعى نقد لإقامتها لا تقوم على الماركسية نشرها في مجلة الطريق اللبنانية وكنت رددت عليها في حينه بنقد حاد ولذلك فإن وصفه بالشيوعي ليس صحيحاً


14 - التفاتة طيبه
حامد حمودي عباس ( 2012 / 4 / 13 - 19:09 )
الحزب الشيوعي السوداني كان ولا يزال متفردا في حمل راية الفكر الماركسي اللينيني ومسيرته اكثر وضوحا من بين جميع الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي ، ويكفي ان الشيوعيين السودانيين لم تظهر في مجمل مسيرتهم النضالية، ذات المطبات الفكرية والتنظيمية التي ظهرت في مسيرة اقرانهم في بقية البلدان العربيه ، ولم يحصل للحزب الشيوعي السوداني أية حالة من حالات التشضي الفكري أو التنظيمي رغم ما عاناه من ويلات على يد حكام السودان المتعاقبين .. وباعتقادي أن محاكمة قادته كنقد محمد ، وبنفس تؤطره معالم النرجسية البحته ، هو من باب التجني .. تحية مني للاخ البهرزي على التفاتته التي لم يقدم عليها الكثيرون من رفاق نقد في بقية الاحزاب الشيوعية الحليفه

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ