الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش ...ثنائية الضحية والجلاد

أسماء صباح

2012 / 3 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هل يأتي هذا الفعل بسبب كراهية الجنس الآخر"الرجال" للجنس الاول "النساء"؟ ام هل هو ناتج عن تشيء المرأة عند الرجل؟
النساء في الغالب كن سعيدات بأنفسهن عندما كن صغاراً لا تبدو عليهن علامات النضج، كن يلعبن ويضحكن ويرتدين ما يريحهن، يربطن شعرهن او يتركنه منسدلاً ويفعلن ما يحلو لهن، ولكن تغيرت حياتهن فجأة بعدما بدأت مظاهر النضج تظهر عليهن، فيبدون أجمل واجسامهن تبدو مختلفة عن تلكم التي للفتيات الصغيرات.
الا ان هذه التغيرات التي تخيف الفتاة بدورها بسبب تجاهل المجتمع والعائلة احياناً شرح هذه التغيرات، ويكتفون فقط باصدار أوامر لهذه الفتاة وتلك بان يخبئن أجسادهن التي من الممكن أن تثير الطرف الآخر وتجعلهن عرضة للتحرش وربما الاغتصاب.
فتختار الامهات الالبسة الطويلة نوعا ما وغير المثيرة "المحتشمة"، والتي تخفي انحناءات الجسد وغالباً ما تكون فضفاضة، ناصحة ابنتها بالمشي بطريقة محترمة غاضة البصر وناظرة في الارض وان تمشي بشكل بطيء حتى لا تتحرك أردافها بشكل سريع مثير للرجل "سهل الاثارة" وحتى لا يقع فريسة شهوة الفتاة المتبذلة في مشيتها ومساحيق تجميلها ولباسها.
فمع تطور الزمان، لازالت المرأة تتعرض لتحرشات في الشوارع، وتسمع ايماءات وايحاءات قذرة وتتعرض لحركات مهينة لها جسداً وروحاً، اذ تبدأ المعاكسات من الكلام والاشارة وقد تنتهي بتلاصق جسدي متعمد.
والضحية قد تكون أي امرأة في أي بلد في العالم وفي أي وقت، وهنا سأتطرق لشرح الضحية المرأة وشرح وجهة نظر الضحية الرجل.
ترى المرأة التي تتعرض للتحرش اللفظي والجنسي وغيره نفسها ضحية لانها تعتبر ذلك انتهاكاً لحرية جسدها وروحها، اذ ان التحرش ليس عملاً فردياً، انه واحد من أكثر أشكال العنف شيوعاً ضد المرأة، اذ يستهدف المتحرشون فتيات قد لا يتجاوز عمرهن الست سنوات وتظل النساء يعانين من هذا العداء لاجسادهن لفترات متقدمة من حياتهن وبشكل منظم.
ان هذا السلوك ينعكس على عملية التنشئة الاجتماعية والتي تعمل على تشكل السلوك في المجال العام، وتلعب الذكورية في المجتمعات دوراً هاماً في تشكل ذوات المتحرشين اذ يصور لهم المجتمع البطريركي ان لهم حقا في انتقاد هيئات النساء ومن خلالها يرتبون أفكارهم وكيفية ابداء معاكساتهم او حتى تحرشهم والذي قد يصل الى الاغتصاب.
فيبرر المتحرش سلوكه بميوعة المرأة المقابلة له، أو بطريقة كلامها الملفتة وحركاتها المثيرة فيضطر بذلك لى مغازلتها كما يطلق البعض على هذه الفعلة.
فالمرأة "الضحية" تتحول الى جلاد في هذا العالم الأبوي، فهي المثيرة دوماً وهي التي تدفع بالاخرين الى مضايقتها بالكلام أو الفعل لان كلامها او حركاتها او مساحيق التجمل او اللباس الملتصق او المفتوح يثير شهية هؤلاء الذئاب.
ان الرجل بهذا التفسير البطريركي يخرج من اطار"الجلاد" الذي يتحرش بالمرأة مانعاً عليها حرية الحركة والكلام وحتى التجميل، ليتحول الى "ضحية" دفعته نفسه الضعيفة وقوة المرأة المقابلة له الى الرذيلة وفعل الشر، ذلك الملاك الذي كان يمشي مستقيماً، مطأطأ الرأس خجولاً، مرت من أمامه امرأة أثارته فلم يستطع التماسك وراح يخرج كل ما في مكنوناته من كلمات وحركات وقد يلتصق بجسدها او يمد يده ليسرق لمسة من أي مكان في ذلك الجسد "المثير"، ويكذب طبعاً اذا قال ان امرأة من هيئة معينة فقط هي التي تتعرض للتحرش، فهناك نساء يغطين أجسادهن من رؤوسهن الى اخمص قدمهن بالاسود ويتعرضن للتحرش وقد شهدت بنفسي وقائع مماثلة.
فالمجتمع اذا يخلق "ذكوراً" يرون في جسد كل امرأة، مكسوة بالملابس أو حتى عارية، محل إثارة وبالتالي يتصرفون على هذا الاساس، لأن الانثى عنهم لا تخرج عن كونها أداة للمتعة ولاشيء غير ذلك، متناسين مشاعرها واحاسيسها وحبها ان تكون حرة تمتلك جسدها.
ولأن الجسد في المجتمع مرتبط بالشرف أشد الارتباط تشعر المرأة بأن جسدها يهان وان المستهدف بعد ذلك شرفها وعذريتها.
لذلك فان التغير المنشود ينبغي أن يبدأ من التربية الإجتماعية "ثورة سلوكية"، بحيث يبدأ الطفل والشاب بمعاملة المرأة مماثلة لنفسه وان لا يرى في اختلاف جسديهما ما يدفعه الى اهانتها فقط لانها مختلفة ولان كل ما ترسخ في تربيته وذهنه هو ضعف هذا الجسد ووجوده للمتعة فقط.
وبذلك تنتهي هذه الازمة "أزمة التحرش" وتعود المرأة لتمارس دورها في الحياة العامة دون ان تضطر للخروج مع احد اقاربها من اجل ان يحميها من "ذئاب الشوارع والعمل" الذين ينهشون جسدها في حال وجدت منفردة، اذ يؤدي هذا السلوك في الغالب الى خوف بعض النساء من الخروج للمشاركة في الحيز العام، ويمنعها ايضاً من تحقيق حقوقها في التعليم والعمل والترفيه لانها تضطر الى العيش في خوف وقلق دائم على "شرفها".
ومع محاولات الكثير من الدول لسن قوانين تحمي النساء من التحرش الا ان هذه القوانين تظل حبراً على ورق ولا يتم تطبيقها لصعوبة السيطرة على هذا المرض المستشري عند الكثير من الرجال الذين يكنون كرهاً متأصلاً للنساء بسبب ما تم تلقينهم إياه في المجتمعات الذكورية التي ينتمون اليها لذلك تجدهم يتفننون في سلب المرأة حريتها بكل المقاييس.
ان المطلوب كما قلته بداية هو ثورة "سلوكية" يتم من خلالها تغيير الصورة النمطية للنساء عند الرجال والبداية تكون من التنشئة، ثم بتفعيل القوانين وجعلها اكثر صرامةً وحزماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس كل الرجال ذئاب ، والنساء ملائكة # 1
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 02:42 )
السيدة أسماء صباح
أعجبني مقالك ، أتفق معك في بعض النقاط وليس كلها ، حيث تقول الحكمة -لو عُرف السبب بطل العجب- ، ولو عرفنا السبب الحقيقي لتصرفات بعض الرجال - وليس كلهم - فربما تعاطفنا مع الرجل الذي سميناه ذئب ووووو من الأسماء التي قد تكون ظالمة له أحياناً
تقولين في مقطع من المقال : (( لأن كلامها أو حركاتها أو مساحيق التجميل أو اللباس الملتصق أو المفتوح يثير شهية هؤلاء الذئاب )) ، لكنك يا سيدتي لم تشرحي بعدالة لماذا تقوم النساء بكل ما ذكرتِ !؟ اليس عملهن لإلفات نظر الرجال وإثارة رغباتهم بالمرأة ؟ أم هي عملية مناكدة ومحاولة لمعاقبة الرجل ، بالضبط كذلك الذي يفرش طاولة تعج بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات ثم يقوم بمنع الجائع من أكل أو لمس أو حتى إستنشاق الرائحة الشهية لذلك الطعام الفاخر !!؟ وإن كان الرجل هنا ذئباً حسب رأيك ، فالمرأة بتصرفها وغنجها ومحاولاتها هنا ليست سوى أفعى حسب رأيي !!، فما رأيك ؟


أما حول قولك : (( والضحية قد تكون أي إمرأة في أي بلد في العالم وفي أي وقت )) كلامك هذا يُعزز رأيي في أن الرجال جائعين جنسياً ، وهذا ليس ذنبهم ، وبغض النظر عن كونهم من خلق الله
يتبع رجاءً


2 - ليس كل الرجال ذئاب ، والنساء ملائكة # 2
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 03:09 )
أو من خلق الطبيعة ، فإن غرائزهم الجنسية لها تأثير مهيمن على سلوكهم وتصرفاتهم أحياناً في حالة الجوع الجنسي وخاصة في عمر معين حين لا يكون في مخيلة وعقل الإنسان غير الجنس
أما السبب الأكثر تدميراً للرجل من هذه الناحية هو أن النساء يخترن الرجل الوسيم أو الغني أو الذي يحمل الصفات الإيجابية التي تثير أي إمرأة ، وعدد هؤلاء الرجال قليلٌ جداً نسبة إلى عدد الرجال بصورة عامة والذين لا يكادون يحضون حتى بإمرأة متواضعة الصفات إلا بواسطة الزواج !، وهذا يقول لنا عن عدد الرجال المحرومين في العالم ، بينما تتمتع نسبة ضئيلة منهم بأغلب النساء الجميلات المثيرات في العالم ، فهناك رجال يمتلكون عشرة صديقات رائعات ، بينما رجال اخرون لا يلتقون بالمرأة الرائعة إلا في أحلام نومهم أو يقظتهم ! وهي حالة لا عدالة مضحكة ؟
لهذا هناك أغلبية ساحقة من رجال العالم تبقى جائعة ونهمة ومتعطشة لإمرأة جميلة ومثيرة طوال الحياة ، فالبعض يرضى ويصمت صاغراً ، والبعض يثور ويرفض ويتحرش ويحاول نيل إمرأة جميلة بأي طريقة كانت ، وقد تكون أحدى الطرق هي الإغتصاب
المرأة غير المرغوبة لها نفس المعاناة ، لكنها لا تستطيع التحرش والإغتصاب
تحيات


3 - نعم ولكن
رؤيا ( 2012 / 3 / 25 - 23:24 )
سيدة أسماء
ما رأيك أن نبتعد واياك عن التنظير شيئا ما ولنتقمص شخصية هذا المراهق الجائع جنسيا وسأتحدث بلسانه
أراني كل يوم أمام المغريات من الألوان الزاهية والملابس الضيقة والأجساد الرشيقة فلم أقدر يوما على كتمان حبي لكل ما أراه
أراني صرات مدمنا على النظر وأصبحت ملما بكل تفاصيل الأنوثة والجمال والشعر والملابس فكيف تمنعوني من التفكير وكيف تمنعوني من التعمق في ما تشتهيه روحي
ها أنذا بعد ثلاث سنوات جامعية قضيتها بين أكتاف زميلاتي أجدني صرت غير قادر على التحكم بنفسي وعيني تأبى الا النظر وأنا أحاول ردها الى حدود الأدب لكنها لا زالت تسيء الأدب وتنظر هنا وهناك
أقسم لكم أن ليلة زفاف قريبي كانت قاسية علي الى درجة أني قد جرحت عفتي مع قريبتي التي لا أحبها فلم نجد بدا من اللقيا في أحضاننا وكانت ليله سرمدية لم تنته بعد
لا زالت رغم اللقاء مناظر الفساتين القصيرة والزاهية والشفافه تروع بالي وتسحق عقلي
ما العمل فلم تعد تكفيني واحدة ولم تعد ترضيني كل بنات الدنيا
أحس أني خلقت مدمنا مرتزقا على قطعة من جسد هنا أو نظرة الى ما تخفيه قطعة قماش هناك
هل يا ليتني كنت عفيفا أم ليت مجتمعي كان عفيفا ، ما الحل

اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية