الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص من أروقة المحاكم (2)

منى حسين

2012 / 3 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


غيداء والبندقية
أحداث تلك القصة وقعت في مدينة الناصرية، غيداء فتاة في الخامسة عشر من العمر أجبرها والدها على ترك الدراسة وهي في المرحلة المتوسطة، كانت فتاة ذكية عيناها تفصح عن ذكائها وعن شجاعتها، تقدم لخطبتها أبن عم لها متزوج وله ثلاث أولاد وافق والدها على تزويجها وحين عرض عليها الأمر رفضت الزواج، لكن والدها لم يقتنع رغم محاولاتها في أقناعه عن تغيير رأيه، أستمرت محاولات غيداء مدة قاربت الستة أشهر أستنفذت فيها كل محاولاتها لأقناع والدها وأخيها الأكبر، للعدول عن موقفهم لكن طغيان الأسباب المادية ومصالح أخرى تربطهم مع أبن العم هذا حالت دون التراجع.
غيداء صممت على موقفها الرافض وقبل موعد زفافها الذي حدده والدها بثلاثة ايام قررت غيداء أن تنهي حياتها، أستلت البندقية من غرفة أبيها وصوبت فوهتها نحو جسدها البريء وأطلقت منها رصاصتين معلنة عن صرختها الرافضة للظلم، ضج الدار بمن فيه هرعوا جميعا الى مكان الصوت فوجدوا غيداء غارقة بدمها تحتضر محاولة سرقة أنفاسها الأخيرة، أسرع والدها وأخويها محاولين انقاذها والوصول بها الى أقرب مستشفى، لكن أرادة غيداء بأنهاء حياتها كانت أسرع من رغبتهم في أنقاذها حيث فرقت الحياة حال وصولهم المستشفى،
فحص الطبيب المختص الجثة فوجد أن الفتاة لازالت عذراء وأن جسدها لم يتعرض للضرب أو العنف، هنا طرح الطبيب عليهم الأسئلة حول أسباب موتها فما كان منهم إلا أن صرحوا بحقيقة القضية وأن غيداء أنتحرت لرفضها الزواج وبالأجبار، هنا جاء دور القضاء الذي قرر ايداع الأب والأبنان السجن لحين أكتمال التحقيق في قضية أنتحار غيداء. أما جثة الفتاة فقد قرر القضاء أبقائها في برادات الطب العدلي ولمدة ستة أيام أي الى حين أنقضاء التحقيق في قضيتها.
الخسارة فادحة غيداء صوبت الرصاصات الى الظلم والتعسف بحقها، لقد رفضت العبودية والأذلال، أختارت أن تنهي حياتها على أن تساق الى حياة لاتريدها، تاركة أبيها وأخوتها في حالة صعبة أمام ضميرهم ومجتمعهم وحياتهم أجمع. لا أريد أن أقول الى متى تضل فتياتنا القاصرات تدفع ضرائب التخلف، لكني أقول الى متى تبقى القوانين تسير ببطء نحو قضايا المرأة، لدينا غيداء وآلاف غيرها أنتهكت حقوقهن الأنسانية والأجتماعية وتنتهك،
من سينقذ بناتنا من هذه الأعراف السلبية المدمرة.
سكبت غيداء سنواتها البريئة في غيبوبة الموت.
لقد أثكلت الحروب والحصارات الأسر العراقية سنوات من المعانات والألم عاشته العائلة العراقية. واحزان ظلم القاصرات هذا أشد ألم وقسوة، أتخيل حالة الاب والذي بدافع الجهل تصور انه من الزواج تتستر الفتاة وخصوصا ابن العم هذا له صلاحيات القربى والدم بأبنة عمه. هل ستواصل عائلة غيداء حياتها وتستأنف مسيرتها بشكل طبيعي، أكيد أحب الأب أبنته كذلك أحب الأخوين أختهما، لكن كان لغيداء رغبات وأحلام وأمنيات فتاة صغيرة وبريئة دافعت عنها ببراءة، فخطف الجهل برائتها وخنق العنف أمنياتها أني أتسائل هل مازال طريق نهاية غيداء يبتلع بناتنا، أم أن الجهات المختصة ستغلق منافذه ومساراته، وأخيرا أتمنى العدل والسلام والأمان لكل قاصراتنا وللمجتمع أجمع.
***********
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير