الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أكيتو- .. عيد الربيع البابلي ، جذوره ، أيامه ، عائديتهِ

الحكيم البابلي

2012 / 3 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


"أكيتو" .. عيد الربيع البابلي ، جذوره ، أيامه ، عائديتهِ .
الحكيم البابلي - طلعت ميشو

لم تكن أحاسيس وعواطف وأفراح سكان العالم القديم تختلف عما لدينا اليوم من مشاعر حين قدوم الربيع والخضرة والزرع والورود والثمار والنسيم المنعش المُعطر بروائح الزهور البرية التي تملأ الوديان والجبال والسهول والمراعي الخضراء التي ستطعم كل الكائنات الحية ، لِذا نعلم بديهياً أن كل شعوب العالم لا بد قد إحتفلت بقدوم الربيع بشكل من الأشكال .

تبدأ حكاية أعياد الربيع في أرض الرافدين منذ أزمنة بعيدة يقول بعض العلماء والمؤرخين أنها تقع بين ( الألف الرابع والخامس ق . م ) ، وبعض المصادر تقول أن السومريين والساميين إحتفلوا به منذ عصر ( أريدو -5300 ق. م ) وبالذات في جنوب بلاد ما بين النهرين وبإسم ( زاكموك Zag-mug ) . وكان يُحتفل به مرتين في العام الواحد ، في الربيع والخريف .
أما الساميون الذين سكنوا العراق القديم قبل وأثناء وبعد السومريين فقد إختاروا له تسمية ( أكيتو ) وتعني : ( الحياة ) والمشتقة من تسمية أقدم هي :
( a-ki-ti-se-gur-ku ) .

كلمة أكيتو كانت تسمى أو تُلفظ عند بعض الساميين ( حِجتو ) وذلك في اللغة الأكدية والعربية لاحقاً ، أما في اللغة السريانية الآرامية فلا تزال كلمة ( حج ) تعني الإحتفال أو الحفلة . وفي اللغة البابلية القديمة كانوا يسمون هذا العيد ( ريش شاتم ) ، ريش تعني : رأس ، و شاتم تعني : سنة . وفي لغة ( السورث ) المحكية لحد اليوم في العراق من قِبَل الكلدان لا نزال نقول : ( ريش شاتة ) رأس السنة ، لاحظ تقارب هذه الألفاظ مع العربية !!.
هذا العيد كان معروفاً منذ الأزمنة العتيقة لبلاد ما بين النهرين في مدن مثل ( أريدو ، أور ، لجش ، كيش ، أوروك ) ، وكما ذكرنا كان واحداً من عيدين رئيسيين ( زاكموك وأكيتو ) . زاكموك هو عيد الإحتفال بحصاد الشعير ، كذلك هو عيد الإعتدال الخريفي المتزامن مع موسم قطف التمور ، وكان الإحتفال به يجري في الخامس عشر من شهر أيلول من كل عام ، ويرمز لقدسية نخلة بلاد الرافدين ولتجدد وخصب الأرض المتمثلة بشعائر الجنس في ( الزواج المقدس ) ورمزه الإله السومري ( دموزي ) وزوجته ( أنانا ) واللذين تم إقتباسهما في شخصية الإله ( تموز ) وزوجته ( عشتار ) عند البابليين ، ولاحقاً تم الإستعاضة عنهما في شخصية الإله ( مردوخ ) وزوجته ( صربانيتوم ) أثناء الإحتفال بعيد الأكيتو في بابل .
كان أكيتو في جذوره القديمة الأولى عيداً شعبياً لجز صوف الماشية والأغنام ، وكان يُحتَفَل به بين شهري آذار ونيسان ، ويُمثل رأس السنة الجديدة ( الإعتدال الربيعي ) ، ثم أصبح من المتعارف عليه الإحتفال بهِ في اليوم الأول من شهر نيسان كل عام في إقليميَ الوسط والجنوب من بلاد النهرين ، بينما لا توجد دلائل على معرفة هذا العيد في الأقليم
الشمالي ( آشور ) قبل سنة ( 1200 ق . م ) ، وذلك حين قام الملك الآشوري ( تيكولتي نينورتا الأول 1214 - 1208 ق . م ) بعد غزوه وتدميره لمدينة بابل بسرقة تمثال الإله مردوخ ونقلهِ ضمن غنائم الحرب إلى بلاد آشور في شمال العراق ، مما حفز الشعب الآشوري على الإحتفال بهذا العيد لأول مرة إقتداءً وتقليداً لإحتفالات البابليين به .
وحول هذه النقطة يقول الكاتب الآثاري ( هاري ساكز ) في كتابه ( قوة آشور ) : [ كانت بلاد بابل مصدر ومركز حضارة بلاد الرافدين ، وكانت العاصمة بابل مركزاً دينياً ذا قداسة كبيرة ، وإن سلب ونهب بابل في العالم القديم يمكن تشبيهه بسلب الفاتيكان أو القدس أو مكة في وقتنا هذا ] إنتهى .

في مطلع ( الألف الثاني ق . م ) ( 1894 - 1595 ق . م ) زمن السلالة العمورية البابلية الأولى ( سلالة الملك والمُشَرِع حمورابي الذي كان سادس ملوكها ) تم إلغاء الإحتفال بعيد ( زاكموك ) ، وإقتصرت الإحتفالات على عيد الأكيتو فقط .
وهكذا راح البابليون يحتفلون بعيد الأكيتو في اليوم الأول من شهر نيسان ( نيسانو ) والذي يعني : العلامة ، وفي العربية ( نيشان ) لأنها العلامة أو النيشان على حلول فصل الربيع والإعلان عن ولادة الحياة ورمزاً للخصب وحَبَل الأرض بكل ما هو أخضر .. وهو لون الحياة .
كان الإحتفال بهذا العيد يستمر لمدة ( 11) يوماً متواصلة ، وقد يسأل القارئ عن : لماذا الرقم ( 11 ) في عدد أيام الإحتفال هذا !، والجواب مشروح بدقة في مقال للكاتب والمؤرخ المعاصر السيد ( حبيب حنونا ) والمنشور في مجلة ( المنتدى ) التي كانت تصدر في مشيكان لأكثر من (35) سنة ، العدد 33 لسنة 1998 حيث يقول الكاتب ( بإختصار وتصرف ) : [ لاحَظَ الإنسان في بادئ الأمر أن دورات الطقس والمناخ تتكرر وتُعيد نفسها كل إثني عشر دورة من دورات القمر تقريباً ، فسمى تلك الفترة ( سنة . سنتة . شنتة ) إكراماً لإله القمر ( سن ) ، فقسموها إلى أربعة فصول وسموها بمسمياتها : ( الربيع ) وهو أول فصول السنة وكرسوه للإله ( مردوخ ) الإله الحكيم ورب الكون . يليه فصل ( الصيف ) وكرسوه للإله ( ننورتا ) إله الرياح الجنوبية ورب القنوات والسدود والري ، ثم فصل ( الخريف ) وكرسوه للإله ( نابو ) إله الكتابة والحكمة وإبن الإله مردوخ ، ثم فصل ( الشتاء ) وكرسوه للإله ( نركال أو نرجال ) وهو إله الموت والعالم الأسفل ، معتقدين أن الشمس تكون في منازل تلك الآلهة خلال تلك الفصول .
أما الأشهر الأثني عشر فكانت أشهراً قمرية يبدأ كل منها مع ميلاد قمر جديد ، وإعتبروا الأول من نيسان هو عيد رأس السنة ، لكنهم أدركوا بعد فترة زمنية طويلة أن عيد رأس السنة الذي إعتادوا أن يحتفلوا به في الربيع بدأ يتراجع تدريجياً إلى الوراء بحيث أصبح يقع ضمن فصل الشتاء !!، ثم بعد فترة زمنية أخرى أصبح يقع ضمن فصل الخريف !!، وإستنتجوا من كل ذلك أن الطقس والمناخ تتحكم به منازل الشمس في الكون ، وإن دورات القمر ليست لها علاقة بذلك ، وأن السنة القمرية لا تتطابق مع السنة الشمسية ، وأن هناك إختلاف بينهما هو أحد عشر يوماً ، ومن أجل أن تتناغم الفصول التي تتحكم بها الشمس مع التقويم القمري ، أعادوا صياغة التقويم القمري بإضافة أحد عشر يوماً ما بين نهاية شهر آذار وبداية شهر نيسان ، وأصبحوا يحتفلون بتلك الفترة كرأس أو بداية للسنة الجديدة .
ثم بعدها أدخلوا شهراً إضافياً بعد كل ثلاثة سنوات قمرية ، فإعتبروا السنة الرابعة ذات ثلاثة عشر شهراً ، لكي يكون التقويمان الشمسي والقمري متكافئين ( ولا يزال اليهود لحد الأن يستعملون مثل هذا التقويم الذي إقتبسوه من البابليين أثناء تواجدهم في الأسر ) !.
وبعد أن شاع إستعمال التقويم المُعَدَل أخذ سكان ( بيث نهرين ) يحتفلون بعيد رأس السنة في الأول من نيسان من كل عام ولغاية الحادي عشر منه ، وكانت البداية في بابل ، ولهذا أطلقوا عليها تسمية ( السنة البابلية ) ، ومن بابل إنتقلت إلى ( آشور ) ثم شاعت في كل المدن الرئيسية في بلاد الرافدين ، لا بل تعدت إلى أقوام وشعوب أخرى في المنطقة في عهودٍ لاحقة ، مثل الفرس والأكراد الذين يحتفلون بعيد نوروز في الحادي والعشرين من شهر آذار ( وهو الأول من نيسان حسب التقويم البابلي الأول ) . وفي العراق كانت السنة المالية حتى عهد قريب تبدأ في الأول من نيسان .
لا نعلم بالضبط تأريخ أول مهرجان من مهرجانات رأس السنة ، إلا أنه كان يُحتَفل بهِ في بدايات الألف الثالث قبل الميلاد إستناداً إلى ما ورد في بعض المدونات السومرية ] إنتهى الإقتباس .

لا زال النظام القديم للسنة الرافدية موجوداً في تكوين ( الأبراج ) الذي أوجدهُ البابليون ، لهذا نرى أن برج ( الحمل - نيسان ) هو أول الأشهر والأبراج في شهور السنة البابلية .
إستمر البابليون يحتفلون بعيد أكيتو حتى بعد سقوط الدولة الكلدانية الوطنية الأخيرة في بابل على يد قورش الفارسي سنة ( 539 ق. م ) ، والمؤسف أنه عبر مئات السنين وما وصل إليه حال العراق بين مد وجزر الغزوات والإحتلالات وأنواع التسلط الدولي والإستعماري والنكبات من كل نوع ، ضاع معنى عيد الأكيتو ، وكان يُحتفل به بصورة خاصة ومتواضعة قد تكون في بعض السنوات الحبلى بالظلم شبه معدومة !. علماً أن بعض الحكومات الإسلامية في تأريخ العراق كانت قد حَرَمَت وَمنعَت الإحتفال بهِ لإعتبارهِ عيداً وثنياً !. بينما إستمر الإحتفال به عند أقوام أخرى مثل الفرس والأكراد رغم إسلامهم !!، وكما يعرف الجميع فإن مسألة التحليل والتحريم تأخذ دائماً
الصفة الإنتقائية والمزاجية في سلوك الدولة الإسلامية ، لِذا شاعت تسمية ( نوروز ونيروز ) بينما إختفت تسمية ( اكيتو ) وإقتصرت على مسيحيي العراق والشام من السكان
الأصليين الذين أصبحوا قلة قومية ودينية مقموعة ومُهمشة ومُحاربة مما أدى إلى إنكماش وضمور في أغلب ما يخص كيانهم وحجمهم .

كانت الإحتفالات بهذا العيد تجري في كل المدن التابعة للدولة البابلية يومذاك ، وأضحت من الأهمية والضخامة بحيث كانت تُقام في كل معابد الدولة البابلية التي وصل عددها في زمن الملك الكلداني نبوخذ نصر إلى (1179) معبداً دينياً !. لكن أهم الإحتفالات كانت تلك التي تجري في العاصمة بابل وبعدها تنتقل إلى بقية المدن التابعة للدولة البابلية .
أحياناً كان يُلغى هذا العيد ولا يُحتفل بهِ في بعض السنوات ، بسبب الحروب أو إحتلال العدو للبلاد أو غياب الملك أو غياب الإله مردوخ الذي تم سرقته ونقله لعدة سنوات إلى بلاد آشور بعد أن قام الآشوريون بغزو بابل ، لهذا كانت سنوات من هذا القبيل بمثابة كارثة قومية ووطنية للبلاد !.

قبل الخوض في تفاصيل وطقوس هذا العيد سنلقي الضوء على بعض التفاصيل والأمور المعرفية التي لها علاقة بعيد الأكيتو :

* الإله مردوخ البابلي :
هو الإله الوطني لبلاد بابل وشفيعها ، ولَقَبهُ ( الخنشا ) أي : صاحب الأسماء الخمسين التي خلعتها عليهِ الآلِهة بعد إنتصاره على التنين الأنثى تيامات التي كانت تُمثل الفوضى الكونية .
مردوخ هو إبن الإله الَذكَر ( أيا ) والإلهة الأنثى ( ذامكينا ) ، وزوجته هي الإلهة ( صربانيتوم ) ويعني إسمها : الفضية . أما إبنه فهو الإله الشاب ( نابو ) إله الحكمة والكتابة .
مردوخ كان يُلفظ في الأكدية ( مار دوكو ) ، ويفسره بعض الآثاريين إلى ( مار ) وتعني : السيد ، و ( دوكو ) بمعنى : الكون ، أي ( سيد الكون ) ، ونلاحظ أن كلمة ( مار ) لا زالت مستعملة عند مسيحيي العراق والشام كلقب للقديسين والأساقفة والمطارنة ، كقولنا : ( مار ابراهيم ) بمعنى ( سيدنا ابراهيم ) و ( مار بطرس ) بمعنى ( القديس بطرس ) وهكذا .
يُمثل الإله مردوخ كوكب ( المشتري - جوبيتر ) وسماه البابليون ( نبيرو ) ، ويعني في اللغة البابلية : ( المعبر ) ، وهو واحد من أسمائهِ الخمسين ، أما حارس مردوخ فكانت الأفعى الحمراء شروشو . ورمز مردوخ هو الثور، واسم مردوخ يعني : ( عجل الشمس ) ، ويُمثل مردوخ رب الأرباب وسيد السماء والأرض وملك كل الآلهة .
في الطقوس الدينية البابلية لم يكن أحد يجرؤ على مناداته بإسم ( مردوخ ) لقداستهِ !، بل كانوا ينادونه ( بيل أو بيلي ) وهي لفظة أكدية تعني "الرب" أو "السيد" سيدي ، وكانوا يُنادون زوجته صربانيتوم ( بيليتيا أو بيليثا ) أي : سيدتي .
يظهر مردوخ في تماثيله وهو يحمل ( العصا والدائرة ) ويرمزان للحياة والقدرة على منحهما ، كذلك يرمزان لحيازة السيادة على مجتمعين ونظامين : الرعوي الذكوري والزراعي الأمومي ، فالعصا تُمثل عضو الذكورة ، والحلقة تُمثل فرج الأنثى .
ولا زال الأحبار المسيحيين الرعاة من الأساقفة والمطارين في العراق يستعملون عصا في نهايتها العليا دائرة ، وهي رمز القيادة وعلامة الراعي ، ونلاحظ هنا عمق التواصل التأريخي في موروثات بلاد ما بين النهرين .

يقول الرحالة والمؤرخ ( هيرودوتس ) أنه يُقدر وزن تمثال الإله مردوخ الذي كان في الطابق السفلي من برج أو زقورة بابل بِ ( 26 طناً ) من الذهب الخالص !!!، وقد رآه بعينهِ سنة ( 458 ق . م ) !!. وأعتقد شخصياً أن هناك نوع من المبالغة في هذه المعلومة .
أما مهجع الإله مردوخ في الطابق العلوي ( الأنتمينكي ) من الزقورة البابلية التابعة لهيكل مردوخ فلم يكن يضم أي تمثال له ، وفيه دائماً إمرأة فائقة الجمال لخدمته !، ولم يكن يحق لأحد الدخول في ذلك البرج العلوي . وكانت مسيرات إحتفالات الأعياد وخاصةً الأكيتو تطوف حول البرج ، كذلك كان يفعل الحجاج الذين يزورونه من كل أطراف المملكة البابلية . وهذا يُذكرنا بحج وطواف المسلمين حول الكعبة !!.

الإله البابلي تموز :
إسمه السومري ( دموزي ) وعند البابليين الساميين ( تموز ) ، وهو مثل زوجته عشتار كان إلهاً للخصب وتجديد الحياة .
واحدة من أسباب شهرته وعبادته يومذاك كانت بسبب زواجهِ من الآلِهة عشتار ( الزهرة - نجمة الصباح ) آلهة الجمال والجنس والإخصاب والحب والعشق والشبق والحرب أيضاً ، والتي قامت كل الشعوب والأقوام القديمة بإقتباس شخصيتها وعبادتها وأعطوها تسميات محلية مختلفة ، لكنها تبقى في الأصل عشتار البابلية وإينانا السومرية .
و"إكراماً للإله تموز ، جعلوا من إسمه شهراً من أشهر السنة في التقويم الأكادي ، وهو الشهر الرابع من السنة السامية القديمة التي كانت تبدأ بشهر نيسان" .
اسطورة الإله تموز من ضمن الأساطير التي تتناول الموت المؤقت لبعض الآلِهة ، والتي ترمز لدورة الطبيعة السنوية عبر فصولها التي تتماوت في الشتاء لكنها لا تموت .. كما هي الآلِهة أو كما في حالة الإله تموز ، وكان لمثل هذه الأساطير وقع درامي مؤثر جداً على شعوب العالم القديم ، وربما كانت بعضها المُحَفِز الرئيسي لظهور المسرح في العراق القديم ، كونها تتزاحم وتضج بشخوص الصراع الدرامي !. لكل ذلك يعتقد البعض أن المسرح البابلي هو أقدم مسارح العالم ، ومنهُ بالذات أخذَ المسرح اليوناني القديم بداياتهِ الدرامية ال ( ديونسيوسية ) .

قصيدة أسطورة الخلق البابلية :
عنوانها البابلي هو ( إينوما إيليش ) وتعني ( عندما في الأعالي ) .
تدور أكثر حوادث هذه الأسطورة الشعرية حول الإله مردوخ وكيف أصبح أعظم كل الآلهة .
مُختصر أسطورة الخلق البابلية :
تتكون هذه الأسطورة الشعرية من نحو الف بيت جاءت في سبعة الواح نختصرها كما يلي :
(( في الأصل لم يكن هناك سماء ولا أرض ، فقط ( كاوس ) محيط الماء والفوضى الأولية والعماء الكوني والركود والصمت والخواء ، وإلهين قديمين بِدائِيَين هما ( أبسو ) الإله الذَكَر للمياه العذبة ، و( تيامات ) الآلهة الأنثى ( التنين أو الهولة ) للمياه المالحة وحاملة لوح المصائر ، ونتيجة لتزاوج هذين الإلهين فقد وُلد أول زوجين من الآلهة ( لخمو ولخامو ) اللذان ولدا ( أنشار وكيشار ) ، وهذان أنجبا الإله ( آن ) أو ( أنو ) الذي أولد الإله ( أيا ) على صورته .
يقوم الإله ( أيا ) بالقضاء على جَده الإله ( أبسو ) لأن أبسو أراد تدمير نسل الآلِهة الشابة من أحفادهِ بسبب ضجيجهم الذي بدأ يُزعجه وزوجته تيامات ، ثم من نسل ( أيا ) يولد الإله العظيم ( مردوخ ) .
بعدها تقوم الإلهة ( تيامات ) بإحداث ثورة عنيفة ضد كل الآلهة إنتقاماً لزوجها ( أبسو ) ، ولإنها أساساً كان قد أغضبها وأقلق راحتها صخب تلك الآلهة الشابة من أحفادها ، لِذا قررت إفناءهم وإستئصال نسلهم ومن ثم التنعم بالراحة !، وتروح تُحضر لمعركة فاصلة كبرى وتقوم بولادة جيش ( 12 وحشاً ) من نوعية الآلِهة الفاتكة الكاسرة المخيفة !!، فيخاف الإله ( أيا ) وكذلك ( أنكي ) ويتراجعان ويرفضان خوض الصراع والحرب ضد ( تيامات ) !، وهنا يبرز دور الإله الشاب ( مردوخ ) الذي يتطوع للحرب بغية الحصول على السلطة العليا في مجمع الآلِهة .
يتسلح مردوخ بالقوس والسهام والمطرقة الإلهية والبرق والشبكة والطوفان والرياح الأربعة .
يجري النزال الكوني الرهيب بين مردوخ وتيامات ، وبعد عدد من المناوشات المخيفة الخطيرة والكر والفر ينتصر مردوخ ، ويقوم بتشتيت وقتل جيش التنينة تيامات وسجن من تبقى منهم ، ثم يشق جسد تيامات نصفين "كما تُشق الصدفة" ليخلق نظاماً كونياً تكون السيادة فيهِ للذَكَر ، ويصنعُ السماء وقبتها المُرصعة بالنجوم من نصف جسد تيامات العلوي ، ومن النصف الآخر يصنع الأرض ، ثم يروح يُنظم عالم الآلهة والكون ، و يُتابع عمليات الخلق الأخرى .
لكل ذلك يقوم مجمع الآلِهة بتتويجهِ سيداً على الآلِهة السماوية وعلى الأرض ، ويتنازل له خمسون إلهاً عن أسمائهم وصفاتهم وقدراتهم )).

ملاحظة : هناك ترجمتان لقصيدة الخلق البابلية ، واحدة - وهي الأقدم -للدكتور الراحل طه باقر ، والثانية لثنائي الأب البير أبونا والدكتور وليد الجادر .
==========
* فعاليات أيام عيد الأكيتو البابلي :

الأيام الأربعة الأولى كانت مُخصصة لطقوس الحزن وتطهير وتنظيف المعابد وهي طقوس في غاية الدقة والأهمية ، لأن المجتمع البابلي كان يعتقد ويؤمن أن إهمال الطهارة والنظافة أمرٌ بالغ الخطورة وقد يفسح المجال لدخول وتسرب الكثير من العفاريت الشريرة وتسلطها على البشر والكائنات الحية . وربما كانت فكرة بدائية أولية عن الجراثيم والفيروسات !!.
قبل فجر اليوم الثاني يحضر الكاهن الأعلى ( شيشكالو ) إلى معبد الإله مردوخ ( الإيساكيلا - البيت الشامخ ) ، وبعد أن يغتسل بخزين ماء النهرين العظيمين دجلة والفرات يؤدي صلاته الخاصة أمام تمثال مردوخ ثم يسمح لبقية الكهنة بالدخول للقيام بواجباتهم الدينية المختلفة وتقديم الصلوات والإبتهالات للإله العظيم .

في اليوم الثالث يأتي الكثير من الحرفيين ( نجارين وحدادين وصباغين وصاغة ذهب وفضة ) لعمل تماثيل وعربات ورموز مختلفة لخدمة الإحتفالات كما نفعل اليوم بالضبط في التحضير لمهرجاناتنا وكرنفالاتنا الوطنية والدينية الشعبية .

في اليوم الرابع يُعلِن الكاهن الأكبر ( الشيشكالو ) بدء الإحتفالات الشعبية الكرنفالية الرسمية العامة ، ويقوم مع جوق الممثلين والممثلات ( موميلو وموميلتو ) بقراءة أحداث قصة الخلق وتفاصيلها المؤثرة .
بعدها يتسلم الملك صولجانه من الكاهن الأكبر ، ويذهب إلى مدينة ( بورسيبا ) حيث يعيش الإله ( نابو ) إبن الإله مردوخ ، وهي على مبعدة ( 17 كلم ) من بابل ، حيث يقضي ليلة واحدة في ( أي زيدا ) وهو معبد الإله ( نابو ) ، وفي الصباح يطلب مساعدة الإله ( نابو ) في مهمة تحرير أبيهِ الإله ( مردوخ ) من أسرهِ وأغلالهِ في عالم الظلام الكوني ، ويدعوه للمجيء معه إلى بابل .
ملاحظة : الإله ( نابو أو نبو ) كان الإله القومي للكلدان ، ونسبة إليه وتيمناً بإسمه تسمى عدد من ملوكهم ، مثال : ( نبو نصر ) و ( نبو بلاصر ) و ( نبوخذ نصر ) .

في فجر اليوم الخامس المسمى بيوم ( التكفير ) ، ينهض رئيس الكهنة منذ الصباح الباكر ، ويتطهر بالماء المقدس لدجلة والفرات المحفوظ داخل المعبد، ثم يفتح أبواب المعبد لبقية الكهنة ليقوموا بتقديم وجبة الفطور لتمثالَي الإله مردوخ وزوجتهِ صربانيتوم .
بعد تقديم الصلوات والقرابين يقوم الكهنة بحمل مشاعل ومحارق الطيب لتطييب وتطهير أجواء المعبد ، كذلك تجري طقوس تطهير المعبد بماء دجلة والفرات ، ثم تقرع الطبول وتتعالى أصوات الكهنة في دعاء جماعي مهيب ، وتوقد المجامر والمباخر وتُنار أرجاء المعبد ، ويقوم فريق خاص من الكهنة بمسح أبواب المعبد المقدس بزيت السدر ( النبق ) .
ثم يقومون بذبح شاة والطواف بها في أرجاء المعبد ، ثم مسح جدران المعبد المقدس بدمها ، وهو نوع من الإعتقاد يُسمى ( الإستبدال أو البديل "بوخو" ) ويعتبر من الفروض الأساسية للتعزيم ، ويُعَبِرُ عن عملية إنتقال الذنوب البشرية إلى جسد الشاة المذبوحة ، والتي سيتم فيما بعد رميها لماء النهر الجاري الذي سيجرفها ويجرف معها كل ذنوب السنة المنصرمة وما حملت من مساوئ وأوزار وخطايا وذنوب !.
وعلى غرار ذلك فعل اليهود لاحقاً كإقتباس من بابل ، حيث كانوا يسوقون كبش فدائهم إلى الصحراء ويقومون بقذفهِ من مرتفع ما في عيد الكفارة ، وكما في عيد الأكيتو البابلي ، كان يستغرق عيد ( الفصح ) اليهودي أحد عشر يوماً أيضاً !.
بعدها يصل الملك إلى بابل قادماً من مدينة بورسيبا وبصحبتهِ الإله ( نابو ) حيث سيتركه عند بوابة ( أُوراش ) في الجانب الجنوبي الشرقي ، ويتوجه لوحدهِ إلى بوابة معبد الإيساكيلا ، حيث يقوم رئيس الكهنة بنزع كل شاراتهِ الملكية مؤقتاً ، وهي ( التاج والصولجان والحلقة والسيف ) .
داخل المعبد ينحني الملك بكل تواضع ورضِا لكبير الكهنة ( الشيشكالو ) الذي يصفعه بقوة على خدهِ ، ثم يسحبه بشدة من كلتا أذنيه ويُجبره على الركوع أرضاً أمام مذبح الإله مردوخ !، ويقوم الملك - روتين سنوي - بتقديم إعترافهِ أمام الإله مردوخ مؤكداً لهُ أنه حكم الدولة والشعب البابليين بكل محبة وصلاح وعدل ومساواة ، ولم يقم بأي عمل يضر بمصالح بابل أو يُغضبُ إلهها المحبوب مردوخ ، وإنه قام بصيانة ودعم أسوار بابل الشهيرة !.
وهنا يهمس الكاهن للملك : لا تقلق .. سيستجيب الإله مردوخ لصلواتك ويُعلي ويُبارك سلطانك ويسحق كل أعدائك .
ثم يصفعهِ ثانية على خده بقوة أشد من المرة الأولى !، والتي من المفروض أن تُسبب إنهمار دموع الملك ، وهذا يعني رضى الإله . ثم يُعيد الكاهن الأكبر إلى الملك شاراتهِ الملكية بعد تطهيرها بالماء المقدس .
كانت هذه الطقوس سنوية ثابتة ومهمة جداً ورمزاً لتواضع الملك وتذكيره بأنه من البشر الفانين وليس من معدن الآلِهة الخالدة ، كذلك تعني تجديد سلطة الملك الأرضي على مملكة بابل وتنزيههِ من كل خطيئة أو نقيصة قد تقف في طريقهِ كملك للحق والعدالة ! .
في المساء ، يُجلب إلى المعبد ثور أبيض يقوم الملك بذبحهِ بسكين التضحيات على مذبح المعبد ويرفعه كتقدمة للإله ، حيث كان تقديم التضحيات من أهم مظاهر العبادة في بابل .

اليوم السادس ، يوم الأمل والرجاء .
حيث كانت تبدو طلائع مواكب المدن البابلية القادمة للمشاركة في الإحتفال ، يتقدمها موكب الإله ( نابو ) إبن مردوخ ، وعادةً كانت تفدُ بابل مواكب مدن يتراوح عددها بين 35 إلى 40 موكباً أهمها مدن أوروك ونيبور وأور وأريدو ، ولكل مدينة إلهها الخاص ، بعض المواكب كان يأتي عن طريق البر ، وبعضها عن طريق السفن في نهر الفرات .
كذلك يقوم الإله ( نابو ) بزيارة إله الحرب ( ننورتا ) في معبدهِ الخاص ، ويتفقان على خطة لقتال إلهين من آلهة الظلام في محاولة لتحرير والدهِ مردوخ ، ويقومان بتنفيذ الخطة فيما بعد بكل نجاح .
وشيئاً فشيئاً يزداد هياج الشعب وغضبه وعنفوانَ مشاعره وقلقه وشغبه حين كانت تمر عربة الإله مردوخ بجيادها ولكن بلا سائق في شوارع المدينة التي تضج بالناس الذين سلبتهم قوى الشر والظلام معبودهم وإلههم مردوخ !. وكانت العربة الفارغة بلا سائق ترمز لفوضى الكون قبل أن يقوم مردوخ بتنظيمهِ .

في اليوم السابع يقوم الإله ( نابو ) إبن مردوخ بتقديم طقس معين يرمز إلى مشاركتهِ في تخليص مردوخ من أسر العالم الأسفل .
ثم يقومون بتقديم تمثيلية - إفتراضية - تُصور موت الإله مردوخ وإنتقالهِ إلى السماء ، ويخرج الناس عن بكرة أبيهم باكين منتحبين ممزقين ملابسهم وباحثين في كل الطرقات عن إلههم مردوخ ، وتسود الفوضى وطابع المآساة بينهم !، كذلك يخرج مع الشعب الكاهن الأكبر متبوعاً بمئات الكهنة باحثين عن الإله مردوخ الذي خانه وجرحهُ الخائن ( بعل - حتيتي ) !.
يزداد صراخ وعويل النسوة وهنَّ يُشاهِدنَ كاهنات المعبد وجوقة الممثلين المقدسة ينضمون للمأتَم الشعبي الكبير في شوارع العاصمة بابل ، وتقوم النسوة بتمزيق ملابسهن وإلقاء التراب على رؤوسهن وتجريح وجوههن بأظافرهن وهن يحرضن الشعب على إيجاد الخائن ( بعل - حتيتي ) والفتك بهِ !!. وهذا يُذكِرنا بشخصية ( يهوذا الأسخريوطي ) الذي خان السيد المسيح ، كما تُذكِرنا هذه الجموع الباكية الحزينة بمراحل درب الصليب وكذلك بطقوس الحزن في عاشوراء بسبب مقتل الحسين الشهيد .
أما الكهنة فيطوفون في شوارع المدينة صارخين : يجب العثور على الماء العجائبي المقدس ( حالزاكو ) الذي سيعيد الحياة لمردوخ !.
وبعيداً عن تلك المشاهد ، تقوم مجموعة من الكهنة بتنظيف تمثال الإله مردوخ وبقية تماثيل الآلِهة وإلباسهم حلة جديدة تحضيراً ليوم الغد السعيد .. يوم قيامة الإله المعظم .

في اليوم الثامن ( يوم القيامة ) - ويُعتبر أهم أيام الأكيتو وأكثرها فرحاً - يسير موكب الكهنة وهم يحملون ( الماء العجائبي المقدس ) إلى باب قبر الإله مردوخ في معبد ( الأتيمننكي ) في برج بابل أو الزقورة ، ويَصِِلون إلى حيث تفترش الأرض الكاهنة الكبرى وهي تبكي وتنوح موت سيدها مردوخ ، وينطلق صوت الكاهن الأكبر :
أخرج يا بعل ( يا سيد ) .. أن الملك بإنتظارك .
وبعد أن يسقيهِ الكهنة الماء العجائبي المقدس تعود له الروح والحياة ، ويخرج تمثاله من القبر إلى حيث ينتظره الكهنة والآلِهة الأخرى الذين يقومون بإستقباله وتهنئتهِ بمناسبة قيامته المجيدة من بين الأموات ، ويأخذ مكانه في غرفة الأقدار ( دوكو ) وتتزاحم الآلِهة لتجديد ولائها لهُ ومنحهِ السلطة المطلقة وترديد أسماءهِ الخمسين ، وأثناء ذلك يقوم الملك تواضعاً بوظيفة رئيس الحجاب ، وكعادة مردوخ كل سنة يُملي شروطه على مجمع الآلِهة ، بينما جموع الشعب الصارخة خارج المبنى تُرعِد إحتفالاً بعيد قيامة مردوخ :
ها قد قام مردوخ العظيم من بين الأموات !!!.
وتبدأ تماثيل الآلهة مع جموع الشعب مسيرتها في شوارع المدينة ، وتبلغ ذروة الإحتفال والصخب والبهجة قمتها حين يصل تمثال ( صاربنيتوم ) زوجة مردوخ وهي تتقدم موكبها العظيم حاملة بين ذراعيها تمثالاً لطفل صغير !، ومُحاطة بمجموعة من الكهنة والكاهنات المقدسات ، والكل يُنشد ويرقص ويشرب ، ومن الجهة المقابلة يتقدم موكب ( عشتار ) إلهة الحب والجنس والحرب والشبق والمعارك والبطولات ، واقفة على جسد أسد كبير وعلى رأسها تاج الذهب والجواهر ، وهي تتقلد سلاح القوس والكنانة والسهام .

في اليوم التاسع يقوم الملك بقيادة مركبة الإله مردوخ المصنوعة من الذهب ، تتبعها عربات بقية الإلِهة ، يخترقون شارع الموكب متجهين إلى نهر الفرات تصحبهم فرق المغنين والموسيقيين والراقصين وحاملي الأعلام ، وبعد التطواف على جانب النهر يسير بهم الموكب العظيم إلى الميناء النهري ليركب الجميع السفن البابلية المختلفة الأحجام والأنواع التي ستقلهم إلى بيت الإحتفالات أكيتو ، بينما يقوم الملك البابلي بدور الدليل لتمثال الإله مردوخ ، وبعد وصولهم وإستقرارهم في حدائق المعبد الواسعة ، يُعطي الملك أوامره لتبدأ الفرقة المقدسة بإنشاد التراتيل الطقسية التي تتكلم عن المعبودة الرائعة عشتار ، وعن أيا والد مردوخ وغيرهم من الآلهة الكبار ، ويكون مسك الختام بترتيلة أخيرة على شكل سؤال وجواب للآلهة الوافدة من مدنها ومعابدها البعيدة ، وسبب تركها لمعابدها وقدومها إلى بابل ؟ ، ويكون جواب الكل : لأننا نُريد أن نكون مع الإله مردوخ في عيده .

في اليوم العاشر ، كان الملك يُقدم يده للإله مردوخ راجياً منه النهوض معه ، وكانت هذه الشعيرة بالذات من الثوابت المهمة جداً في طقس عيد الأكيتو السنوي ، وهي تعبير ورمز لإقرار ومباركة الإله مردوخ لشرعية حكم الملك على بلاد بابل لسنة أخرى .
ويتم تمثيل مقاطع حية من ملحمة الخليقة ، ثم تُقام إحتفالات وعروض مسرحية درامية شهيرة لبعض الأساطير التي كان يلعب الإله مردوخ الدور الرئيسي فيها .
بعدها يذهب مردوخ - كعادته كل سنة - للإقتران بعروسه ( صربانيتوم ) ، إذ كان الجنس من ضمن الطقوس الضرورية الثابتة في ( الزواج المقدس ) المرتبط بعيد الأكيتو ، وكان ذلك يتم في مخدع مردوخ الخاص في الطابق الأعلى من الزقورة البابلية ، أما المضاجعة الفعلية فكان يقوم بها سنوياً الملك مع إحدى كاهنات المعبد لإتمام وضمان تلقيح وخصوبة الأرض والحياة للسنة الجديدة المباركة .
ملاحظة مهمة جداً :
كان لأخذ الملك يد الإله مردوخ أهمية قصوى وخطيرة ، وضرورة مشدد عليها في بلاد بابل ، وأي ملك لا يقوم بأخذ يد الإله مردوخ لم يكن يُعترف بهِ ملكاً شرعياً على ( كل ) بلاد ما بين النهرين ، بل كان سيكون ملكاً محلياً فقط ، لأن بابل كانت تعتبر مصدر السلطة الشرعية في كل بلاد ما بين النهرين حتى أثناء سنوات التسلط العسكري عليها من قبل الآشوريين أو الفرس أو غيرهم . ولتوضيح هذه الملاحظة أكثر نعود لكتاب ( قوة آشور - ص 134 ) حيث يروي المؤلف هاري ساكز ما حصل بعد فترة إحتلال الجيش الآشوري لبلاد بابل في تلك الفترة : [ في عام ( 729 ق . م ) أخذ الملك الآشوري ( تجلا تبريزر الثالث ) يد الإله مردوخ البابلي ـ أي رافقهُ - في إحتفالات السنة الجديدة في بابل ، وبهذا مُنِحَ الملكية على بلاد بابل ، وهي وظيفة لم يحصل عليها أي ملك آشوري خلال أربعة قرون ] .
أما الكاتب الكلداني الشماس كوركيس مردو ، فيقول في كتابه ( الكلدان والآشوريون عبر القرون ) ص 160 بتصرف : [ لم يكن أمام الآشوريين إلا الإعتراف بالثقافة البابلية ، والإقرار بأولوية كبير الآلِهة البابلية ( مردوخ ) ، وهذا ما فعله الملوك الآشوريين الذين بسطوا هيمنتهم في زمنٍ ما على بابل ، ومنهم سركون الثاني ومن قبله تغلث بيلاصر الثالث وشلمنصر الخامس ، حيث حملوا لقب الملوكية على بابل بعد إدائهِم الطقس المُتبَع ، وهو قيام الملك بقبضِ يَدَي بيل ( تمثال الإله البابلي مردوخ في معبده إيساكيلا ) ] .

في اليوم الحادي عشر تجتمع كل الآلهة في معبد الإيساكيلا لتقديم الولاء مرة أخرى لمردوخ بمناسبة إنتصارهِ وقيامهِ بتنظيم الكون ، ولتثبيت الوعد الذي قطعوه له في اليوم الثامن . كذلك كان يتم في هذا الإجتماع تقرير مصائر البشر ومدينة بابل !. وكان هذا التجمع شبيهاً بما يسمى اليوم بالبرلمان .

في اليوم الثاني عشر تُبذَلُ المآدب العامة الباذخة لكل من في المدينة من بشر ، وتُقام الإحتفالات الصاخبة المُعربدة على أصوات الموسيقى والغناء والرقص وتقديم الخمور البابلية الشهيرة .
وإلى عام جديد وعيد أكيتو سعيد في السنة القادمة .
==========
أسباب عيد الأكيتو :
* الترحيب والإحتفال بالطبيعة والإبتهاج بقدومها وبخيراتها الموسمية ، ويتلخص ذلك في رموز أسر الإله تموز الذي يتم الإستعاضة عنه بالإله مردوخ في أيام الأكيتو ، وغيابه لنصف سنة في عالم الأموات الأسفل ، ومن ثم بعثه وقيامته ، وهذا يحدث كل سنة ويرمز للطبيعة وحلول الشتاء وموت الزرع والخضرة ومن ثم عودتهما في فصل الربيع والصيف .
* إحتفالاً بإنتصار الإله مردوخ على الإلهة التنينية تيامات ، وقيامه بخلق وتنظيم الكون . وهو رمز رائع لمقاومة أزلية القوى العدمية المتصدية لحركة الكون بُغية إعادتهِ إلى حالته السكونية الأولى .
* إعادة تتويج الملك الأرضي ، وتجديد صلاحيته وسلطته ، حيث كان ملوك وحكام بلاد ما بين النهرين يعتبرون أنفسهم وكلاء أو مستأجري أرض الإله ، ويتعين عليهم تجديد عقد الإيجار من الإله كل عام وتحديداً في عيد الأكيتو ( رأس السنة ) .
وحتماً لن ننسى السبب الإقتصادي ، حيث كانت مدينة بابل تزدحم بالزوار من كل المدن الأخرى كما هي الحال اليوم في شهور الحج للمدن الدينية المقدسة لكل الأديان ، وما يصرفه الزوار من مبالغ طائلة كل عام .
==========
إحتفالات بعض الشعوب والأقوام بعيد الربيع :
مع محاولة متواضعة مخلصة لإيجاد العائدية التأريخية لهذا العيد ، لأن الكل يَدَعونَ شرف ذلك ، والحق هو السبب الأول الذي دعاني لكتابة هذا البحث :

* عيد ( نيروز ) الفارسي
يُعتبر يوم 21 آذار العيد القومي ويوم الإعتدال الربيعي ورأس السنة الفارسية في إيران ، وتُعطل فيهِ كل الجهات الحكومية والأهلية إعتباراً من 20 آذار ولمدة خمسة أيام ، والمدارس والجامعات لمدة أربعة عشر يوماً .
وأثناء هذا العيد تُخفف الأحكام عن المساجين ، ويَصطَلِح الناس فيما بينهم وينسون أحقادهم وخِلافاتهم ، ويُطعمُ الفقراء والمحتاجين ، وتُزارُ قبورُ الموتى وتُكَرَمُ أرواحهم ، فهو عيد الإنسانية والفرح وإيقاظ مشاعر الرحمة في قلوب البشر ، وهذا رائع حقاً .
يقول الكاتب وليم الخازن في كتابهِ ( الحضارة العباسية ) ، بتصرف : [ في زمن العباسيين تم إعتبار عيد الربيع عيداً رسمياً ، وبإسم ( نيروز ) ، ولم يكن ذلك يعني بالضرورة أن هذا الإحتفال كان فارسياً !، لأن الفرس إقتبسوا فكرة هذا العيد خلال قرون السيطرة الفارسية على العراق بعد سقوط مملكة الكلدان في بابل ( 539 ق.م ) ، بدليل أنه في
زمن العباسيين كانوا يُطلقون على هذه المناسبة أحياناً تسمية "الربيع الشامي" ، وفي مصر أطلقوا عليه تسمية "نيروز القبطي" ] .
أما الكاتب سليم مطر فيقول في كتابه الشهير ( الذات الجريحة ) : [ يبدو أن الإيرانيين ، حتى قبل إحتلالهم للعراق وإسقاطهم للدولة البابلية سنة ( 539 ق . م ) ، ظلوا يقتبسون الحضارة العراقية من كتابة ولغة وفنون وعلوم وأفكار دينية ، ومن جملة الأمور التي إقتبسها الإيرانيون كان التقويم البابلي وتقسيم السنة ، وبالذات ( عيد السنة العراقية ) ، وأطلق الإيرانيون على هذا العيد العراقي تسمية ( نيروز ) وتعني : اليوم الجديد ، ويُشير إلى هذه الحقيقة جميع من كتبوا عن تأريخ إيران ، ومنهم المؤرخ الشهير ( آرثر كريستنسن ) في كتابهِ ( إيران في عهد الساسانيين ) ] .

* عيد ( نوروز ) الكردي
يوم 21 آذار هو العيد القومي وعيد رأس السنة الجديدة عند الأكراد . وفي كردستان العراق يتم تعطيل كل المؤسسات الرسمية والأهلية في هذا اليوم إعتباراً من 20 آذار ولمدة أربعة أيام ، ويتم إيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكردية ، والتي يُسمونها شعلة ( كاوة الحداد ) .
وبخلاف بقية الشعوب فإن عيد نوروز الربيعي يعني عند الأكراد ذكرى قومية ليوم تحررهم من الظلم والعبودية !، حتى وإن كان ذلك من خلال ملحمة رمزية خرافية شعبية ( كاوة الحداد ) يعتقد بعض الكتاب والمحللين إنها مُقتبسة من إحدى قصص أسطورة ( الشاهنامة ) الفارسية ! .
تقول الأسطورة الكردية ( بإختصار ) : كان هناك ملك آشوري شرير إسمه ( الضحاك ) !!، وفي مصادر أخرى يقولون أنه كان من ملوك الفرس !، والذي بسبب شروره الكبيرة - ومنها ذبحه لأطفال الكرد- تغيب الشمس وترفض أن تشرق ثانية !، وحتماً غيابها أدى إلى موت الحياة النباتية وجوع البشر ، وبعد كذا وكذا من الأحداث الدرامية يبزغ نجم
بطل قومي كردي إسمه ( كاوة الحداد ) ، الذي سيشعل النار في قلعة الضحاك ويقوم بقتلهِ ، عندئذٍ فقط تشرق الشمس ثانيةً !!، ويعود للأرض خصبها ورونقها وإخضرارها ، وبهذا تصبح نار قلعة الضحاك رمزاً لعيد النوروز الكردي !.

الحق هي ملحمة خرافية جميلة جداً ، لولا أن الأكراد صدقوا هذه الميثولوجيا لدرجة الإعتقاد بحقيقة وقوعها وبتأريخيتها رغم ( لا واقعية ) أحداثها !!، لِذا يصبح من السخرية إستعمالها كحجة لإسناد عنادهم وإصرارهم على عائدية عيد الربيع لهم !.
يقول ( ياقوت الحموي ) في كِتابه ( معجم البلدان ) : [ تدعي العجم أن الملك الضحاك كان له ثلاثة أفواه ، وست أعين ، وقد مَلَكَ الف سنة إلا يوماً واحداً ونصف يوم !، ثم أسَرَهُ ( أفريدون ) وحبسه في جبل ( زنباوند ) ، والعجم يعتبرون يوم أسر الضحاك عيداً ، وهو المهرجان ] !!.
وبعد كل ذلك يطلب الأخوة الأكراد مِنا أن نصدق أن عيداً عمره عدة آلاف من السنين الحضارية هو من صنيعتهم !!!؟ علماً بأنه لم يكن للأكراد أي ذكر في التأريخ يوم كان هذا العيد يُحتَفَلُ به في بلاد ما بين النهرين !!، لأنهم آخر الأقوام التي نزحت إلى العراق في أوقات لاحقة وحديثة نسبياً !.
موضوعي المطروح اليوم ليس تحاملاً أو هجوماً عنصرياً أو طائفياً على أحد كما سيدعي البعض حتماً كمحاولة لتسطيح الموضوع وتسفيه ما هو مطروح ، بل حقيقة إستََفَزَها إدعاء البعض لعائدية هذا العيد لهم ، ومنهم الأخوة الأكراد الذين كردوا الكثير مما ليس لهم في القرنين الماضيين ، وهذه أمور من المفروض أن يكون صَمام أمانِها النزاهة ومعقولية الإدعاء وثبات الحجة ! ، ومن الخطأ التعامل مع التأريخ على مبدأ الشاعر : ولكن .. تؤخذ الدنيا غلابا !.

* عيد الربيع الشامي
وحول ذلك يقول الكاتب أنيس فريحة في كتابهِ ( دراسات في التأريخ ) : [ يبدو أن هذا العيد إنتقل إلى سوريا مع إنتقال معظم الميراث السومري إلى الساميين ] .
ونحنُ نعرف أن السوريين إحتفلوا بهذا العيد منذ أزمان بعيدة تسبق أي شعب آخر عدى شعب وسط وجنوب العراق ، وكانت واحدة من الشواهد الصارخة على إقتباسهم هو أنهم حولوا إسم الإله الرافدي ( دموزي - تموز ) في هذا العيد إلى إسم ( أدون - السيد ) !، ومنهم إنتقل الإسم إلى الإغريق تحتَ تسمية ( أدونيس ) !.

* كذلك يحتفل به اليزيديون في شمال العراق تحت تسمية ( سري صال ) في الأربعاء الأول من شهر نيسان ، ويسموه عيد ( الملك طاووس ) الذي هو نفسه الإله العراقي القديم ( تموز ) البابلي زوج الإلهة عشتار ، وهذا ما تقوله كل الكتب ، بنفس الوقت يرمز الملك طاووس إلى ( جبرائيل ) أيضاً !.

أيضاً يحتفل بهذا العيد سريان العراق المسيحيين في ألأول من نيسان . كذلك الصابئة المندائيين في العراق ، والذين تفرعوا تأريخياً عن الكلدان نسبة إلى مراسيمهم الدينية التقليدية المعتمدة على طقوس التطهر - الصباءة - والإغتسال بماء النهر الجاري . وأيضاً المانِيين .. وهو يوم صلب نبيهم ( ماني البابلي ) . كذلك يحتفل به تركمان العراق ، وأغلب الناس في العراق ويسموه ( دورة السنة ) .
وقد عُثر على لوح طيني سومري يعود للألف الأول قبل الميلاد مكتوب عليه التفاصيل الكاملة لإحتفالات عيد الأكيتو في العراق القديم .

ذكريات طفولتي تقف عند أول سنة عَرَفتُ ومَيزتُ فيها هذا العيد ، كنتُ في السادسة من عمري ، وأذكر أن والدتي أخذتنا يومها إلى ( بارك السعدون ) الشهير القريب من القصر الأبيض في بغداد والذي كان مخصصاً لضيافة كبار الزوار الرسميين والدبلوماسيين للدولة .
لا زلتُ أحتفظ لحد الأن بالصورة الفوتوغرافية الوحيدة لنا في ذلك اليوم السعيد ، وتظهر في الصورة إلى جانبنا سلة طعامنا في عيد الربيع ( السمبوسك والبيض والبطاطة المسلوقان والعمبة الهندية وساندويجات البتيتة جاب واللسانات وأنواع الطرشي والمخلل والطماطم والكرفس والمعدنوس والرشاد والكراث والخس والفواكه والمكسرات ) .
كانت الكثير من العوائل البغدادية تقوم في هذه المناسبة بسفرات إلى مناطق قريبة من بغداد مثل ( سلمان باك ، الحلة وبابل ، بعقوبة وبساتينها الشهيرة ومنطقة الهويدر ، أبو غريب ، تل عكركوف ، ملوية سامراء ) ، وغيرها الكثير من الأماكن الجميلة التي لا تحضرني أسماؤها الأن .

* أما اليونانيون القدماء فقد إحتفلوا بعيد الربيع من خلال أسطورة تقول بأنه كان للأرض ربة أو آلِهة حزنت لأن رب العالم الأسفل خطف إبنتها !، فلما حزنت أجدبت الأرض ومنعت الزرع والثمار ، فضج البشر مشتكين لآلِهة الأولمب التي حَكَمَت على رب العالم الأسفل بإعادة تلك الأبنة لمدة ستة أشهر من كل عام ! وصدف موعد عودتها في الربيع حيث تخضر أمها الأرض سعادةً بعودة إبنتها إليها !.
وكما نرى … هي نسخة كاربونية لنغمة رافدية فيها بعض تحوير من أسطورة الإله ( تموز ) البابلي ، ومن يقرأ عن أساطير الإغريق واليونان يعرف أن معضمها مُقتبس من أساطير بلاد ما بين النهرين ، والتي إنتقلت إليهم عبر الكنعانيين والفينيقيين ، والعبريين لاحقاً .

* عيد شم النسيم المصري
في ويكيبيديا الموسوعة الحرة ، تقول كل المعلومات المنشورة هناك : [ أن عيد شم النسيم المصري يرجع الإحتفال بهِ إلى نحو ( 2700 ق. م ) ، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة . وله تسمية أقدم هي عيد النيروز القبطي .
وترجع تسمية ( شم النسيم ) إلى الكلمة الفرعونية "شمو" وهو عيد كان يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة ، وكانوا يعتقدون أنه أول الزمان وبداية خلق العالم ] .
وكما بينت في متن المقال ، فإن إحتفال العراقيين القدامى بهذا العيد يعود للفترة الواقعة بين الألف الرابع والخامس ق . م ، وهذا يجعل الإحتفالات بهذا العيد في منطقة وسط وجنوب العراق أقدم تأريخاً من أي إحتفال آخر بهذا العيد .

* عيد الربيع ( أكيتو ) الآشوري
أما عن الأشوريين !، فيتطلب الأمر مني توضيح العقدة التأريخية الحاصلة بين الآشوريين والكلدان البابليين لفهم الإشكال الحاصل بين الشعبين اليوم ، والذي أكبر أسبابه التأريخية إنهاء الكلدان لكيان الدولة الآشورية إلى الأبد سنة 612 ق. م ! ، والتي بسببها لا زال الآشوريون يحملون كل أنواع الضغينة تجاه أخوتهم في الدين من الكلدان البابليين رغم مرور بضعة آلاف من السنين على تلك الأحداث التأريخية !!.
والحق مللنا قراءة وسماع ومشاهدة إلحاح الأخوة الآشوريين ومناكداتهم وتزويراتهم البائسة الدائرة في أفلاك عديدة منها إدعاؤهم عائدية هذا العيد التأريخي لهم في كل وسائل إعلامهم ! .
وكل ذلك لعمري نكتة فجة تفتقد الظرافة ، وقرار غير عقلاني يخلو من الموضوعية والمسؤولية ، وسرقة تأريخية مُخجلة تماماً رغم أنها ليست أول سرقة تُشين الأخوة الآشوريين ، وليست أول مناكدة وتحرش معاصر لهم بالكلدان البابليين ، والظاهر أن تبعيتهم الثقافية والحضارية التأريخية لبابل والكلدان ، وعدم غفرانهم لهم بسبب نهاية دولتهم آشور على أيدي الكلدان ، قد سببت لهم عقدة نفسية تأريخية يأبى الأخوة الآشوريون فهمها وإخمادها في نفوسهم رغم مرور أكثر من 2500 سنة !!، وقد صدق الكاتب ( د. جون أوتس ) في كِتابه ( بابل تأريخ مُصور ) حين قال ( بتصرف ) : [ بعد إنتهاء غزو بابل من قبل الملك الآشوري - تكولتي ننورتا الأول - نقل الآشوريون المتعطشون للحضارة البابلية أعداداً كبيرة جداً من الألواح المسمارية البابلية إلى بلادهم آشور ، بوصفها غنائم حرب ، وبقيَ الإهتمام الآشوري المفرط ببابل وتناقضاتهم معها يُثير المتاعب لمملكة آشور الشمالية طيلة القرون الستة اللاحقة ] .
وهذا لوحده يقول لنا أن الآشوريين لم يكن يهدأ بالهم حتى حين كانوا يُحققون إنتصارات عسكرية على بابل ، كونهم أدركوا أن بابل قد إنتصرت عليهم عبر كل التأريخ في كل شيء آخر ، ورغم أنها رزحت تحت نير إحتلالاتهم العسكرية زمناً طويلاً ، لكنها أنهتهم في النهاية وأخرجتهم من التأريخ عقوبة لهم على كل سلبياتهم وحسدهم لبابل خلال قرون عديدة ، والتي كان من نتائجها تخريبهم ونهبهم لبابل عدة مرات ، لكن بابل كانت تقوم من خرابها ورمادها كطائر الفينيق وبكل عناد وضراوة وإصرار على متابعة دورها كحضارة أعطت العالم أولى إشعاعات الفكر الإنساني .
المؤلف والآثاري ( هاري ساكز ) ألَفَ كتابه ( قوة آشور ) لتبيان عظمة الأمبراطورية الآشورية ، ويقول في ( ص 10 ) : [ أمضيتُ أكثر من نصف حياتي في دراسة الآشوريين ، وسيلحظ القارئ فوراً بأني في الواقع أحب الآشوريين ] .
ولكن مع كل هذا الحب يبقى المؤلف ( هاري ساكز ) مُخلصاً لقول وتسجيل الحقيقة العلمية ، ولا يملك إلا أن يتعجب من بعض تصرفات وسلوك الأشوريين ومحاولاتهم التأريخية المتكررة للتزييف والسرقة من الكيان البابلي وأولها ما قاله عن سرقة عيد الأكيتو :
على ( ص 296 ) يقول ( بتصرف ) : [ أحد الإحتفالات كان يُسمى ( أكيتو ) ، ويُترجَم غالباً ب ( عيد رأس السنة ) ، وقد استخدمت هذه الترجمة لأن العيد أصبح كذلك في مدينة بابل ، وكان يُعقد في الأيام الأولى من الشهر الأول ( نيسان ) من السنة ، وفي بابل كان يحتوي على تلاوة قصة الخليقة بأكملها ، وهي تمثيل المبارزة الطقسية بين إله المدينة ( يقصد مردوخ ) وبين تيامات المخلوق البدائي وهي إمرأة وتنين ، والزواج المقدس ، ومراسيم أُعدت لضمان رفاهية المدينة للسنة المقبلة ، وتتويج الملك الأرضي
مجدداً. ولكن ليس من المفروض أن نرى عيد الأكيتو في بلاد آشور كنسخة لما هو عليهِ في بابل بكل التفاصيل !. مع إشارات قوية إلى أن معظم ما كان يحدث مُشابهاً لعيد الأكيتو في بابل ، وقد لا يُمثل ذلك تقليداً آشورياً قديماً ، ولكنه تأثير حديث نسبياً من بابل ] !!.

وعلى ( ص 389 ) يقول الكاتب نفسه : [ إن معظم الأصناف الأخرى من الكتابة التي وجدت في بلاد آشور هي إما مُقتبسة بشكل مُباشر من بابل وهي حالة معظم النصوص تقريباً التي قد تُعد أدبية في المعنى الضيق للكلمة ، وإما أمثلة وجدت في بلاد آشور لأنواع من النصوص المعروفة من بلاد بابل ] !.

وعلى ( ص 392 ) وتحت عنوان "نصوص مُقتبسة مباشرةً من بلاد بابل" يقول المؤلف : [ أن الأصناف الكتابية التي تم ذكرها حتى الأن أما تطورت في بلاد آشور أو أن تأليفها تم في بلاد آشور وفق نماذج بابلية . وما عدى ذلك ، فإن غالبية النصوص المُكتشفة في بلاد آشور كانت إقتباساً مُباشراً من بلاد بابل ] !!؟ .

وعلى ( ص 398 ) يقول : [ إن أنواع النصوص التي وجدت في مكتبات الملك ( آشور بانيبال ) تقدم دليلاً جيداً على الأدب المدرسي المُستخدم في بلاد آشور ، وهو بالدرجة الأولى من أصل بابلي ] !!.

وعلى ( ص 403 ) أضحكني قول المؤلف : [ إن أهم أساطير الألف الأول في بلاد الرافدين كانت ( أسطورة الخليقة ) التي تركزت حول إحتفال رأس السنة الجديدة في بابل ، وقد أخذ الآشوريون هذه الأسطورة ، إلا أن هذا خلق لهم مشكلة لاهوتية ! ، لأنهم كانوا قد إدعوا أن إلههم القومي ( آشور ) كان مُسيطراً على العالم !، وهو إدعاء يتعارض علانية مع اللاهوت البابلي الخاص بسيادة الإله مردوخ !، وقد عالج الآشوريون هذه المشكلة بالإستعاضة عن الإله مردوخ بالإله آشور في أسطورة الخلق الآشورية ] !!!.

وعلى ( ص 404 ) يقول المؤلف عن سرقة الآشوريين لملحمة كلكامش البابلية : [ ولا نعرف الهدف الفعلي من وجود ملحمة كلكامش في بلاد آشور ؟، فليس هناك سبب يدعونا إلى الإفتراض بأنها كانت تُستخدم في الطقوس ، ولا يُمكن أن تُستخدم في التمثيل الدرامي ، وقد يُخَمَنْ أنها كانت تُتلى لمجرد التسلية والترفيه في حفلات البلاط ، ولكن لا يوجد دليل قوي يؤيد ذلك ] !.
وهنا يتبادر إلى أذهاننا أن ذلك كان تصرف حرامي سرق بسبب حسدهِ فقط ، ولم يُفكر : هل سيكون بإمكانهِ إستعمال المادة المسروقة !؟.

أما الكاتب فراس السواح ، فيقول في كتابهِ ( مغامرة العقل الأولى ) وعلى ( ص 377 ) : [ الإله آشور هو كبير آلِهة الآشوريين ، وهو صورة طبق الأصل عن الإله البابلي "مردوخ" ، وقد قام الآشوريون بتبديل إسم مردوخ إلى آشور في معظم الأساطير التي ورثوها ] !.

وفي كتاب ( قاموس الآلِهة والأساطير ) يقول مؤلفوه الثلاثة ص 24 : [ والملفت للنظر أن الإنتاج الأدبي في العصر الآشوري بمراحله الثلاث القديم والوسيط والحديث كان عقيماً ، وذلك لأن كل ما عُثر عليه في العاصمة آشور وفي نينوى في مكتبة العاهل الآشوري آشور بانيبال كان مدوناً بعد العصر البابلي القديم ، ومنسوخاً من أصول بابلية قديمة ممهورة بأسماء كاتبيها ] .

ولنتمعن في المعنى الدلالي الكبير للكاتب الآثاري ( جان بوتيرو ) في فقرة
من كِتابهِ ( بلاد الرافدين ) ترجمة الأب البير أبونا ، بتصرف : [ منذ سنة (1750 ق . م ) أصبحت بابل العاصمة السياسية ثم الثقافية للبلاد ، وبابل تُمثل بصورة إعتيادية النصف الجنوبي وحدهُ من حدود بلاد الرافدين . أما بلاد آشور فقد كانت دائماً خاضعة ثقافياً لبابل ، وعلى إختلاف نُظمها السياسية اللاحقة ، وخلال إزدهار عواصمها بالتتابع ( آشور وكالخو وخرسباد ونينوى ) ] .

وللعلم فإن أغلب الآلِهة الآشورية هي في الأصل آلِهة بابلية ما عدى الإله آشور الغريب - غير سامي - والشوباري الأصل . حتى الإلهة البابلية عشتار إقتبسوها من بابل حوالي سنة ( 1500 ق . م ) وزوجوها ( عنوة ) لإلههم آشور !!!، وهي معلومة طريفة تدعوني للإبتسام كلما تذكرتها !!.
تحت يدي العشرات من آراء الكتاب العالميين في موضوع السرقات الآشورية من بابل ، ولكن … البحث طويل جداً ولا يحتمل المزيد .

يستعمل آشوريو اليوم نفس التصرفات والسلوكات والنُهَج الخاطئة التي مارستها قبلهم بعض الشعوب والأقوام أمثال العرب والأكراد والأتراك والفرس ، في محاولة مسعورة لا ضابط لها ، لأشوَرَة التأريخ المحلي الرافدي ، ومنه أشورة عيد الربيع ( الأكيتو ) !.
برأيي الشخصي هذا ناجم عن جهل أو تجاهل وكلاهما يُشين ويُعيب الأخوة الآشوريين الذين يُحاولون اليوم وبكل ما يملكون من دهاء وخبث سياسي في العراق وخارجه تهميش الكلدان على كل الأصعدة ، حتى لو كان ذلك بالتزوير والكذب واللعب على حبال المسؤولين من العرب والأكراد في سبيل تحقيق ذلك !، وأكثر ما يُغيضهم اليوم هو أن نسبة عدد الكلدان العراقيين هي 75 ٪ من مجموع المسيحيين العراقيين في الداخل والخارج ، بينما يؤلف الآشوريون والسريان بقية ال 25٪ من العدد الإجمالي ، وهذا لا يُتيح لهم أي فرصة في البرلمان العراقي إلا إذا كانت مفروضة ومزورة ومحمية من قبل المسؤولين العرب والأكراد ، وقد حقق الأشوريون ذلك من خلال طُرق ملتوية لم تعتمد العدالة والنزاهة ، والتي رافقتها خدماتهم لبعض الظَلَمَة من المسؤولين والمتنفذين المهتمين بمصالحهم الخاصة فقط !، بينما لا زال الكلدان رغم تفوق عددهم لا يملكون أي مقعد في البرلمان !!!، فأين العدالة والحقوق في كل ذلك ؟.
أعتقد في ما ذكرتُ من أدلة ، كفاية لإثبات أن هذا العيد ( أكيتو ) ليس له أية عائدية للأقوام الآشورية ، وهم مُقتبسين ليس إلا !.

قناعات كاتب المقال :
أحتَرِمُ آراء الباحثين والعلماء والكتاب الذين لهم مصداقية عند القارئ المحترف والذين يكتبون من أجل المعرفة والحقيقة فقط ، لِذا وإستناداً على الكثير الكثير الذي قرأته عن الموضوع فقناعاتي تقول أن الأقوام السامية - الفراتيين الأوائل - التي سبقت الإستيطان السومري في العراق (عصر أريدو والعبيد والوركاء وأور وأوروك وكيش) قد إمتزجت
وإنصهرت حياتياً مع السومريين ، وإحتفلت بهذا العيد معهم أو إحتفلوا معها ، بحيث لا أحد يستطيع اليوم أن يقول بعائدية هذا العيد للساميين أو للسومريين ، فهذه أحداث من الصعب إقتفاء آثارها بدقة تأريخية ! ، لِذا أتساءل : ماذا حدث لكل تلك الأقوام السامية والسومرية التي عاشت في وسط وجنوب العراق والتي إحتفلت قبل كل العالم بأعياد الربيع ؟!، هل رحلوا إلى كوكب آخر مثلاً !، أم تبخروا ! أم تم رفعهم عن الأرض بقدرة خارقة وإستبدالهم بالأكديين والبابليين والكلدان ؟
كل هذا ليس وارد في منطق العلم حتماً ، بل يقول العقل والمنطق أن ديمومتهم إستمرت على نفس التربة وفي نفس المدن ، ولكن تحت مسميات مدينية وقومية وقبيلية ومناطقية ودينية جديدة ومختلفة ولأسباب وإعتبارات تأريخية عديدة لسنا بصدد التطرق لها الأن .
في مقال نُشر في جريدة المؤتمر قبل سنوات ، يقول الكاتب سليم مطر : [ هناك صورة خاطئة فرضها المؤرخون التوراتيون والمستشرقون على التأريخ العراقي وكذلك التأريخ الشامي ، توهِمُ بوجود شعوب عديدة متلاحقة : ( أكدية ، عمورية ، كلدانية ، آشورية ) بينما الحقيقة أنها لم تكن شعوباً بقدر ما كانت سلالات ، فهل يصح مثلاً الحديث عن الشعب ( الأموي ) والشعب ( العباسي ) اللذين كانا سلالتين مُختلفتين من شعب واحد !؟ ] .

إذن … يكون الأكديون والبابليون والكلدان - وبحكم ومنطق وتفسير التأريخ والجغرافية - هم نسل وأبناء وأحفاد تلك الأقوام السامية والسومرية ، والورثاء ( الشرعيون ) الوحيدون لأديانهم وآلهتهم وعاداتهم وأعيادهم ، لأن هؤلاء الساميين والسومريين - في بداياتهم - إمتزجوا مع بعضهم البعض لحد التلاشي النوعي ، بحيث عجز العلماء لاحقاً عن معرفة وتمييز عظام السامي من عظام السومري أحياناً في تلك المناطق الجغرافية من بلاد ما بين النهرين . وكحتمية لا تقبل الخطأ كان عيد الربيع ( الأكيتو ) من ضمن ما ورثوه من أسلافهم القدماء .
لِذا يصبح من حق البابليين في أقليميَ الوسط والجنوب وعلى إختلاف تسمياتهم اللاحقة ومنها ( الكلدان ) إدعاء عائدية هذا العيد لهم ، قبل عائديتهِ لأي شعب آخر كالآشوريين مثلاً ، أو الشعوب الشرق أوسطية من الذين إقتبسوا هذا العيد لاحقاً وفي أزمنة مختلفة .

يقول الكاتب والمؤرخ الكلداني المُعاصر السيد ( حبيب حنونا ) : [ البابليون هم ورثة الحضارة السومرية بحكم معايشتهم في نفس المنطقة ] .

أما الكاتب ( ناصر اليونس ) فيقول في بحث موسع ورصين له بعنوان ( رحلة في العقل السومري ) نُشرت بتأريخ ( 22 - 7 -2010 ) : [ الحضارة البابلية والكلدانية تعتبران الوريثتان الرسميتان للحضارة السومرية ، وإليهما إنتقل كل البناء الحضاري الديني السومري ] إنتهى .

كلمة أخيرة :
الحضارة جهد مُشترك لبني البشر ، وهي ترحل وتنتقل وتتبدل وتتطور عبر الزمكان ، لكنها لا تُسرق أو تُدعى ، لأن خلف كل إنجاز حياتي أصل و "براءة إختراع" تكون من حق الصانع الأول ، والحضارات القديمة نمت وأينعت وأثمرت ثم ماتت … فكما تموت الأشجار كذلك تموت الحضارات ، ليأتي بدلها ويحل محلها حضارات أخرى جديدة فتية تولد من رحم الحضارات المحتضرة ، بالضبط كتجدد تموز وعيد الربيع وتوالي الفصول ، هي دورة الأفلاك ، والمنطق يقول "موت الحضارة .. يعني إنتقالها في المكان" .

وكم هو جميلٌ أن نرى أساطير وملاحم وحضارة وأعياد وأديان وفكر بلاد وادي الرافدين قد سافروا وتواصلوا ولقحوا وخصبوا بذور وبويضات أغلب حضارات شعوب الأرض ، وهذا مدعاة فخرنا وتباهينا في زمن ليس لنا ما نفاخر أو نتباهى بهِ !.
لِذا يكون من حق كل الأمم والشعوب والقوميات الإحتفال بهذا العيد الذي أصبح عالمياً ، فالربيع والإحتفال والفرح ليسوا حكراً على أحد ، لكن إدعاء البعض لعائدية هذا العيد تأريخياً يجعلنا نقف بحزم وصلابة لنقول رأينا التأريخي الفاصل في الموضوع ، وبرأيي هي ضرورة لا بد منها لإيقاف المدعين أو السراق ، وهو حقنا المشروع في الدفاع عن تأريخنا وحضارتنا وتراثنا البابلي الكلداني وما لنا فيه من بصمات وأحداث ، وعيد الأكيتو حتماً واحد من أحداث تأريخنا الذي نشارك الآخرين به ، ولكن لن نسمح لهم أبداً أن يَدَعوهُ لهم ، والتأريخ هو الحكم دائماً .
المجد للإنسان .
الحكيم البابلي = طلعت ميشو - 25 آذار 2012
==========
مصادر المقال :
مقالات لكتاب عراقيين كثيرين في مقدمتهم الكاتب والمؤرخ الكلداني المُعاصر السيد ( حبيب حنونا ) .
التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب ..……. علي الشوك .
جولة في أقاليم اللغة والأسطورة …………… علي الشوك .
مقدمة في أدب العراق القديم ………………...…. طه باقر .
مدخل إلى حضارات الشرق القديم ……. ف . فون زودن .
تأريخ حضارة وادي الرافدين ……………... أحمد سوسة .
الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور ..…… جورج كونتينو .
من الواح سومر ……………….……… نوح صمويل كريمر .
تأريخ الفكر في العراق القديم ….……. الأب سهيل قاشا .
الكلدان منذ بدء الزمان ……………………... عامر فتوحي .
قاموس أساطير العالم …………….…….……. آرثر كورتل .
الكلدان والآشوريون عبر القرون ……..... كوركيس مردو .
الذات الجريحة …………….…….…………….. سليم مطر .
قوة آشور ………………………….………….. هاري ساكز .
دراسات في التأريخ ………………….…….. أنيس فريحة .
مغامرة العقل الأولى ……………..………. فراس السواح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ البابلي =طلعت ميشو المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 3 / 25 - 13:23 )
اخذتنا في سفر ممتع الى جذورنا ويبدو جهدك كبيرا ومتميزا وكنت اتمنى ان تقسمه الى جزئين او ثلاثة لغرض سهولة القراءة والتركيز وهذه المواضيع كانت عشقي الاول ويبدو ان عيد نيروز الكردي ذات جذور بابلية بامتياز مثلما عيد الكرصة عند الاخوة الصابئة ماخوذ من عيد اكيتو .. من سومر وبابل كانت ( الكلمة ) في الختام لك مني وافر الشكر والتفدير مع دوام الاستمرا ر في الابداع


2 - الحكيم البابلي طلعت ميشو المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 25 - 13:38 )
تحيه وتهنئة بالعيد مع امنية بان تكون ايامكم وايامنا وايام الجميع كلها ربيع
شكرا على هذه السفرة التاريخيه في اعماق سحيقه منه لا تزال تتواصل مع اليوم
اريد ان اقول كنا في مدينة الناصرية حتى بداية السبعينات الماضيه نحتفل بهذا العيد او جزء منه ونسمية الدخول ويحج الناس فيه بواسطة الزوارق النهريه الى مزار على جانب من جزره في الفرات اسمه الشريف ومن طقوس هذا الحج هو شراء الخس واخه معنا لناكلة هناك وهذه السفرة السياحية تكون عائليه حيث يشارك فيها كل افراد العائله
تقبل تحياتي


3 - الحكيم طلعت البابلي ميشو المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 3 / 25 - 14:33 )
تشرفنا بمعرفتكم أستاذ ولنا في مقالك الرائع عبرة عظيمة من التاريخ المجيد
كما تفضلت فإن هذا العيد قد أصبح عالمياً ، وهناك شعوب تحتفل في الأول من نيسان ولا يعرفون لماذا اختير لهم هذا اليوم بالذات ، فشعوب آسيا الشرقية والجنوبية تقيم فيه احتفالات في معابدها ويفسرون ذلك أنها احتفال بقدوم الربيع ، طيب ، وما سر احتفالهم يوم 21 آذار مارس وجعله مناسبة هامة جداً لتذكر فضائل أجدادهم وزيارة قبورهم ؟ وكذلك نفس المناسبة في 21 إيلول سبتمبر ؟ وفي اليابان بداية السنة المالية ما زالت حتى اليوم تبدأ في الأول من نيسان
أما فعاليات عيد الأكيتو من تطهير المعابد لاعتقادهم أن إهمال الطهارة والنظافة يفسح المجال لتسلط العفاريت الشريرة على البشر والكائنات الحية ، فإنها نفسها ما زالت تتبع في معابد البوذيين كما يقدمون الطعام لآلهتهم بنفس طريقة البابليين مع الإله مردوخ وزوجته ، لكنهم لا يعرفون ذبح الحيوان كأضحية للاله
فجر الحضارة بدأ من العراق ،وحضرتك تسجل لنا تاريخ تلك الأزمنة الذهبية بجهد لا يخفى أبداً على القارئ
أحييك على جهودك المخلصة التي قلما أن نقرأ بأمانة تسجيلاً لتلك الأحداث
مع احترامي وتقديري


4 - أساطير وملاحم وأديان
يوسف روفا ( 2012 / 3 / 25 - 14:49 )
بحث ممتاز أخ مار طلعت ميشو

الإله البابلي تموز :
إسمه السومري ( دموزي ) وعند البابليين الساميين ( تموز ) ، وهو مثل زوجته عشتار كان إلهاً للخصب وتجديد الحياة
========
وفقاً للأُسطورة حرم أكل لحم الخنزير في جميع أصقاع بابل لأن المعتر تموز زوج عشتار خانوم قتل من قبل خنزير بري، واضح ومفهوم لدى جميع الباحثين ان اليهودية ادخلت في عقيدتهم تحريم اكله ثم انتقل الى الإسلام،لا اطيب من طعم الخنزير المشوي بجانبه كأس نبيذ أحمر
تحياتي افندم حكيم


5 - عبد الكريم العطار
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 3 / 25 - 15:06 )
في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي ,كان لنا مدرسا اللتاريخ الاستاذ عبد الكريم العطار في الغربيه المتوسطه في بغداد و كان لهذه المدرسه سمعه علميه واضحه في بغداد وفي غيرها من المدن العراقيه , كان مدرسنا هذا مولعا بتاريخ العراق القديم والاهاتها المتشعبه وكان يؤكد على طلبته بدراسه تاريخ العراق القديم والتعرف على خزائنه من المعرفه وحضاراته المتراكمه على مر العصور.وهنا استرجعت معك سيدي البابلي جزءا يسيرا من هذه الحضاره القديمه, شكرالك على هذه المراجعه الناجحه ودمت شاحنا دوما مع بقيه الزملاء لذاكرتنا بعد ان اصبها الوهن بعض الشىء , مع التحيه


6 - عيد الربيع
علي عجيل منهل ( 2012 / 3 / 25 - 16:08 )
تحياتى لك الاخ الاستاذ الحكيم البابلى المحترموهو مقال موزون ومحترم ووافى
و يستعد - أبناء الشعب الكلداني -، للاحتفال بعيد الأكيتو، أو عيد رأس السنة البابلية – وذلك في الأول من نيسان. ويحظى هذا العيد ( الذي يعود الاحتفال به إلى 6760 عام ) بمكانة خاصة لدى أبناء هذا الشعب، لما يحمله من قيم ودلالات إنسانية وفلسفية، رافقت مسيرته الحضارية، وتؤكد على عمق ارتباط الإنسان بالطبيعة والأرض ودورة الحياة المستمرة بلا انقطاع، وتؤشر إلى قدرة الإنسان على التجدد والانبعاث، وهو ما تجسد في الأساطير والملاحم الرافدية القديمة وأبرزها ملحمة الخلق وجلجامش وتموز وعشتار...


7 - بحث مميز ورائع
فادي يعقوب دندو ( 2012 / 3 / 25 - 16:36 )
عاش قلمك ودام ايها الحكيم البابلي

لقد اخذتنا بجولة رائعة الى اعماق سحيقة في تاريخ اجدادنا وتاريخ بلدنا العظيم وعرفتنا كم كان اجدادنا عظماء وكم هناك قوميات وديانات بل وحتى بلدان مدينة لشعبنا القديم ولوطننا العظيم.

تقبل خالص تحياتي


8 - رحلة وسفر رائع
علي بابلي ( 2012 / 3 / 25 - 17:02 )
تحية لك استاذ طلعت البابلي العراقي الأصيل وكانت جولة رائعة استصحبتنا معك بها بمقالتك التأريخية القيّمة الرائعة
ونحن في الحلة كما تفضّل الاستاذ عبد الرضا نسمّي هذا اليوم 21 اّذار دخول السنة ويبدأ ليلة 20/21 بعمل صينية كبيرة لأفراد العائلة لعلّك تعرفها ايضا فيها المكسّرات وانواع كثيرة من الحلويات والخس والياس والبخور وشموع على عدد افراد العائلة تشعل بعد العشاء ولايسمح تناول اي شيء من الصينية الا بعد دخول السنة بعد منتصف الليل ونرى الاطفال يتلهّفون للانقضاض على المائدة الشهية التي يجلسون حولها لكنّهم يخافون من معاقبتهم بان لاتدخل السنة على كل من يمس اشياء الصينية ولذلك نرى اغلب الاطفال يأخذهم النوم قبل ان يتناولوا شيئا
اما بالنسبة للاحتفالات فلا توجد لدينا عدا خروج العوائل الى الاماكن الاثرية او المزارات الدينية لتناول وجبة الغداء هناك
ولعل منع وتحريم الاسلام للمهرجانات والاحتفالات الكرنفالية التي لاتمت للدين بصلة هي سبب تحجيم المناسبة


9 - مجهود رائع
كمــال يلـدو ( 2012 / 3 / 25 - 17:12 )
الآن ، وبعد ان دخل العراق في نفق اظلم جديد، سبقته عهود سوداء تمثلت بالحروب والحصار ومحاربة كل ما يمت للتقدم بصلة ، اقول تراجع الأهتمام بتأريخ العراق القديم والبحث الجاد في المواقع الجديدة وانتقلت العملية الى نهب وتخريب منظم لتلك الحضارة ، والدوس عليها على حساب تبجيل وتقديس التأريخ الذي بداء بأحتلال الجيوش العربية المسلمة لوادي الرافدين ومن ثم تحطيم كل ما لايمت للأسلام بصلة - تراوحت نسبته مع نوعية ومزاج الحاكم - وصولا الى هولاكو والدولة العثمانية وهكذا . انا احيّي فيك روح البحث - العراقية الصميمية - التي تتحلى فيها ، بأمل ان لا يفهم البعض بأن ما يدفعك لذلك هي جذورك الكلدانية ، لأني على يقين بأن اغلب العراقيين لو ارادوا حقا ان يعرفوا جذورهم الأصلية ، فأن الفحوصات ستشير الى انتمائهم الكلداني او الآشوري !وهذا ما تكشفه لنا بعض الأكتشافات الآثارية الخجولة الأخيرة ، ومنها اكتشاف اكبر مقبرة للمسيحين في العالم ، تصورا ، في مدينة النجف ، ناهيك عن عشرات الكنائس والأديرة التي للأسـف لا نعرف عنها ولا عن سكانها الأصليين اي شئ. تحية لجهودك التي تزيح التراب عن بعض مما نعتز به، ودعوة للمزيد


10 - لون الحياة
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 25 - 17:51 )
تحياتي استاذ الحكيم البابلي
تحيات مزهرة بلون وازهار الربيع ، امتعتنا بمقالتك حتى تمنينا ان تزيد ايام الربيع على عشرة ايام بزيادة يوم، الاجمل استاذ الحكيم ان ننهل من نبع الشيء وانت اضفت على الربيع بمقالتك بهاء على بهاء
نشكرك فقد تنفسنا ربيعا وتحدثنا الى ازهار مقالك دون ملل
تحياتي اليك


11 - الاستاذ كمال يلدا المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 25 - 18:13 )
تحيه لكم ومكرر للحكيم البابلي طلعت ميشو وارجوه المعذره لاقول لكم ايها الكريم ما قلته وكتبته سابقا
من ان تاريخ العراق يوحدنا والدين والقوميه فرقتنا
والاستاذ الحكيم الفنان طلعت يريحنا ويفرحنا ويوحدنا بما ينبش في التاريخ ويقدمة لنا وانت تلمس التنوع في التعليقات
شكرا لك اخي والشكر موصول للحكيم طلعت


12 - جهد رائع
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 25 - 18:50 )
صديقي الاحب الحكيم البابلي
اشد على يديك للجهد القيم الذي بذلته من اجل هذا التاصيل الجينالوجي لواحد من مآثر وافراح العراقيين المبادة بفعل تواتر غوغاء التاريخ على هذا البلد المسبي
اخي الحكيم كنت اسمع وانا طفل بانهم كانوا يطلقون على هذه الفترة من السنة (العشر الاواخر من اذار ) اسم (دورة السنة ) ولابد ان هذه التسمية هي من بقايا ذلك الارث القديم شان الكثير من المفردات السومرية البابلية الكلدانية التي لم تزل عالقة في المنظومة اللغوية الشفهية للعراقيين ...
جدير بالذكر ايضا ان المرحوم (نوري السعيد ) كان قد جعل (راس السنة المالية ) للدولة العراقية يبدا في الاول من نيسان ..ولذلك حكمة ..فهذا التاريخ هو تاريخ موسم الحصاد ايام كانت للعراقيين ارضا مباركة تغل عليهم الرزق والعيش الكريم
تحيتي ومحبتي وثنائي على جهدكم الاصيل ونحو تاريخ يفرك الصدا عن مآثر امتنا العراقية المغبونة
ودوام حبي


13 - الحكيم البابلي طلعت ميشو الورد
فوزي دلي ( 2012 / 3 / 25 - 19:39 )
تحياتي ومحبتي للجميع وتهنئة من الأعماق بعيد رأس السنة البابلية الكلدانية ( اكيتو ) وكل أيامكم أعياد وأفراح ومسرات .
العزيز طلعت حقا أنك حكيم وبابلي وكلداني اصيل , حيث من متابعاتي لمقالاتك تضع البلسم على الجروح وجروحنا هو تأريخنا وحضارتنا والصفحات الكثيرة المطوية والمخفية والمزورة منها , والمهم أنك تأخذنا من غير لا ندري بسفرة لم نخطط لها لنقرأ ونقرأ مقالاتك لنغرف الكثير مما لا نعرفه أو مخفي علينا من خلال أسلوبك السلس والواقعي المعتمد بالوثائق والتواريخ والمصادر , وهذا المقال أعتبره بحثا مهما يستحق الأعتماد عليه خاصة وأن الحقائق فيه واضحة , وفرحنا الكبير أن الكثير من الشعوب تحتفل بعيد أكيتو .
محبتي وتحياتي لك ولجميع القراء الأعزاء
فوزي دلي


14 - الحضارة التي ما زالت تُدهش العالم لحد الأن
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 19:47 )
زميلي العزيز وليد عطو
شكراً على مرورك ومؤازرتك للمقال
لا اؤيد فكرة تقسيم أي مقال أو بحث لعدة أجزاء ، لأننا نفقد في هذه الحالة تركيز القارئ وضمان تواجده في الجزء الثاني أو الثالث ... الخ
أحياناً أقرأ عن تذمر بعض القراء من طول بعض المقالات ، وبالنسبة لي فإن المقال الطويل الوحيد هو المقال الذي لا يستطيع أن يُثمر في أذهاننا ، علماً بأن بعضنا يصرف عدة ساعات يومياً في قراءة الكتب أو الأنترنيت ، فما هو الفرق بين قراءة مقال طويل ومفيد وبين التجول في قراءات مختلفة هنا وهناك ؟
أعتقد هو الصبر الذي بدأنا نفقده بعد أن تركنا قراءة المطبوعات الورقية ولجأنا للمتعة الصورية السهلة عبر النت
شكراً لتقييمك ، نعم هي حضارة أجدادنا التي نفخر بها ، وإن كان الإنسان لا يفخر بأول حضارة سقت عطش الأرض ... فبماذا يفخر إذن ؟
محبتي وتحياتي وليد الورد


15 - أنتم كلدان أقحاح حتى وإن تغير الزمان
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 20:03 )
زميلي العزيز عبد الرضا حمد جاسم
شكراً لمرورك عبر الحديقة البابلية ، والحق أفرَحُ كثيراً حين يكون في بعض التعليقات أمور ومعلومات ممكن إضافتها لإغناء المقال أكثر وأكثر
لِهذا أعجبتني المعلومة عن تسمية هذا العيد في لواء الناصرية بِ ( الدخول ) ، وأن الناس يحجون بكامل طاقم العائلة لمزار ( الشريف ) بالزوارق النهرية، وهو إمتداد وتواصل تأريخي رائع لماضينا الجميل ، حيثُ نوهتُ في المقال إلى إستعمال المحتفلين للزوارق والسفن البابلية لزيارة بناء عيد الأكيتو والإحتفال هناك ، ولا عجب فأهل الناصرية هم من الكلدان الأوائل الأصيلين ، ولكن كما تعرف أخي العزيز فالناس أضحت على دين وقومية ملوكها ، والسيف لم يكن يرحم ، لِذا نفخر بجذوركم التي هي جذورنا ، ونعرف إنكم أخوتنا وأولاد عمومتنا وخئولتنا حتى وإن تغيرت أسماء القوميات والديانات ، ولكن ... يبقى الإنسان هو ما يعتقد
شكراً لمعلوماتك الجميلة عن هذا العيد في الناصرية الباسلة
محبتي وتمنياتي الطيبة


16 - ابداع جديد وممتع
بيتر حنا ( 2012 / 3 / 25 - 20:17 )
البابلي ، ايها الصديق

بحث قيم وموضوعي وتوثيق لجذورنا خصوصا في هذا الوقت الذي يحاول البعض طمس الهوية الكلدانية ووصل الامر بهم الى ان يصرحوا - وبكل وقاحة - بان الكلدان هم الاشوريين الذين اعتنقوا المذهب الكاثوليكي بعد انقسام الكنيسة

لقد تبنى الفكر الاشوري عيد اكيتو في أواسط القرن العشرين و بدأ يروج هذه الظاهرة الجديدة بين مؤيديه و تحولت في السنوات الأخيرة الى مناسبة قومية تجارية و مناسبة لإقامة الحفلات الغنائية حيث يتنافس المطربون ( و ما أكثرهم في هذه الأيام ) لإحياء هذه الحفلات المهمة ، لأن أول نيسان هو رأس السنة الأكادية عفوا الأشورية ( لايوجد شعب أكادي حسب منظري الفكر الاشوري و سركون الأكادي هو اشوري ايضا ) إن تعبير رأس السنة الأشورية قد تحول الى كذبة أول نيسان


17 - جسور حضارية وصلت لجميع الأمم
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 20:19 )
عزيزتي محبوبة الكل الزميلة ليندا كبرييل
شكراً سيدتي على مرورك عبر الحديقة البابلية الموردة بزهور طبيعية مثلك
وشكراً للمعلومات التي نثرتيها حولنا عن بعض الطقوس القديمة التي لا زال يُمارسها اليابانييين في معابدهم وحتى في حياتهم اليومية ، ولا تندهشي لو قلتُ لكِ بأن بلاد ( الميزوبوتاميا) العراق تشعبت لكل العالم ، وهذا ما يؤكده علماء الآثار والبحوث ، وكان الناس في البداية يتصورون أن اليونان والإغريق هم أصحاب الفضل في إنتشار الحضارة ، ويرجع ذلك لأن عمر الإكتشافات في العراق ومصر قد لا تتجاوز ال 150 إلى 200 سنة مضت ، وكل يوم وشهر وسنة يكتشف العلماء أن كل حضارة العالم - تقريباً - جاءت من وادي الرافدين ووادي النيل
أنا لا أذكر كل هذه الأمور كوني كلداني عراقي ، بل لأنني مدهوش أيضاً من عمق هذه الحضارة التي علمت الأمم ، ولم يكن اليونان والأغريق إلا جسر عبرت فوقه هذه الحضارة العظيمة لتصل لكل الغرب والعالم
ليندا ... تعليقك جميل كالعادة ، سلام لليابان الجميلة حيث تعيشين
محبتي وتمنياتي بكل ما هو خير طلعت ميشو


18 - قصة الإله تموز وجذور تحريم لحم الخنزير
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 20:38 )
أخي العزيز يوسف روفا
شكراً على مروركم عبر الحديقة البابلية ومؤازرتكم للمقال
الحق إفتقدتُ تعليقاتك المرحة الجميلة في بضعة مقالات سابقة ، وأتمنى أن تكون بخير على الدوام أخي العزيز
شكراً لإضافتك عن الإله تموز وتحريم لحم الخنزير لأن خنزيراً برياً كان قد فتك بالإله تموز ، ولهذا إمتنع عن أكله سكان العراق القديم ، وكما ذكَرتَ أخي إنتقل الميراث والتراث إلى الديانة اليهودية التي تم صقلها من قبل اليهود المسبيين إلى بابل في حروب الملك نبوخذ نصر ، حتى أن الأسفار الخمسة الأولى لكتاب التوراة تم كتابتها في بابل وهي نسخة من تراث وأساطير وقصص وملاحم بلاد وادي الرافدين !!، ومن اليهودية إنتقل بعضها إلى المسيحية ، وكثيرها إلى الإسلام ، ومنها قصة التحريم التي شدد عليها اليهود والإسلام ، وما دروا بأنهم يتبعون خطوات الديانة البابلية القديمة ، مضحك كل ذلك !، ومضحكة قصة الأديان التي قضها وقضيضها عائد لأقوام بلاد الرافدين ، ولكن ... كيف سيتعلم الناس إن لم يبحثوا في التأريخ والكتب ؟
تحيات وتمنيات بالخير


19 - ولا زالوا يحقنوننا بمعلومات تأريخية مزورة
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 21:05 )
الصديق والقارئ المخلص الودود د. قاسم الجلبي
جميل أن يكون اسمك دائماً في التعليقات على مقالاتي ، أشعر أحياناً بأنني أعرفك منذ زمن بعيد
سمعة المتوسطة الغربية كان لها صدى عند طلبة بغداد ، وكما ذكَرتَ كان فيها دائماً خيرة المعلمين
تقول في تعليقك أن المعلم عبد الكريم الصفار - له الرحمة حياً أو ميتاً - كان يُركز ويؤكد على أهمية التأريخ
الرجل كان مُصيباً جداً ، شخصياً أتكلم دائماً عن أهمية التأريخ ، على الأقل تأريخ المنطقة التي يعيش فيها الإنسان - كأضعف الإيمان - ، فمن لا يدري من أين جاء .. لا يدري إلى أين سيمضي !، وحول هذا يقول الكاتب الفذ العراقي ( سليم مطر ) في مقال له نشر في جريدة المؤتمر عدد 302 ص 14 : [ نحنُ نكاد نكون الشعب الوحيد في العالم ( مع أخوتنا الشاميين ) ، الذي يتعلم فيه المواطن أن يفتخر ليس بأصله الوطني ، بل بأصله غير الوطني ( الحجازي واليمني ) ؟!، وأن تأريخنا العراقي تبدأ صفحته الأولى بتأريخ اليمن ( السبئي والمعيني ) ، وميراثنا الثقافي هو ميراث الجاهلية وسجع الكهان !!. ] إنتهى
أوليس كل هذا مؤلم يا د. قاسم ؟ معرفة التأريخ ضرورة بشرية لا بد منها
محبتي وتحياتي


20 - صفع الملك
ميس اومازيغ ( 2012 / 3 / 25 - 21:23 )
مقالة رائعة يا حكيم واروع ما اثار انتباهي ذلكم الكاهن الذي كان يصفع الملك حتى يدمعه وهو ما يعبر عن تاثيرهم في الحياة السياسية كما هو امر فقهاء السلاطين في يومنا هذا مع اخلاف كون هؤلاء لا يصفعون ما داموا يحصلون على مقابل عدم فعل ذلك.
تقبل تحياتي وشكرا على مجهوداتك


21 - العراق بين الأصالة والنذالة
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 21:26 )
عزيزي الأخ علي عجيل منهل
شكراً على مرورك الأخوي عبر الحديقة البابلية التي هي أجمل لتواجدكم جميعاً
أنت واحد من الذين كتبوا في السنوات الماضية عن عيد الأكيتو البابلي ، وهذا لوحده يقول لنا إنك من المنتمين والمهتمين بتأريخ الوطن العراقي الجميل الذي يحاول اليوم أغلب العالم المتمدن والمتصحر تخريبه وتسطيحه ! لكن هيهات ، وكما قال العراقي الجواهري الكبير : باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ
وصحيح ما قلتً أخي علي من أن حضارتنا وأساطيرنا وملاحمنا لها قيم ودلالات إنسانية وفلسفية لا زال علماء الشرق والغرب يستنبطون منها كل جديد في كل يوم ، والحبل على الجرار ، فقد كنتُ أعتقد بأن هناك خمسة آلاف موقع أثري لم يُبحث فيه بعد ، ولكن أحد الأصدقاء العارفين أكثر مني أكد لي قبل أيام بأن في العراق 120 الف موقع آثاري خام لم تلمسه يد باحث أو عالم أو آثاري بعد ، فتصور أخي علي ... كم تحت تُرابنا العراقي من كنوز فكرية تراثية ستُدهش كل العالم المتحضر ، آه كم كنتُ أتمنى أن يكون وطننا بأيدي عراقية رضعت من ديس الأصالة ، وليس من ديس النذالة
محبتي أخي علي


22 - تظليل الجماهير إعلامياً ومعرفياً جريمة كبيرة
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 21:48 )
صديقنا الجديد فادي يعقوب دندو
أهلاً وسهلاً بك أخي فادي في الحديقة البابلية التي أنت من أهلها ، وشكراً لك على تعليقك الجميل لأول مرة على مقالاتي ، وكم أتمنى أن تستمر في تواصلك معنا دائماً

أتفق معك بأن على الإنسان معرفة أخبار أجداده الأولين ، واؤكد على أن أهمية أن يتمكن الإنسان التمييز بين الموجودات التي حوله ، ومن أين أتت وكيف صارت ولماذا ، وكل هذا متوفر في قراءة كتب التأريخ ، ولكن حذاري من الكتب العاطفية التي ينفخ أصحابها في قربة مثقوبة أساساً ، فالقارئ الجيد يجب أن يٌُفرق وبدقة شديدة بين الكتاب الذين لهم مصداقية ، وبين الكتاب الذين يعزفون على الوحدة ونص
واحد من قادة هتلر كان يقول بأن حتى الأكاذيب تلتصق في ذاكرة الجماهير بعد فترة زمنية معينة ، حتى إن عرفت تلك الجماهير بأنها محض كذبة
لِذا علينا محاربة من يكذب ويُزور التأريخ ويحاول التأثير على الذاكرة الجمعية للجماهير والشعوب والأقوام ، وهي جريمة من المفروض أن يُحاسب عليها القانون في الدول المتمدنة ، لأنها جريمة تظليل للفكر الإنساني
محبتي وتحياتي


23 - اخى العزيز الحكيم البابلى المحترم
علي عجيل منهل ( 2012 / 3 / 25 - 22:17 )
تحية مباركة - ان الرجوع الى التربة والجذور مهما وخاصة - معرفة البذور التى ظهرت وعرفت الحضارية العراقية القديمة وخاصة الجانب الكلدانى منها-
هل سمعت دعوة مفتى االسعودية - ال الشيخ دعا فبل اسبوع الى -هدم الكنائس فى الخليج والجزيرة تربت يداه - ان الوهابية والسلفية- تركض بالعباد والبلاد الى- المحل والتصحر والوصول الى بول البعير --وارجو الاطلاع على مقالى حول الموضوع


24 - صينية دورة السنة في إحتفالات العراقيين
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 22:36 )
صديقي الحميم ( إبن الحلة وبابل ) علي البابلي
شكراً لمروركم الجميل عبر الحديقة البابلية التي هي أصلاً بيتكم اليوم
نعم يا صاحبي ... أعرف ما هي ( صينية دورة السنة ) ، والحق كانت من تقاليد كل جيراننا المسلمين في بغداد ، والذين كانوا يُصِرونَ على أن يُرسلوا لنا حصتنا منها في صباح اليوم الثاني ، ومن الظريف الذي أذكره حول منع الصغار من الأكل من الصينية قبل الساعة 12 ليلاً أو صباحاً ، هو تخويف الأهل للصغار بقولهم لهم : تاكلون من الصينية قبل الموعد المحدد ستخري عليكم السنة الجديدة
في بغداد كُنا نحتفل بالذهاب لسفرات قريبة كما تفعلون بالضبط ، ومع كل أو غالبية أفراد العائلة ومعنا أحياناً أما بيت الخالة أو العمة أو الخال والعم والجدة أو الجيران وغيرهم ، في بعض السنوات كان جيراننا الأكراد ( رؤوف بابان ) وقد قرأتُ في بعض المصادر أن الأحبة المصريين يحتفلون بنفس الطريقة في عيد ( شم النسيم أو النيروز القبطي ) وبزيادة واحدة هي أكلهم للفسيخ في هذا العيد ، وهو السمك
تحيات وتمنيات أخي علي البابلي الحلاوي الطيب


25 - التخريب المنظم لحضارة وادي الرافدين
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 23:03 )
صديقي العزيز كمال يلدو
شكراً على مرورك الدائم للحديقة البابلية ، وتحياتنا للفضائية ( الآرامية ) وإدارتها الحكيمة في شخصكم الكريم ، الرجل المناسب في المكان المناسب ، ففي مراسلات خاصة بيني وبين أختنا وزميلتنا الكريمة الفاضلة وفاء سلطان أشادت كثيراً بك وبإدارتك وأخلاقك العالية ، والحق هي خير شهادة من خير مثقفينا في شخص السيدة وفاء سلطان
أتفق معك كثيراً في كلامك عن ( التخريب المنظم ) للعراق وحضارة وادي الرافدين ، وقد لمسنا وشاهدنا ذلك منذ مجيئ الأميركان للعراق ونهبهم لمتاحفنا وآثارنا عبر مئات المحاولات التي سمعنا ببعضها القليل ، والغيب وحده يعرف حجم ما لم يصل لنا من قباحات وقذارات أدت إلى تخريب الوطن العراقي وبحجج سياسية لا ناقة لنا فيها ولا صخل
تحياتي زميلي العزيز كمال وعلى المحبة نلتقي


26 - البركة في الناس الذين بهم المسرة
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 23:14 )
الآنسة الفاضلة عبلة عبد الرحمن
شكراً على مرورك المُعطر عبر الحديقة البابلية ، وعلى مؤازرتك لمقال اليوم
الربيع عندنا في أميركا إبتدأ بكير جداً هذه السنة ، وكأنه متزامن مع شهر آذار ونيسان في العراق والشام ، وهذا أعطانا روحاً جديدة ربيعية الخضرة والعطاء
كم كان سيكون العالم جميلاً بدون تجار الحروب وخالقي المآسي الإنسانية للشعوب المسكينة ومن أجل ( حفنة دولارات ) كما هو عنوان فلم الممثل والمخرج كلِنت إستوود
شكراً مرة أخرى ، وعلى أمل اللقاء في مجموعتنا البريدية الرائعة
تحيات وتمنيات جميلة


27 - الأديان أنبتت لنا ذيلاً أطول من ذيل القرد
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 25 - 23:33 )
الصديق عبد الرضا حمد جاسم
الف شكر على التقييم الذي قمدته بحقنا في رسالتك للصديق والأخ كمال يلدو ، وكم كنتُ مُصيباً أخي في قولك بأن الأديان والقوميات فرقتنا والتأريخ يجمعنا ويقول لنا بأننا أبناء وطن واحد وتربة واحدة ومستقبل مُشترك ، ولكن ... هل يفهم الأغبياء من المسؤولين والحكام ورجال الدين يا عزيزي عبد الرضا ؟
كنا نعيش مع الجميع بكل محبة ، وفجأةً طلع لنا ذيل راح البعض يُعيرنا بسببه
تحيات وتمنيات بكل ما هو خير


28 - رحلة ممتعة
نارت اسماعيل ( 2012 / 3 / 25 - 23:52 )
رحلة ممتعة في التاريخ والحضارة الإنسانية قبل أن يشوهها الأفاقون
استمتعت كثيرآ بهذه الرحلة
من الواضح الجهد المبذول في إعدادها
أخي طلعت أنت عندك جلد الحكماء


29 - شاعر من بلادي
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 00:07 )
صديقي الجميل الشاعر العراقي ابراهيم البهرزي
شكراً على مرورك لأول مرة عبر الحديقة البابلية التي نورت بحضوركم
الحق أخي أبا الرهام إنني أتشرف بكل المعلقين الكرام ، ولكن كنتُ دائماً أنتظر تقييمك لأني أعتبرك أديباً من معدن وطراز خاص ، إذ ليس يكفي أن يتمكن الشاعر أو الكاتب من عمله ولغته وأسلوبه ومفرداته ، بل من أخلاقه قبل كل شيئ ، والأخلاق تعني أمور كثيرة أقلها الوطنية والنزاهة والعدالة والتمييز الدقيق بين الحق والباطل ، وأنت تحمل كل ذلك ، لذلك أحببتك كأديب منذ أول قراءة لواحدة من مقالاتك القديمة ، وعرفت أن خلف تلك الحروف عراقي شهم لا يُهادن على حساب الحقيقة

مرة أخرى ... أشكرك على حضورك وتواصلك ، وأقدم إعجابي بشجاعتك وفكرك ومعدنك النظيف ، وأرجو أن لا يفهم أحد من القراء إنها مجاملة عابرة ، بل هو تقييم لرجل فذ عجز وطنه عن تقييمه ، كما فعل مع كل الأفذاذ عبر تأريخنا المعاصر
كم كنتُ أتمنى لو إجتمعنا جميعاً في واحدة من بساتين بهرز على قرابة عرق زحلاوي في واحدة من بساتين البرتقال الرائعة
تحياتي يا شاعرنا الرائع


30 - الى الحكيم البابلي الأصيل طلعت ميشو
مؤيد هيلو ( 2012 / 3 / 26 - 00:19 )
حقيقةً لقد أبحرتنا في زورق الأحلام الوردية على ضفاف دجلة والفرات مع آلهة الخصب والجمال مع تأريخنا الكلداني العريق الذي يأسر كل من يطلع عليه ويبحر في أسفاره الخالدة،ونشكرك على هذا المقال الرصين المعبر بموضوعية عن حقيقة هذا العيد الأغر (أكيتو) وتأثيره على الشعب الكلداني وعلى باقي الشعوب التي تأثرت به وجعلته عيداً قومياً لها أبضاً،شكراً لجهودك وسعة ثقافتك وشكراً لإشراكنا في أن ننهل من عبق التأريج وأريجه وأن تنقلنا الأحلام الى تلكم الأيام وكأننا نعيشها فعلاً،ما أشبه اليوم بالبارحة،أحييك على الربط الواقعي بين أحداث الأمس بين الكلدانيين والأشوريين وما يحدث الآن من إخوتنا الآشوريين تجاه الكلدانيين!،ولكنها ساعة الحقيقة ولابد أن ينجلي الظلام وتشرق الشمس لتنير للذين غشى الغبار على عيونهم ،سلام ومحبة لاهلنا الكلدان في العراق وخاصة في الوسط والجنوب رغم إختلاف القومية والدين فنحن من أصل واحد وعرق واحد،شكراً مرة أخرى لهذا الجهد الرائع وبالحقيقة هذه أول مرة أقرأ لكم ... لقد عثرنا على كاتب محنك كبير وحكيم بابلي بحق ... تقبل إحترامي مع تقديري


31 - المصداقية بين الكاتب والمتلقي
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 00:34 )
صديقي المُحِب دائماً فوزي دلي
شكراً على مرورك في الحديقة البابلية يا صاحب الإبتسامة الجميلة وواحد من فرسان المائدة المستديرة التي أصبحت بيضوية في مكتب صديقنا الرائع المشترك عادل بقال

كذلك أشكرك على تقييمك للمقال وتطرقك إلى قضية التوثيق والمصادر ودقة المعلومة المقدمة من قبل الكاتب إلى المتلقي ، وهي من ضرورات نجاح البحث والمقال الجيد ، والكثير من الكتاب ينسون ويغفلون حقيقة أنهم يفقدون مصداقيتهم بالتدريج عند القارئ في كل مرة لا يتطرقون للحقيقة ، ويستعملون قلمهم في سبيل أمور عاطفية دينية وقومية وطائفية وإجتماعية لا نشتم منها غير روائح المصلحة الخاصة

عزيزي فوزي ممتن أنا لتواصلك معنا ودعمك لما نكتب ، إذ ليس هناك كاتب جيد بلا قراء جيدين
قبلات أخوية وتمنيات بالخير
طلعت ميشو


32 - أعياد الربيع
رعد الحافظ ( 2012 / 3 / 26 - 00:47 )
جهد كبير لا اُصدق كيف وفرتهُ , ومع أنّي لستُ من هواة هذا النوع لكنّي إستمتعتُ بهِ كبانوراما شاملة . أوافقكَ جداً بعدم جدوى التفاخر والتقاتل على الإنتساب للعيد أو ما في حكمه
الأشياء تصبح عالمية إنسانية مشتركة بعد بضعة آلاف من السنوات
وكدليل لاحظ مثلاً عيد رأس السنة الميلادية / يحتفل بهِ جميع العالم تقريباً ( عدا المُعقدين هههه ) ولم نسمع أحداً يقول هذا يعود لي إمنحوني براءة إختراع , الأمر ليس مادياً فقط بل إختلطت في الأعياد الروحي والمادي والمعنوي
***
قرأتُ عن الفرق بين النوروز / والنيروز
في الواقع لافهم معنى الأول لأنّهُ كان إسم قريب قبل أن يُغيّره الى نورس أي الطائر
صحّح لي لو أخطأت الفهم
نوروز / تعني اليوم الجديد بالكردية والفارسية
نيروز / الكلمة القبطية المصرية أصلها ني يارو وتعني الأنهار وموسم فيضانها في الربيع يكون مصدر للخير , وبدخول اليونايين مصر اضافوا للمفردة حرف السين كعادتهم فصارت ني ياروس ثم نيروس
ولإرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء في نيروس ب لام فصارت نيلوس التي تحولت الى النيل بالعربية
تحياتي لكَ وللجميع ولتبقى الدنيا ربيع الثورات على الطغاة والبغاة / تعرفهم؟


33 - دعنا نضحك من منطق التعصب الضيق يا بيتر
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 01:13 )
صديق الزمن الجميل بيتر حنا
شكراً لمرورك وتعليقك القيم
كما ذكرتُ في مقالي ، فقد كانت أولى أسباب هذا البحث هو الدفاع عن حقوقنا الكلدانية ضد بعض المحاولات المبذولة مؤخراً لتهميشنا كقومية أصيلة من قبل من سميناهم أخوة لنا من الآشوريين الذين خذلهم عددهم وقابلياتهم مقارنة بنا فكان أن لجأوا إلى الطريق الملتوية القصيرة ( شورت كَت ) ، والتي يعج بها عراق اليوم للأسف
ضحكتُ لقولك بأن الآشوريين يدعون بأن حتى سركون الأكدي هو آشوري ، ولا أعرف أن كانوا قد سمعوا بنظرية الأصل والجزء أم لا ؟
الحقيقة لا أستبعد هذا السيناريو ، وللعلم أقول بأن الأسباط العشرة المفقودة لليهود في شمال العراق بعد السبي الآشوري لهم وتوزيعهم جغرافياً على جبال شمال العراق كانت قد إختفت عبر التأريخ
ولكن الكثير من الدلائل والمعلومات والإجتهادات العلمية مؤخراً تقول بانهم تنصروا وإنضموا لمستعمريهم الآشوريين عبر تقادم الزمن
لِهذا يا بيتر تجد الكثير من صفات اليهود قد ظهرت في سلوك وتصرفات الشعب الآشوري ، ومنها إدعائهم لكل ما ليس لهم ، ولا تستبعد أن يتم أشورة الله قريباً
يقول المثل : صانع الأستاذ أستاذ ونصف
تحياتي


34 - تحت عباءاتهم الف عفريت
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 01:31 )
صديقي الأمازيغي الطيب ميس أومازيغ
تحية لك صاحبي ، وشكراً على تواصلك معنا وزيارتك للحديقة البابلية
ضحكتُ لأن فكرة صفع الكاهن الأكبر ( الشيشكالو ) للملك وجره من كلتا أذنيه في طقوس أيام الأكيتو قد أعجبتك ، صدقني أعجبتني كذلك ، وكم تمنيت خلال الأيام التي كنتُ أكتب فيها المقال أن أتحول إلى شيشكالو حكومتنا الحالية لأجر أذن المالكي وأصفع وجههه وأضربه كام جلاق ( شلوت ) على مؤخرته وعجيزته السمينة ، ولكن ... ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه
من ناحية أخرى فأنت تعرف حتماً أن أديان وآلهة أيام الزمن القديم وحتى الحديث هي جميعاً من صنع البشر !، وتحديداً من صنع الكهنة الذين يعيشون في عز ونعيم وبلا كد وتعب لأنهم يتحكمون في المؤسسة الدينية لكل زمان ومكان
والذي أثار إنتباهي هو شطارة هؤلاء الكهنة الكلدان البابليين ، فهم وبعد كل الجاه والعز والمال والنساء الذين حصلوا عليهم ، فقد خلقوا وبإسم الإله مردوخ هذه الفقرة المضحكة التي تقول بحقهم في ضرب وإهانة وصفع الملك مرة واحدة كل سنة ، تصور أخي مدى دهاء وشيطنة وعفرتة هؤلاء الكهنة ، لِذا لا غرابة حين يطلع واحد من أسلافهم في شخص مقتدى الصدر في العراق
تحياتي


35 - منطق القوة الذي يفرض نفسه على الجميع أحياناً
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 01:34 )
أخي علي عجيل منهل
شكراً لرسالتك الثانية ، الشاي حاضر وحتى القهوة التركية
أن دعوة مفتي السعودية لتهديم كل كنائس المملكة يدعوني للسؤال : وهل في المملكة السعودية الوهابية كنائس !؟، ورغم إنني رجل لا ديني ، ولكن يهمني أن تتعامل الدول الكبرى والصغرى المسيحية بنفس المبادئ التي يؤمن بها الإسلام ، وهي - العين بالعين والسن بالسن- والتي لطشوها من اليهود ، واليهود بدورهم لطشوها وبدون أي خجل من شرائع حمورابي ، وتطبيق هذا المبدأ من قبل الدول المسيحية سيكون بتهديم كل الجوامع الموجودة في الغرب أو تحويلها إلى مدارس وكليات ومستشفيات ، وبعدها دعنا نرى طول لسان هذا المسخ المفتي السعودي الغبي

أخي علي لا أعرف متى سيعلم الغرب أن الديمقراطية مضرة وخطرة أحياناً حين نتعامل من خلالها مع من لا يفهمها ، لأنهم حتماً سيفسرونها على أنها ضعف ، والمسلم لا يفهم غير منطق القوة ، وربما لهذا السبب نجحت إسرائيل في ترويض ( بعض ) العرب
حتماً سأطلع على مقالك بهذا الخصوص
تحياتي


36 - فرز الصالح عن الطالح بالنسبة للكاتب
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 02:41 )
صديقي نارت اسماعيل
شكراً على مؤازرتك أيها العزيز ، وسعيد جداً أن البحث أعجبك
نعم أخي كان هناك جهد كبير في تحقيق هذا البحث الموثق ، لأن الموضوع حساس ويتقاطع مع قناعات بعض القوميات أو الطوائف والشعوب التي تدعي عائدية هذا العيد لها !، ولا تنسى أنها عملية متعبة في فرز المصادر الكثيرة وتفريق الأصيل الجاد الرزين والموثق عن المنحول العاطفي المُغرض الذي ينبع من المصلحة الخاصة والذي يشوه الحقائق في محاولة لخلط الأوراق على القارئ والمتلقي الشرقي
لِذا إعتمدت على المصادر التي أعرف أن كتابها عُرفوا بمصداقيتهم وعدم مساومتهم على قول الحقيقة التي ستظهر حتماً بعد يوم أو سنة أو دهور
ربما سأزورك هذا الصيف في كندا ، محبتي وتحياتي


37 - جهد تنويري
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 3 / 26 - 03:19 )
تحية للكاتب و للزملاء
وشكرا له على هذا الجهد التنويري
ونقول مقدما...كل عام وانتم بخير..ولا اخواننا المسيحين الذين و صل عددهم في العراق الى 15% ولاخواننا المندائيين الذين وصل عددهم في العراق الى 1% ..كل عام وانتم بخير
وللصديق دكتور قاسم-5 تحية ...كنت في ليبيا اعمل في مصفاة الزاوية وكان معنا مهندس كندي وزوجته باحثة في التاريخ: قالت ماذا تقرأ هذه الايام, قلت انا مشغول الان بالتاريخ الاسلامي, ردت بعصبية
عندكم اروع تاريخ وهو السومري و البابلي و الاكدي و المندائي وانت تقرأ اساطير
وقالت بالنص: دع عنك دوخة الرأس
واذهب الى تاريخ العراق القديم....
تحياتي للجميع


38 - وهل تضرب بالحجارة غير النخلة السامقة ؟
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 04:15 )
الأخ المحترم مؤيد هيلو
تحية لك صديقي وشكراً على مرورك عبر حديقتنا البابلية لأول مرة وعساها لا تكون الأخيرة لأننا نطلب تواصلكم ومؤازرتكم الجميلة في دعم ما نطرح من مواضيع
ممتن جداً من التثمين الذي قدمتهُ لي في تعليقك الأخوي المُعَبر
لا تقلق للمحاولات الكيدية التي تُحاك ضد شعبنا الكلداني مؤخراً ، حيث لا تُضرب بالحجارة إلا عاليات النخيل ، ولا أحد يهتم بالعوسج الشائك
نعم لنا أخوة أصلاء في وسط وجنوب العراق وإن إختلفت قومياتهم وأديانهم ، وكما قال الصديق المعلق عبد الرضا فالتأريخ يجمعنا معهم والجذور المشتركة
أنا في خدمة جماعتنا أخي مؤيد ، والمعذرة إن كنتُ مبتعداً عنكم طوال سنين كثيرة ، لكنني كجندي الإحتياط ، تجده دائماً عند الحاجة له وفي الوقت المناسب ، وإن لم أكن لأبناء قومي ووطني فلمن أكون !!؟
محبتي أخي مؤيد ، بلغ سلامي لكل الأصدقاء في مدينتكم الجميلة
أخوكم طلعت ميشو


39 - الفرع يطلب من الأصل أن يندمج بهِ ،معادلة غريبة
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 04:41 )
زميلي وصديقي القديم رعد الحافظ
ممتن للفتتك الجميلة ومؤازرتك لهذا البحث التأريخي وإضافاتك عن تأصيل النيروز والنوروز وربطها تأريخياً ببلاد وادي النيل ، وهي معلومات جميلة تُغني المقال وتعزز ما طرحناه من أفكار
من ناحية أخرى حول كلامك عن أن عيد الأكيتو أصبح عالمياً والكل يحتفل به ، فهذا صحيح وقد كتبتُ عنه في متن المقال ، ولكن هو نوع من التجرؤ من قبل البعض حين يدعوه لهم !!، يعني تذهب مع أصدقاءك أو جيرانك لشاطئ البحر ، وتلعبون في كرة القدم التي أحضرتها أنت من بيتك ، وفي نهاية اليوم يدعي أحد الحاضرين أنها كرته !!!!، فماذا يكون موقفك ؟ وأنا هنا أتحدث عن عيد وذكرى تأريخية وليس كرة قدم رخيصة ممكن أن اتنازل عنها لآحد الحمقى
تصور يا رعد هؤلاء الحمقى يطلبون مِنا اليوم أن نتنازل عن تسمية قوميتنا الكلدانية لصالح تسمية قوميتهم ، وأن نندمج في كيانهم !!، علماً بأن عددنا أكثر منهم بثلاثة أضعاف ! فهل ستفعل لو كنتَ في محلنا ؟
هناك مثل أميركي يقول : تُعطيه إنج واحد يُطالبك بميل
وفي النهاية ستقوم بالتعامل معه بنفس طريقته ، وهذا صعب أحياناً لكنه الحل الوحيد على ما يبدو
محبتي وتحياتي أبو سيف
طلعت ميشو


40 - تأريخ الوبر والمدر
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 04:54 )
عزيزي الزيرجاوي جاسم
بدون مجاملات ، لك الكثير من التعليقات الذكية العميقة التي تطرحها بطريقتك المحببة شكراً جاسم على التواصل معنا والمرور عبر الحديقة البابلية
اؤيد تلك السيدة الذكية في ما قالته لك ، وليس من خلال إنني رجل لا ديني ، بل من خلال أن لا فائدة من قراءة الكتب المقدسة الخالية من أية معرفة علمية وحقيقية مفيدة ، بينما قراءة التأريخ تشحذ الفكر وتعلم الناس أمور كثيرة لا تعلمهم إياها إلا تجارب المرء الشخصية ، والتأريخ يختزل لك القرون ، ويقول لك في النهاية : تعلم التواضع يا ولدي ، فها هي الأمبراطوريات الكبرى سادت ثم بادت والكل أمام الموت واحد
كل العالم قرأ وتعلم من تأريخنا ، ونحنُ نرفض أن يكون لنا حتى تأريخ ، فقد أبدلنا تأريخ الجنائن المعلقة بتأريخ خيمة الوبر
تحياتي أخ جاسم


41 - جهد كبير لاخراجه بهذا الشكل الدقيق
قيس ساكو ( 2012 / 3 / 26 - 05:30 )
والزميل العزيز الحكيم البابلي
تحية واحترام للجميع في حديقتنا البابلية الانسانية المتنوعة
اتقدم اليكم بالتهاني القلبية بمناسبة عيد رأس السنة الكلدانية البابلية العراقية (اكيتو7312 عام) واهنئكم على هذه الدراسة القيمة والبحث العلمي الذي اعتبره سيكون مرجع سوف يستند عليه الكثير من المؤرخين في تقيم عيد اكيتو وجذوره التاريخية التي شوهت واتمنى ان يترجم الى الانكليزية واللغات الاخرى لترويجه في الوسط العلمي والثقافي وانا شخصيأ اعرف كم من الجهد بذلت لاخراجه بهذه الدقة والتقنية العلمية من ناحية المصادر المستندة , انت في القلب ياطلعتنا الطيب بالتوفيق


42 - جهد كبير ورائع
قيس ساكو ( 2012 / 3 / 26 - 05:32 )
والزميل العزيز الحكيم البابلي
تحية واحترام للجميع في حديقتنا البابلية الانسانية المتنوعة
اتقدم اليكم بالتهاني القلبية بمناسبة عيد رأس السنة الكلدانية البابلية العراقية (اكيتو7312 عام) واهنئكم على هذه الدراسة القيمة والبحث العلمي الذي اعتبره سيكون مرجع سوف يستند عليه الكثير من المؤرخين في تقيم عيد اكيتو وجذوره التاريخية التي شوهت واتمنى ان يترجم الى الانكليزية واللغات الاخرى لترويجه في الوسط العلمي والثقافي وانا شخصيأ اعرف كم من الجهد بذلت لاخراجه بهذه الدقة والتقنية العلمية من ناحية المصادر المستندة , انت في القلب ياطلعتنا الطيب بالتوفيق


43 - اخي الحكيم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 26 - 06:32 )
اكرر التحيه
شنو عاجبك الزحلاوي كلما تكتب للعزيز البهرزي تتمنى الزحلاوي موكلنه هبهب يبين انت موضايكَه من يجيك بيك براسة ما مغشوش وانت جوة شجرة برتقال او فوكاهه نخله تحميها من الشمس
المهم بالغعفيه او صحتين ان جان زحلاوي العركَك لو جان هبهب.....المهم بيه ريحه من كلب المحب..
تدريني اشرب عرك وانت تكلي ليش
ما ادري ليش عله العرك لو عالشرب ليش
ان جان هيه اعله الشرب
الشرب بعضه فلسفه وهوايه منه طيش
وان جان هي عله العرك
العرك قصه قصته كلمن يضوكه ما يكول اله افيش
عزيزي هاي الك وللجميع بالعيد وهي طويله لم تنشر بعد
اكرر التحيه


44 - شكراًًًً للتقييم
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 06:35 )
الصديق الرائع قيس ساكو
الف شكر لمرورك الكريم ومؤازرتك الفعلية للمقال ، ويهمني جداً تقيييمك المبني على نظرة نقدية مجردة لا تتدخل فيها عوامل الصداقة والحميمية ، وأشكرك وكل من فهم وقدر مقدار الجهد المبذول في إنجاز هذا البحث التأريخي
عزيزي قيس أنا أيضاً فخورٌ بكم أنتم فرسان إتحاد المنبر الكلداني الديمقراطي الموحد ، وأستطيع أن أقول بانكم أفضل ما رأيت من تجمعات لحد الأن
مباركة جهودكم وحتماً سيكون حصادكم أكبر مما تتوقعون
تحياتي لك وللجميع
طلعت ميشو


45 - ورد الربيع فمرحبا بوروده
سناء نعيم ( 2012 / 3 / 26 - 08:08 )
تعودنا دائما بالتحف الرائعة والبحوث التي تغوص في اعماق التاريخ والحضارة لتطلعنا على كنوزها الثمينة التي غيبها المتأسلمون واخفوا ملامحها وسموها-زورا-بالحضارات الوثنية وهم الذين سرقوا كل انجازاتها ونسبوها لاديانهم العنصرية.وكما جاء في ختام مقالك فالحضارة هي جهد انساني تراكمي شاركت فيه البشرية التي عملت على تامل الكون ومن ثم عملت على اكتشاف اغواره وفك رموزه حتى وصلنا لعصر النت الساحر.وهكذا كله عكس الاديان التي كرست الخرافة والدجل حتى أضحى العقل المسلم متكلسا يعيش انفصاما في شخصيته.
نعم المجد للأنسان الذي صنع المعجزات والحضارات .المجد لمن كرس حياته وأفنى عمره في خدمة البشرية بكل ما يفيدها من اختراعات ماكان الاولون يحلمون بها.
تحياتي وربيع ممتع وأستحضر هنا بيت البحتري:أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلم.
وكل ربيع وانت بخير.


46 - شكراًُ للتعليق والقصيدة الشعبية
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 18:01 )
عزيزي الأخ عبد الرضا
شكراً مرة أخرى على التعليق الجميل والعرق والأصدقاء والبساتين وجلسات المحبين
شعرك الشعبي جميل ، وكنتُ أتمنى لو تنشر هذه القصيدة الشعبية على صفحات الحوار المتمدن ، معانيها وقافيتها وموضوعها الطريف يُساعدون جميعاً على تبني المتلقي لها ، فكر بالأمر
تحياتي


47 - إقتباسات دينية تكشفها العلوم كل يوم
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 18:31 )
السيدة سناء نعيم
شكراً على مرورك الجميل عزيزتي ، وشكر أكبر على التقييم
أنت متمكنة من لغتك وإستعمالك للحروف سيدة سناء ، وتستطيعين نقل فكرك بكل سهولة ووضوح ودقة ، وهذا مُفرح حقاً
دقيقٌ جداً شرحك عن الأديان التي سرقت إنجازات الحضارات الوثنية وراحت تقول لنا بأنها من صنعها ، وما درت بأنها أكثر وثنية من معنى الوثن نفسه
عند قراءة التأريخ بدقة وتمعن نجد آلاف الأمور الصغيرة والكبيرة التي تدخل في طقوس الأديان التوحيدية ، كلها جاءت أو أُقتُبِسَت من الحضارات القديمة وطقوسها الدينية وحكاياتها الخرافية الأسطورية والملحمية لدرجة تجعلنا نعتقد بأن كل ما فعله المقتبس الشاطر هو تبديل أسماء الأشياء ومواقعها !!! فقط
تحياتي سناء مع أجمل التمنيات


48 - الشوفينية الآشورية
ريمون نجيب شكُّوري ( 2012 / 3 / 26 - 18:33 )
الأخ الحكيم البابلي
أحيِّ جهودك الجبارة في كتابة المقال.كانت الدقائق التي قضيتها في قراءته ممتعة وخاصة الوصف التفصيلي لإحتفالات عيد أكينو الأيام الأثنتي عشر .ويجب أن لا ننسى أن عيدَيْ الفصح المسيحي واليهودي يتزامنان قريباَ مع موعد العيد السومري- اليابلي.
وحين قرأتُ الوصف الدقيق لتلك الأعياد بدأتُ أميل الى تصديق تناسخ الأرواح . إذ كيف يمكن للحكيم البابلي أن يكون ملماً بدقائق الأمور إن لم يكن حاضراَ حيا ومساهماَ فيها ؟
يعترف معظم المؤرخين أن الثقافة السومرية ـ البابلية كانت من المتانة والصلابة والتجدد المستديم بحيث تفرض نفسها تدريجياً على الغزاة المختلفين عنهم عرقياً ولغوياً فيجدون أن من المفيد تبني ما يتوافر لدى سكنة البلاد الأصليين من مكونات ثقافة جاهزة مسبقاً من طريقة كتابة ورياضيات وعلوم ودين وقوانين وإقتصاد وأساطير فيجد الغزاة أنفسهم بعد بضعة أجيال قد إستحالوا الى رافدينيين. هكذا كان شأن الآشوريين. صحيح أنهم كانوا محاربين أشداء لكن ثقافتهم كانت مقتبسة من جنوب موطنهم. وأنا أشعر بالشفقة على أحفادهم اليوم بإدعاءاتهم الشوفينية لكن أتجنب العدوى منهم
تحياتي


49 - اصغر التفاصيل
سمير فريد ( 2012 / 3 / 26 - 19:11 )
العزيز طلعت
تحية
وعند انتهاء المقال كنت اتمنا ان لا ينتهي وقد اخذني الى ذكريات بعيده اغلبيها موْلم والقليل القليل يبعث الفرح ولكن وبقوة يبعث الاْمل في ان شعبنا عظيم وراىْع وعندما تتحدث عن اهتمام البابلين بالنظافة تعود بي الكريات الى اواسط الثمانينات من القرن الماضي عندما زرت بورسيبا اذ كان الطريق ترابي وتحف به من الجانبين وعلى طوله تلال من النفايات كانت بلدية بابل قد اتخذت هذا الموقع مكب للنفايات ...وعن الجذور المترابطة مع تراثنا في عرضك هذا والذي ينافس ملاحم اخرجتها هوليود فانني اجد الكثير لا التشابه بل التطابق مع الكثير من تلك التقاليد من بابل الى الديانات الابراهيمية الثلاث بل وان الامر يكاد يتطابق في اصغر التفاصيل مثل الاعياد والمحرمات والعودة للحياة وفلسفة الحياة والموت وهناك الكثير من اللغة المحكية ان كانت باللغة العربية المحكية في العراق او مع اللغة الكلدانية مثل كلمة بوخو والتي ربما يقابلها في الدارجة العراقية كلمة بوخه للتعبير عن شخص على غير حقيقته ...ومرة اخرى لماذا يستمر الزيف يغلف عقول الناس وتلك الحقاىْق تضيء الشمس

تحياتي ومحبتي للجميع


50 - طفولة بشرية
عبد القادر أنيس ( 2012 / 3 / 26 - 19:23 )
شكرا لهذا الجهد الرائع أخي طلعت. قرأت المقال متأخرا فمعذرة، فأنا مازلت مرتبط بمشروع يأخذ مني كل وقتي ولا يريد أن ينتهي. ما لفت نظري ليس هذا العيد ولا عائديته، بل هو ما يمكن أن أعتبره جانبا هاما من الطفولة البشرية، والقارئ النبيه يدرك تمام الإدراك أن الحضارات القديمة اصطبغت بالدين وتأثرت ببعضها وأخذت وأعطت. المحزن أن شعوبنا مازالت تعيش هذه الطفولة وتتصرف كالأطفال بجدية مرضية مع الأديان خاصة فتحارب وتقتل وتبغض وتعاقب كل من يشك في هذه الخزعبلات رغم أنها صنائع بشرية تعود إلى عهود الطفولة البشرية . والكثير من مقاطع مقالك تشف عن ذلك، وليتنا نهتم أكثر فنظهر للناس إبراز أوجه التشابه والتأثير والتأثر بين الحضارات، كما جاء في مقالك، أن ما هم عليه ليس سوى حلقة بشرية مع ما شابها من خرافات مضرة وآن لهم أن يرشدوا كما رشدت باقي الشعوب. تحياتي


51 - تأثر الشعوب بحضارة وتقدم بابل
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 23:07 )
صديقي العزيز د. ريمون شكوري
شكراً على مروركم الكريم ، وتقييمكم للمقال
أتفق معك في ما ذهبت إليه من أثر التراث الرافدي الكبير على الديانات التوحيدية ، وصدقني هناك أمور كثيرة كان من المفروض بيَ ذكرها حول هذه النقطة ، لكنني أحجمتُ لطول المقال ، وربما سيأتي دورها في مقالات قادمة
أما كلامك حول تناسخ الأرواح لمعرفة أحداث وأيام عيد ألأكيتو !!، فلسنا بحاجة لتناسخ مثل هذا !، لأني قلتُ في متن المقال بأن الآثاريين كانوا قد عثروا على لوح فخاري قديم يحكي عن طقوس وفعاليات مهرجان الأكيتو البابلي
وكم هو صحيح كلامك عن الأقولام الغازيبة لبابل ، وكيف كانت تتأثر إيجابياً بحضارة وتقدم وأديان وثقافة بابل ، وكمثال نجد الأشوريين يقتبسون كل آلهة بابل ويعبدونها ، ولم يكن عندهم خارج منظومة الآلهة البابلية غير الإله ( آشور ) وهو إله شوباري غريب عن بلاد الرافدين وليس من آلهة الساميين
تحياتي دكتورنا العزيز


52 - ثلاثية المؤمن
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 23:26 )
الصديق العزيز سمير فريد
تحية ... وشكراً لمرورك ومؤازرتك للمقال وما طَرحَ من أفكار
الكثير من التعليقات تكلمت عن الإقتباسات الكثيرة للديانات التوحيدية من بلاد وادي الرافدين ، وكل قناعاتهم بُنيت على مصادر وأمور وحقائق مطروحة هنا وهناك في مقالات وكتب ومجلات ومحاضرات وأنترنيت ، فتصور ماذا سيحدث لو قام كل الناس بالإطلاع الكافي على مثل هذه الأمور ؟
لهذا نقول دائماً بأن الديانات التوحيدية مبنية على الحضارات القديمة في الشرق الأوسط ، وليست من صنع الإله المقدس كما تقول تلك الديانات
مشكلة العالم بصورة عامة ، والشرق بصورة خاصة هو أن عدد القراء صغير جداً ، ولهذا نرى غالبية سكان العالم لا يزالون متمسكين بدياناتهم ، والأسباب غالباً تنحصر في ثلاثية ( الوراثة ، التلقين ، والجهل ) وهذه تركة ثقيلة جداً وليس من السهولة القضاء عليها
تحياتي سمير


53 - فكر طفولي معوق لجسد كبير
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 26 - 23:46 )
العزيز قادر أنيس
شكراً على تواصلك معنا ومؤازرتك لهذا المقال
صدقني نعرف ظروفك وما أنت فيه في الأشهر الأخيرة ، ولكن يُفتقد البدر في الليلة الظلماء ، وأنت ومقالاتك وتعليقاتك تترك فراغاً في مساحة الموقع لا يستطيع أن يملؤها أحد ، لأن لكل واحد من الآخرين نكهة خاصة مميزة
أعجبني تعليقك ووصفك للحضارات القديمة بالطفولة البشرية ، تعبير ومفهوم ووصف رائع في محله ، وكما تقول كان من المفروض بهذه الطفولة أن تكبر وتنمو تدريجياً بحكم طبيعة الأشياء والموجودات ، وهذا بديهي ، ولكن الأديان ومعوقاتها وقفت حاجزاً دون تقدم ونمو تلك الطفولة ، وأعتقد أن هذا يشبه الشخص المعوق الذي كبر جسده وعمره وبقيت مداركه طفلة فشلت في المشي البياني مع الجسد
أعتقد إنك أعطيتني فكرة عن مقال مقارنة بين القديم والحديث في بعض الأمور ، والنتيجة ستكون أن بعض الأمور لا زالت على حالها كما كانت في 5000 سنة قبل الميلاد !!!، وهذا نجده في الكثير من الأماكن الجغرافية في الشرق ، ففي جنوب العراق في مناطق الأهوار والقصب ( موطن السومريين ) لا يزال أحفاد سومر هناك يبنون أكواخهم من القصب ويرعون الجاموس في الأهوار
تحياتي صديقي العزيز


54 - سفرة بابلية رائعة
حبيب حنونا ( 2012 / 3 / 27 - 05:24 )

عزيزي الأستاذ والكاتب القدير الحكيم البابلي المحترم
لك مني كل الأعجاب و التقدير على عملك الرائع وجهدك المتميز في كتابة هذا البحث المهم والموثق بمصادر تاريخية متنوعة و مختلفة فجاء متناسقا كاملا شاملا من كل الجوانب بأسلوب أكاديمي متميز ، فلم تترك جانبا إلا و طرقته
أن بحثك هذا أخذني في سفرة بابلية رائعة وحالمة فسبرت في غماره وتتبعت خطواته في شارع الموكب عبر بوابة عشتار وكأني أحمل مشعلا من مشاعل أكيتو وأكليلا من الورد من جنائن بابل المعلقة ورزمة من سنابل القمح إبتهاجا بموسم الخير و قدوم الربيع ،
كم كانت جميلة طقوس بلادي

لك الشكر و التقدير و الثناء على ما بذلتموه من جهد ووقت في سبيل إخراج هذا البحث ، راجيا لكم كل الخير


55 - شهادة أعتز بها من كاتب ومؤرخ نظيف
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 27 - 19:33 )
أستاذي الكاتب الفذ والمؤرخ الكلداني المحترم حبيب حنونا
هو شرف كبير لي أن أحظى بشهادتك وتثمينك وزيارتك لصفحتي على موقع الحوار المتمدن ، والحق قد فاجأتني بحضورك الجميل في حديقتنا البابلية
منكم نتعلم سيدي العزيز ، وكما شاهدتَ فالكثير من مقاطع البحث مُعززة بآرائك وإجتهاداتك التي إستقيتُها من مجلة ( المنتدى ) الغراء التي كُنا ننشر فيها فكرنا يوم كان يُصدرها زميلنا العزيز فؤاد مَنا ( أبو جبران ) لمدة 35 سنة وبأسماء تغيرت أكثر من مرة بسبب بعض سنوات الحصار المضروب على تلك المجلة بسبب نظافتها
أستاذي حبيب .. ليس من باب المجاملة لو قلتُ بأن أهم مصدر موثوق ونظيف إعتمدتُ عليه في توثيق بحثي هذا كان من مقالاتك العديدة حول مواضيع التأريخ وبابل والكلدان وبلاد ( ميسوبوتاميا ) النهرين
وليست مجاملة أيضاً لو قلتُ بأن أجمل ما أجده في مقالاتك هو قول الحق وبلا مجاملات حتى لقومنا الكلدان ، سيراً على خطى الحكمة القائلة -لا مجاملة على حساب الحقيقة- ، وكم كنتُ أتمنى أن يكون كل الكُتاب على هذه الشاكلة التي تزيدهم إحتراماً ومنزلة في عالم الكتابة
شكراً على شهادتك التي ستدفعني نحو الأحسن بلا شك
محبتي وتحياتي


56 - شكر خاص
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 29 - 22:25 )
شكر خاص
لكل من الأخوة الذين أرسلوا تعليقاتهم على إيميلي الشخصي ، وهم
د. عظيد ميري
فخري ميشو
سلام أبونا
هيثم توفيق
شكراً لكم جميعاً على تثمينكم للمقال ، وأعدكم بعدم التوقف عن الكتابة كما طلب بعضكم ، وكم بودي لو تُحولوا تعليقاتكم الودودة لنشرها مباشرة على موقع الحوار المتمدن في المرة القادمة ، إن أمكن
محبتي طلعت ميشو


57 - تصحيح معلومة
كمــال يلـدو ( 2012 / 3 / 30 - 01:09 )
عزيزي الحكيم، ورد في متن تعليقك المرقم21 معلومة ذكرت انت ( سمعتها من احد العارفين بأن في العراق 120 ألف موقع أثري) ، وفي الحقيقة اود تصحيح الرقم نسبة الى ما سمعته مرة من الدنور علي النشمي وفي برنامج تلفزيوني على قناة الفيحا انه قال ، يوجد في العراق 50 ألف موقع أثري ، جرى التنقيب ( جزئي وكامل احيانا) في 5آلاف موقع فقك!!! تخيلوا ، ان هذه الكنوز والمعلومات ، والآثار المنتشرة في كل متاحف العالم جاءت فقط من 5 آلاف موقع ، قسم منها كانت التنقيبات فيه اولية . تصوروا . لكن الألم يعتصرني حينما ارى مصير العديد من المواقع المعلمة وغير المنقب بها مهملة ومتروكة لعبث الجهلة ومافيات الآثار.محبتي


58 - تحيه وتقدير لكنها متأخره
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 3 - 13:49 )
أأسف لانني لم استطع قرائة مقالك في وقتها لكنني قرأته الآن وشعرت بمجهودك الذي بذلته فيه لكنني واثقه بأنك لم تشعر به بل تسعد بهذا الجهد لا بل وتضيف لها بتعليقاتك الثريه لتكمل فكرة المقال , أحييك كلما أقرأ لك واستغرب لذاكرتك اوأحيانا توجد كلمات عراقيه في الصميم ولم اسمع بها وانا من تعيش بوسطها , هذه ليست المره الاولى انوه لهذا وخصوصا في ما يتعلق بمسقط رأسك ووطنيتك وعلى حد علمي لم يكن زمنك طويلا فيه


59 - ثيران معممة .... وتنطح
الحكيم البابلي ( 2012 / 4 / 11 - 23:04 )
الزميل والصديق كمال يلدو
شكراً على التواصل مرة أخرى
إستلمتُ رسالتك البريدية على إيميلي الخاص ، وأجبتك عن السؤال المطروح
بعد التحري من بعض الأصدقاء وجدنا أن عدد المواقع الأثرية غير المبحوث فيها في العراق تتراوح بين 60 الف و 120 الف موقع ، وصحيح الفرق بين الرقمين كبير جداً ، لكن هذا ما إستطعنا الحصول عليه لحد الأن ، وهو تضارب في المصادر ، ولكن تقول بعض تلك المصادر أن العدد لا يقل بأي حال من الأحوال عن 60 الف موقع ، وهذا عدد كبير لا يوجد في أية دولة في العالم
السؤال الأهم هو متى وكيف ومن سيقوم في البحث والتنقيب في هذه المواقع ، وخاصة ونحن نمر في عهد حكومة ( خصونجية ) لا يهمها الوطن أو الآثار أو الشعب ، وهي حكومة ثيران معممة تنطح ولها في القرون مآرب أخرى
تحياتي صديقي العزيز


60 - هل يذكر أمه من نسي وطنه ؟
الحكيم البابلي ( 2012 / 4 / 11 - 23:20 )
الزميلة العزيزة فؤادة العراقية
شكراً على مرورك الجميل ومؤازرتك للمقال
عادة الذاكرة تتبع إرادة صاحبها ، وذاكرتي لا تُريد أن تخذلني ، لأنني مصر على تذكر كل قشة مرت بي في الوطن العراقي ، لِذا فذاكرتي تنشط حين أطلب منها أن تستحضر لي الزمن الذي عشته في وطني العراقي الذي هو أمي ورحمي وحاضنتي الأولى
وأنا أرفض هؤلاء الذين تخلوا عن وطنهم ( أمهم ) حين أصاب الجذام ذلك الوطن العزيز ، وراحوا يسبونه ويتبرأون منه مُلقين اللوم كل اللوم عليه !!!!، وهو المسكين البرئ من أية تهمة ، كونهِ المظلوم وليس الظالم ، ولكن ... أنى للأغبياء أن يفهموا ؟
نعم .... أتذكر كل لحظة حياة في وطني العراقي ، ولن أتخلى عنه حتى لو مزقوه لعدة قطع ، وسيبقى الأم التي أرضعتني وأعطتني الحياة ، وسيكون في ضميري لأخر لحظة أرى فيها ما حولي من موجودات
محبتنا للوطن هي أضعف الإيمان ، وجاهل كل من ينتظر شكراً لأنه أحب وطنه
تحياتي


61 - تحية ومحبة للزميل العزيز البابلي الكلداني طلعت
ناصر عجمايا ( 2019 / 4 / 5 - 03:19 )
بداية أتقدم لك بالتحية الخاصة لهذا الموضوع الشيق، وتحية أخرى للمناسبة الخالدة عبر التاريخ الكلداني المميز والذي يراد منه التغييب ولوي الحقيقة التاريخية، وفق المزاجات الملتوية من قبل من نسميهم أخوة لنا من باب الأحترام والتقدير الأنساني
رحلتكم هذه ممتعة في التاريخ والحضارة الإنسانية قبل أن يشوهها الأفاقون
استمتعت كثيرآ بهذه الرحلة، التي أظهرت الحقائق الدامغة على المشوهين للتاريخ الرافديني
من الواضح الجهد المبذول في إعدادها، وننثني له متمنين لكم المثابرة والصبر الخارق
أخي طلعت أنت عندك جلد الحكماء، وصبر ما بعده صبر.فالف تحية وتحية لكم ولقلمكم التاريخي الحضاري الجريء.
اجمل التحيات والقبلات ارسلها لكم عبر الأثير وباليد من خلال تواجد الكلداني الشهم القادم من كندا هو الأستاذ روميل قيا، ارسل لكم هدية متواضعة في قينتها غنية بعلمها باليد، هي مجلة بابلون مع نشرة خاصة لأكيتو عام 7319.أجمل التحيات بالتكرار.

اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال