الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقد البنية القرانية

عماد عامل

2012 / 3 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


البنية القرانية، تهجير الكذب في محاولة الصدق

مدخل:

ان تعدد القرائات المقترحة للخوض في القران كبنية نص مؤسَس، ومؤسِس، تخضع لحد لامعقول من التعقيل، اي ان المحاولة الكبرى للخوض في القران منذ تجمع النص بين دفتين، الى اليوم، كانت محاولات مفترضة على اساس صدقية القران، اي انه نص تمكن من تفكيك كل الكذب الذي كان منتشرا بفعل الصمت، المخيم على كل البنية الاجتماعية القبلية في الجزيرة العربية، من حيث هي بنية قبلية.
الصمت، ليس بالكف عن الكلام والتعبير، ولكن الصمت هو جدلية تعقيل اللامعقول، ضد لاعقلنة المعقول، في هذا الخضم الصمت يعني الانتهاء من التفكير في اللامعقل، وليس اللامفكر فيه، فهذا الاخير مرحلة ادنى من اللامعقل، اذ تعقيل اللامعقل هو السياج النهائي الذي يقدم بحكم العقل وكونيته، فلا يترك سوى الصمت بعده.
هكذا كان القران، في مرحلة مبكرة من انتاجه المكي، ايات تهدم الصمت المخيم على البنية الاجتماعية، الذي بدات تصل باسئلتها في اليهودية والمسيحية وكل الاديان التي تتكون في داخل البنية الايديولوجية للبنى المماسة والمحيطة بالجزيرة العربية، الى فك هذا الصمت، فكان القران اجابة على الاسئلة المتولدة والمهيئة لانهيار هذا الصرح اليهودي والمسيحي في خطوط كبرى، لصالح صمت جديد، اكثر دقة متجدد، لان الحديث عن الاديان التوحيدية حتى القرن السادس عشر، هو تجدد للبنية الايديولوجية بحكم تجدد البنى الاجتماعية الكلية.
هذا الصمت، في التاريخ، سيدوم طويلا، وجدليا في البنية الايديولوجية الاسلامية العربية، سيكون القران نصا بمعنى تعقيل اللامعقل، ووقعنة المخيل، سيضرب حصارا في كل النواحي، فلم يعد بعده سوى تركيز وتاسيس المهام المنوطة بهذا الدفع الجديد، مع المتغيرات الاجتماعية، اي ان النص القراني لم يحمل في احشائه اي دعوى الى ترك باب مخيلة الواقعي، وعقلنة هذا المخيل من جديد، بل ذهب في تدقيق حتى الصمت بعد الموت، اذ ستكون البدايات من اسئلة القبر وعذاباته، الى المحكمة الالاهية يوم القيامة. هذا المخيال، انها ضربة موجعة للاسطورة ايضا، فبعد النص القراني على الاسطورة ان تحتد هي ايضا باحداتيات وفرها لها العقل الذي به تعقلت العلاقة بين الناس واخوانهم الناس، وبين الناس والعالم. فلم يعد بالامكان الخروج في لعاب الاسطورة بل حتى الخرافة عن مبادئ مثل التوحيد، قدرة الله والرسول، الشريعة، جدلية الظاهر والباطن...الخ، وان كان في هذه الاحداثيات مساحة شاسعة لانتاج الاسطورة والخرافة، والزيادة في استنفار العقل لمخيلتها.
اذا، اقول ان الصمت المخيم في الجزيرة العربية، ادى بالمجتمع الى الصراع، كانت نتائجه ان هذا التعقيل لم يعد قادرا امام انتشار الشك في كل مكان وزمان من ازمنة هذه البنى الاجتماعية، كان النص القراني اجابة على هذه الاسئلة المتولدة وغير المتولدة، لكن هذه المرة سينحاز بشكل خطير للنهائياتية، اي فرصة اقتناص التذكرة الاخيرة، (( وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ))، اي رسم احداتيات التذكير، فيكون لغوا ما يتبع، اي صمتا، (( اسكتوا، نسكت..احمد ابن حنبل )). حتى تاريخ الالحاد في الاسلام، للتدقيق على ضوء القران، لم يكن الحادا الا بالنبوات (( تاريخ الالحاد في الاسلام..عبد الرحمن بدوي ))، اي ان القران لم يعطي تلك الدفعة، في بنيته للخروج عليه، بل على غرار التسييج سينسج ايات لها دلالتها (( قل هو الله احد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا احد ))، هنا تم الاقرار بشئ اساسي في منطق التوحيد، ان الله مقدمة، لا يمكن الخوض فيها، وان كانت الايات تدل على بذور الحادية، اي ادخال الله ونهائيا الى قاع الغيب، فالامور في بنية النص القراني وما سيتبع عبر ما يسمى بالعلوم الشرعية هكذا، بل سيكون استحضارا لابد منه في كل مدخل.

... [ سيتبعه ]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا