الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبيلة الفيلية حالة تفرض نفسها

صادق المولائي

2012 / 3 / 27
المجتمع المدني


العراق وكما تعرفون واجه صعوبات كثيرة ومرَّ بمشاكل عديدة، بسبب عدم كفاءة ونزاهة الأنظمة التي تسلمت إدارة الحكم في العراق منذ تأسيسه حتى سقوط النظام السابق. وما أن جاء النظام الجديد حتى أستبشر العراقيون خيراً، عسى أن تحمل الصفحة الجديدة العدل والمساواة والحرية وسيادة للقانون، ونبذ كافة الأفكار العنصرية والشوفينية التي تسبب التفرقة والتمزق لأبناء البلد الواحد. إلا أنه للأسف الشديد لم يتمكن النظام الجديد لحد الآن إيجاد الحلول المناسبة لأغلب تلك المشكلات، التي كانت وراء معاناة العراقيين على مدى عقود طويلة من السنين، كذلك نرى أن الدرب طويل امام النظام الجديد وعليه أن يسلكه بالسبل العقلانية والمنطقية، لغرض إعادة الحياة الطبيعية للعراقيين من دون استثناءات أو مميزات لأي جهة كانت سياسية أو قومية أو دينية أو مذهبية أو عشائرية أو عائلية.

كما عليها ان تتصدى بحكمة لدور وتأثير الأطراف الخارجية وتدخلاتها المستمرة في الشأن العراقي، التي تلقي بظلالها الثقيلة على الأوضاع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. علما أن بعض الجهات جعلت من العراق ساحة لتصفية حساباتها مع أطراف أخرى، من دون أن تكترث بحياة وأرواح وأمن وأستقرار العراقيين، فضلاً عن عوامل أخرى ساهمت بإرباك حياة أبناء هذا البلد، الذي كان من المفترض أن يكون في صدارة الدول المستقرة والآمنة والمطمئنة ويعيش في اعلى درجات الرفاهية في المنطقة، لما يحضى به من ثروات وخيرات، تؤهله وتمكنه أكثر من غيره في تحقيق التقدم والتطور والرفاهية لإبنائه وإسعادهم.

إلا أن الأمور كما ترون سيئةً وغير مستقرة وآمنة، والمواطنون يفتقرون للقانون الذي يفترض أن ينظر لهم بعين واحدة بعيداً عن العنصرية بكافة أشكالها وصورها من ناحية الحقوق والواجبات، مما يدفع المواطن للبحث عن طرق وأطراف أخرى، توفر له الحماية من التجاوزات المحتملة الحدوث بسبب الفوضى والفلتان الأمني وغياب القانون والتي أدت الى ظهور عصابات السلب والسرقة والقتل. لذا قام غالبية الناس بالعودة الى عشائرهم والتمسك بها أكثر من ذي قبل، وقرروا البقاء تحت ظل خيمة العشيرة والوقوف معها في السراء والضراء، ليحضى بالمقابل على الحماية وفرصة البقاء وعائلته أحياءا.

أما نحن الكورد الفيليون كنا ومازلنا عالقين مابين المطرقة والسندان لأسباب كثيرة، منها عدم أحتفاظنا بهياكل عشائرنا التي تهشمت بمطرقة النظام السابق وممارساته القمعية، وذلك بسبب إلصاق التبعية الإيرانية بنا بقصد مصادرة أملاكنا وممتلكاتنا وحقوقنا... وكذلك خشية منا على عوائلنا من بطش النظام أنخرط الكثير منا مع بعض العشائر العربية، التي تقبلت برحابة صدر انضمامهم وعملت على منحهم أسم العشيرة والحماية أسوة مع بقية أبناء العشيرة. نحن شاكرون جداً تلك العشائر وشيوخها لوقفتهم تلك، التي تعكس مدى طيبة وحب العراقيين بعضهم لبعض وخاصة عند الشدائد.

نحن نرى انه من الضروري العودة إلى أصولنا والتوحد تحت خيمة فيلية واحدة أسوة بالعشائر الأخرى، علما اننا أخر من يدعو إلى هذه الحالة من مكونات المجتمع العراقي بسبب الظروف التي فرضت نفسها علينا قسراً، بالرغم من عدم إيماننا بها أصلاً ورفضها شكلاً ومضموناً، لأنها قد تبعدنا عن إنسانيتنا وأخلاقيتنا التي نتباهى بها بين بقية أطياف الشعب العراقي، ولكن للظروف أحكاماً تجبر الإنسان أن يتعامل مع الواقع بالمفردات نفسها أحيانا، وأن كانت وقتية لحين توطيد الأمن والأمان والاستقرار.

الكثير منا يصادفه يومياً مشكلات مع الآخرين، بسبب متاعب الحياة الصعبة التي يمر بها عموم العراقيين، قد تستفحل بعضها وتزداد سوءاً وينتج عنها نتائج أسوأ قد تؤدي إلى خسائرا بالأرواح، مما يستدعي دخول أطراف محايدة لحل تلك الأزمة أو المشكلة. فمن كانت لديه عشيرة يمكنه أن يلجأ إليها ويطلب منها العون لحل مشكلته، ومن لم يكن لديه تلك الخيمة، فيضطر أن يلجأ إلى أشخاص من ذوي القدر والجاه من العشائر الأخرى للتدخل، ليكونوا له عونا في حل مشكلته، وربما يجد صعوبة للوصول إليهم احيانا، أو قد يتحمل دفع مبالغ باهظة للبعض منهم من أجل الوقوف معه في محنته.

ان الهدف من هذه الخطوة هو جمع شملنا بأسرة واحدة تحت خيمة واحدة بعيدة عن المآرب السياسية وغيرها، ولن نقبل من أي كان ان يستغل هذا الأمر او يجعل منه جسرا لتحقيق مصالح ومنافع شخصية، سوى العمل من أجل مواجهة المشكلات التي تظهر بين فترة واخرى في حياتنا اليومية، وإيجاد الحلول السلمية لها وزرع المحبة بيننا وبين العشائر الأخرى، ضمن نهج ستراتيجي إنساني غرضه الحفاظ على هويتنا وحقوقنا وكرمتنا لا أكثر ولا أقل من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح


.. غسان أبو ستة للحرة: ألمانيا جندت نفسها لحماية نتانياهو وشهاد




.. معاناة النازحين في رفح تزداد مع انعدام الظروف الصحية وتهديد