الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملحد والحنين إلى الدين

محمد عبدالحكيم

2012 / 3 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد وفاه البابا شنوده تابعت كالعاده الملحدين او من يدعوا ذلك حيث اني مؤمن بأن الشخصيه الحقيقيه للانسان تظهر تحت الظروف الغير الطبيعيه مثل الازمات ، ويتميز الملحد المزيف بالغباء لأن الانسان الكاذب هو غبي لسبب بسيط ان مهما طال الزمن ستنتهي الكذبه و ان الانسان عندما يكذب يكون مستفاد من كذبته فما وجه الاستفاده ايها الغبي من ان تعلن انك تعتقد فكر ما ومن داخلك تؤمن بما يخالفه ؟! الا في حاله ان تكون مدفوعا من جهه اخرى وهذا موضوع اخر.
من خبرتي بالتعامل مع هؤلاء الاغبياء "الملحدين المزيفيين" اجد انهم لا يقدرون على اخفاء دينهم حتى في المناسبات مثل الاعياد الدينيه فما بالكم بفاجعه موت البابا ؟؟
اجد شخص يزعم انه ملحد ويضع صوره للبابا واخر يقول انه حزين جدا ويمتدح في البابا ويذكر اسباب واهيه مثل ان هذا موقف انساني او ان البابا نفسه رجل طيب !!
اعتقد من الغباء ان تستمروا في كذبتكم السخيفه، نصيحه مني لكم اكشفوا عن حقيقه معتقدكم وتحلوا بالشجاعه ولا تتستروا خلف الالحاد لمجرد انكم على خلاف مع ربكم او لمجرد التحرر من الاحراج لكي تنتقدوا دين مخالف لدينكم.
وسأرد على الاسباب المضحكه لمن يقول عن نفسه انه ملحد وحزين لوفاه البابا ، وقبل اي شئ مجرد ملحوظه البابا هو رجل دين يؤمن بوجود قوه خفيه اوجدت الكون وله نصوص مطلقه لا تقبل النقاش ولا تتغير مع الزمن وان هناك بعث بعد الممات ...الخ
الحزن لوفاه اي انسان هذا شئ جيد ويدل على انك محب للناس لكن هل حزنت على وفاه بن لادن او صدام حسين او القذافي او ابن عثيمين او احد مرشدي جماعه الاخوان السابقين او المعلم علي عجوه بتاع اللحمه ؟! ستقول ان هؤلاء ارتكبوا جرائم ضد الانسانيه والبابا كان محبا للانسانيه وسأقول لك هذا ما تعرفه انت او صور لك فالقذافي هناك من يقول انه شخص طيب ومحب لاسرته وقبيلته وشعبه وهناك من يقول العكس الا لو انت تعرف هؤلاء شخصيا ومتأكد بنسبه 100% ان هذا الانسان جيد او سئ، لكن لا تحكم على ان هذا جيد وهذا سئ لمجرد انك ناقل عن وسيط، والافضل انك لا تحكم على الناس بشكل شخصي بل تقيمهم فكريا وليس شخصيا إلا لو انك محب لأي انسان مهما كان هذا الانسان وبالتالي لا تنسى المعلم علي عجوه من حزنك. ومن هذه النقطه فإن الحزن على وفاه البابا من الناحيه الفكريه يعني انك تؤمن ولو بصوره جزئيه بما يروج له البابا من ايمان بالغيبيات إلى طاعه الحاكم و الصبر على الذل من اجل التقرب إلى الله الى غيرها من افكار مسمومه.
من الناحيه الشكليه والموضوعيه لا اجد منطق مع اي ملحد في الحزن على وفاه البابا، هناك من سيقول هل نفرح ؟ واظن من يسأل هذا السؤال هو شخص مستبعد ان يكون ملحد لكني ساجيب عن نفسي موت اي رجل دين بالنسبه لي هو عيد وبشكل عام الحياه ليس لون واحد فلا يشترط ان تخير اما حزن او سعاده ؟!
انا مدرك لمعاناه الملحدين في بلادنا العربيه فهم اقليه غير معترف بهم وهذه مشكله كبيره وايضا اقدر الجانب النفسي فالانسان يمر بلحظات شك كثيره خصوصا اذا كان توجهه الفكري ضد التيار ويسأل نفسه هل معقول انا صح وكل هؤلاء على خطأ ؟ ولا ننسى ان اغلب اللادينيين هم ابناء لعائلات متدينه فالحنين الى الدين هو امر نتعرض له جميعا من خلال الاهل والمناسبات الدينيه ، لكن اذا كنت انت غير مقتنع بمعتقدك فلماذا قررت ان تدعي الالحاد ؟ هل بسهوله ان تغير من معتقدك الفكري بدون ان تكون على اقتناع كامل ؟ اليس تغيير القناعات الفكريه مثل الملابس بالنسبه لك شئ معيب في حقك ؟
اللاديني الصحيح هو انسان يعلم بأن عقله نسبي وانه لا يمتلك الحقيقه المطلقه ودائم البحث عن المجهول في حياته عكس المتدين الذي ينسب اي شئ مجهول الى الله لأنه يدعي ان معه الحقيقه المطلقه فلا داعي للبحث فكل شئ علمه عند ربه.
اتمنى من المتردد يحسم امره والمدعي الالحاد ان نلفظه لأني ازعم انه اكبر خطر على اللادينيين لانه منافق اي يظهر عكس ما يخفيه ، بالتالي سيكون خنجر في ظهرنا.
رساله خاصه لشخص اسمه ملحد مصري له مقاطع فيديو على الانترنت لا اعرفه شخصيا لكني معجب بطريقه عرضه للافكار التي اؤمن بها....عليك ان تراجع نفسك فقد اخطأت بموقفك من وفاه البابا شنوده ولا داعي ان تكابر وهذا على افتراض انك صادق في كلامك وليس من نوعيه الاخوه المنافقون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الاخ محمد
منى هاني ( 2012 / 3 / 27 - 07:57 )
تحيتي لك على هذا المقال و اريد ان اعلق على المقال من خلال تجربتي و انا عمري الان 32 عاما فمن اول ما وعيت على الدنيا و انا افكر في الله و الخالق وهذا كله و اعاني من تناقضات داخلي حول ما افكر فيه و رأي المجتمع من حولي و تبعا لتجربتي انه من الصعب جدا تغيير كل الموروث الذي في داخلي و كل ما تعلمته منذ الصغر فأنا ولدت مسيحية و بالرغم من انني الان في كامل الاعتقاد انه لا اله موجود الا انني اشك في نفسي كثيرا و لازال الصراع يدور في داخلي و انا حزنت على وفاة البابا لاني كنت احبه كشخصية على الرغم من اختلافي معه في كثير من الامور و انا اليوم ام للمرة الاولى لطفلة عمرها عام لا اعرف كيف سأربيها هل سأعطيها معلومات عن الدين المسيحي و اجعلها تفكر كيفما تشاء او ماذا افعل فانني في قمة الحيرة . و ماذا لو كنت على خطأ ماذا سيكون مصير صغيرتي . فأرجو ان تعذرنا فنحن تربينا في مجتمع لا يفكر و لا يستخدم العقل في شيء


2 - الأغبياء
سرحان ( 2012 / 3 / 27 - 08:43 )
ليس الغباء محصور في فئة معينة ، لكن النسبة العالية للغباء هي بين المتدينيين ، المتدينيين من الديانات الإبراهيمية الثلاث لأنهم يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة و غيرهم مجرد ضال ، لا يتساءلون عن السبب في الاختلاف بين معطيات العلم و الدين لكنهم لهم نظريات تلفيقية ... هنيئا لك سيدي بذكائك الإيماني الذي فيما يبدو من ذلك النوع الذي يرى أن نكح السبايا و الاستمتاع بفض بكارات الحور العين هو منتهى المنى ... مقدما مبارك عليك ذوات النهود و الخصور من سبعين فما فوق ، أما خصومك فلهم رب رحيم سيدخلهم برحمته نيران الجحيم الأبدي مع أولئك الذين يرجمهم بالنجوم لأنهم يتلصصون عليه ... لا يموتون لا في الدنيا و لا في الآخرة ، مخلدون يعني ! عمرك سمعت بشيطان مات ؟؟ إذا حدث فبلغنا لأننا نريد أن نشارك في التشييع .


3 - منى هاني
محمد عبدالحكيم ( 2012 / 3 / 27 - 12:29 )
بعد التحيها
نا بالفعل مقدر حجم المشكله التي نعاني منها في مصر والحل اننا نقرر هل نحن لادينين ام لا ؟ واذا قررنا ذلك علينا ان نتحمل العواقب وان نستمر في مراجعه انفسنا وبالتأكيد لو انتي لا دينيه ستربي ابنتك على ان تكون حره فيما تعتقد فقط ستنقلي لها تجربتك في الحياه لكي تتعلم منهاوعليك التسلح بالعلم والقرأه ولو كل يوم لمده 10 دقائق ،لأن السلاح الوحيد الذي في يدنا هو العلم لو تركنا هذا السلاح اصبحنا بلا حول و لا قوه،وبالقرأه نستطيع ان نستمر في مراجعه انفسنا فنحن لا نمتلك الحقيقه المطلقه ودائما نبحث عن المجهول ولا نستسلم ونقول الله اعلم !! لهذه كلمه الجهلاء


4 - سرحان
محمد عبدالحكيم ( 2012 / 3 / 27 - 12:34 )
انا لاديني يا اخ سرحان
ارجو ان تعيد قرأه المقال ومجموعه مقالاتي لكي تعلم توجهي الفكري


5 - الجميع لهم اهوائهم
جواد الصالح ( 2012 / 3 / 27 - 13:42 )
استاذ محمد تحيه طيبه ليس هناك على الاطلاق افكار محضه ولاعواطف خالصه الانسان بطبيعته خليط غريب لتشكيله منوعه من الهموم والهواجس والرؤى حتى المؤمنين منهم يشاطرون الملاحده بهذه النفسيه الغريبه والتي نطلق عليها مجازا انسان 0لاتتصور الانسان بطبيعته يحمل الكراهيه او الحب لمجرد الاتفاق في العقيده او التوجهات الفكريه او المصالح الذاتيه ,لا ان منظومة العواطف عند الانسان مرتبطه بما هو اعمق من الايديولوجيا او الجنس او الطائفه ,انها نوازع الخير والشر والمغروسه فينا وتسدر ليل نهار بجيناتنا لافرق ان زرعها الرب او جاءت بفعل التطور 0
اعني ان مظاهر الاتصال بالاخرلاتنتهي بمعايير العقل وتقييمه للاشياء بل كثير ما تتدفق داخلنا رغبات وانفعالات ورؤى في بعض الاحيان لايكون مصدرها المقدمات والنتائج المنطقيه انما هي حدس وانبهار ياخذنا دون ان تكون لنا فيه الا القبول والانسجام وهذا ما يجعل الكثير من احكامنا غير مرتبطه بافكارنا او اهوائنا 0بقي اود الاشاره الى الوضوح في الافكار والذي تدعواليه بمقالك يساعد على تنقية الانفعالات والحد منها لا الغائها وبالتالي يعيد ترتيب المنظومه 0

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah