الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طه حسين بين الدين والعلم !!

شامل عبد العزيز

2012 / 3 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" لا خصومة بين العلم والدين " و " لا مصالحة بين العلم والدين أيضاً " طه حسين .
نطرح سؤالاً جوهرياً بكلمة واحدة " لماذا " ؟
لا خصومة بينهما لأنّ لكل منهما حيّزه وماهيّته الخاصة , فحيّز الدين هو الشعور والعاطفة وماهيّته الثبات والاستقرار , بينما حيّز العلم العقل وماهيّته التبدّل والتطوّر .
هذه هي وجهة نظر عميد الأدب العربي .
( كما يقال بأن النصوص متناهية بينما الحوادث غير متناهية – النصوص ثابتة جامدة بينما العلم كل يوم هو في شأن – ما يؤمن به العلم اليوم قد يُنكره بعد عام , ولكننا في النصوص لا نستطيع أن ننكر أن الأرض مركز الكون ؟ هل نستطيع أن نقتلع النص , هل نستطيع أن نحذف بعض النصوص ,, هل نستطيع تبديل كلمة مكان أخرى ) ؟
( كل ذلك مخالف للنصوص المقدّسة فهي ثابتة لابدّ من الإيمان بها وبعكس ذلك فإن مصيرنا – الكبريت والنار وجهنم خالدين فيها أبداً - ) ؟
هذا بالنسبة للخصومة ولكن ما هي بالنسبة للمصالحة ؟
لا مصالحة بينهما لأنّ لكل منهما مواضيعه والوسائل التي يبرهن بها عن صحتها .
هذا ما صرّح به عميد الأدب العربي طه حسين في كتابه " من بعيد " إذن نستطيع أن نقول بصورة أخرى : ( العلم يحتاج للتجارب والمختبرات بينما الدين نص ثابت محفوظ بين ثنايا الكتب منذ آلاف السنين . )
سوف نسأل بعض الأسئلة :
ما هو الفرق بين مصر طه حسين عام 1925 – 1938 ومصر الآن ؟
مصر أحمد لطفي السيد – لويس عوض – محمد حسين هيكل ( وليس محمد حسنين هيكل ) ومصطفى عبد الرازق وبين مصر – محمد حسان والإخوان والسلفية الخ ؟
منهج طه حسين – الديكارتي – ومنهج التمسك بالنصوص الحرفية ؟
مصر الليبرالية ومصر السلفية – مصر التنوع والتعددية ومصر الطائفية ؟
لماذا في دولنا وكلما تقدّم الزمن وتطوّرت الحياة نعود إلى الوراء ؟
العلم والدين – الدين والعلم .. موضوع تناوله أكثر من كاتب وتناولناه أيضاً في مقال " منهجان مختلفان , العلم والدين ..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290864
جزء من تعليق الأستاذ – يعقوب ابراهامي – على مقالنا " خرافات الأديان " :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=299120
ما هي العلاقة بين الدين والعلم على ضوء التناقض الواضح (الذي لا يقبل الجدل) بين ما يقوله الدين وما يقوله العلم .
هناك جزء ثانِ من تعليق الأستاذ الكبير يقول فيه :
أنا أعتمد في رأيي هذا، كما في الكثير من آرائي الأخرى، على البروفسور الراحل يشعياهو لايبوفيتس -
لايبوفيتس كان متديناً وعالماً في نفس الوقت ولم يكن يجد أي تناقضٍ في ذلك. بحوثه كانت في الدين اليهودي طبعاً ولكنني أعتقد أن آراءه تصدق على الأديان الأخرى أيضا .
عندما كان لايبوفيتس يسأل كيف يوفق بين ما جاء في التوراة حول الخليقة وبين النظريات العلمية المناقضة لذلك كان يجيب : أن التوراة ليست كتاباً في الفيزياء ولم تأت لتشرح لنا نظريات علمية – انتهت التعليقات ..
طه حسين – 1889 – 1973 .
يشعياهو لايبوفيتس 1903 – 1994 .
الأفكار متقاربة مع ملاحظة أنهما عاشا في نفس الفترة تقريباً .
بسبب هذه التعليقات تناولتً الموضوع مرّة ثانية ولكن حسب رؤية عميد الأدب العربي طه حسين ..
يقول الدكتور فيصل درّاج في سيرّ وأعلام ( 2 ) طه حسين وتحديث الفكر العربي :
" رفض طه حسين - الذي تلقى معرفة حديثة – اختصار العلوم جميعاً إلى علم الدين / انتهى / .
حالياً العكس هو الصحيح مع ملاحظة الفارق الزمني بين عصر طه حسين وعصرنا ,, حالياً كل العلوم مرّهونة بالدين ,, يبدو أن نبوءة – اندريه مالرو – سوف تتحقق ( القرن الحادي والعشرين سوف يكون دينياً ) ؟
حسب وجهة نظر الدكتور درّاج " أن تجربته في الأزهر الذي كان لبعض المدرسين فيه عقلية غير متطوّرة وتأثره بالمناهج الفرنسية " هو الذي دعاه إلى أن يقرن بين البحث العلمي والحرية ؟
يقول طه حسين في هذا المضمار :
فلا جديد إلاّ بقراءة القديم ونقده وتجاوزه , وبين البحث الحر والذات المفكرة المستقلة .
تطوّر العلم يحتاج للهواء الطلق وإلى الضوء الذي يبث فيه الحركة .
وإلاّ بقيت المعارف راكدة لا تأتي بجديد ..
ما هو المطلوب من العامل في تاريخ الأدب ( أو التاريخ بصورة عامة ) ؟
أن يستفيد من طرائق العلوم المختلفة –رياضيات – فيزياء – كيمياء – الخ مادام التاريخ علماً مثل العلوم الأخرى أو ( أنّ عليه أن يصبح علماً كي ينتج معرفة متجددة ) .
معرفة متجددة لم تكن في حوزة القدماء ( نحنُ لا زلنا نستمد منهم كل علومنا ) ؟
ولكن في نفس الوقت ماذا يتوجب على العالم في هذا الباب وكيف يدخله ؟
عليه أن يدخل متحرراً من الأوهام والأفكار المسبقة وأشكال التعصب الموروثة المختلفة – دينية كانت أو قومية – أو علمية زائفة وما هي بالعلم ..
حسب رأيي الشخصي هذا هو المطلوب وهذا هو الذي لا بدّ أن نتبعه – حتى في كتاباتنا وتعليقاتنا – نتحرر من الأوهام والأفكار المسبقة ..
متى ما ظهر طه حسين من جديد سوف يكون هناك أمل في طريقة التعامل مع كل من العلم والدين .
حالياً هناك الربط بين الكتب المقدّسة والعلم وأنّ الكتب المقدّسة لا تتناقض مع العلم ليس هذا فحسب بل هناك من يحاول أن يفسر كافة الظواهر والعلوم حسب ما جاء في تلك الكتب لذا نرى أصحاب الإعجاز العلمي وهو في حقيقته الإعجاز الخرافي ؟
إذن أراد طه حسين أن يربط العلم بالحياة حسب تعبير الدكتور درّاج وأن يفهم معناه انطلاقا من حاجات الحياة التي تقول – بالتعدّد والتنوّع والتغيّر .
إذا كانت الحياة متغيّرة وحاجات الإنسان ( وهذا حقيقي ) وأسئلته متغيّرة فعلى العلم أن يتطوّر وإلاّ تخلّف عن ركب الحياة والمعرفة ..
هذا هو التشخيص الدقيق ولذلك نجد المعاناة والسبب عدم التفريق بين كل من المنهجين .
لا يجوز أن نتعامل بنفس طريقة القدماء في التعاطي مع التاريخ بل لابدّ من تصرف جديد . لماذا ؟
كي يبقى العلم حياً مع ملاحظة أن اجتهادات القدماء لم تكن مبرّأة من الأهواء السياسية والعقائدية والقومية ( وهذا أكيد ومما لا شك فيه ) .
من جراء ذلك يجب أن يكون العلم متنوعاً وهو ما تشهد عليه المعارف الحديثة والتي من ( المستحيل ) اختصارها إلى ( علوم الدين ) ..
إذا ما تمّ إقحام العلم ومقارنته مع الدين فإن النتيجة هي ( مهزلة كبرى ) .
من يقول بترابط العلم مع الدين هي تلك العقول المنقطعة عن العصر الحديث .
لا علم إلاّ بصيغة المفرد والتي تعني أن لكل علمه حقله .
لا سبيل إلى تقدّم المعرفة إلاّ بالاختصاص ,, هذا الاختصاص يحتاج إلى تراكم معرفي وإتقان أكثر من لغة مع الانفتاح على ما أنجزه العلماء , دون النظر إلى القوميات والعقائد ( العلم كان كونياً ولا يزال ) .
إذن مرّة ثانية – ثالثة – لا بدّ من طه حسين لا بل أكثر من طه .
طه حسين الذي قال عنه نزار قباني " إرم نظارتيك ما أنت بأعمى إنما نحنُ جوقة العميان "
من يحاول أن يربط النصوص مع العلم يدخل ضمن جوقة العميان لا محالة ..
لقد نفر عميد الأدب من تقديس القديم ومن المحافظة الشديدة . التي لا تعترف بالتاريخ ولا بتقدّم العلوم .
يجب أن ننفر جميعاً من الذين يباركون الانصياع ويرون في الفضول المعرفي زندقة وتطاولاً .
إذن شعار طه حسين ( والذي لا بدّ من استحضاره ) الجديد في مواجهة القدماء .
يجب أن نمتلك عقولاً قلقة متسائلة لا تركن إلى الإجابات الجاهزة ( الكتب المقدّسة ) فكل ما جاء فيها لا يمت لهذا العصر بصلة بل يناقضه ويخالفه المنطق والعقل .
يجب أن يكون دور الفكر الجديد ( كان قائماً ) تثوير العقل والعلم والمجتمع معاً .
يقول طه حسين في كتابه العظيم – مستقبل الثقافة في مصر – ( لا بدّ من ثورة تقتلع طبائع الاستبداد من حياتنا ومن فكرنا ولن تتحقق هذه الثورة إلاّ إذا شاعت ثقافة الحرية ثم تمكنت من النفوس بحيث يتكوّن على أرضنا ( الإنسان – الفرد – الحر ) .
في كتابه الأدب الجاهلي يقول بتصرف :
( أما إذا أردنا أن نذهب مذهب الشيوخ - المألوف – في المدارس والجامعات فالأمر يسير كل اليسر ,, نحن لا نحب هذا الطريق – وأنا لا أحبه كذلك - ولا نريد أن نسلكها – نحن نريد أن نمحو آثار هذه الطريقة ونطمس أعلامها ونمدّ مكانها طريقاً أقوم وأوضح وأهدى ) .
لا بدّ من هدم العقلية المحافظة – داخل التعليم وخارجه – ونقض منظور الشيوخ .
كما هو معلوم تعرّض الرجل إلى ما تعرّض إليه من – تكفير واتهام بالعمالة والتبعية للغرب .
الآن على صفحات الحوار المتمدّن والذي هو الرأي والرأي الآخر نقرأ مثل هذه الاتهامات من قبل البعض لمخالفيهم ؟
دعا طه حسين إلى مجتمعات لا تتخلّف عن ركب الحضارة الإنسانية .
سعى في قراءته الجديدة ( نظرة ثوريّة ) إلى تحرير الحاضر من ثقل الماضي .
الحاضر لا يشرح بالدين بل بالعوامل التي تشرح بها المجتمعات الإنسانية الأخرى .
هناك قاعدة صحيحة تقول : لا يمكن تأويل الماضي إلاّ بقوة الحاضر الهائلة .
العلم لا يتقدّم إلاّ بمساءلة علمية تحتمل الخطأ .
كان طه حسين مؤمناً بوظيفة العقل , يقول في كتابه " في الأدب الجاهلي " :
شعراؤنا لا يزالون مجهولين – كتّابنا لا يزالون مجهولين – أدبنا كله لا يزال مجهولاً ( لا بل تاريخنا ) .
لماذا ,, هذا سؤال جوهري حسب رأيي الشخصي ؟
لأنّ الذين يتكلّفون تعليمه ونشره يجهلونه وهم يجهلونه لأنهم لا يقرؤونه وإن قرؤوا ( أو قل ) قرؤوا منه شيئاً فهم لا يفهمونه على وجهه .
من هنا وحسب ما أتبناه أنا شخصياً لا بدّ من إعادة قراءة وكتابة التاريخ من جديد دون الارتكاز على كتب التراث الصفراء بل بطريقة علمية بحتة لعل الأجيال القادمة يكون حظها أوفر من حظنا البائس ؟
ندّد طه حسين بالقراءة الزائفة ( لازال البعض يمارسها ) التي تحتفل بالكتاب القديم وتضع العقل جانباً .
( لابدّ من قراءة فاعلة – تنقد ونقارن وتتقصى )
شك طه حسين وأوغل في الشك مقرراً أولوية المساءلة على التعلّم ( نحن نقرأ الكتب المقدّسة ونرددها كالببغاء دون تفكير ودون وعي ودون إعمال للعقل ) .أولوية العلم في الحاضر على ما جاء به القدماء , أولوية الزمن الحديث على الماضي البعيد .
يجب إعادة تأسيس ما بدأه طه حسين " تأسيس المشروع النظري – العملي على مبدأ التحرّر , تحرير العلم من الأساطير وما يشبه الأساطير , تحرير العقل من البدا هات الزائفة التي تصادر حركته , تحرير المجتمع من قيود الماضي , تحرير الإنسان من العوائق التي تلغي فرديته وتجعله تكراراً سلبياً لما جاء قبله .
" راهنية فكر طه حسين اليوم " :
بدأ طه حسين في فترة صعود حركة التحرر العربية ( 1948 – 1967 ) مثقفاً ليبرالياً لا يلبّي طموح - الثورة العربية – ومفكراً – إقطاعياً – تجاوزته – المبادئ الاشتراكية العلمية – بل بدأ " فرعونياً " لا يميل إلى القومية العربية و " متطاولاً " على المقدّسات , لا يمكن التساهل معه .
غير أنّ قراءته اليوم وبعد الإخفاق الشديد الذي مُنِيّ به المشروع التحرّري العربي في أطيافه المختلفة , تقترح تعاملاً جديداً معه فقد دافع هذا المفكر " المقاتل " في زمنه عن مقولات رائجة اليوم مثل الديمقراطية – العقلانية – حقوق المواطنة – المجتمع المدني – وحدة التعليم – الانخراط في الحضارة الإنسانية الحديثة .. ( الدكتور فيصل درّاج ) .
( أين أنت يا طه حسين ) ؟
/ ألقاكم على خير / .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ظلمة الفكر لا ظلمة البصر
كنعان الكنعاني ( 2012 / 3 / 27 - 20:36 )
تحياتي سيد شامل
حالة طه حسين هي دليل صارخ على إمكانية تغلب نور الفكر على ظلمة البصر، هو درس بليغ ولكن أنى لمظلمي الفكر مفتوحي العيون أن يعوه!
الدين يستجيب لحاجة نفسيه عاطفيه، وتغير الأديان وتنوعها هي لحد ما إنعكاس لتنوع السيكولوجيا المجتمعيه التي أدت لظهورها. لن يستطيع العلم أن يدحض الدين ما دام العلم عاجزا عن تقديم إجابات قاطعه عن سر الوجود البشري وأسئلة الكون الكبرى. كذلك فإن تزييف العلم لإثبات صحة الدين وسحب الأخير خارج نطاقه لن يفيد بأكثر من تقزيم العقل ووأد بديهية التطور التاريخي الإنساني، إنه وصفه للبقاء في قاع البئر كما هو حاصل لدينا.
مع الموده


2 - حلو كتير
نعيم إيليا ( 2012 / 3 / 27 - 20:52 )
استمتع عقلي بقراءة هذا المقال المختصر المفيد
منذ شهور لم أستمتع بقراءة ما تكتب مثلما استمتعت اليوم
شكراً لك عزيزي الأستاذ شامل عبد العزيز، وأهنئك على مقالة اليوم


3 - طه حسيننا يبحث عن طه حسينهم
حبيب مشتاق ( 2012 / 3 / 27 - 20:55 )
العزيز جدا ... جدا الاستاذ شامل
كم هم متواضعون الذين يقدمون العقل على النقل ؟؟ فترى نزار القباني - بجلالة قدره - يصف نفسه مع جوقة العميان !!! وهو الذ يقول ايضا (( انهم يريدون فتح البلدان ولا يستطيعون فتح كتاب )) كل كتابنا - المحترمون - الذين يتخذون من الانسان احسن راسمال هم انفسهم امتداد لطه حسين ... فالبركة فيكم يا استاذ وننتظر المزيد


4 - كنت اعبد الشيطان - قصيدة لطه حسين
نور ساطع ( 2012 / 3 / 27 - 23:49 )

كنت أظـن أنك المــضـلُ وأنك تهـدي من تـشاء
الضـار المقيت المــذلُ عن صـلف وعن كبـرياء
جـبــــار البـــأس تـكنُّ للنـــاس مـكــراً ودهــاء
تقـطع أيـــادي السـارقين وترجم أجساد النساء
تـقيم بالســـيف عــدلاً فـعدلك في سفك الدمـاء
فيا خـالق القاتـلين قـل لي أين هو اله الضعفاء
لوكنت خــالـق الكل ما حــرمت بعضهم الــبقاء
وما عساك من القــتل تجني غير الهدم والفناء
فهل كنت أعبـد جـزاراً يسحق أكباد الأبـرياء ؟
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء
حسبتُ الجنه للمجاهدين سيسكن فيها الأقوياء
تمـــرٌ وعـــنبٌ وتـــيـنٌ وأنهـار خمــرٍ للأتـقياء
خير مـلاذ لجـائـعين عاشـوا في قـلب الصحراء
وأسِرَّةٌ من ياقــوت ثمين وحور تصدح بالغنـاء
نحن عاشـقات المـؤمنين جـئنا ولـبـينا النـــداء
جزاكم الله بنا فأنـظروا كيف أحسن الله الجـزاء
هل جنـتك كــفاحٌ وصـياحٌ وأيـلاجٌ دون إنــثناء
تجدد الحـور الثيب بكراً وأنت من تقوم بالرْفاءِ
هل كـنت أعــبدُ قـواداً يلهـو في عقول الأغبياء
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء


5 - كنت اعبد الشيطان - قصيدة لطه حسين
نور ساطع ( 2012 / 3 / 27 - 23:50 )

كنت أظـن أنك المــضـلُ وأنك تهـدي من تـشاء
الضـار المقيت المــذلُ عن صـلف وعن كبـرياء
جـبــــار البـــأس تـكنُّ للنـــاس مـكــراً ودهــاء
تقـطع أيـــادي السـارقين وترجم أجساد النساء
تـقيم بالســـيف عــدلاً فـعدلك في سفك الدمـاء
فيا خـالق القاتـلين قـل لي أين هو اله الضعفاء
لوكنت خــالـق الكل ما حــرمت بعضهم الــبقاء
وما عساك من القــتل تجني غير الهدم والفناء
فهل كنت أعبـد جـزاراً يسحق أكباد الأبـرياء ؟
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء
حسبتُ الجنه للمجاهدين سيسكن فيها الأقوياء
تمـــرٌ وعـــنبٌ وتـــيـنٌ وأنهـار خمــرٍ للأتـقياء
خير مـلاذ لجـائـعين عاشـوا في قـلب الصحراء
وأسِرَّةٌ من ياقــوت ثمين وحور تصدح بالغنـاء
نحن عاشـقات المـؤمنين جـئنا ولـبـينا النـــداء
جزاكم الله بنا فأنـظروا كيف أحسن الله الجـزاء
هل جنـتك كــفاحٌ وصـياحٌ وأيـلاجٌ دون إنــثناء
تجدد الحـور الثيب بكراً وأنت من تقوم بالرْفاءِ
هل كـنت أعــبدُ قـواداً يلهـو في عقول الأغبياء
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء


6 - اليوم والأمس
رعد الحافظ ( 2012 / 3 / 28 - 00:07 )
أخي شامل / أنا أيضاً ( مثل نعيم وباقي الأحبّة ) أجد مقالكَ اليوم / مختصر نافع مفيد
هذا لا يلغي عدم توافقي مع آرائكَ السابقة ( ربّما ما زالت قائمة ) برفض طرق الآخرين
خصوصاً فيهم باحثين كبار أكفّاء , أفنوا عمرهم في نقد الأديان علمياً وتوثيقياً من نفس كلمات وآيات تلك الاديان . فرقهم عن المفكر الكبير / طه حسين هي الصراحة والمباشرة في النقد , وذلك بتوفر طريقة النت / أقصد عدم مواجهة الغدر وجهاً لوجه / طعنة سكين / طلقة في الظلام / تفريق عن الزوجة / الخ
كما واجهها أمثال طه حسين وفرج فودة ونجيب محفوظ ونصر حامد اأو زيد وغيرهم
ما علينا الآن من شغلة إختلافنا وإتفاقنا التي لن تنتهي بالتأكيد في القريب العاجل , لكن لا بأس بها ما دمنا نسعى لهدف مشترك بطرق محترمة / التنوير والعقلانية
والآن إسمح لي بنسخ مايؤيد مقالك اليوم , بفكرة العراقي الكبير / بهنام ابو الصوف
سأنسخ ذلك من مقال لي في رمضان الفائت , تقبّل تحياتي وللجميع
****
العلم والإيمان
بهنام أبو الصوف عالم الآثار العراقي ومدير المتحف الوطني سابقاً
دارس ومختص في الأنثروبيولوجيا والآركيولوجيا يقول في حوار معرفي مع حسين شُبّر , مايلي :


7 - يتبع / بهنام أبو الصوف
رعد الحافظ ( 2012 / 3 / 28 - 00:11 )
كنتُ أقول لطلبتي في بداية كل عام دراسي , خلال 40 عام مارستُ فيها التدريس , التالي :
لكي لا يتناقض العلم والإيمان لديكم ,ضعوا الإيمان في قلوبكم وتعلموا العلم بعقولكم !
لأننّا سنتعرّض في حديثنا العلمي , عن عدم وجود آدم وحواء مثلاً
أو أنّ الطوفان ليس كما جاء في التوراة .
نحنُ نعلم الآن من خلال دراساتنا انّ تاريخ الإنسان على الارض يُقاس بملايين السنين , لكن في بداية التمدّن البشري , في الألف العاشر والتاسع والثامن , قبل الميلاد , صنع الإنسان الآلهة !
تعددّت الصور والفكرة واحدة أو متقاربة أو مشتقة من بعضها .
الله / هو إيل الكنعاني , ثمّ إيلوهييم اليهودي , ثم الله المُسلم
أنتونبشتم , في ( الحضارة البابلية ) , هو نوح في قصّة الطوفان .
عيسى , سبقهُ في التأريخ , سرجون , هو الآخر لم تلده إمرأة , فهو إبن الألهة عشتار . سرجون أيضاً اُلقي في اليّم , وموسى اُلقيّ في اليّم !
عندما تعلّم الإنسان الزراعة وإندهش لقدرة الأرض على العطاء , فإنّ
أوّل إله خطرَ على بال البشر وصنعهُ , كان تمثال طيني لسيّدة سمينة حامل ضخمة , منتفخة البطن والارداف , رمزوا بها للأرض التي تعطيهم الخير والثمار والنماء .


8 - تتمة / أبو الصوف
رعد الحافظ ( 2012 / 3 / 28 - 00:13 )
حدث ذلك لأنّ الإنسان الواقعي , منفعي يفتش عن مصلحتهِ , عمّن يعطيه الخير والأمان .
إذن الله هو رمز فقط لقائد هذا الكون والمدبّر للخير
ليس حقيقة إله يجلس في أعالي السماء !
يُضيف / أنا لا أشعر بتناقض بين العلم والإيمان !
كلُّ إمريء يؤمن بشىءٍ ما .... الله أو العلم أوالعقل أو المعرفة .
أنا لستُ مُلحد , فأحياناً تسمعني أقول تلقائياً الستر يا الله , أو إنْ شاء الله
أنا ضدّ الإلحاد , لكن ضدّ التطرّف الديني أيضاً !


9 - الاستاذ شامل المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 28 - 06:04 )
تحيه وشكر
لماذا نحن الى وراء كما ورد تساؤل في اعلاه
اعتقد لاننا تائهين بين الله بالخير وصباح الخير
الاولى تدعو الى الاتكاليه والبؤس والثانيه الى الانشراح والانطلاق
الاولى الى الجلوس والتسبيح والدعاء والثانيه الىاحترام الوقت والعمل
اكرر التحيه
واليك
فمن الله قالوا الشفاء
هبوا اليه تضرع ودعاء
وامير المؤمنين كل جمعه
يلقي بهم خطبة عصماء
الجوامع بورصات والجامعات
اسهم والسماسره الخطباء
بلا حياء سرت فينا
قصة المعراج والاسراء
العلم صار سحرا
والعلماء هم السحراء
المدارس صارت تكايا
والقضاء دار الافتاء
هللوا للشقاء وامدحوا الذل
تنام الرعيه في هناء
انها طويله عزيزي ولكن ربما هذا يكفي


10 - لا خصومة بين العلم والدين اذا كان نصا ادبيا
سامى لبيب ( 2012 / 3 / 28 - 10:51 )
تحياتى عزيزى شامل
هل بالفعل لا يوجد خصومة بين العلم والدين - ارى أن هذه المقولة دبلوماسية تحاول ان تخلق صيغة تعايش مع الدين -يمكن القول انه لا يوجد خصومة ولا مصالحة بين العلم والنص الأدبى ولكن هل المؤمنين يريدونه نصا ادبيا
لابد ان تتواجد خصومة لاننا امام واقع حياتى مهما حاولنا ان نقلل من اهميتها او قيمتها أو مهما حاول الطيبون مقولة أن لكل مجاله
مقولة لكل مجاله تأتى عندما لا تصبح الأساطير حقائق تعلن عن نفسها امام العلم - واعتقد من صالح المؤمنين ان يجعلوه نصا ادبيا
دعك من تناقض العلم مع الدين كفيزياء وكيمياء ولكن الدين لن يخرج من مجال علم النفس كظاهرة جديرة بالبحث ولها ما يفسرها من خلال العلم
نعم .. نحن الآن نتمنى عدم خلط الأوراق السائد ونتمنى حضور رؤية طه حسين ولكن ليس معنى ذلك ان نعزل الدين عن الدراسة العلمية المنهجية وايقاظ العقول .
لا خصومة بين العلم والدين اذا كان نصا ادبيا.. الخصومة قائمة رغما عنا


11 - الأستاذ شامل عبد العزيز المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 3 / 28 - 13:37 )
لا أستطيع قبول مقولة طه حين ، فالدين والعلم خطان موازيان لا يمكن أن يلتقيا
كذلك لا أفهم من يقول ضع الدين في قلبك وافهم العلم بعقلك ، لأن الإنسان سيحصل عنده انفصام بالشخصية
يجب حضور الإنسان بكليته في العلم ، وحضوره بكليته في الدين
ليس المهم الفصل بين القلب والعقل ، المهم أن نكون واضحين فنقول : الفصل بين العلم والدين ، بين السياسة وشؤون الوطن والدين
نحن هواة مزج كل شيء ومحاولة تلفيق كل شيء فابتدعنا موضوع القلب والعقل . وهل القلب إلا العقل؟ شكراً


12 - مناقشة اكثر
Aghsan Mostafa ( 2012 / 3 / 28 - 14:39 )
تحياتي شامي وشكرا على المقال.. لاتعليق لدي!، سأعتبر مقالك هذا محاضرة وفتحت باب المناقشة عليها للأستفادة!، واتأمل ان اقرأ عدة اراء وماقشات حول الموضوع ومن عدة أساتذة كل حسب تخصصه!

تقديري واحترامي


13 - نور ساطع
Aghsan Mostafa ( 2012 / 3 / 28 - 14:43 )
عفوا ونسيت ان اشكر صاحب ة التعليق رقم 4 السيدة نور ساطع على القصيدة!ـ فشكرا جزيلا له
تحياتي للجميع


14 - تعقيب 1
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 28 - 17:32 )
السيّد كنعان الكنعاني
تحياتي
نعم ما تقوله صحيح - آنى - لهم - الأديان كما جاء في تعليقك
لا اعتقد بأن واجب العلم هو دحض الأديان فأنا أؤمن بأنهما - منهجان مختلفان - لكل منهما طرائقه وهذا هو المقصود - طه حسين ثائر على القديم وفي طريقة التعاطي مع الموروث
شكراً عزيزي
الأستاذ نعيم إيليا
تحياتي
أتمنى دوماً ان تستمتع بالقراءة وللجميع - شكراً على التشجيع
احترامي لك
الأخ العزيز حبيب
تحياتي
نحنُ لدينا حسيننا ولكن هم لا يوجد لديهم لا حسيننا ولا طه - لذلك سوف يبقى هناك فرق كبير بيننا وبينهم
نحنُ تلاميذ نتعلم منكم صديقي العزيز
شاكر لك الفضل بالمرور والتعليق هنا وعلى الفيس بوك
السيّد نور ساطع
تحياتي لك
شكراً على القصيدة
هناك من يقول بأن القصيدة ليست لعميد الأدب بل هي منسوبة له
ومع ذلك احترامي للمرور والقصيدة
الصديقة أغصان
تحياتي
شكراً على التشجيع
تمنياتي بالخير


15 - أخي رعد المحترم
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 28 - 17:41 )
تحياتي لك
لا انكر جهود أي كاتب في نقده الأديان ولا انكر طريقته فلكل منا بصمته وكذلك لا اعترض على أي نقد يكون بالطريقة العلمية المنهجية البحتة - - لا تنسى أن الكتابة فضول معرفي
أنا أؤمن بما يقوله المتنبي والأمثلة تضرب ولا تقاس :
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
أنا اليوم لا تشدني الصغائر - طبعاً لا أقصد احد معين بل الطريقة وأنا هذا ما احبذه
الاختلاف لا يفسد للود قضية كما يقولون
الهدف واحد كما تقول
بالمناسبة أنا آسف جداً لحذف تعليقك الثالث
طالبتُ الحوار والأخ الرقيب عن طريق تقديم الشكوى بإعادة نشر تعليق مدير المتحف حتى تكتمل الصورة
يبدو انهم لم يستجيبوا لطلبي علماً بأن ماقلته منشور سابقاً ولا غبار عليه فلماذا تمّ الحذف الآن ؟
لله في خلقه شؤون
يبدو ان الخطأ الفني لازال قائماً وسوف نبقى نقول - ألتمس لأخيك الرقيب العذر
لعله ينشر باقي التعليق
شكراً لك وللحوار وللرقيب الذي حذف التعليق
تمنياتي بالخير


16 - تعقيب 2
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 28 - 17:49 )
الأستاذ عبد الرضا المحترم
تحياتي لك
حلوة منك القصيدة مشكور عليها
وحلوة منك صباح الخير - نعم هكذا هو الحال
تقديري لجهودك
الصديقة العزيزة ليندا
تحياتي لك
يشعياهو لايبوفيتس دليل على عكس ما تقولين ولقد اوردت ذلك ضمن المقال نقلاً عن المعلم يعقوب
الفرق هو - منهجان مختلفان- هذا لا يعني عدم نقد الأديان - أنا أعرف موقفكِ واعرف ما تؤمنين وكيف تفكرين فقط التعامل أو التعاطي بين الدين والعلم يختلفان
لكل طرائقه - لا يلتقيان ولا يتصالحان وهذا مما لا شك فيه
السبب ولندع من يؤمن وهو شأنه وناتي لبيت القصيد
منهجان مختلفان
هذا هو المهم وهذا هو غرضي
شكراً لكِ
تقديري للمرور والتعليق


17 - الأستاذ سامي لبيب
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 28 - 18:00 )
شكراً لحضورك واحترامي لجهودك
لا شك فيما تقوله حول النص الأدبي - سابقاً كتبتُ عن ذلك عندما تتوفر الثقافة الحقيقية وكما هو الغرب تصبح الأديان نصوص أدبية وهذا لا بأس فيه
الأدب تراث - الأديان تراث - هنا وكما جاء في تعليقات سابقة - منهجان مختلفان
واعيد طريقة التامل أو التعاطي تختلف
الأديان قائمة رغماً عنا - اكبر دليل - انهيار الاتحاد السوفيتي والكنيسة الارثوذكسية شاخصة وفي أزدياد للرواد وللمصلين
أنا لا اتناطح مع الأديان وأطالب بإلغائها لأن هذا عكس التيار وكمن يناطح ضخرة ظناً منه ان يوهنها - الأديان معروف هو مكانها - لا اعتراض على أي مؤمن بشرط ان لا يكون هو الحاكم والمتسلط باسم الدين الذي ينتمي إليه
للسياسة والحكم طرائق
الأديان لا تنفع لا في العلم ولا في السياسة
النقد وأنت من الذين أؤيد ما يكتبون ضروري وضروري جداً
دائماً أردد بين الأصدقاء اسمك ومعك بعض الكتاب
غرضي ليس التوقف عن النقد العلمي المنهجي بل العكس هو الصحيح
مزيداً من النقد العلمي الذي ينظر إلى منشا الأديان والخرافات التي تحتويها ثنايا الكتب المقدسة
رأي طه حسين واضح ومعه لايبوفيتس
احترامي لك


18 - العزيز شامل
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 3 / 28 - 18:39 )
العزيز شامل
تحية لك وللزملاء
كلما احس بوجع نفسي ...اهرب الى كتاب حديث الاربعاء
طه حسين سبق العلماء الالمان والنمساويين والراحل سليمان بشير
كتب يقول:
ذكر ابراهيم واسماعيل في القران ليس دليلا على وجودهما
هذا في سنة 1925 وقدم للمحاكمة لكن القاضي قال هذا بحث علمي و البحث يحتمل الخطأ والصواب
طه حسين ..فلته..لا يمكن لكاتب ان يكون مثله ابدا
اروع مافيه لغته الجميلة جدا
تريد ان تريح اعصابك..اقرا ..حديث الاربعاء
قبلاتي شامل


19 - المستشار العزيز
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 28 - 22:03 )
خالص تحياتي
كلامك على عيني ورأسي
حديث الأربعاء - الأيام وما أدراك ما الأيام سيرته والخ
طه حسين كما قال السيّد كنعان الكنعاني عنه وكما قال نزار
راقب تعليق الأخ حبيب
يقول
حسيننا - فعلاً وهذا ما نطمح إليه
على كل حال شاكر لك المرور والتعليق

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah