الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الكردية ... طموح مشروع ...يتأرجح بين الواقعية والعواطف الجياشة

آمَد هكاري

2012 / 3 / 29
القضية الكردية


يبقى الطموح الكردي بإتجاه تأسيس الدولة الكردية طموحاً مشروعاً ، ورغم بقايا النفس الشوفيني العروبي في العراق والذي يستهجن كلمة "الدولة الكردية" فإن هذا المشروع القومي الكردي آتٍ لا محالة ، العروبيون والاسلاميون لا يتحملون بالطبع "دولة كردية" ليس فقط انطلاقاً وتأسيساً على العقلانية السياسية والواقعية في التفكير ، بل بسبب عقدة التأريخ التي أوهمت العرب بأنهم قادة الأمم وقادة الإنسانية ويجب أن يكون القائد والزعيم منهم ، خصوصاً تجاه من سمتهم المؤسسة الإعلامية العربية الإسلامية بـ "الموالي" ابان عهد ما تسمى بـ "الفتوحات الإسلامية" ، والتي لا تختلف عن أي إحتلال آخربغيض للأراضي ... تبعاً لذلك لا يمكن لعقلية الكثير من الزعماء والقادة وحتى المثقفين بل وحتى أصحاب الفكر اليساري العربي استساغة وجود او انبثاق "دولة كردية" ، واكرر بأن هذا الموقف المتجذر والمتأصل في اللاوعي العروبي ليس من السهل تحريكه وتعريضه لهزة ايجابية بخصوص حق أمة يبلغ تعدادها الملايين تتطلع لتأسيس دولتها أسوة بأمم العالم ، بل بشعوب العالم ، فهناك مثلاً22 دولة عربية لأمة واحدة هي الأمة العربية ، فلماذا لاتكون للكرد دولتهم ؟!
هي كما قلنا عقدة التاريخ ، وعقدة الحكم ، فهؤلاء اعتادوا أن يكونوا قادة وامراء مؤمنين وحكاماً ويكون الكرد رعية مضطهدة تتعرض عبر التاريخ لحملات الإبادة الجماعية وسلب الحقوق واحتلال الأراضي ... ولهذا لن يكون غريباً أن تتعالى الأصوات النشاز مشحونة ضد الكرد وتحاول تجييش مشاعر الرأي العام العربي في العراق وتعبئته للوقوف ضد الكرد وحقهم التاريخي المسلوب ، بالطبع عبر أجهزة اعلام الدولة العراقية الجديدة فهؤلاء الناس خصوصاً من أشباه ارباع وانصاف الساسة الجدد من أمثال عالية نصيف المتذبذبة بين دولة القانون والعراقية ، وكذلك الإعلامي السابق عزت الشابندر الذي يغير الخنادق بإبتذال مكشوف ومفضوح ، وياسين مجيد الذي لا تصريح له الا ضد الكرد ، هذه أسماء لم نسمع بها من قبل جاءت بهم الظروف الطارئة ومستجدات القذارة السياسية الى الواجهة ، والآن ينضم اليهم المدعو مشعان الجبوري بعد ان نجح بنفاقه السياسية من العودة الى العراق وادعائه بأنه بطل المقاومة ضد الاحتلال مع اني الشاهد على ابتذاله في التملق للأميريكان في الموصل بداية سقوط نظام سيدهم القومجي الأكبر صدام وركضه دون خجل وراء الضباط وحتى الجنود الأميريكان ، ومن سخريات القدر ان هذا المشعان كان مدعوماً من السيد مسعود بارزاني وحزبه ، مثله في ذلك مثل سعد البزاز وشرقيته وزمانه التي يدعمهما بارزاني بسخاء وكرم ، وكذلك خميس خنجر الذي يقيم طالباني على شرفه مأدبة عشاء ووليمة فاخرة في اربيل اثناء مراسيم عزاء رحيل السيدة والدة رئيس الأقليم رحمها الله ... هذه الأسماء هي بالذات من سخريات القدر الكردي ... لذا اعود الى عنوان مقالي .
ما بين العاطفة والواقع:
لا أحد ينكر ان بارزاني يسعى لبناء دولة كردية وهو يشير الى ذلك في مناسبة او دون مناسبة ، تأخذه العاطفة الثورية مأخذاً يبدو معها دائماً في حالة تشنج واضحة ، وانا واثق من انه يريد ان يسجل مفخرة تأسيس الدولة لنفسه واسمه ، لا احد ينكر نضاله ونضال عائلته ... لكن هو ايضاً ليس بمقدوره ان ينكر تفردهم بالزعامة وعدم فسح المجال لآخرين بقيادة شعب عانى وقاسى كثيراً واستئثار الدائرة المحيطة به بكل الامتيازات... وهو بذات الوقت الذي يتحدث عن الشوفينية العربية ترى حزبه ورجاله يهمشون ويقصون المخلصين من الكرد اعلاميين ومثقفين ويقوم بدعم اعلاميين عرب معروفين بالشوفينية ومواقفهم السابقة وانحدارهم من عوائل عرفت بموقفها القومي المعادي للقضية الكردية ... نعم كيف يتحدث بارزاني عن تأسيس الدولة الكردية وهو لا يستمع الى مثقفي واعلاميي شعبه بل يذرهم في مهب الريح في حين يحتضن مثقفين واعلاميين عرب ويصرف عليهم بسخاء ...؟ فهل سيساهم مشعان الجبوري وسعد البزاز ومعد فياض ومنذر الفضل وفالح عبدالجبار والمصري رجائي فايد والآخرون الذين يجلبه فخري كريم للقيادتين الكرديتين القوميتين ويحصلون على امتيازات وعلى هبات وعطاءات مالية كردية ؟
هنا سيكون من المفيد جداً أن يفصح السيد بارزاني عن هذه الأمور ويعالجها ويضع لهذا النوع من الفساد حداً ويكون منصفاً وعادلاً هو والسيد طالباني بخصوص ابناء جلدتهم من المثقفين والاعلاميين ليساهموا هم أيضاً في تأسيس الدولة المرتقبة ... لا أن يأتي يوم يكونون فيه سجناء رأي في دولة كردستان المرتقبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب


.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل




.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال