الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1- المادة الثانية فى الدستور المصرى قنبلة موقوته - الجزء الأول

ليثال اليفن

2012 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل للدولة دين ؟
وهل يجب ان يذكر دين الدولة فى الدستور ؟
وهل ذكر دين الدولة يقوى الوحدة الوطنية ام يؤسس لعنصرية وفتن طائفية ؟
وهل حرية العقيدة التى يعترف بها الدستور ايضا تتناقض مع دين الدولة ؟
وهل يجوز فرض دين الدولة كمهنج دراسى فى مدارس الدولة ؟
وهل الديمقراطية عقابا للأقليات ؟
سنحاول فى هذا البحث الاجابة عن هذة الاسئلة قدر استطاعتنا :

الجزء الأول


مصر من أقدم دول العالم ومن اقدم الحضارات .. ولذلك ظهرت اديان متعددة ومختلفة فى مصر .. ولكن مصر بقيت مصر.... والمصريون هم المصريون ولايمكن ان نقول ان اجدادنا الفراعنة كانوا كفارا ولكن نقول كان لهم دينا يختلف عن ديننا .. وتحولت مصر الى المسيحية ثم الى الاسلام ومازال المصريون هم المصريون ومازالت مصر جغرافيا هى هى فى الركن الشمالى الشرقى من قارة أفريقيا .

بدأ الاسلام فى مصر شعيا ثم تحول سنيا ويغلب على المصريين الطابع الصوفى ثم حدث تغير منذ السبعينات فانتشرت التيارات السلفية على أفكار الوهابيين فى السعودية وتم انقسام المجتمع الى قسم ينتمى للجماعات الاسلامية والقسم الاخر يضم المسيحيون واليبراليون ويعرف ذلك من اشكال الرجالوالنساء ولباسهم وكذلك انتشار الحجاب والنقاب وظهور البنوك الاسلامية وشركات توظيف الاموال الاسلامية وحفلات الزواج الاسلامية والمدارس الاسلامية والمكتبات الاسلامية ومحلات خاصة لملابس اسلامية والان لدينا حكومه اسلامية وتريد ان تكتب دستوا اسلاميا .

فى الخمسينات والستينات والسبعينات وحتى منتصف الثمانينات انتشر فى مصر التيار الشيوعى والهيبز والمينى جيب ولم تكن هناك امراة منقبة او حتى محجبة وكانت الافراح مختلطة وفيها رقص وطرب ..ورغم ذلك كان هناك علماء دين وازهر وصيام رمضان وحج البيت فهل كانت مصر بلا دين ؟

وقبل أنقلاب 52 كان هناك تراخيص لممارسة النساء للجنس كما يحدث فى اوربا فهل كان حاكم مصر كافرا .. وقد كان يتكفل بكسوة الكعبة سنويا على نفقة مصر ..

كان فى مصر قبل ثورة 52 يهود ولم نسمع عن الفتن الطائفية التى انتشرت منذ انتشار التشدد الدينى ومنذ اعتراف دستور 71 بان الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع .

لقد سمعت الشعراوى مرة يقول انه اثناء الزلزال الذى ضرب مصر فى عام 92 صمدت المبانى القديمه وانهارت المبانى الحديثة والسبب كما يشرح الشعراوى هو ان مهندسيين زمان كانو اصحاب ذمم بينما مهندسو اليوم فقدوا ذممههم .. المهنس صاحب الضمير تعلم مع زميلته وهى ترتدى المينى جيب وكان يشيد بنايات يعلم ان بها بارات وخمارات .. وكان هذا الزمن اللى فيه ضمير وذمم حسب راى الشعراوى زمن كفر وعصيان وشرك حسب اراء اصحاب التيار الدينى الذين سيضعون دستور مصر الان فى 2012 .

الدين له اشكال متعددة .. والانسان يعبر عن معتقدة بطريقته الخاصة .. وقد بغير الفرد دينه من منطلق ان المسأله شخصيه وكل حر فى معتقده .. ويمكن للفرد ان يعتنق دينا غير دين الدولة ولايظهره خوفا من العقاب .. وفى هذة الحاله نحن نؤسس لمجتمع منافق يبدى غير مايخفى " قالت الاعراب آمنا قل لم ئؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " .... الرسول أشار الى قلبه وقال : " الايمان هاهنا "

واذا اعتمدت الدولة دينا دون الاخر فهى تؤسس لفتنه طائفية قد تؤدى الى حروب أهلية وقتل على الهوية كما حدث فى لبنان والعراق .. وكما حدث فى مصر عندما هاجر اليهود فى أعقاب ثورة 52 .. وبداية نزوح المسيحيون الى امريكا بعد انتشار التيار السلفى فى مصر ..

الدولة التى تعتمد الدين للتمييز قد ينتهى بها المطاف الى الانقسام كما حدث فى السودان .

اقول للجنة وضع الدستور المنعقدة حاليا فى مصر .. الدين لله والوطن للجميع ..ولانريد ان نؤسس لهلاك وخراب مصر .. مصر ستكون أفضل بدون المادة الثانية التى تميز أغلبية لمجرد انتمائها لدين معين ..ماذنب اصحاب الديانات الاخرى .. هل منكم من أختار دينه ؟ هل لمجرد صدفة بحته لمجرد انتمائى لأب مسلم أكون مميزا عن غيرى ولد لأب مسيحى أيضا بالصدفه وبدون أدنى أختيار منه ..

علينا بالتفكير بالمنطق والبعد عن التحزب والعنصرية والطائفية .. وليكن الدستور من أجل مصر التى تحوى المسلمون والمسيحيون والطوائف الشيعية والصوفية والبهائيه والملاحدة والعلمانيون والشيوعيون ..

علينا بالتفكير فى حقوق المراة ومساواتها تماما بالرجل .. علينا الاعتراف بحقوق الطفل وحقوق المعوقيين وكبار السن والعاطليين عن العمل وحتى الشواذ جنسيا يجب الاعتراف بهم وتمكينهم من الحياة بكرامة .. فالدستور للجميع ويضمن حقوق كل المصريين.

يجب ان لايكون للدوله دينا .. فالدين قد تمنعنا تشريعاته من الاعتراف بحقوق بعض فئات قد تكون أقلية الان ولكن قد تصبح اكثرية يوما ما وتنتقم .. وهذا ماحدث لكم ..لقد اضهدكم النظام السابق بالدستور وبالقانون .. هل تعيدون الكره وتمارسون الاضطهاد ضد الاقليات ..

فى ثورة 25 يناير اندفع المصريون بكل طوائفهم الى التحرير وشكلوا ضغطا لم يتحمله النظام وانهار تماما .. السبب الرئيسى ان الشعارات الدينية أختفت .. كلنا كنا من أجل مصر .. ولهذا نجحت الثورة .. ولهذا يمكن ان تنجح مصر لو انتبهنا وتعلمنا من هذا الدرس .. الوطن لايجب ان يكون له دينا .. الوطن وطن رغم تعدد واختلافات المواطنين سواء كانت دينية ام اثنية ام جنسية .. كلنا ابناء هذا الوطن ولايجب ان تتميز فئة عن أخرى لمجرد التفوق العددى .. والا لكانت الديمقراطية عقابا للأقليات .

الى اللقاء فى الجزء الثانى

فى الجزء الثانى : كلما ازداد اعتراف الدولة بدين معين فى الدستور كلما زاد الظلم والبغى والقهر واضهاد الاقليات والفتن الطائفية والفقر وهبوط الدولة فى كل المجالات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج