الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين و الحياة

حسني كباش

2012 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يجرم الدين على الأرض الكثير من الأشياء التي يحللها في السماء
ففي الأرض الذنى حرام في السماء لديك 72 حورية في الأرض على المرأة أن تتنقب في السماء نعيش عراة في الأرض الخمر حرام في السماء هناك نهر من الخمر في الأرض عليك التعب طوال حياتك في السماء تملك الراحة المطلقة في الأرض هناك المرض و الأوجاع في السماء لا تعرف الألم في الأرض عليك أن تجاهد في سبيل الله و كأن هذا الإله عاجز عن الدفاع عن نفسه في السماء تعيش السلام المطلق
لماذا يا ترى يعاقب الإنسان كل هذه العقوبات لحظة ولادته هل حقا لأن جده الأول و جدته الأولى آدم و حواء كانوا قد أكلوا التفاحة إذا فإلهكم هذا ليس عادلا لأن العدل يرفض أن يعاقب ابن لجريمة ارتكبها والده كي تعاقب البشرية جمعاء لجريمة ارتكبها جدهم الأول و يا ليتها كانت جريمة ... هه أكلوا تفاحة
الحقيقة أن هذه العقوبة ليست على أكل التفاحة بل هي طريقة لجعل الإنسان راغبا بالوصول للجنة المزعومة لذلك على الحياة على الأرض أن تكون قاسية إلى حد القرف حتى يكرهها الإنسان طالبا الصعود إلى الجنة
هذه العقلية تصنع إنسانا كارها للحياة إنسانا يقمع نفسه و يقمع غيره إنسانا همجيا يريد من حياته أن تكون مقيتة و لا يكتفي بحياته بل يقمع زوجته و أولاده الذين لا يكتفي بهم بل يريد أن يقمع أبناء الجيران
نعم المسلم المتشدد لا يكتفي بقمع عائلته بل يريد قمع أبناء الجيران فهو لا يريد فقط لزوجته بأن تكون منقبة بل يريد تنقيب جميع النساء لا يريد منع الخمر فقط عن عائلته بل يريد منعه عن الجميع و من هنا يأتي مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية كنظام حكم يمنع كل شيء جميل عن متناول يد أي شخص كما في أفغانستان سابقا و إيران و السعودية حاليا فحتى السعودية التي تملأ جيبك بالنقود إن عشت بها فهي بنفس الوقت تحول حياتك إلى جحيم
و لا يكتفي هذا المتشدد ببلاده بل يهاجر إلى الغرب و يضع قنابلا بجسده مفجرا باص نقل عام مانعا حق الحياة عن نفسه و عن غير
و كراهية الحياة بالدين ليست اختصاصا إسلامية بل هي صفة تتحلى بها جميع الأديان فالراهب المسيحي مثلا يمضي حياته بالبكاء على خطاياه ... أي خطايا تلك التي يمكن أن يرتكبها إنسان كالراهب لا يفعل شيئا عاجز بذلك عن ارتكاب أي خطيئة و أي صائبة ... إن البكاء المستمر للراهب ليس حزنا على خطاياه بل هو نتيجة اكتئاب سببه لنفسه منذ اختار أن يكون راهبا مانعا بذلك نفسه عن كل شيء جميل بالحياة
و بعيد عن هذا الراهب العاجز عن قمع أي شخص ففي العصور الوسطى قامت ممالك مسيحية لونت الحياة بكل ألوان القبح و قمع الأوروبي بشتى الوسائل محولة إياه إلى إنسان همجي تخلص من همجيته مع تخلصه من هذه الممالك و ابتعاده عن الدين
هنا يأتي الفرق الحالي بين الأوروبي المتحضر و العربي المتخلف هو أن الأوروبي ابتعد عن الدين ملتجأ إلى حب الحياة و جمالها ... فالبعض يقول الفرق بين الأوروبي و العربي هو بالتجاء الأوروبي إلى العلم أجيبه بأن هذا ليس صحيحا فشتى أنواع الجامعات كما هي موجودة في أوروبا موجودة في البلدان العربية كما أن العلماء الكبار في أوروبا هم أقلية أما عامة الشعب فحتى ثقافتهم العامة محدودة ... طبعا أنا لا أنقص من قيمة العلم و الثقافة إلا أنها ليست نقطة الاختلاف بين العربي و الأوروبي ... فالإنسان الأوروبي البعيد عن الدين يستمتع بحياته يحبها لا يقمع عائلته لا يتدخل بجيرانه لا يريد إنشاء دولة دينية و أهم من كل ذلك لا يقتل
هذا الأوروبي كما سبق و ذكرت كان همجيا يوما ما إلا أنه تجاوز همجيته متجاوزا الدين و هذا تماما ما يحتاجه العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة