الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشك الامريكي بالعلم مازال مستمرا

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)

2012 / 3 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما بين تأكيد المرشح الجمهوري (ريك سانتورم) بأن ظاهرة الاحتباس الحراري على كوكب الارض لاتعدوا سوى "خدعة" ودعم المرشح المنافس (ريك بيري) لنظرية (التصميم الذكي), فقد يبدو بان بدايات الفصل الانتخابي الرئاسي الاول الحالي للحزب الجمهوري اشبه بمنطقة خالية من العلم. اذ هنالك تصريحات تعكس عدم الثقة بالعلم بين اوساط المحافظين الامريكيين, وبغض النظر عن كون هذه الظاهرة حديثة العهد فقد تنامت بشكل مطرد في العقود الأخيرة, هكذا قال (غوردن غوتشات) من جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل, والذي قام بتحليل بيانات مركز المسح الاجتماعي العام الامريكي والذي يعمل بصورة منتظمة على اختبار عينات من البالغين في الولايات المتحدة الامريكية. في عام 1974, كان قد وضع اولئك الذين كانوا يصفون انفسهم بالمحافظين ثقتهم الكاملة بالعلم وواصفين انفسهم على انهم ليبراليون, وبينما بقيت الثقة راسخة عند اللبراليين فانها تراجعت بشكل تدريجي عند المحافظين. ان احدى التفسيرات لذلك هو الرفض المنسق من جانب المحافظين ل (المؤسسة الليبرالية) والتي تضم المعاهد الامريكية التي يعمل فيها العديد من العلماء, وذلك ما يفسر تصريحات سانتورم في شهر شباط الماضي والتي جاء فيها: "قال الرئيس اوباما ذات مرة بأنه يريد ان يذهب جميع الامريكيين للدراسة في الكليات" هذا ماادعاه المرشح للرئاسة الامريكية. "ياله من متبجح...أوه, أنا أفهم لماذا يريد ان تذهب الى الكلية, انه يريد اعادة صنعك من جديد في مخيلته". وبذلك يمكن ان تعكس نتائج ابحاث غوتشات ايضا صداما بين مناصري الفكر المحافظ ومجالات علمية معينة, ومن هذا المنطلق ايضا يمكن ان يكون صعود اليمين المسيحي ذو اهمية خاصة اذ هو يرفض نظرية التطور ويعارض العمل في ابحاث الخلايا الجذعية الجنينية مثلما وجد غوتشاف تراجعا مشابها للثقة بالعلم بين المصلين المترددين على الكنائس. ومؤخرا, خشي المحافظون من ان الاحتباس الحراري يوفر الذريعة ل "حكومة كبرى" تقيد حريتهم الشخصية من خلال الانظمة البيئية. ان هذا التراجع في الثقة بالعلم لاينم عن الجهل, اذ انه يبدو على اشده بين المحافظين الاكثر تعليما, وهذا ما اكده غوتشات حين قال "يفهم المحافظون المتعلمون الحرب الثقافية وكيفية تطبيق الافكار الايديولوجية في مجالات سياسية محددة". وما يعتقده (ديترام شيفيل), وهو متخصص في التواصل العلمي في جامعة ويسكونسون في ماديسون, هو ان المحافظين ليسوا مناهضين للعلم بطبيعتهم, فقد قال: " الليبراليون والمحافظون كلاهما يستخدمون العدسات المكبرة على حد سواء في النظر الى الواقع". وحالما تحسم الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري امرها, فان على المرشح الناجح ان يتجاوز المحافظين الملتزمين ايديولوجيا الى جمهور الناخبين الاوسع, واذا ماكان ذلك مطمئنا فانه يجب الاخذ بالحسبان بان مستوى الثقة بالعلم المسجل عن المحافظين في السنين القليلة الماضية قد هبط الى اوطا مما هم عليه من يسمون انفسهم بالمعتدلين والذين لديهم ثقة واطئة بالعلم على الدوام. ويقول غوتشات بان هؤلاء الناس بشكل عام اقل تعليما ويبدو انهم ينظرون الى العلم على انه غريب وفيه تهديد لهم من دون ان يعيروا اهتماما لتاثير العلم في السياسة. ولانه لاتوجد عوائق ايديولوجية اساسية امام المعتدلين تستوجب تجاوزها, فان ذلك يجعلهم اكثر استعدادا للاقتناع بان العلم يمكنه ان يكون قوة للخير. ولكن مايزال هنالك الكثير من الجهد الذي يجب بذله كما يقول غوتشات: " كما يعلم اي سياسي فان الحرب من اجل القلوب والعقول هي الفائزة في النهاية, وخاسرة لمن حارب من اجل مابينهما".
مترجمة عن الانجليزية: بيتر الدهوس, مجلة نيوساينتست 29 آذار 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah