الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت الطاعة بين الشريعة والقانون

أسماء صباح

2012 / 3 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



"بيت الطاعة" وسيلة بلجأ لها الرجل في حال غضب المرأة وخروجها من بيت زوجها بحثا عن كرامتها التي اهينت، فيلجأ الزوج الى القانون من اجل اجبار المرأة على العودة "مكسورة الجناح" الى بيت الزوجية.

وتم ادراج "بيت الطاعة في القانون عام 1985 برقم 100، وحدد لإنذار الطاعة الموجه من الزوج للزوجة إجراءات خاصة ومدة معينة؛ فلابد من تحديد مواصفات منزل الزوجية مستوفيا شروطه الشرعية، كما يحدد في الانذار مناسبة لأقرانه في مثل حالته، وللزوجة أن تعترض علي انذار الطاعة خلال 30 يومًا، فإذا لم تعترض ولم تنفذ تصبح ناشزًا فلا يصلح لها الحق في النفقة.

هذا ويستخدم الرجال بيت الطاعة هذا من اجل اذلال الزوجة واعادتها الى بيت زوجها رغما عنها ففي بعض الدول العربية يتم تنفيذ اعادة المرأة الي بيتها بواسطة مجموعة يعملون في تنفيذ القانون مثل السودان حيث تسحب المرأة الى بيت زوجها سحباً ولا يتم مراعاة مشاعر المرأة او أسباب خروجها من بيت زوجها.

الا ان الاحكام الشرعية لا تذكر أبدا "بيت الطااعة" هذا وانما جيء به قانونيا من اجل احكام سيطرة المجتمع الذكوري على المرأة.

ويقول العلماء انه إذا كرهت الزوجة زوجها ولم يكن هناك سبب مادي ملموس وإنما مجرد نفور وقع في قلبها منه فقد جعل الشرع لها من ذلك مخرجا كريما وهو الخلع، ويستحب للزوج أن يجيبها إلى ذلك، بل ذهب بعض العلماء إلى إلزام الزوج بذلك.

قال ابن مفلح في الفروع وتصحيح الفروع : يباح لسوء عشرة بين الزوجين، وتستحب الإجابة إليه. إذ ليست هناك مصلحة في أن يبقي الرجل في عصمته امرأة كارهة له.

وقد انكر الكثير من اهل العلم مصطلح " بيت الطاعة" اذ يرد لا في نص شرعي ولا في كلام أهل العلم ولا سطروه في شيء من دواوينهم وإنما هو تشريع من تشريعات القوانين الوضعية.

وفي هذا يقول الشيخ عطية صقر: من الأوضاع الشاذة التى تضطر الزوجة إليها من أجل الحفاظ على حق النفقة ، وبخاصة إذا كان عن طريق التحاكم إلى القضاء- ما يسمى ببيت الطاعة.

ويقول أيضا القاضي محمد بن صالح الدحيم: بيت الطاعة قانون وضعي أصدرته بعض الدول وخلاصته أن للقاضي الحكم على الزوجة بلزوم بيت الزوجية "بيت الطاعة" فإذا لم تقم بذلك فإن للقاضي تحديد العقوبة المناسبة واستخدام القوة. وعلى ما تقدم فإن هذه القوانين فيها ظلم للمرأة فقد جعل الإسلام للمرأة مخرجا..... وأما إذا كانت الزوجة ناشزا عن طاعة زوجها ولا مبرر لديها فيحكم عليها وبالانقياد والطاعة لزوجها بالمعروف، فإن لم تفعل يسقط حقها في النفقة والسكن وغيرهما.

وفي حال رفضت المرأة العودة الى بيت الزوجية تسمى ناشزاً.

معنى النشوز:
النشوز لغة يعني الإرتفاع والعلو يقال أرض ناشز يعني مرتفعة ومنه سميت المرأة ناشزا إذا علت وارتفعت وتكبرت على زوجها . والنشوز المرأة هو امتناعها عن أداء متطلبات زوجها أو عصيانه، فكل امرأة صدر منها هذا السلوك تسمى ناشزاً، قال ابن قدامة "معنى النشوز معصية الزوج فيما فرض الله عليها من طاعته مأخوذ من النشز وهو الإرتفاع فكأنها ارتفغت وتعالت عما فرض الله عليها من طاعته".

ويذكر العلماء أوجها كثيرة لنشوز المرأة منها، إمتناعها عن معاشرة زوجها في الفراش، ومخالفة الزوج وعصيانه كالخروج بلا إذنه وإدخال بيته من يكرهه وزيارة من لا يحب زيارته وقصد الأماكن التي نهى عنها والسفر بلا إذنه، وترك طاعة الزوج فيما أمر به كخدمته والقيام على مصالحه وسائر حقوقه وتربية ولده ، والإمتناع عن الخروج معه إلى بيت آخر أو بلد أخرى، وسوء العشرة في معاملة الزوج والتسلط عليه بالألفاظ البذيئة وإغضابه دائما لأسباب تافهة وإيذائه ، ويدخل في ذلك إيذاء أهل الزوج.

ويذكر الكثير من العلماء من ضمن أسباب نشوز الزوجة سوء خلقها وقلة دينها وتأثرها بالافكار التحررية وينسون ذكر مشاكل الرجال في عدم تفهم طبيعة المرأة بشكل عام وزوجاتهم بشكل عام ورغبتهم الدائمة في السيطرة عليهن والتحكم حتى في مأكلهن ومشربهن، ومعاملتهن كخادمات ولدن ليحققن رغباتهم واحلامهم وخيالاتهم الجنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلكم ناصبين
يماني يؤمن بالحوار ( 2012 / 3 / 31 - 06:46 )
فمن ياترى سرق الحذاء


2 - حسب معلوماتي المتواضعة
محمد البدري ( 2012 / 3 / 31 - 16:42 )
لست ملما بالقوانين ولا حتي بتفاصيل الشريعة لكني وحسب معرفتي اعلم ان المرأة النشاز لا يجوز عقد زواجها لو رغبت هي او تقدم احد للزواج منها. لو صح هذا فان الحكمة من توصيف النشوز هي ضمان الا تشذ واحدة لو ان حكم الشرع لم يستطع اجبارها علي العودة لبيت زوجها التي نشذت هي عليه. بمعني ان لو مجتمعا اعيته الحيلة في جرجرة النساء من شعورهن وسحلهن للعودة لبيت الزوجية ارضاءا للفحل الذكوري في الفراش فان عقابا آخر سيقع عليها في البقية الباقية من عمرها بالحرمان من حقوقا جسدية واجتماعية ونفسية. فياتري ما الفرق بين البهدلة والمهانة فيما يسمي بيت الطاعة وبين الحرمان والقمع فيما سمي النشاز؟ في الاولي يجري اهانتها باخذ كل ما لذ وطاب عنوة للرجل أحادي المشاعر وفي الثانية تتجرع هي الاهمال والحرمان بذاتها ومن داخلها وحيدة. تحية وشكرا لهذه المقالة الكاشفة لعقل الطاعة والشريعة علي السواء.

اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية