الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلة الاصل الوثني لله -1

طريف سردست

2012 / 3 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من الغريب ان الله هو إلها للعرب الوثنيين قبل الاسلام وليس لاهل الكتاب. وهذه المعضلة جعلت البعض يحاول البرهنة على ان اهل الكتاب ايضا كانوا يعبدون الله او على الاقل كانوا يستخدمون اسمه في عقيدتهم، وبالتالي له جذور لدى اهل الكتاب وليس حصرا على الوثنيين. غير ان الحقيقة ان إستخدام تعبير الله ومشتقاته ،لدى اهل الكتاب، لايتجاوز استخدام المسلمين الاوروبيين لتعبير Gud في محادثاتهم تحت ظروف تأثير المحيط وليس انطلاقا من إعتقاداتهم.

إسم الرب في اليهودية
الاله في العهد القديم يطلق عليه يهوه، YHWH, . ترجمته تعني "الموجود بذاته" والتي تعود بجذورها الى الكلمة العبرية هاواه، وتعني الموجود.
وتماما كما ان الله هو اسم الاله المذكور في القرآن الاسلامي، فإن يهوه هو التعبير الذي يستخدم في التوراة للدلالة على الاله العبراني. والذي لابد من الاشارة اليه ان تعبير يهوة مميز بين اسماء الالهة إذ لم يطلق ابدا على اي نوع من الالهة قبل التوراة، لم يستخدم من وثنيين، وليس مذكورا خارج التوراة، وليس معلوما بوجود علاقة مباشرة بينه وبين الوثنية.
يهوَه، تكتب ولكنها تلفظ (יְהֹוָה أدوناي، هاشِم بالعبرانية الحديثة؛ أدونوي، هاشِيْم بالأشكنزية وشيما بالسامرية). تقول ترجمة العالم الجديد في اشعياء 8:42:‏ «انا يهوَه. هذا اسمي». وذكر هذا الاسم أول مرة في الكتاب المقدس في (سفر الخروج-الإصحاح الثالث ) وترجمة الكلمة تعني( يسبِّب أن يصير)

على العكس، نجد ان اسم الله لم يُذكر في كتب اهل الكتاب، لا في التوراة ولا في الاناجيل والمرة الوحيدة التي جرى الاشارة، في التوراة، الى الاله بالاسم هي التي استخدم فيها لفظ ياهوفة والذي تعني " هو الذي هو" مع ملاحظة ان هذا اللفظ ليس اسما عبريا بديلا للاله وانما جرى اختراعه من المؤمنين الذين كانوا يخشون استخدام الاسم يهوه المقدس. وقد استخدموا احرف يهوه نفسها مضافا اليها احرف صوتية مستعارة من كلمة ادوناي وتعني " السيد". سفر الخروج، الاصحاح عشرين، 7 يقول: (لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا، لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا)، وذلك يوضح لنا منبع هذا الخوف.

كلمة آلاه توجد في اللغة العبرية ولكنها ليست اسم صحيح ولاتستخدم ابدا للاشارة الى الاله. في العبرية يستخدم تعبير آلاه في ثلاثة حالات: الاولى، من اجل اللعان او الشتائم او طلب الغفران، والثاني في حالة الشكوى والنحيب، والثالث في الحديث العادي او المداعبة. وكلمة الله او آلاه لاتوجد حتى في الانجيل الاغريقي فهي كلمة غريبة عن عالم العهد القديم والجديد على السواء. الله لم يكن ابدأ إلها لاهل الكتاب.

على الرغم من ان ماليزيا اصدرت قانونا يحرم على غير المسلمين استخدام كلمة الله، وكأن الله ملكية خاصة بالمسلمين وحدهم، واضطرت، على الرغم من مظاهرات الاحتجاج، السماح للمسيحيين الماليزيين استخدام التعبير لكونهم برهنوا انهم استخدموه من قبل ظهور دولة ماليزيا، إلا ان فقهاء المسلمين على الدوام اهتموا على البرهنة على ان اسم الله انحدر عن اله اهل الكتاب تحديدا، ولهذا الهدف كانوا يتشبثون بتعبير " الوهيم"، على الرغم من ان إلوه ليست اسم حقيقي للاله العبراني، ولكن بديل سريع للاشارة الى الاله، بدون الوقوع في خطيئة ذكره . وهناك تعبيرا إل وإلوهيم ايضا، وهما اكثر شيوعا للاشارة الى الاله، ويستخدما للإشارة الى الاله على العموم او اله الوثنيين والتآليه او حكم بشري. يمكن مقارنة ذلك مع كلمة Gud التي يمكن اطلاقها على جميع الالهة، والتي يستاء الاصوليين الاسلاميين ، في اوروبا، من استخدامها بديلا عن كلمة الله. ذلك لان كلمة الله هي اسم الاله الحقيقي الذي يميز الاسلام عن بقية الاديان بما فيه إله اليهود. إن محاولة المسلمين العثور على اصل لكلمة الله في كتب اهل الكتاب لاتعني ان المسلمين يقولون انهم يعبدون الوها او الوهيم وانما ضرورتها إما في معرض التبشير بين اليهود والمسيحيين، للتقارب معهم، او في حالة الدفاع عن النفس بنفي ان إله الاسلام منحدر عن الوثنية وليس هو نفسه إله اهل الكتاب. وعلى كل الاحوال فإن تعبير إلوه منحدر عن إل وهو اسم المفرد من تعبير الوهيم الذي هو اسم للجمع.

غير انه توجد كلمة عبرية اخرى هي جذر كلمة الله، وهي كلمة إلاه او أيل. هذه الكلمة جرى استخدامها من قبل الانبياء عزرا ودانييل، ومرة واحدة من قبل Jeremia. كما نجدها في نهايات اسماء مثل إسرائيل وجبرائيل وعزرائيل، وهي نفسها التي كانت جزء من اسم عاصمة السومريين مدينة بابل (باب إيل) كما انها جذر الوهيم، الذي هو جمع الوه، وعلى مايبدو التي تشكل اصل كلمة اللهم العربية. إلا إن هذه الكلمة ليست اسما لإله العبرانيين، فهي منحدرة عن إله الكنعانيين، الذي انحدر اليهود انفسهم عنه ، وعاشوا فترة طويلة متجانسين معهم، وفي الاصل تعود الكلمة الى إله سومري. ولذلك ليس غريبا ان الكلمة كانت جزء من اللغة العبرية، تماما كما الرب (الارامي) وبعل ( الفينيقي) والرحمن ( اليمني) جزء من اللغة العربية، على الرغم من انهم اسماء آلهة قديمة ومن لغات شقيقة للعربية.

هنا نرى امثلة على استخدام اسم إله الكنعانيين/ السومريين في العبرية والميثالوجيا الدينية اليهودية المبكرة والمركبة على اسم الاله الوثني القديم إيل:
جبريل : بالعبرية جبريئيل والتي تعني قوة الله جبري - قوة ، ايل = الله
ابراهيم : بالعبرية ابراهام والتي تعني الاب الاعلى ، اب - اب، راهام - الاعلى
اسماعيل : بالعبرية يشماعيل والتي تعني سماع الله وذلك لان التوراة تقول ان ابراهيم من كثرة ما دعا ربه لان يمنحه ولدا ، سمع إيل دعاءه
اسحق : بالعبرية يتسحاك والتي تعني يضحك ، لان اسحق بحسب التوراة ولد يضحك
عزرائيل : بالعبرية عزرا ايل والتي تعني مساعد الله عزرا - مساعد ، ايل : الله

في الواقع ذلك لايعني ان اليهودية تعتبر إيل الهها، وإستخدام الاسم جرى من العصور المبكرة لليهودية مشيا على العادات القديمة المنحدرة عن الاديان الوثنية، خصوصا وان اله اليهود لايجوز استخدام اسمه اصلا، و لايستخدم، مما فتح المجال لابقاء استخدام الاسم القديم.

هل يمكن ان يكون لإله العبرانيين عدة اسماء؟
في الواقع ان العهد القديم يحظر ذلك. سفر الخروج الاصحاح 20:07، والذي اشرنا اليه سابقا، سيكون له صياغة اخرى في العبرانية عند الترجمة الحرفية ستكون على الشكل التالي: سفر الخروج، الاصحاح عشرين، 7 يقول: (لا تنطق باسم يهوة Yahweh, الوهيمك (بمعنى ربك) عبثاً))، وفي اللاويين 24: 16 يقول (و من جدف على اسم الرب فانه يقتل يرجمه كل الجماعة رجما الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل ).
لذلك فالاسم عند العبرانيين يملك قدسية خاصة، ولهذه الاسباب يملكون اسماء وهمية للاستخدام عند الحاجة بدون الوقوع في خطيئة تلويث وتدنيس اسم الاله. هذا الامر ليس موجودا في الاسلام، فالله الاسماء الحسنى كلها.

بذلك فإن الكاثوليك وغالبية البروتستنانت جدفوا عندما غيروا الاسم الى ياهوفة (يًهوا=)، بل وتوجد جماعة هي شهود يهوة، تستخدم الاسم،. على الرغم من انه يتنافى مع الاسم المذكور في الكتاب الذي ينص على ان: Gud, Yahweh. (سفر التكوين، 2: 4)

في الواقع حتى عيسى اسمه الحقيقي يشوع Yah shua وليس عيسى او يوسوس
جبرائيل اشار الى ان الله اطلق عليه الاسم لكونه سيخلص شعبه. لهذا السبب فإن الاسم YAH SHUA, هو جزء من ياهوا وفي نفس الوقت المخلص. لذلك يوجد الكثيرين الذين اصبحوا يصرون على استخدام تعبير يشوع وحده. ذلك يشير الى ان مسألة الاسم تملك اهمية حاسمة في اليهودية، ولاعلاقة لإله اليهود بالاسم الوهيم او الله او إيل، فمعانيهما ومصادرهما مختلفة.


2- الله انحدر عن عبادة الكواكب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |