الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد النقد:النفي عندهربرت ماركيوز

عباس سامي

2012 / 3 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعتبر دراسة الدكتور قيس هادي احمد :الانسان المعاصرعند هربرت ماركيوز -المؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت ط1الصادرة سنة 1980-من اهم الدراسات التي صدرت عن ماركيوز.فهي رسالة دكتوراة في مجال الفلسفة.وكتبت في وقت مازال الفيلسوف الذي بحثه ودرسه الباحث على قيد الحياة حيث توفي هربرت ماركيوز سنة 1979بينما تاريخ طبع الرسالة كان بعد هذا التاريخ بسنة واحدة .ومن متابعة المراجع والمصادر التي اعتمدها الباحث نلاحظ ان سنة 1975هي اخر سنة اعتمدها الباحث في هامش مراجعه العلمية وبالتالي ان الباحث لم يستطيع متابعة اخر مولفات هربرت ماركيوز-وهذه المسالة تحتاج الى دراسة في المستقبل حينما يوثق تاريخ الدراسات الفلسفية مع غيرها من القضايا الاخرى في مجال الدراسات وانجازات الفلاسفة والباحثين العرب في القرن العشرين.نعود الى موضوع عنوان بحثنا او مقالتنا وهو مبدا النفي او السلب الذي كان من اولويات خطاب ماركيوز في بناء فلسفته.وكيف نظر اوفهم الباحث الدكتور قيس هادي احمد مفهوم النفي عند ماركيوز بطريقة لاتعبر عن معناها وخطابها الحقيقي:(..العقل في راي ماركيوز..قوة محافظة..تعمل على كبت اي تمردعلى الاوضاع القائمة...حتى جاء هيجل ليحاول محاولة مفصلة ودقيقة بحث امكانية قيام العقل بدورثوري ..الاان ماركيوز لم يكن دقيقا في تفسيرديالكتيك هيجل فقد اظهره كما لو كان ديالكتيكا للنفي عن طريق ابرازالفلسفة الهيجلية على اساس انها فلسفة للنفي)ص7-8بينما فلسفة هيجل او(نقطة ارتكاز ديالكتيك هيجل ليست فكرة النفي بل هي فكرة التناقض التي تضفي على هذا الديالكتيك طابعا تطوريا)ص8ممكن الاجابة على تساؤلات الباحث بان ماركيوز لم يكن معنيا بالاهتمام بفكرة التناقض لانها لايمكن تطبيقها على واقع اوعقل لايريد -ماركيوز-له الثبات او التشيئ من خلال سلطة .مهما كانت مسمياتها :نظام دولة مؤسسة عقل او معرفة.وبالتالي فان مفهوم النفي هو الذي سيفي بالغرض لتفسير رفضه لكل سلطة وقمع ونظام اشتراكي ام راسمالي .ثم يرى الباحث (..لربما ان ماركيوز كان يقصد..الترويج لديالكتيك النفي من خلال المعارف السلبية المطلقة التي تاتي من الشك الفلسفي او الياس السياسي فهو اشبه برد فعل عصابي ومتشنج لعدم القدرة على فهم طبيعة التناقضات التي تجري في الواقع والياس من توقع حدوث اي تقدم...)ص8 اعتقد ان هذه العبارة ماهي الاتحليل سايكلوجي بمصطلحات اسمية كلاسيكية لاعلاقة لها بفلسفة ماركيوز من الجانب الابستمولجي لكن لها علاقة بنظرية المعرفة التي يحاول الباحث من خلالها :ان كل شيئ يرفضه-الباحث- ولا يستطيع ان يجد له تفسيرا مادام لايرتبط او لاياخذ المفاهيم الكلاسيكية المتعارف عليها عند هيجل وماركس وغيره من الفلاسفة السابقين لماركيوز.وهذه مشكلة منهجية يعاني منها القارى .ويصل الباحث الى نتيجة ان ديالكتيك النفي عند ماركيوز يكون:(التحول من العقل الى العاطفة اومن التفكير الديالكتيكي الى التفكير السوفسطائي)لماذا يستخدم الباحث مصطلح عاطفة وسفسطة ليصف ويحدد النفي عند ماركيوز بمصطلحات كلاسيكية مدرسية ولايقول مثلا سلطة اوما بعدحداثة-الباحث لم يعي ولم يدرس تاثيرات مابعد الحداثة التي بدات بالوضوح والبروز بعد احداث 1968الشبابية في الغرب.وهي كانت في مجملها رد فعل فلسفي واجتماعي على كل اشكال السيطرة والقمع والكبت التي يعاني منها الانسان المعاصر.مع ان الباحث يحدد معاني اصطلاح Negations ‎بالنفي والسلب والرفض (..الجدل عند هيجل حركة تتسم اساسا بانها رفض وانكار لما هو قائم بالفعل وسعي الى مركب افضل منه واقل تناقضا)ص68من خلال انتقال ماركيوز (انتقاله -غير المشروع-من مجال عقلي -هو مجال الجدل الى مجال سياسي واجتماعي هو مجال الثورة على الاوضاع القائمة)ص70ويرى الباحث ان ماركيوز قدم تفسيرات لهيجل عكس التفسيرات الشائعة(وهكذا قدم ماركيوز تفسيرا جديدا لهيجل لايعود فيه هيجل آخر الفلاسفة التقليديين الكبار..بل يصبح فيه هيجل اول المعاصرين ويغدو تفكيره نقطة البداية التي تفرعت عنها مختلف الاتجاهات العقلية والسياسية والاجتماعية في عالم اليوم)ص70ويوكد الباحث (ان ادعاءت ماركيوز المتكررة في التزام فلسفة واقعية ..نجد النزعة التجريدية واضحة في نقده للنظرية الثورية الماركسية فقد اكد على ان سر قوة النظرية الثورية انما ينبع من قدرتها على التجريد)ص103نرى الباحث في نصوصه الاخيرة يخضع للتفسير الماركسي في فهمه لهيجل وماركيوز.يضاف لها عدم قدرته على فهم المجال التداولي و الابستمولي الذي يتحرك فيه ماركيوز.وهو مالم يدركه الباحث .وبالتالي لايمكن فهم ماركيوز بهذه الطريقة التي قدمها الدكتور قيس هادي احمد فانها لاتعطي ماركيوز حقه .دون الرجوع الى مناهج بحث متطورة ودراسة الفلاسفة الذين تزامنوا مع ماركيوز .وبالاخص الجيل الثاني من مدرسة فرانكفورت النقدية وفلاسفة المدرسة الفرنسية ومن ابرزهم فوكو فهو يتوافق ويتقاطع مع ماركيوز في عدة قضايا لكنهم رفضوا وكشفوا زيف السلطة مهما تعددت اشكالها ولبست قناع العلم اوالمعرفة.باختصار ان الدكتور قيس هادي احمد لم يعي ولم يدرك وعي ومنجزات مابعد الحداثة في دراسته لفيسلوف اراد هدم ونقد منجزات الحداثة وتلك هي الاشكالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير مؤسسة -شوا-: الدعوات لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات م


.. بوتين يقيل وزير الدفاع شويغو ويرشح المدني أندريه بيلوسوف بدل




.. بلينكن يحذر إسرائيل: هجوم واسع على رفح سيزرع -الفوضى- ولن يق


.. وزارة الدفاع الروسية تعلن السيطرة على 4 بلدات إضافية في خارك




.. الجيش الأوكراني يقر بأن موسكو تتقدم في منطقة خاركيف الأوكران