الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحيرة الفكر

مصطفى الصوفي

2012 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"المفكرون الأحرار هم أولئك المستعدين لاستعمال عقولهم بدون أحكام مسبقة ، وبدون خوف ، لفهم الأشياء التي تتعارض مع أعرافهم ومعتقداتهم . إن هذه الذهنية ليست شائعة ، ولكنها ضرورية للتفكير بشكل سليم ، وعندما تغيب ، تصبح المناقشات عرضة لأن تكون عقيمة وعديمة الفائدة".
Leo Tolstoy
أن ابسط وصف للفكر البشري ومثال هو تمثيله ببركه الماء, فمائها ونقائه يعتمد على عمقه ومصدر مائه, أ هي راكدة باقية على حالها أم تجدد نفسها بان تستورد ماءاً جديدا من النبع ؟.
وهكذا هو الفكر فهو الحفرة التي تحوي الأفكار بعمقها وسعتها, ونوع الأفكار ومن أين أتت, و ماهو تاريخ صلاحيتها وقدمها, وهل للفكر البشري مصدر من نبع الإبداع والتجديد أم لا ؟ .
وان ربطنا الموضوع بالفكر العربي الإسلامي السائد في المجتمع, نجد انه اقرب لما يكون للبركة الاسنه القديمة مقارنه بالفكر الحديث المعاصر وانه قائم على (الجعجعة) والخطابات الوعظية, و ميراث الآباء والأجداد من الأقدمين, ومن النادر جدا أن تجد منبع تجديد فيه .ودائما ما يقفز احدهم كالقرد كل فتره مدعيا التجديد ,وحينما تبحث في الفكر الذي يطرحه سرعان ما تجد ان في ادعائه ما يثير الشفقة عليه لكونه لم يجدد بشيء عدا انه تمشدق متفاخرا ببعض المصطلحات الحديثة مع بقاء جوهر الفكر نفسه دون تغيير.
لذلك أن نهضة العرب المسلمين وصحوتهم وخروجهم عن البرمجة وغسيل الدماغ الذي يعانون منه (دون أن يدركوا) هي مستحيلة لان الخروج من هذا المستنقع الفكري الآسن يطلب أشياء أخرى غير ما( يجعجعون) به في بحوثهم الفكرية
ليس العيب فيهم بأنهم غير قادرين وعاجزين , بل لكون بنيانهم الفكري الفلسفي التقليدي هو بنيان قديم مهتريء لا يراعي زمان عصر الحداثة والانفتاح الذي نعيش به فلا يناسب زمان ومكان التمدن الحديث .

فهو مركب وفق المنطق الأفلاطوني والارسطوطاليسي القديم حيث الحقائق المطلقة التي لا تتغير على مر الزمان والعصور, فنرى أن كل محاولاتهم في التقدم أو النهضة وفق أسس فكرهم التقليدي باءت بالفشل وانهارت في العصر الحديث والمعاصر والحاضر...

فنحن مثلا لسنا بحاجه إلى إي ثورات ضد سلطه أو حاكم أو نظام لان تغيير, الحاكم لن يغير شيء من واقع الحال الفكري في المجتمع ولن يغير شيء من مفاهيمنا الاجتماعية نهائيا. وسرعان ما ستنهار إي خطه للتقدم والنهضة وستفشل فشل ذريع,لأنها لم تراعي أسس التقدم في هذا الزمان وفق قوانينه وشروطه
فأما ستخلق الفوضى وستخلق حاكم طاغية جديد أو تعدد للطغاة , الأمر أشبه بتغيير حبل التحكم للحمار مع بقاء الحمار نفسه دون تغيير, فنحن بأمس الحاجة إلى تبديل الحمار بحصان أصيل وبعد ذلك نترك الحصان ولا نتمسك به مثلما نحن متمسكين بحمارنا ألان, لنستعمل السيارة والطائرة والمركبة الفضائية مثل الأمم الباقية والحضارات العصرية الحديثة.

إما ما فعلته الثورات العربية هو استبدال حبل التحكم للحمار لتخلق بدلها حبال أخرى فصار الحمار تائها لا يدري أين يذهب وتشوه وزاد الطين بله ,وزاد هم الناس.
الحاكم هو فرد من المجتمع, وان تغييره لا يعني إن المجتمع أو حاله سيتغير مثلما يضن السذج وقد جربنا وأثبتت النتائج المزريه وفشل التجربه حينما أطيح بالحكام في الثورات الاخيره .
نحن بحاجه إلى تغيير جذري للمفاهيم الفكرية ونفكر بطريقه جديدة ونتمرد على ميراث الآباء والأجداد والفكر القديم البالي, وان نتحرر من فوبيا التجديد والخروج عن التقليد. نحن بأمس الحاجة إلى ثوره كل فرد ضد نفسه بان يغيرها ويعود على ضمير الانسانيه النقي بعيدا عن هراء من يريد ان يغسل دماغه ,كي ننهض أولا بأنفسنا كأفراد لينهض المجتمع بعد ذلك كله ,ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخي الصوفي
محمد الرديني ( 2012 / 4 / 1 - 00:56 )
لاشك انك تطرقت الى نقاط عويصة يعاني منها مجتمعنا ولكن الابرز حسب رأيي هو ماقلته نحن بحاجه إلى تغيير جذري للمفاهيم الفكرية ونفكر بطريقه جديدة ونتمرد على ميراث الآباء
والأجداد والفكر القديم البالي, وان نتحرر من فوبيا التجديد والخروج عن التقليد
رغم ان هذا التوجه هو الذي يلوح بالافق الا ان الصعوبات التي تكتنفه كثيرة وشائكة
ولاباس من المحاولة
ولنبدأ بانفسنا
شكرا لك


2 - عمي حمودي
مصطفى الصوفي ( 2012 / 5 / 12 - 07:35 )
اننا نحتاج خطوة اولى لكل هذا المشروع الكبير. هذه الخطوة تتمثل بقرارنا بالتغيير واعلان التمرد والبدأ به امام خزعبلات الفكر البالي القديم

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah