الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصل الله في الديانات الوثنية -3

طريف سردست

2012 / 4 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من المثير ان القرآن يستخدم إسم إلا كمرادف لإسم الله. تقول الاية الكريمة:
كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة (سورة التوبة، 8) "
قال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان ، عن أبي مجلز في قوله تعالى : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) مثل قوله : " جبرائيل " ، " ميكائيل " ، " إسرافيل " ، [ كأنه يقول : يضيف " جبر " ، و " ميكا " ، و " إسراف " ، إلى " إيل " ، يقول عبد الله : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ) ] كأنه يقول : لا يرقبون الله . (تفسير ابن كثير)

عن مجاهد:" هو اسم من اسماء الله" الازهري: اسم الله بالعبرانية (تفسير الطبري).

في البغوي " قال ابو بكر الصديق إن هذا الكلام لم يخرج من إل، اي من الله".

ويقول في البغوي:" الدليل على هذا التأويل قراءة عكرمة " لا يرقبون في مؤمن إيلا " بالياء ، يعني : الله عز وجل . مثل جبرائيل وميكائيل. .

لسان العرب
وفي لسان العرب نرى التالي:" وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال:
كان حقه إلاهٌ، أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً، فقيل أَلإلاهُ، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها، فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف، وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ، فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة، ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية، فقالوا الله، كما قال الله عز وجل: لكنا هو الله ربي؛ معناه لكنْ أَنا، ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف واللام من الله كان الباقي لاه أي ظهر. فقالوا لاهُمَّ؛ وأَنشد:
لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِيرَا، أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا ويقولون:
لاهِ أَبوك، يريدون الله أَبوك، وهي لام التعجب؛ وأَنشد لذي الإِصبع:
لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخا فُ الحادثاتِ من العواقِبْ قال أَبو الهيثم:
وقد قالت العرب بسم الله، بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ؛ وأَنشد:
أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ، يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه وأَنشد:
لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ، على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها إنما هو للهِ إنَّكِ، فحذف الأَلف واللام فقال لاهِ:
قال أَبو زيد:
قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له: أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين؟ فقال:
لا، فقلت:
اسمَعْها.

قال أَبو الهيثم: فالله أَصله إلاهٌ،
ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ، قال: ورواه بعضهم فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف. غيره: وتدخلها الأَلف واللام ولا تدخلها، وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى. قالوا: لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنة، والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة

ويقول لسان العرب: "وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَة. والألهة: الشمس الحارة. حكي عن ثعلب ، والأليهةُ و الالاهةُ واللإلاهةُ وأُلاهةُ كُله: الشمس اسم لها".

وعلى الرغم من ان الله اسم مشتق عن إيل الوثني، كما رأينا، نجد ان القرآن يرفض الاشتقاق عن اسماء الآلهة الوثنية معتبرأ مجرد الاشتقاق إلحادا. . يقول القرآن الكريم:( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون(180)

وفي تفسير ابن كثير للاية السابقة، يقول:
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى "وذروا الذين يلحدون في أسمائه "قال إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله وقال ابن جريج عن مجاهد "وذروا الذين يلحدون في أسمائه "قال اشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز وقال قتادة: يلحدون: يشركون في أسمائه.

في الواقع ليس " الله" وحده الاسم المشتق عن الآلهة الوثنية القديمة بل العديد من اسماء الله الحسنى كانت في الاصل اسماء اصنام وآلهة عربية او قديمة. ذكر المؤرخ الأستاذ جواد على فى كتابة المفصل فى تاريخ العرب ما قبل الإسلام ص 70 أن آلهة العرب التى عبدوها هى : و"شمس" و "مناف" و "مناة" و "كاهل" و "بعلة" "بعلت" و "بعل" و "يهو" و "رضو" أو "رضى"، هي أيضاً من أصنام ثمود، سأتحدث عنها كلها في أثناء بحثي في الديانة العربية قبل الإسلام. ومن بقية آلهة ثمود "عثيرت" "عثيرة"، و "وتن" "وت"، و "يثع" "سمع" و "سميع" و "هبل" و "سحر" و "سين" و "هم" و "تجن" و "يغوث" و "إلَه" و "ألى" و "إلهي" و "الت" و "اللآت" و "حول" "حويل" و "ذو شري" و "سمين" و "هلال" و "صلم" و "نهى" و "عثتر سمين" و "كاهل" "كهل"، و "ملك" و "مالك"، و "هادي" "هدى"، و "بحل"، و "رتل"، و "هيّج"، و "شوع"، و"ستار"، و "ظفت"، و "سعى"، و "غم"، و "عسى"، و "عسحرد"، و "عثير"، و "عطير"، و "تجر"، و "دبر". وكما نلاحظ فإن عدد لابأس به من هذه الاسماء الحسنى هي في الاصل آلهة وثنية


يقول قيصر فرح:" لهذا السبب لايوجد اي سبب لقبول فكرة ان الله الاسلامي قد جاء للمسلمين عن طريق النصارى واليهود". العرب عبدوا إله القمر على انه رب الارباب، ولكن هذا الرب لم يكن رب اليهود.
نرى حتى تأثير المفاهيم المسيحية فاقعا في صياغة النص الاسلامي، فالتعبير السرياني المسيحي التالي: " بشم ألوهة رحمانو رحيمو".
وترجمتها من السريانية الى العربية تعطي صورة عن طريقة انتقال النصوص الى الاسلام على الرغم معانيها المنافية للاسلام. من خلال الترجمة نجد ان. بشم هي ذاتها بسم السين شين في السريانية. غير ان ألوهة هي اسم الاله العبري وتقترب من التعبير العربي اللهم.
رحمانو؟ رحمو تعني بيت الرحم او رحم المراة وتشير الى التجسد كما قال يوحنا في انجيله " وصارت الكلمة جسدا" في حين ان النون هي حرف التعريف في اليمن .
رحيمو هو الروح القدس.
فهل تكون " بسم الله الرحمن الرحيم" هي ذاتها التي تستخدم لتمجيد الثالوث المقدس لدى المسيحيين!!. في ذات الوقت كان الرحمن اله اليمن " رحمن اليمامة" وهي كلمة عبرانية كما قال الرازي في حين ان الرحيم عربية. في الواقع تعود رحمن الى رحم آن وهي ربة الخصب في اليمن
ونحن نعلم انه كانت تأتيه كتب من السريان لابد انها كانت تبدأ بالبسملة: يقول الحديث:
إنه تأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها كل أحد ، فهل تستطيع أن تعلم كتاب السريانية ؟ قال : قلت : نعم ، قال : فتعلمتها في سبع عشرة . فكنت أكتب له إذا كتب ، وأقرأ له إذا كتب إليه
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 97
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

ونحن نعلم ان العرب لم يكونوا يعرفون البسملة الإسلامية - ولكنهم كانوا بعرفون اللهم وهو أقرب إسم إلى إيلوهيم - وقد وافقهم محمد على عاداتهم إذ جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ذكره أنس عن النبي ص
وْله : ( فَلَمَّا كُتِبَ الْكِتَاب ) ‏ ‏كَذَا هُوَ بِضَمِّ الْكَاف مِنْ كُتِبَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ , وَلِلْأَكْثَرِ كَتَبُوا بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَتَقَدَّمَ فِي الْجِزْيَةِ مِنْ طَرِيق يُوسُف بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِلَفْظِ " فَأَخَذَ يَكْتُب بَيْنَهُمْ الشَّرْطَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب " وَفِي رِوَايَة شُعْبَة " كَتَبَ عَلِيّ بَيْنهمْ كِتَابًا " وَفِي حَدِيث الْمِسْوَر " قَالَ فَدَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَاتِب فَقَالَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل . أَمَّا الرَّحْمَن فَوَاَللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ , وَلَكِنْ اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ كَمَا كُنْت تَكْتُب , فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لَا نَكْتُبهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ " وَنَحْوه فِي حَدِيث أَنَس بِاخْتِصَارِ وَلَفْظه " أَنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سُهَيْل بْن عَمْرو , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل : مَا نَدْرِي مَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , وَلَكِنْ اُكْتُبْ مَا نَعْرِف : بِاسْمِك اللَّهُمَّ " وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَأَمْسَكَ سُهَيْل بِيَدِهِ فَقَالَ : اُكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِف , فَقَالَ : اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ , فَكَتَبَ

فكيف حدث ان الله اشتقاق عن إيل، الى جانب العديد من الاسماء الحسنى، ليكون القرآن نفسه يلحد في اسماء الذات العليا؟
انتهى









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وتتوالي الضربات
الباشت ( 2012 / 4 / 1 - 06:10 )
وكأني أشتم رائحة مؤامرة كبيرة لإستعباد العقول والأفكار تحت مسمى دين إسلامي...إذا صح ما كتبت إستاذ طريف فإن التاريخ يحمل للمسلمين بشكل خاص مفاجأة كبيرة وصدمة أكبر
لك شكري وتقديري....واصل عطاءك


2 - أوثان
عبد الهادي محمد علي ( 2012 / 4 / 1 - 09:41 )
في اليمن , يطلقون اسم وثن على مجموعة الاحجار التي توضع على بعضها للدلالة على ركن من اركان الارض التي يريدون تحديدها . . هذا ما لاحظته خلال وجودي هناك قبل سنوات .


3 - فاقد الشيء لا يعطيه
Abdulkareem Yahya A.Almashraee ( 2012 / 4 / 3 - 08:23 )
ان كان هناك ظرورة في طرح مثل هذه المواضع التي تتعلق بالذات الالاهية سبحان الله الخالق العظيم اللذي ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى تنزها عما وصفه الواصفون وقال عنه المتكلمون والمتفلسفون والالحاديون والكفرة واليهود والنصارى المعاندون والمكابرين والتافهون لأن كل شيء يجدونه موجودا في كتبهم ومراجعهم الدينيه المختلفه ولكن عنادهم وكبرهم وتفاهت عقولهم الضيقة المنظور حيث يجدون أنفسهم في دهاليز انفسهم المسيره من قبل شياطينهم المرده فهم متخبطون تائهون في حقيقة انفسهم الاسنه في مستنقعات الرذيله وبمختلف صورهاالتي لا يعقلها كل ذي عقل رشيد


4 - ليس شرطاً
منتصر حلمي ( 2012 / 4 / 4 - 11:39 )
فرضيتك ان الديانات السماوية واسم الله ذا اصل وثني (ماشي الحال)
افترض انا عكسك تماما ان الديانات الوثنية هي التى كان اصلها ديانات سماوية
النتيجة النهائية واحده تقريباً
الاية الكريمة :
( لا يرقبون في مؤمن إلا )
هى على ما يبدو لى من سياق الاية مجرد مثلا دارج لدى العرب استخدمه الله تعالى في مخاطبة البشر كما يستخدمه الناس وقتها تماما لا اكثر ولا اقل
قال تعالى {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} هل كان لله يد وضعها فعلا فوق ايديهم ام هو مصطلح مجازى استخدمه العرب للدليل على التعاون او البركة من الرب
كذلك استخدم الله نفس المصطلح الشائع الذي استخدمه العرب وقتها لايرقبون إلا
وشكرا لحضرتك على مقالاتك التى تجعلنا نحفز اذهاننا


5 - ---
حسين عمر ( 2012 / 4 / 10 - 16:58 )
مقال جميل..شكرا لك

اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل