الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلب العلمانية ...أفق وتحديات -1-

حسن سفري

2012 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مطلب العلمانية ...أفق وتحديات -1-

تعتبر العلمانية نمط من أنماط العيش الحضارية لدى الإنسان المتمدن والمتحضر و الإنسان القروي في نفس الوقت وهده ميزة تتميز بها العلمانية كمنظومة فكرية ونسق من القيم والمبادئ المساهمة في تسيير المجتمع وادراة شؤونه وهي ممكنة التطبيق في أي مجتمع أفكارها منطقية مبادئها قابلة للتدويل وليس كما يقال عند البعض الدين يقومون بربطها بصيرورة تاريخية معينة وبجغرافية أوربا الغربية وفي إطار الصراع مع الكنيسة والقول بان المشكل خاص مع الكنيسة الكاثوليكية وهدا خطأ كبير باعتبار الكنيسة مؤسسة دينية تتدخل في تدبير الشأن العام وتسيير الحياة العامة وتتدخل في حياة المواطنين فهدا الشأن يعود لكل المؤسسات الدينية كما هو الشأن للمسجد ولشخص رجل الدين والمؤسسة الدينية عموما والمجالس الدينية الرسمية ولكل شريعة أو دين يتدخل في حياة الأفراد والجماعات ويقيد الحريات الفردية و الجماعية.
فالدين يكون في إطار علاقة شخصية بين الإنسان وربه الكل يتحمل مسؤوليته ولا احد يملك صكوك الغفران لبيعها للناس وادعائه أنه يملك الحقيق المطلق ويريد أن يحكم ويسير المجتمع بما يراه وبنمط تفكيره الأحادي وهدا غير ممكن فالدين يكون لله والوطن للجميع نتقارع برنامجيا وفكريا مع احترام انتمائنا ومرجعياتنا
والعلمانية أيضا نمط فكر ي ومجموعة من المواقف والمبادئ المتبناة لدى الشخص أساس هده المبادئ الحرية والاختيار والتعددية ولكن لمادا هناك إشكال في فهم و استيعاب المفهوم والعمل من اجل تنزيله ومأسسته داخل منظومة الدولة. هناك البعض يعتقد أن الفكر العلماني فكري معادي للدين وهدا ظلم في حق العلمانية حيت هي حل وسيط بين الأديان والطريق والحل الأوسط بين الأديان وهناك من يظن أن العلمانية هي من نتاج الفكر الماسوني وفي إطار الحملة ضد عقيدة الإسلام بالخصوص وهدا يمكن إدراجه ضمن نظرية المؤامرة وخلق العدو اللامرئي الدائم والفوبيا من وهم المخطط الصهيوأمريكي كما يدعون ولكن الحق يقال أن الماسونية بغض النظر عن نقاشها السياسي فهي حركة مؤمنة رجعية مؤمنة بأفكار متخلفة تريد تطبيقها في المجتمع وهدا مرفوض في الدولة التي تطبق مبدأ العلمانية فلا مجال هنا للضحك على الذقون فالعلمانية أمر واقع فلا يمكن حجب شمس الفكر العلماني الحر بنظرية المؤامرة.
السبب ؟
هو الإيمان المطلق واليقيني بأن العلمانية إقصاء للدين وإبعاده عن الحياة العامة وتكفير للمجتمع وانتشار للميوعة وتفسخ للأخلاق واختلاط للأنساب وما إلى دالك من المتممات السيكولوجية للإنسان المسلم في فكر وليس في سلوكه وهدا إشكال عويص لوجود هفوة وتناقض صريح بين الخطاب والممارسة فمن يظن أن العلمانية هي مجال للمرج والميوعة فهو واهي فالدولة العلمانية دولة الحريات ودولة سيادة القانون والاحترام لقانون الدولة واحترام النظام العام والأخلاق ببعدها الإنساني مع الالتزام بضمان الحريات الفردية والجماعية .
العلمانية منظور لفصل الدين عن المؤسسات وعن دواليب الدولة السياسية فالأديان متعددة ومختلفة في المجتمع فلا يمكن تنزيل نموذج لدولة دينية معينة وإقصاء الديانات الأخرى فالدولة تكون مدنية لاستيعاب الجميع وتكون وقوانينه وضعية محل نقاش واجتهاد مفتوح مومنة بمبدأ النسبية والاختلاف .
يجب تمني مجتمع مبني على الحب والتسامح لا على الحقد والكراهية العلماني ليس ضد المتدين فالعلماني متدين وعلماني في نفس الوقت ويحترم جميع العقائد والمذاهب الدينية وفوق دالك يؤمن بالحرية الدينية وحرية الانتماء الفكري وحرية المعتقد وتبني أي دين أو العكس يحترم رأي اللاديني وغير المؤمن في جو الاختلاف الايجابي والنقاش الهادف خارج المؤسسات في المنتديات والمحاضرات و لا يلعب في ثنائية المؤمن والكافر ولكن في مجال أوسع مجال الفكر والنقاش الهادف.الكل يتمتع بحقوقه المدنية وحقوق مواطنته وليس من حق أحد التدخل في الحياة الفردية لأي مواطن واتهامه بالكفر وإخراجه من الملة التي يعتنقها وترهيبه بجهنم وما إلى دالك اعتقد ماتريد أنت في شخصك ودع عنك الأخر والمؤسسات والدولة العلمانية تكون تحت سيادة للقانون الذي تكون مرجعيته الحقوقية هي المواثيق الدولية والأعراف ذات المنطق المتنور والحداتي لكي لا يظن احد أن في العلمانية هناك سيادة للفوضى والميوعة
الإيمان بغد أفضل غد مشرق غد الحرية والعمل من اجل مجتمع العدالة والمساواة و التمسك بالنضال من اجل ضمان الحريات الفردية والتمتع بكل حقوق المواطنة للمواطن المغربي ونأمل صعود جيل حامل لمشعل التنوير عصر التدجين نأ مل لجيل ضد الفكر الشمولي الأحادي والمنغلق ضد الايدولوجيا التكفيرية الاقصائية ضد التشدد والتطرف الفكر والغلو العقائدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال