الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص الأغبياء

أحمد عفيفى

2012 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مال هذا الكتاب لا يغادر خرافة الا احصاها، من حيوانات تتكلم، لشياطين تتمرد، لجان تسترق السمع، وسحرة تحول العصى الى افاعى، لطعام ينزل من السماء ورجال يصعدون الى السماء ورجال يمشون على الماء كرجال انيس منصور الذين صعدوا وهبطوا من والى السماء، وكل ما لذ وطاب من قصص السحر الخيالية.

لو اعطيت طفلأ، كتابا مقدسا، قرآنا كان او انجيلا، ولم تخبره انه كتاب مقدس عن الرب او وحى من الله، لقرأه واستمتع به جدا، بل وربما شكرك ايضا لانك احضرت له الجزء الثامن من هارى بوتر واعطيت له فرصه ليقرأ شيئا مسليا قبل النوم ليلهم ويلهب ويثرى خياله.

ولو نهرته وعارضته واكدت له ان تلك الكتب مقدسة ومنزلة من الاله، لذكر لك على الفور انه يجب ان تكون مؤلفة هارى بوتر ومملكة نارنيا ذلك الاله، طالما لهن نفس الخيال ونفس الحكايات الساذجة او المسلية او الملهية او الملهمة قبل النوم او اثناء العرض على شاشات السينيما.

كمٌ لا يوصف من القصص الخيالية وقصص السحر، التى يبدو انها كانت فقط حكرا على الاقدمين فلم نرى منذ 1400 عام حتى الان ناقة تخرج من صخرة ولا حوت يبتلع انسانا ويحتفظ به بداخله ثم يلقيه حيا مرة اخرى فيعود ويحكى لنا تجربته مع الحوت الطيب الذى يتبع حمية قاسية.

قصص الانبياء عبارة عن مجال مفتوح لكل الادعياء والاغبياء، والاغبى بها انها لا تضر ولا تنفع وليست بمعجزة على الاطلاق، المعجزة الحقيقية ان تسأل وتتسائل وتتعلم وتستكشف وتستنتج وتجرب وتعكف على الدراسة حتى تستخرج مصلا يقى حياة الناس من المرض لا ان تخرج لهم ناقة من جبل او تضع لهم بشرا فى بطن حوت مسكين او ان تدع الطاعون يفتك بهم ويبيدهم عن بكرة ابيهم.

لو ان هناك انبياء حقيقيون لكان باستير وفليمينج ومورتون افضل واشرف واعظم الانبياء على الاطلاق بما قدموه للبشرية من علم وعلاج لامراضها المستعصية المتأصلة المستوطنة التى لم يفلح معها انبياء ولا دعاء ولا اى كتاب من السماء.

قبول العامة لتصديق قصص الانبياء وحكايات الكتب المقدسة اقرب لتصديق الاطفال ان هناك الفيل دامبى الطائر وان الوحش يمكنه ان يتحول لانسان بمجرد قبلة او ان الغيلان موجودة وتحب وتتكاثر.

قصص الاغبياء خرجت من اغبياء لتتلى على اغبياء فيصدقها هؤلاء وهؤلاء وينشروها ويؤمنوا بها، ولو القيت اتقى رجل دين على وجه الارض واكثرهم واصدقهم ايمانا فى النار لما صارت بردا وسلاما عليه هذا ان وافق رجل الدين من الاساس على تلك التجربة الخرقاء المميتة.

يصدق المسلمون قصص القران وينكرون ويستنكرون حكايات الكتاب المقدس ويصدق المسيحيون قصص الانجيل ويستنكرون ويتعجبون من قصص القران ويسخر اليهود من اؤلئك وهؤلاء رغم ان يهوه فى التوراة عندهم يستمتع برائحة الشواء ويعقوب النبى الانسان صارعه وهو الاله وصرعه.

اى هراء هذا الذى بعثه وقسمه الله او الرب حتى يصدق كل فريق ما بين يديه ويؤمن به ويدافع عنه، واى اله هذا الذى يصر على تسخيف العقل والمنطق ويمجد ويدفع بالخرافة والسحر والدجل، ولماذا حتى لم تكن قصصه وحكاياته منطقية ومقبولة!

والحجة الجاهزة لرجال الدين هى ان الله يرسل على يد كل نبى معجزة حتى يؤمن قومه به، اين ذهب اذن الايمان بالقلب والغيب ؟ ولماذا لا يرسل الله معجزات من وقتا لاخر على يد رجال الدين حتى يؤمن بهم قومهم؟ وحتى يتثبت يقينهم كما تثبت يقين من قبلهم، ام ان البشر فى العهد القديم كانوا بحاجة لدليل على وجود الله والبشر حاليا ليسوا فى امس الحاجة لذلك الدليل!

حتى الرب نفسه غير منصف مع عبادة فهو يرسل رسلا كثر ومعجزات شتى قديما ويضن ويبخل ويشح وينقطع تماما عن ارسال رسله ومعجزاته الى اؤلئك المساكين الشاكين بوجوده فى العصر الحالى او ربما انه لا يعبأ بهم ولا يكلف نفسه عناء الارسال او ربما هو يعيش فى مكان لم تعد به شبكة وانقطع عنه الارسال واللوم كل اللوم على شركات المحمول العملاقة التى تمنع الرب من الارسال والاستقبال، ربما لانه لم يسدد فواتيره الكثيرة الباهظة المتأخرة، او ربما لانه لم يعد يتكلم.

معجزة سخيفة واحدة او حوت يخرج من بطن جبل او فيل ابيض يظهر فى الهند ربما تجعل البعض يراجع نفسه ويفكر ثانية طالما هناك معجزات لا زالت تحدث فيصبح الرب بالضرورة هناك ويصبح اغبياءه ليسوا ادعياء.

او ربما معجزة عملية اكثر تليق برب كتغذية شعب كامل كشعب الصومال او توزيع الثروة بشكل عادل ومقسط على شعوب العالم العربى والعالم الثالث بدلا من يقوم بذلك الكفار من سكان الدول المتحضرة نيابة عنه.

او ربما معجزة اقوى برفع البلاء والمرض عن الفقراء فلا قبل لهم بعلاجه وتكاليفه الباهظة ولا قبل لهم بتحمل الآمه والحياة معها وهو اللطيف الخبير، او ربما معجزة صغرى بسيطة بمساواة اعداد البنين بالبنات وتيسير الزواج لهم بدلا من تركهم لغول الجنس والعنوسة والعزوبة.

قصص الاغبياء فى الكتب السماوية ربما تصلح اكثر ما تصلح للتسلية اثناء ركوب المواصلات حتى تصل لبيتك سالما، او لتسجيلها على وسائط وتشغيلها طول الوقت لجلب البركة والرزق دون حتى حاجة او داعى لان يكون احدا منصتا لها رغم انه لو قرأ القران فيجب ان تستمعوا له وتنصتوا فربما ترحمون وليس أكيدا، او ترديدها طوال اليوم فى الصلوات دون فهم ووعى وتطبيق لها.

قصص الاغبياء رغم انها لا معنى ولا قيمة لها ولا هدف من ورائها الا انها مصدقة ومشفوعة بالقدسية والتصديق والجلال، ذلك لانها نزلت من السماء وقيلت على لسان الرب وكل ما يقال على لسان الرب يجب ان يصدق، حتى لو كان غثاء ضحل وفج على يد مجموعة من الاغبياء لأجل مجموعة من الاغبياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في قصصهم عبرة
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 1 - 16:34 )
قصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام حقائق لاشك فيها الا عند من جحد ربه فكيف ندعوه ان يؤمن برسله وكتبه
في العالم المادي وفي الطاقات البشرية اشياء لايمكنك تفسيرها بعقلك المغرق في مادية صرفة
لاحظ ظواهر غريبة على النت لم يدع اهل الاختصاص انهم يعرفون تعليلها وشرح اسبابها
ارجع الى تاريخ الاكتشافات العلمية نظرية او تكنولوجية وبلسان اهلها وتفسيرهم لحظة الابداع انها اشبه بالوحي
راجع اعظم قصة رواية القران يوسف لتكتشف غناها شكلا وموضوعا
المعجزات كثيرة في عالمك المادي واحيانا ضد قانون المادة نفسه ان اعطيتنا ضمانة على قدرة التعليل المادي وحده نحن على استعداد ان نسرد حالات عديدة لنستفتيك فيها
اولها اشرح لنا انت كيف نشات هذه الحياة بغض النظر عن الاديان


2 - عبد الله اغونان
حكيم فارس ( 2012 / 4 / 1 - 17:19 )
وهل وجود ظواهر لايمكن تفسيرها بالوقت الحاضر تشكل دليل على صحة تلك القصص الخرافية التي وردت بالكتاب المقدس والقرأن فقصة سفينة نوح وحدها كما وردت الوقائع تكذب امكانية حصولها هل تعلم كم نوع حيواني وحشري ولنترك النباتي موجود في الطبيعة اكثر من مليون نوع وموزعين بشتى القارات كيف جمعهم نوح واي سفينة صنع ليتمكن من تحميل هذا العدد الهائل من الانواع وكيف وفر لهم الغذاء وهم على هذه السفينة الخرافية والله يا اوغونان لو تشرح لي كيف يمكن ان يحصل ذلك لاعلن التوبة على الفور ولكنك معروف كالعادة تعليق وتغادر ولا تناقش وغالبا ما تهرب من النقاش لانك لا تمتلك الحجة القوية المقنعة انتم تريدون اناس لو قيل لهم ان الله يقول هذا الفيل ولدته هذه الفأرة يقولون صدق الله العظيم


3 - رسالة دون عنوان
عدلي جندي ( 2012 / 4 / 1 - 18:20 )
صديقي صديق الحوار المتمدن المعجزة صنعها الإنسان الياباني بعد إنحسار التسونامي وأعاد بناء مدينته علي أحدث ما توصل إليه العقل الإنساني أما في بلد النقاب والحجاب والزبيب لا زالوا في مصر بلد العجائب في جدال هل الحجاب أو النقاب مفروض أم مخلوق والشوارع يحكمها الفوضي والبلطجة أنها رسالة الأغبياء حقا كما كتبت


4 - عبد الله اغونان وقصة يوسف
علي بابلي ( 2012 / 4 / 1 - 20:31 )
الاستاذ اغونان
انت تتغنّى بقصة يوسف كمثال رائع ومن معجزات الانبياء
القصة لاتوجد فيها شيئا من المعجزات بل تحصل في كل الازمان وتحكمها احداث درامية ووقائع المصادفة المعقولة رغم مافيها من مبالغات كثيرة
احداث القصة تبرر التحرش الجنسي عندما همّت به وهمّ بها والاله السماوي اعطى المبرر لمرأة العزيز بالتحرش عندما قطّعن ايديهن
وهل اللّعبة التي قام بها يوسف بوضع الذهب مع بضاعة اخوته من الافعال الاخلاقية
وكيف جمع يوسف ثرواته ان لم تكن على حساب الشعب الفقير
وكيف يسامح الرب زليخا الفاجرة من وراء ظهر زوجها ويبرر فعلتها الشنيعة
وقصص الانبياء كلّها على هذا الشكل
وتحية للاستاذ الكاتب


5 - يوري غاغارين
طارق العياري ( 2012 / 4 / 1 - 21:44 )
و هل نسيت السموات السبع الطباق و خاصة السماء الدنيا التي رفعت بلا عمد.إن :
كنت نسيتها فإن يوري غاغارين لم ينسها حيث قال حين صعد للفضاء
.I see no god up here
ربما كان لغاغارين عذره فلعله أي الله كان يسبح في مجرة بعيدة لا يراه من خلالها غاغارين,
و لعل السفن الحديثة سوف تتعرف على تخوم الكرسي أو العرش وسوف تتابعون هذه الأحداث في الفيلم القادم لزغلول النجار.
تحياتي للكاتب الذي أحبه و إلى كل مناصري الإنسانية ضد الدغمائية و الدجل و الخرافة.


6 - الايمان وتوابعه
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 1 - 22:38 )
ان امنت بالله وكتابه ورسوله كيف اكذب ماقصه القران الكريم عن قصة نوح ويوسف
الايمان بذلك تحصيل حاصل,انا لاادعي اني قادر وعارف بكل الوقائع لسفينة نوح وماحمل معه ومالم يحمل وكيف انا اتواضع تواضع العالم المادي الذي يقول لاادري
وفي المقابل لدي الاف الاسئلة لك تعجز عن ايجاد الجواب لها نحن نعيش جميعا في عالم فيه
كثير من الاسئلة وقليل من الاجوبة
قد لااقنعك ولاتقنعني ولااقصدك انت بالضبط او الاخوة الكتاب او اني حاقد على هذا او ذاك انا تهمني الافكار وما اعتقده حقيقة ولااقذف الاشخاص لذاتهم وانت تلاحظ اني احيانا قد اشيد بفكرة شخص ثم احط من شان فكرة اخرى لنفس الكاتب
في امكاني ان اكتب انا ايضا لكن افضل ان اقدم شيئا اضافيا ذاقيمة بذل التكرار والاجترار
انمنى لك الهداية لاتننظر امتلاك كل الحقيقة كي تهتدي فقد قصت الاديان عن اقوام شاهدوا المعجزات باعينهم وكفروا وعايشوا الرسل بل بعضهم من اقاربهم كابن نوح نفسه
العقل والعلم المادي نسبي وهما نسبة من العلم وليس كله لذلك اختلف العقلاء والعلماء
ايمانا وجحودا


7 - توضيحات لعلي بابلي.
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 1 - 23:02 )
همت به وهم بها لولا ان راى برهان ربه
التوفيق دائما من الله اذاحسنت عقيدة ونية العبد حتى لو ابتلاه ربه .القران الكريم في سورة يوسف وصف نزوة امراة العزيز ولم يبررها وقبل الله توبتها عندما تابت وبينت ان يوسف عفيف بريئ
وضع يوسف صواع الملك في رحل اخيه اجراء مؤقت نية وسلوكا وقد تبينت نتيجته
سياق القصة لانستنتج منه ان يوسف قد اختلس الاموال بل العكس هو ماتؤكده الروايات التي تجحدها زليخا شرعت في التحرش بيوسف لكنه لم يمكنها من ذلك وتابت بسبب هدايته ونور النبوة


8 - أحمد حسن البغدادي
أحمد عفيفى ( 2012 / 4 / 4 - 13:24 )
تم حذف تعليقك من قبل إدارة الحوار يا صديقى
وأنا اتفق معك :)


9 - رد 2
حامد يوسف ( 2012 / 4 / 9 - 14:42 )

..مع العلم ان اكثر من شهدوا المعجزات لم يؤمنوا بل كابروا وذلك لان تبصرهم بابسط الاموروهو ادراك وجودهم لم يكن كافيا ليؤمنوا ..وكالعادة تستمر رتابة مقالاتكم باقحام عدمية عدالة الله في كل موضوع والغريب انك تنتقد كيان لا تؤمن به..لا تقل -انا اصف اله المسلمين- لان من يؤمن بالله لا يراه بالطريقة التي تكتب بها ..البشر ليسوا عاجزين عن القضاء على المجاعات في العالم فالله رحيم وهيئ لنا سبل التراحم ان اسبغ عليك بمال فما المانع ان تساعد فقيرا او تطعم جائعا ..البشر هم المقصرين تجاه المقهورين -ليس من خالقهم- بل من بني البشر انفسهم..لسنا بحاجة لمعجزات في زمننا الحاضر لان الرسول كان خاتم الانبياء واتم الرسالة وعلينا نحن ايصال الرسالة للبشر وليس اكمالها لست بحاجة لمعجزات نسبية حتى تؤمن... اعيد لن اخوض بما تصفه خرافات المعجزات لاني اتحدث بتجريد مطلق ينبع من اساس الايمان او عدمه


10 - الاستاذ حامد يوسف
أحمد عفيفى ( 2012 / 4 / 9 - 19:58 )
لماذا لا تنأى بادراكك المتبصر
عن الركاكة الادبية والرتابة المعهوده في مقالات الملحدين


11 - الاستاذ احمد عفيفي
حامد يوسف ( 2012 / 4 / 10 - 13:57 )
ان انتقد النصوص لا يعني هذا غرضي ان احط من قدر الكاتب ولا انأى بادراكي عن الروح الذي يحملها الكاتب والتي هي صنيعة من خلقني والتي من حقها ان تتطلع على افكار متنوعة تتماشى ومنهج الايمان بالله ..لذلك غايتي ليست استعراضية بل هي دعوة لاخي في الروح الانسانية ان ينزع عن نفسه الصورة النمطية المتزمته للملحد والتي ارى انها غير مجدية لمصلحة تواصلنا المتمدن ..حبذا لو تكون كتاباتكم في ايجاد منظومة انسانية جديده بعيدا عن قدح وذم الدين