الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمل المرأة ليس ترفًا

عائشة خليل

2012 / 4 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يدعي بعض الرجال في بلادنا أن عمل المرأة ترفًا، وأن المرأة تعمل لتشتري بعض الأشياء غير الضرورية، مثل الملابس، والمكياج وغيرها من الأشياء التي لن تحتاج إليها في المقام الأول إن لم تكن تعمل خارج المنزل. وأرى في ذلك مغالطة كبيرة تحاول أن تغطي على الادعاء الذكوري بأن الرجل لا يحتاج إلى ما تجلبه المرأة من مرتب في نهاية الشهر. (انظر على سبيل المثال مقالة مروة شرف الدين ”حريم الدستور المصري” 15/3/2012 في المصري اليوم - باللغة الإنجليزية) وأن ما تتقاضاه إنما تنفقه في الواقع بين المواصلات، وحضانة الأطفال، وملابسها وهندامها، أي أنها تصرف ما تتقاضاه ولا يتبقى من دخلها شيء للعائلة.

ويتعارض هذا الإدعاء مع ما نراه من سعى رجال هذا الجيل إلى الاقتران بالموظفة ذات الدخل الشهري الثابت، وعد ذلك من مميزات العروس المأمولة. كما يتنافى مع واقع أن كثيرًا من البيوت المصرية اليوم لن تستطيع استكمال المصاريف الشهرية ما لم تكن ذات دخل مزدوج (الزوجة والزوج معًا). والأهم من ذلك أنه يتنافى مع معدل ما تصرفه المرأة من دخل على ما قد يطلق عليه ”بالكماليات”. فنحن لن نحتاج إلى دراسات لتثبت أن المرأة لا تصرف على نفسها إلا جزءا يسيرا من دخلها، فيكفينا لإثبات ذلك نظرة عامة على المرأة العاملة في مصر لنعرف البؤس الذي تعانيه، وتضحياتها برفاهتها في سبيل عائلتها. وعلى أي الأحوال أثبتت الدراسات الحديثة أن أطفال المرأة العاملة يتمتعون بتغذية أفضل، ومستوى تعليمي وصحي أفضل من أطفال المرأة غير العاملة. مما يعني أن دخل المرأة العاملة يذهب باتجاه أساسيات الحياة بالنسبة لعائلتها. وفي الواقع ينفق الرجال على عائلاتهم جزءا يسيرًا مما يكسبون، وهو المعنى الضمني للدراسة آنفة الذكر. كما أن دراسة أجريت على عمال مصنع كبير بالإسكندرية أفادت بأن العمال يتجهون إلى الزواج بأخرى عندما تتيسر حالاتهم المادية. أي أن الرجال هم من ينفقون على الرفاهيات مع زيادة دخلهم. وقد أثار هذا الأمر ضجة في أندونيسيا، حيث قضت إدارة إحدى المقاطعات بتحويل رواتب العمال إلى زوجاتهم. وذلك لأن العمال يصرفون رواتبهم علي خليلاتهم (أو يتزوجون بهن) ويتركون عائلاتهم ونساءهم وأطفالهم بدون ما يسد رمقهم. وبما أن الدولة الرشيدة تعمل على تنشئة جيل صالح، ولا يتحقق ذلك بدون تغذية وصحة وتعليم جيدين، فقد قررت المقاطعة تحويل رواتب العمال إلى زوجاتهم.

وبالإضافة إلى السيدات العاملات والمتزوجات، هناك أيضًا السيدات غير المتزوجات. فقد جاء في تقرير المركز المصري لحقوق المرأة لعام 2008 أن نسبة الطلاق في مصر قد بلغت الأربعين بالمائة، مما يعني بالضرورة أن عدد الأسر التي تعولها سيدة في ازدياد مستمر. ومع أن عددًا من تلك المطلقات قد يكن بلا أطفال، أو قد تعود إلى بيت أسرتها ليكفلها هي وأولادها أبوها أو إخوتها، فإن عددًا منهن بالضرورة سوف يتجه إلى سوق العمل إذا لم يجد من يعيله، أو إذا تغيرت الظروف (مثلا بوفاة الأب، أو زواج الأخ العائل) أو قد ترفض العائلة احتضانها هي وأبناءها ما لم يكن لديها دخل ثابت (كما روت منال عمر عن إحدى مشاهداتها في بغداد إبان الغزو الأمريكي للعراق - انظر بشأن ذلك مذكراتها). وتنطبق مثل تلك السيناريوهات على النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج، والذي بلغ تعدادهن في مصر خمس عشرة مليون بحسب د. غادة عبد العال.

وليست الحاجة المادية أو الاقتصادية هي كل ما يدفع المرأة للعمل، فقد تعمل المرأة لرغبتها في إظهار مواهبها وتنميتها، أو لرغبتها في تطبيق ما تعلمته بعد أن كرست الوقت والجهد في التعليم، أو لمجرد رغبتها عن الانعزال داخل جدران المنزل، أو لأنها ببساطة ترغب في العمل … وعلى أي الأحوال فعمل المرأة ليس ترفًا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهرب من الزواج.. ينتشر بقوة.. وقد يستدعي تدخل طبيب!


.. 16 امرأة يتهمن الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد باعتداءات جنسية




.. لا تشكو المهر وغلاء الأسعار قد تكون مصابا بفوبيا الزواج | #ا


.. مصر.. سائق يحاول اغتصاب فتاة في القاهرة • فرانس 24 / FRANCE




.. يارا لابيدوس: قصّة امرأة عبّرت الموسيقى عن حنينها وعن جذورها