الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمام الله وجهاً لوجه

محمد ماجد ديُوب

2012 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقدم أيا الشقي هكذا خاطبني صاحب الجلالة الله يوم واجهته وأراد محاسبتي عما فعلته في الحياة الدنيا
قلت له :
لست أنا الشقي بل إن الشقي هو أنت لأنك لم تستطع أن تكون في رأسي أكثر من مجرد فكرة سخيفة مزيفة رميتها خارجاً لأستطيع أن أكمل حياتي إنساناً كامل الإنسانية
قال :
كيف ترميني وأنا الذي خلقك في أحسن تقويم وأمرتك بعبادتي ؟؟؟؟
أجبت :
أنت لم تخلقني بل أنا الذي خلقك ولولاي لما عرفك أحد
قال وكيف ذلك ؟
تابعت :
أنت لم يرك أحد ولن يراك هذا مثبت فيما يدعي رسللك أنها كتب من لدنك ولو كنت موجوداً على غير الصورة التي رسمتها لك في مخيلتي لفعلت إذ مالذي يمنعك من ذلك ؟
وسبب ذلك في تقديري هو إما انك جبان لاتستطيع مواجهتي بسبب ما فعلته بالبشر وإما لأنك غير موجود وهذا هو الأرجح إذ أن من يدعي أنه يمتلك قدراتك لن يكون جباناً .ثم مالسر في أنك شئت أن لايراك أحد من خلقك كما تدعي نهائياً ؟
صمت
أتابع ..غريب أمرك بدأت على هيئة آلهة متعددة متناحرة تفعل أفعال البشر ثم قمت بالقضاء علىيهم واحداً في إثر آخر حتى أتيت عليهم جميعاً ومن ثم تربعت وحيداً على عرش مملكة تدعيها لنفسك وحيدا ولم تكن كذلك وإدعيت أنك اللامتناهي في كل شيء وهنا أسألك هل يستطيع اللامتناهي خلق لامتناهياً ؟ ولاتقل أنك تستطيع ,لأني سأقول لك أنت تكذب لأنه أياً كانت اللانهاية خالقة أم مخلوقة فهي تنفي عن ذاتها هذه الصفة لآنها بمجرة أن خلقت فهي محدودة وكذلك هي أن خُلقت ثم هل تستطيع أن تقول لي ما سر ساديتك المرعبة ؟إذ أنك خلقت عالماً بلا رحمة أو عدالة
هنا سأل بغضب كيف أنا سادي وكيف عالمي بلا رحمة ؟
أتابع مجيباً ألاترى ساديتك في التمتع بعذابات خلقك التي لاتنتهي دون أن يرف لك خفن أو تهب لإنقاذ مظلوم ألم تترك إبنك الحيد على الصليب مدعياً بكل صلافة أنك تعذبه إفتداءاً لكل البشر ما ذنب هذا المخلوق البريء الذي بكته أمه دماً وهي ترى عذاباته وآلمه المبرحة على الصليب ؟ ثم لو كنت عادلاً لعرفت كل شيء فالعدالة تقتضي المعرفة
الكاملة وأنت لاتعرف كما تدعي فلو كنت تعرف هل تستطيع أن تقول لي أين هي حدود الوجود ؟
تقول أنك تكرمت بخلقي وعلي عبادتك لكن الصحيح هو أن فضلي عليك كبير إذ لو لم أمتلك دماغاً مفكراً وفكرت بخلقَك لما عرفك احد أنت بحاجتي لتُعرف ولست أنا ,
أنا لست بحاجة لإله لايمكن أن أراه ولايمكن أن أكلمه فالمزارات في هذه الحالة والأولياء والقديسون هم أفضل منه ويقدمون لي خدمات لاتقدر بثمن فبالتوسل إليهم وتقديم النذور لهم يستجيبون لي بسرعة كبيرة
قاطعني :هذا بأمري ومشيئتي قاطعته قائلاً : لا تدعي ما ليس لك به أي شأن فلو أردتنا أن نعرفك أنت لفعلت لنا ما يفعله هؤلاء دون أن تُحيجنا إليهم لنعرفك إذ مالذي يمنعك من مساعدتنا مباشرة خصوصاً وأنهم قبضوا وكثمن لمساعدتنا أن نتبعهم كلاً فيما يؤمن به وها نحن الآن نتعارك ونقتل بعضنا البعض بسبب ما أورثونا من أفكاروغيبيات يؤمنون بها أين أنت من كل هذا ؟بل على العكس من ذلك قمت أنت بتجشيع الخلافات فمرة تقول أنك إله بني إسرائيل فقط ومرة تقول أن والد يسوع وثالثة الأثافي أنك جعلت اليهود مغضوب عليهم وأتباع عيسى ضالين على لسان من تدعي أن آخر أنبيائك وهاأنت تدعم من يقتل من ويقطع الرؤوس من أتباع محمدك هذا بسبعين حورية أبكاراً في جنتك المزعومة وبأنهار الخمر والغلمان .بالمناسبة في جنتك هذه لماذا لم تعدنا إلا بما حرمته علينا في هذه الحياة الدنيا ؟ثم لماذا طالما أنه مكافأتك لنا في الآخرة لمَ حرمتنا منه في الأولى
هل عرفت مالذي نشتهيه فاشتريت به أنفسنا حرمته علينا هنا وحللته هناك لنكون عبيدك في الدنيا ؟ولآجل أي شيء نكون عبيدك ؟
ألا تعرف وأنت المدعي كل معرفة أن ماتفعله وتفعله بنا لايفرق شيئاً عما يفعله أي حاكم متسلط يلوح لنا بما نريد لنتبعه كالكلاب الجائعة وها أنت تفعل الشيء ذاته وهنا أسألك من تعلم من الآخر هو أم أنت ؟؟
لكن سؤالي الآخير إليك هو : لو كنت حراً حقيقة هل تريدنا عبيداً ؟؟
هل عرفت الآن لمَ رميت بك خارج رأسي ؟ لأني لاأريد أن أكون عبداَ لأحد أو لأي شيء يشبهك
أريد حرية عقلي التي تجعلني إنساناً يستحق نتائج تطوره في هذه الحياة وإمتلاكه الوعي .هذا التطور الذي لاأشك يوماً أنه سيصل بي لأكون أنا الإله ولست أنت ,ولكني إله من نوع آخر إله يرى أنه في تحرير الإنسان من عبوديته لحاجاته العدالة كاملة بعينها والرحمة كلها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ الصديق ماجد ديوب
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 3 - 10:06 )
(( وادعيت أنك اللامتناهي في كل شيء وهنا أسألك هل يستطيع اللامتناهي خلق لامتناه؟))
هذه الفكرة وحدها تكفي لتحطيم الاعتقاد بوجود إله مفارق
مقالة جيدة
ولكن فكرة الصلب والفداء التي أقحمتها هنا، أذهبت شيئاً من جودتها
لماذا؟
لأنّ المسيحية لا تقرأ هذه الفكرة كما قرأتها أنت
مع تحياتي وتقديري لما كتبت


2 - اكثر من رائع
وليد يوسف عطو ( 2012 / 4 / 3 - 11:13 )
عزيزي الاخ محمد ديوب المحترم .. لقد خنقت الاله وسيموت .. انت دائما في جدلياتك الفكرية اكثر من رائع وفكرة الاله الواحد فكرة سادية كيف يكون محبا وغفور ورحيم ومنتقم وجبار معا ؟ االاله الواحد ابن التملك الخاص وهو اليكتاتور الوحيد المتربع على العرش . بينما في الهة العراق القديم واعتقد نفس الشيء بالنسبة لسورية القديمة هي الهة خصب وحياة توزع الاعمال فيما بينها ولم يكن في العراق القديم فكرة النار والجنة حيث الانسان له هذه الحياة فقط ولهذا سعى جلجامش الى الخلود عن طريق اعماله العظيمة ختاما لك مني خالص مودتي ايها الغالي واشكر مرة اخرى تضامنكم معي


3 - تحية إلى : محمد ماجد ديوب
أحــمــد بــســمــار ( 2012 / 4 / 3 - 11:19 )
يا سيد ديوب
أصبت.. وألف ألف مرة أصبت بتحليلك ومخاطبتك الصريحة, لمن نصبه بعض تجار الغيبيات علينا ملكا وحيدا أحدا, دون استشارتنا وقبولنا به أو عدم قبولنا, وما سلبونا وحرمونا باسمه من حريات وما فرضوا علينا من طاعة ولاة وحكام وسلاطين وملوك وأمراء فاسدين طغاة. وما حرموا أخوتنا النساء من حقوق إنسانية طبيعية عبر مئات السنين.. لأنه ـ فقط ـ نقل عن لسانه هذا أو ذاك من هلوسات دوخوا بها ملايين الملايين من الفقراء البسطاء عبر تاريخ مرير معتم طويل...
المسيرة نحو النور..بدأت مع كلماتك الجريئة هذه.. لذلك أقدم لك كل تأييدي وصداقتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


4 - العزيز نعيم إيليا
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 3 - 11:21 )
نعم ليس هناك مفارق وهذا ما أردت قوله
بالنسبة لفكرة الصلب أنا قرأتها إنطلاقاً من منهجي في التفكير وأعرف تماماً القراءة المسيحية للفكرة
جميل أن نختلف وإلا لمً يكون حوار لكن ما غير جميل أن لانقتنع عندما تكون حجة الآخر متماسكة لك مني كل التحية على قبولك ما أكتب وإن كنت تختلف مع بعضه
لك خالص تقديري


5 - الغالي وليد
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 3 - 15:22 )
نعم إنه سيمونت حتماً لأن الوعي البشري تجاوز المخاوف
إن إله السماء هو إنعكاس لإله الأرض الحاكم بأمره حبذا لو أستمرت السماء على ماكانت عليه آلهة متعددة كم كان ذلك سيكون جميلاً
لك تحيتي العطرة


6 - العزيز أحمد
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 3 - 15:24 )
علينا بالنضال بلا هوادة للتخلص من هكذا إله ومن ممثليه على الأرض
لك تحياتي القلبية


7 - تحيه وتقدير
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 3 - 18:28 )
تحياتي عزيزي محمد
مصيبة من لم يقتنع بأفكارنا يعاني من سكونه القاتل وايمانه المطلق ويعتبر نفسه اعلى من الجميع حيث كلما ازداد الانسان غباء ازداد يقين بأنه عالم بكل شيء وكلما ازداد علم ومعرفه ازداد يقين بأنه لم يعرف الا القليل وهذا ما يجعلهم راضين وقانعين دوما ولا يحاولوا ان يعرفوا اكثر من ما عرفوه
دمــــت ســـالم لــنا


8 - الأخت العزيزة فؤاده
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 3 - 20:49 )
إنه غرور المؤمن الذي يعتبرنفسه وصياً على الفكر والتفكير
لك أحمل تحية


9 - هل من مزيد
سلامة شومان ( 2012 / 4 / 3 - 22:22 )
قلة عقل وكفر بواح وكلام لايقوله طفل
هذا هراء تسمونه انتم تنوير وفكر
وجها لوجه
هذا لن يكون لامثالك ابدا
فكفار اليوم اشد كفرا من كفار الامم السابقة
هكذا تتبجحون على الخالق العظيم من انتم ومن اين اتيتم
والله ما هذا بقولعاقل
الحمد لله
الان عرفت لماذا تتغيظ النار من الكفار




10 - أخي سلامة
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 3 - 22:40 )
يبدو أنك لاتقبل حتى بالحالة الإفتراضية فكيف بالحالة الحقيقية؟


11 - عوضاً
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 3 - 22:45 )
عوضاً عن مناقشة ماورد في المقال من أفكار يدعو لنا بجهنم لامشكلة هذا مالديكم وهذا ما لدينا وبالتأكيد لغة العقل الذي يثير التساؤل غير العقل الذي يستسلم لما نقل إليه


12 - العزيز محمد ديوب الغالي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 4 - 02:52 )
تحيه وتقدير
انت لست بحاجه اليه وهو غير موجود وعند مناجاتك الخياليه له استفاد منها لانك قلت انه موجود دون ان تقصد
انت لاتحتاج ايه ويهرب منك من يقول ان البشر يحتاجون اليه
حبيبي كما يقال وانت كذلك لكن هذه لازمه يعرفها العراقيين انت اكثر خيالا منه فدعه واستجب لدعاء احمد بسمار الاستاذ
وارحمني وتفضل
ياكفن النجباء
ما قاله الانبياء محض هراء
فلا الله حق
و لا هو حافظ من بلاء
و لا هوصانع .....و لا هو مانع....و لا هو مانح لعطاء
و لا هو منقذٌ
ولا هو مرسل الانبياء
و لا المجرة تسري بحمده والدعاء
هو ذئب يعوي في صحراء
لأطعمنهم وهي قاحلة جرداء


13 - الغالي رضا
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 4 - 11:22 )
دائماً لمرورك نكهة مميزة
لك أجمل التحية


14 - أداء رائع عزيزى ماجد
سامى لبيب ( 2012 / 4 / 4 - 23:45 )
بداية عذراً على التأخر فى الرد
ألم أقل أنك رائع .. أم أقل انك لا ترسل الأفكار بشكل تقريرى وتلح عليها بل تترك مساحة للقارئ أن يبنى أفكاره ويتفاعل
أجدك قريب بشكل غريب من أفكارى لتصل حتى لأدبيات الكتابة فلى مقالين بملفاتى على نمط هذا النمط من كتاباتك أحدهما عن تقلدى لوظيفة إله والآخر عن محاكاة مع الشيطان أأمل فى نشرهما قريبا
ممنون لأفكارك وهذا الأسلوب الذكى فى الصياغة
تحياتى ومودتى


15 - أخي المحترم سامي
محمد ماجد ديُوب ( 2012 / 4 / 5 - 22:57 )
نعم نحن متقاربان لأن منهجنا في التفكير واحد ربما الفرق الوحيد بيننا هو أنك تنتهج الفلسفة طريقاًُ وانا أنتهج العلم منهجاً
من يفكرون بمنهج واحد يصلون إلى النتجية ذاتها وهذا اكيد فلا عجب من تقاربنا
أشكرك من أععاق قلبي لإطرائك الذي أعتز به
تحيتي لك أيها الكبير وآمل أن أقرأ لك ما ذكرت بأقرب وقت

اخر الافلام

.. رئيس مؤسسة -إسلام فرنسا- غالب بن الشيخ: مصطلح الجالية الإسلا


.. شاحنة تعرض رسائل معادية للإسلام في تورونتو




.. عضو حزب الاستعادة الفرنسي: حضارتنا الأوروبية ليست مبنية على


.. توافد الحجاج لزيارة المسجد النبوي بعد إتمام مناسك الحج في مك




.. القس دوماديوس: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعاقب الراهب المص