الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخوان: من الإستضعاف إلى المغالبة

مجدى خليل

2012 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ عدة سنوات نشرت ورقة بحثية تتبعت خلالها علاقة الاخوان بالقوى السياسية من تنظيم الضباط الأحرار إلى حركة كفاية، وكانت النتيجة التى خلصت اليها الورقة هى أن آليات الأخوان طوال تاريخهم تركزت فى أداتى " الهيمنة"، و"الأسلمة"، وحتى الأسلمة لديهم هى الاأداة والوسية الرئيسية للهيمنة، ومن ثم فأن الغاية من كافة أنشطة الأخوان هى فى النهاية هى الهيمنة أو السلطة بمعنى أوضح. على مدى أكثر من 80 عاما وهم يحلمون ويخططون ويتكتكون للوصول إلى هذه السلطة عبر التغلغل ثم الأختراق ثم القفز فى اللحظة المناسبة، ووفقا لمصطلحاتهم الدينية الإستضعاف ثم التمكين ثم المغالبة. بالنسبة للسلطة التشريعة هم يعتبرون أنفسهم حاليا فى مرحلة المغالبة ، وبالنسبة للسلطتين التنفيذية والقضائية مازالوا فى مرحلة التمكين.
عند الوصول لمرحلة المغالبة ترى وجه آخر تماما من أوجه الأخوان المتعددة،هذا الوجه يتسم بالتعالى والعجرفة والتكويش على السلطة والتبجح والتهديد والإستعداد للمواجهة ولو بالعنف.ولهذا لم أستغرب ابدا ما حدث بالنسبة للجنة التأسيسية للدستور أو ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة،فهم فى مرحلة المغالبة يتصورون أنفسهم هم الوطن والوطن هم، ومن ثم لا يلتفتون إلى القوى السياسية المتعددة ولا يحفلون بأنهم يجرون الوطن إلى الخراب والشقاق، ولا يعنيهم صدور دستور محترم لدولة من المفروض أنها تتحثث خطواتها نحو بناء مقدراتها من جديد، ولا يشغلهم نقد الناس لسلوكهم الإستبدادى المنفر.... كل ما يعنيهم هو تأمين قبضتهم على السلطة، فهم فى النهاية طلاب سلطة لا طلاب دين، وتجار مهرة بالشعارات الدينية وبعواطف الناس الغلابة.
واهم من يتصور أن الاخوان تخلوا عن العنف، فالعنف يشكل مكون رئيسى من مكونات التفكير والعقل الجمعى لدى الجماعات الدينية، كل ما هنالك أنهم تعلموا الدرس من الماضى وقرروا تأجيل العنف لمرحلة المغالبة، وفرع الأخوان فى غزة( حماس) خير شاهد على ذلك فى سلوكه مع منظمة التحرير. وإن كنت لا املك معلومات كافية إلا أننى أستطيع التخمين أن هناك مليشيات أخوانية شبه عسكرية جاهزة للمجابهة فى المرحلة القادمة.
وواهم أكثر من يتصور أن الاخوان قادرون على الحلول السياسية التوافقية، فلا يشغلهم هذا التفكير السياسى الواقعى والرشيد، كل ما يشغلهم فى أى مرحلة هم، ففى مرحلة الاستضعاف تراهم يستغلون كافة القوى السياسية ويفتحون أحضانهم للجميع، ثم فى مرحلة التمكين تراهم يلعبون سياسة بإنتهازية شديدة، ثم فى مرحلة المغالبة ينسون كل ذلك ويتجهون للسيطرة الكاملة على السلطة.
وواهم أكثر وأكثر من يتصور أن الأخوان يحلمون بمشروع لتقدم الوطن، فهذه الكلمات ليست جزء من قاموسهم، ومن يتابع مشروعهم السياسى منذ أن دخلوا رسميا مجلس الشعب عام 1984 لا يجد أى شئ ذو قيمة قدموه فى مجلس الشعب، ومعظم سلوكهم ينتمى إلى الشغب السياسى والتفاهات السياسية التى لا تهم المواطن وأنما تصب فى خطتهم لإظلام الوطن وتصحير وتسطيح العقول.
وواهم حتى النخاع من يتصور أن الأخوان سيحاربون الفساد، فهم مجموعة من التجار كل ما يشغلهم السيطرة الأقتصادية الكاملة على البلد وإستبدال فساد الحزب الوطنى بفساد جماعة تدعى أنها تتحدث بأسم الله.
وغارق فى الوهم من يتصور أن للأخوان مجموعة متماسكة من القيم تستطيع التعامل معها، فالواقع يقول أنهم كائنات زئبقية يصعب الإمساك بها أو التعامل معها، وهم أكثر تبجحا فى الكذب من مبارك، وأكثر تلونا من الحرباء،وأكثر مراوغة من الثعالب،وأكثر خبثا وإيذاء من الحيات،وأكثر قرفا من القرف ذاته.
ولكن يبقى السؤال قائما: ماذا نفعل مع الاخوان إذا وصلوا لمرحلة المغالبة؟.
الإجابة للأسف فى المثل القائل لا يفل الحديد إلا الحديد، فتاريخ هذه الجماعات يخبرنا بوضوح أن اللغة الوحيدة التى يفهموها هى لغة القوة، والطريقة الوحيدة للتعامل معهم فى مرحلة السيطرة هى إزاحتهم عن الحكم، فالتفكير الدينى لا يعرف المرونة ولا التعدد ولا الحلول الوسط ولا الانفتاح على الآخر ولا لغة الحوار ولا التنازل ولا التخلى عن المقاعد ولا التفكير الرشيد ولا الحوكمة ولا المساءلة.
الكرة فى ملعب المصريين: أمنعوا الأخوان من الوصول لمرحلة السيطرة فالمغالبة، لأن الوطن كله ساعتها سيدخل فى نفق مظلم لعقود طويلة أو سيدفع دماء كثيرة من آجل إزاحتهم عن السلطة.... وفى النهاية كما يقولون الوقاية خير من العلاج.
اتحدوا يا مصريين من آجل بناء دولة حديثة يتقاسم العيش المشترك على اراضيها الجميع بما فيهم الاخوان، ولا ينفرد طرف بمقدرات الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملوخية أمريكية سعودية والمصريون يعشقون الطبقة
حميد كركوكي ( 2012 / 4 / 3 - 11:31 )
أي والله لا ربيع ولا خريف ولا مريخ ،،إنما تبديل حكام بلهاء وتعبانون و منتفخي الكروش بجمعوع من لحيا وذقون مبرغثة وخرفان و صياع -لسي آي ئيه!- وحكام الحرمين الخبيثين آل سعود عليهم الصلات المحمّدي الصحراوي القاحل،،


2 - فقط ملاحظة صغيرة
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 3 - 14:22 )
عزيزنا استاذ مجدي تقول هم لا يفهمون الا لغة القوة.لأ يا سيدي هم لا يفهمون الا لغة العنف وشتان بين القوة والعنف
تحياتي


3 - سيندم المصريون على انتخابهم للاخوان والسلفيين
صباح ابراهيم ( 2012 / 4 / 3 - 19:35 )
غالبية الشعب المصري من البسطاء والفقراء والاميين والذين يشكلون الملايين الكثيرة العدد والذين بطبيعتهم االفطرية يؤمنون بالدين ويعتبرون رجل الدين هو القائد الفاهم والمحترم الذي ينبغي طاعته والسير وراءه ، فهو المرشد في الجوامع والمساجد وهو بتاع كله يفهم بالفقه والدين وعلم الطب والذرة والفيزياء والفلك والكذب .
وبسبب هذه الفكرة التي رسخت بعقول غالبية المصريين الغير مثقفين جيدا ، انتخبوا الجماعات الاسلامية من الاخوان والسلفيين ، ولم يعلموا انهم ادخلوا بلادهم مصر في نفق مظلم سيندمون على فعلتهم واختيارهم الخطأ ، ولكن بعد .... فوات الاوان ، وبعد ان تندلع المعارك الكلامية بينهم ثم المظاهرات والاحتجاجات على تشريعاتهم واخيرا ستصل الى الحرب الاهلية .


4 - قدْ أسمعتَ إذا ناديتَ حياً....ولكن لاحياةَ لم
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 4 / 3 - 23:45 )
قدْ أسمعتَ إذا ناديتَ حياً....ولكن لاحياةَ لمنْ تناديْ. بعد غسل العقول بالمفاهيم ألأسلامية، وهي مفاهيم مقلوبة وباطلة، فهل ترتجي خيراً من أمةٍ أحياؤها موتى، كما تقول الدكتورة وفاء سلطان، وكما يقول الشاب مصعب حسن، في كتابه إبن حماس، لاسلام ولاحياة بوجود الأسلام.
ماذا ترتجي من أمة تمجد عمليات القتل والتسليب المحمدي بإسم الغزو وتفتخر به وتدرسه لأبنائها وهم في عمر الزهور، وماذا ترتجي من أمةٍ تدرس بناتها، وإنكحوا ما شاء لكم من النساء...وما ملكت أيمانكم. دون ذرة خجل من اللفظ ومن المعنى.
أقولها ياعزيزي مجدي، فكروا ملياً بالأنفصال عن المسلمين، قبل فوات ألأوان، وخططوا لبناء جدار عازل كما فعلت إسرائيل. بدل التفكير بتطوير المسلمين، مع إحترامنا وتقديرنا لمن فهمَ المحنة التي هم فيها.
هاهم رجعوا إلى حضن عائشة وجلباب محمد بعد أكثر من قرن من نضال وتضحيات المفكرين العرب والأجانب وبدأوا يهددون العالم بسيف الأجرام المحمدي.


5 - ب
ب ( 2012 / 4 / 4 - 00:15 )
الاكيد انه بعد خمسين سنة او ربما اقل سندوس على القران ، وسنرى الحشود العربية الثائرة تدمر في المساجد و الزوايا ،

هؤلاء حين ينهشهم الفقر و العنف الاسلامي سيكفرون ولو كان الله موجدا حقا


6 - الشاطر.. خيرت!
‎هانى شاكر ( 2012 / 4 / 4 - 01:02 )

الشاطر.. خيرت!

فى زخم أخبار تجعلك تتخيل أنك محبوس فى غرفة غازات سامة -- غباء نظام مبارك , فساد ألجميع , شلل ألعسكر , غطرسة ألأخوان , جوع ألغلابه , غنج البلكيمى , دلال ألراقصة , خسة ألمثقفين - ياتى هذا الخبر كخبطة تحت ألحزام فى حمأة الجحيم ألذى نعيش فيه ألآن ...

مصر تحتضر بعد 60 سنة من حكم ألعسكر ... أنهكوها وقتلوا فيها كل مقاومة ...

كبقرة تحتضر , لن تتحمل أنفلونزا ألأخوان

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah