الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعاء الأنبياء 1مدخل سيستولوجى وسيكولوجي

عصام شعبان عامر

2012 / 4 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أنبياء الله ورسله هم ذلك التجسيد المتكامل لكل مشاعر الإنسانية فهم بسماتهم وصفاتهم وسمتهم قد مثلوا أثرا بعد عين لكل جوانب البشرية .
فالبشر هم البشر ولكن هناك أناسا قد مثلوا قيما بعينها فى نقاط حالكة السواد من تاريخ البشر كانوا هم نبراسا وقنديلا يضئ للبشرية دروبها المظلمة الحالكة السواد وذالك بما اشتملت عليه سجاياهم من قيم متكاملة والانبياء عليهم السلام قد مثلوا تجسيدا حيا وواقعا لتلك القيم والتى تجسدت فأصبحت عقائد ذات معنى ودلالات .
نعم هناك أناسا غير الأنبياء قد حققوا للرصيد البشرى الكثير ولكن قد فضل الأنبياء لأنهم اصحاب رسالات مقدسة وهم يمثلوا حالة من التقديس فى نفوس متبعيهم من المؤمنين حيث هناك هالة من التقديس قد نسجت مع هالة من الكمال والعصمة والذى شكل بدوره قالبا دوغمائيا صلبا ورهيبا قد وصل مداه ومؤداه إلى درجة التأليه أو درجة الملائكية رغم أن الأنبياء أولا وأخيرا مجرد بشر اختصوا برسالة .
ونحن فى مقالاتنا لن نتعرض للأنبياء والرسل عليهم السلام من باب ما طرحوه من ديانات أو معتقدات ولكن سنتعرض إلى الظروف التى أدت إلى تلك الإحتكاكات الإجتماعية الكبرى لتغيير منظومة القيم الحاكمة والسائدة فى عصر النبوة .
إذا فالقضية ليست قضية إيمان وكفر وليست قضية حق وباطل ليس من منظور دينى ننظر إلى القضية ولكن من منظور إنسانى بحت يبحث عن الحقيقة والحقيقة فقط .
1:1
لم يظهر الأنبياء إلا كنوع من رد فعل طبيعى ضد قيم المجتمع السائدة خصوصا وعندما تكون تلك القيم بلغت من الفساد ذرى العتو والإستخفاف بعقول البشر .
إن قيمة المعتقدات ليس فقط كونها لها القدرة على التأثير بل أيضا لها القدرة على الثبات الدائم والتلون الدائم للبشر هو ما يسهل خرق تلك المعتقدات وإحرافها بنفس الشعار الأول .

بمعنى شعار واحد وقيمتين متضادتين وهكذا تعلو الشعارات ظاهرا وبنفس القدر يعلوا الفساد باطنا وهذا هو قمة التحريف وهذا ما يفعله الإنتهازيون فى كل عصر ومصر وعلى مدار التاريخ حيث تصبح القيم سلعة تباع وتشترى فى سوق النخاسة من أجل الغرض والغرض مرض .
بهذا المبدأ الصوفى الباطنى " الغرض مرض " مقابلة ضد المبدأ الميكافيللى " الغاية تبرر الوسيلة " فالأول يحارب الأغراض ويعتبرها أمراضا معدية تصيب منظومة القيم بالشلل والثانى يؤمن بالأغراض ويعتبرها وسيلة لا غاية للوصول إلى الهدف المنشود ولكن المشكلة ليست فى أى من المبدأين المشكلة تكمن فى البشرية ذاتها فعند التطبيق تختلط الوسيلة والهدف (الغاية ) فتصبح الغاية هى الوسيلة من أجل الغرض الفاسد .
والانبياء وسط هذا الصراع الأبدى وهذه الثنائيات قد استبصروا هذا الخلل فادركوا من فورهم أن الحل يكمن فى إزالة هذه المعتقدات الصنمية القائمة فى مجتمع الفساد والقائم الفساد فيه على المصالحة مع هذه القيم السائدة .
بدأ وفى بداية الامر إلى نقد تلك المعتقدات والقيم وهذا ما تخبرنا به قصة إبراهيم الخليل وصراعه مع الأصنام الفكرية لا الأوثان المادية الحسية وكيف حاول من خلال الحجة والمنطق أن يستبصر الحقيقة الغائية من وجود هذا العالم وبناءا على هذا النقد قد يصل إلى نتائج ثورية مؤداها إلى كفر الأنبياء البواح مع العلن بكل معتقدات وقيم المجتمع الفاسدة بل والتحريض والتصريح بهذه النتائج الثورية وعند هذه النقطة يبدأ صراع مجتمع – نبى والذى غالبا ما ينتهى بانتصار الكثرة الفاسدة على القلة الصالحة لأن الكثرة متواطئة على الفساد وتربطها مع هذه القيم والمعتقدات القديمة مصالح ومصالحة .
يتحول صراع الأنبياء مع المعتقدات والقيم السائدة فى بيئة الاسلاف فى عصورهم إلى صراع مع المجتمع ذاته لأن المجتمع تربطه بقيمه ومعتقداته القديمة مصالح فاسدة .
فالأنبياء اصحاب رؤية فلسفية وإجتماعية عميقة فيما يسود مجتمتعاتهم من ضعف وهشاشة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على