الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائيات متعالية على الحياة

احمد مصارع

2005 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثنائيات متعالية على الحياة
العيش بسلام هو دافع من دوافع البقاء , ويتضمن في جوانبه قيام الإنسان بدفع غائلة الجوع , عن طريق الاستغراق في العمل , من أجل إنتاج الخيرات المادية , ومن أجل تحقيق ما يمكن تسميته بشكل أولي , الأمن الغذائي وهو متنوع , ويشمل كل الحاجات الضرورية , ويمر هذا الدافع عن طريق العيش بسلام , وتجاوز حاجز الخوف العميق , من الأخطار التي تهدد سلامة الحياة.
التراكمات التي يمكن لها أن تنتج عن هذه القوى المحركة هائلة جدا , وكلما طال زمن السلام , المحلي والإقليمي وهذا ما يحدث حقا بشهادة أمير ميكيافلي نفسه ,رغم كونه شيطانيا بل وداعية حرب دائمة , وابتداء من إقراره بكون النمو الديمغرافي السكاني , ووحده فقط مؤشرا على مفاعيل البقاء وعند العيش بسلام , وهو مؤشر للنجاح السياسي , الأميري , ومن خلاله تمر دوافع اللهو , والخمر والنساء , وتبرز مسلسلات الحب والشفقة , بمثابة آمال يرسمها المخيلات المريضة , وهي أوهام مريضة مخادعه , وبخاصة عندما لا يكون لتلك الثقافات عمق في فلسفة الحياة , ولا ماهية أو صلابة معوضة , وعند ذاك , يكون الأفيون الحقيقي ذاته أقل ضررا على بنية المجتمع , من تحليقات ليست خيالية قوية , بل خرافات تحت معقولة .
قات اليمن وبشكل فعلي أقل أضرارا بالبنية الاجتماعية السياسية ,من أوهام المسلسل ( العربي ), بل إن حشيشة مصر لا تفعل شيئا أمام المسلسل التغريبي , من محلات الديكور الكريمة في دعايتها لذاتها , ومن شركات الدعارة الفنية , والأرتيست , وهز ياوز , والدنيا كلها جواز في جواز ؟ !
كان صديقي المقاول الجديد يريد لفت انتباهي الى رداءة الواقع الإسلامي , ليدفعني بقوة نحو العمل على نهب الأمة خارج التاريخ , وبالقول , لا تلق بالدرر عند أقدام الخنازير .
حين مر (أحد طيور الجنة ) وهو شخص أبله (عفوا ) , وحين صرخ عليه قائلا : تعال واستمع جيدا لما أقوله لك , فهذا الذي تراه أمامك مخرج سينمائي , ولو أحسنت التمثيل سيجعلك بارزا , وستحتضنك كل قنوات الخليج :
قال ببلاهة تامة أنا حاضر , وحين قال له مثل مشهدا , ماذا فعل ؟ ! نفخ بطنه , وراح يهتف بميوعة بالغة :
أنا حامل يا أحمد ... !!!! , كلها جواز بجواز ..؟!
إن مثل هذه المجتمعات معرضة حقا , مثلها مثل أصحاب النوايا الطيبة , التي يسخطها ليل نهار , لا منطق غناء وموسيقى ( السوبر كندرة ) التي تزعمها الرحابنة , لاتقل تدميرا عن حرب الأفيون التي سلطت على شعوب كثيرة في العالم , وليس آخرها الولايات المتحدة الأمريكية , حين تدخلت بالقوة المسلحة لإسقاط نظام نورييغا , حتى وهو يحتمي بالكنيسة , لا لسبب سوى حماية مواطنها من , انحطاط الحضارة , عن طريق الأفيون
في أجواء من هذا النوع , ظهرت بدون مقاومة أنظمة , تنطلق بقوة همجية , مظهرة الرغبة الخفية في تحيق دوافع السيطرة , والرغبة بالاستبداد , بل الطغيان .
الطاغية الفظيع الذي لا يمتلك شرعية الوجود , هو المقابل الموضوعي , لشعوب تعيش ببلاهة تامة , ضمن غريزة البقاء , بأي شكل كان ؟!
الضحية الأولى ل هكذا حاضنات , لن تنتج قطعا بشكل تفريخي مذل ,سوى مسلسلات ذل من الطراز الأول , وموسيقى نحيب وعويل , لأنه لامكان للدوافع العليا بالظهور , ولامكان لعقل الخطأ والصواب , كما أنه لامكان للامتنان والرهبة , والإيثار , والندم والمراجعة , والتضحية !!؟؟
احمد مصارع
الرقه-2005.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل