الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
شريف صالح
2012 / 4 / 4المجتمع المدني
خيرت الشاطر حامل "الحصالة"
من هو خيرت الشاطر مرشح الإخوان لرئاسة مصر! قرأت سيرته المقتضبة في موقعه الشخصي وخرجت بهذه التأملات:
1. أب لعشرة أبناء
مثل معظم المتدينين لا يؤمن الشاطر بتحديد أو تنظيم النسل، ولا يعتقد بأن "الزيادة السكنية" عبء على الدولة ـ وهذا صحيح جزئيا ـ لكنه بالتأكيد يؤمن بأن الله يرزق من يشاء بغير حساب. ولا أدري هل سيشجع الشاطر إطلاق النسل بالدستة، أم سيعطي جوائز مالية لمن ينجب أكثر، تماشيا مع قناعته؟! ورجل لديه هذا العدد من الأولاد ومثله من الأحفاد ـ ربنا يحفظهم ـ ألن يؤثر ذلك على تفرغه للحكم.. لقد عانينا من حاكم لديه ولدان فقط، فكيف سيكون حالنا مع حاكم لديه عشرون ولدا وحفيدا؟!
2. حاصل على سبع شهادات
حصل الشاطر على سبع شهادات في مجالات مختلفة منها الإدارة والهندسة والمجتمع المدني والدراسات الإسلامية، ما يدل على دأبه في طلب العلم، بغض النظر عن مقولة عادل إمام بأننا "بلد شهادات"،!
3. سجين
لا أعرف على وجه الدقة مجمل سنوات سجنه لكنه في كل الأحوال، لا يقارن لا في عدد السنوات ولا قسوة السجن ولا طبيعة النضال بالحائز على جائزة "نوبل" في السلام نلسون مانديلا.. لكن مدير موقع الشاطر، وضع مقالا يصفه في العنوان بأنه "مانديلا مصر"!
وطالما تحدثنا عن التعرض للسجن، فهو سجن في قضايا تتعلق مباشرة بالتنظيم وتمويله، وليس في قضايا وطنية عامة. وهي نقطة يصعب القفز عليها، إذ نادرا ما رأيناه في مظاهرات أو إضرابات عمالية أو نقابية.. كأي سياسي يرغب في ممارسة العمل العام
4. نائب المرشد
هناك نواب كثيرون للمرشد، حاليون وسابقون.. بل ويشاركون الشاطر تجربة السجن. فما الذي يميزه عنهم! لا أظن أنه يتميز بأي شيء جوهري، لأن التنظيمات السرية عادة تقوم بعملية برمجة و"غسيل مخ" عبر سنوات طويلة، لتحصل في النهاية على نسخ تتكلم وتفكر بالطريقة ذاتها، وتظل تدور في فلك نظرية المؤامرة التي تحاك ضدها، وعقدة الاضطهاد وبناء تصورات مثالية لا وجود لها، ولن توجد مثل إقامة "يوتوبيا إسلامية".
ثم تابعنا ما قيل عن استقالة الشاطر من منصب نائب المرشد، وأن قرار ترشيحه كان من "مجلس شورى" الجماعة السرية، وليس من حزبها المعلن! والحزب نفسه يرجع إلى الجماعة.. وبالتالي رئيس مجلس الشعب ورئيس الحزب ورئيس الجمهورية.. الجميع سواء استقالوا من الجماعة ـ شكليا طبعا ـ هم جميعا أعضاء في كيان سري ياتمرون فيه بأمر المرشد.. وهو وضع أكثر سوءا من الوضع في إيران.. وهكذا، ستدار بلد بهذا التاريخ والحضارة بعقلية التنظيم السري. ومثلما رأى المرشد وإخوانه في "الشاطر" يوسف العصر، وفي سعد الكتاتني سعد زغلول مصر.. فالمسألة لا علاقة لها بكفاءات وطنية ولا عبقريات، فقط هي كفاءات تنظيمية يسبغ عليها التنظيم عبر آلة الدعاية، ما يشاء من صفات.. وما يساعد على بروزها حالة التصحير السياسي التي قام بها مبارك واعوانه.. ليصبح أعضاء محدودو التفكير والثقافة مثل مرشد "طز في مصر".. قيادات وطن زاخر بالعباقرة في داخله وخارجه.
5. منظم سري
بعيدا عن أي تعقيدات قانونية وتاريخية، تبقى جماعة الإخوان تنظيماً سرياً، تدار في الخفاء وبعيدا عن اي سلطة رقابية وقانونية. وطبيعة مثل هذه التنظيمات التي تعيش تحت الأرض، لا تحت الشمس، أن من يصل للمراكز العليا فيها، هو الأكثر تشبثا بالسرية والعتمة والخفاء.. وغالبا ما تكون هويته الوطنية ضعيفة أو مشوشة، فالولاء للتنظيم يفوق الولاء للوطن نفسه.. لذلك لم أستغرب من وجود صورة بارزة في الموقع ل خيرت الشاطر واعلى منه صور لقيادات ومرشدي الإخوان.. طبعا آخر ما يخطر على باله أن يضع على الجدار صور عرابي أو سعد زغلول أو محمد فريد. فالوطن بالنسبة له هو تنظيمه السري وقياداته!
وثمة إشارة مقتضبة جداً عن تجنيده في حرب الاستنزاف، لكن ليس هناك ذكر لبطولات أو حماسة شباب أو أي افتخار بتلك الحرب، بل العكس إشارة بأنه سجن في عهد عبد الناصر وتم تجنيده "قبل الموعد" في حرب الاستنزاف، كأنه كان معترضا أو رافضا لهذا الشرف.. حقيقة لا ادري.. لكن بالتأكيد كل المؤشرات والعلامات ـ نقلا عن موقعه ـ تكرسه كقيادة "تنظيمية"سرية، لا كزعامة وطنية. فمن النادر أن نسمع عن تصريحات للشاطر تدين حادثة العبارة أو قطار الصعيد أو مجزرة بورسعيد.. هل كان أخرس إزاء كل هذه الأحداث، وهو الذي يجيش عاطفة وطنية إلى درجة الرغبة في أن يكون رئيس مصر! إنه كان يراقب من بعيد وفق لعبة توزيع الأدوار داخل التنظيم السري، وطالما لم يؤذن له أن يتكلم فلن يتكلم! وهو اصلا في حقيقة الأمر لم يفكر أن يصبح رئيسا أو خفيرا، لكن التنظيم قرر وعليه السمع والطاعة.
6. رجل الأعمال
تتكرر الإشارات إلى الشاطر باعتباره "رجل الأعمال" أو مدير البنك السري للإخوان، والتاجر في أموال إخوانه، والإشارة المقتضبة جدا إلى رحلاته المتكررة للعديد من الدول ـ للاسف السيرة لا تكشف أي شيء عن طبيعة تلك الرحلات رغم أهمية ذلك، إذا كان المرشح الرئاسي يحترم من سينتخبونه ـ عموما تلك الإشارة على الأرجح تتعلق بملف أموال وتبرعات الجماعة واستثماراتها في الداخل والخارج، فهو بذلك "حامل حصالة الإخوان" السرية، ويعرف جيدا كيف يتلاعب بالأجهزة الرقابية لعدم تعقب هذه الأموال.. ألا يدعو ذلك للتفكير، ما إذا كان قد تورط في عمليات مالية غير قانونية! ليس استنادا إلى اتهامات النظام السابق له، بل إلى طبيعة دوره! وإذا كان بارعا في تحريك ونقل وإخفاء مصادر الأموال، فهل هذا يعني أنه يصلح وزير مالية دولة؟! لا اود القول بأن هذه العقلية أقرب إلى عقليات المافيا لا عقليات رجل الدولة! لكنه على الأقل أمر لا يبني الثقة.. ولا يضمن عدم التلاعب بالمال العام سواء لحساب شلة منتفعين، أو جماعة سرية!
7. 99 صفة
إنه ليس فقط مانديلا مصر بل يشير بوستر الدعاية ايضا إلى كونه "يوسف العصر"! والتشبيه هذا يؤكد دوره في إدارة خزنة الجماعة.. وأيضا قائد فكر التطوير في الجماعة، حسب مقالات موقعه الشخصي، وأخيرا "رجل المرحلة" .. بمنتهى التجرد، لا تختلف الصفحة الرئيسية للشاطر عن صفحة "الجمهورية" الرئيسية التي كانت مخصصة لمدح المخلوع رجل المرحلة أيضا.. إنه الخطاب ذاته، والبنية ذاتها، والألفاظ ذاتها.. فقط تغير الاسم فبدل "مبارك" أصبح "الشاطر". ولا يختلف الأمر عن ال 99 صفة إلهية التي نسبها صدام لنفسه! ومثلما كان من رابع المستحيلات أن تجد في الجمهورية نقدا لمبارك، فلن تجد في موقع الشاطر مقالة واحدة تنتقده أو تعارضه.. بل إن مداحيه كانوا أكثر جرأة بتشبيهه بأحد الأنبياء، وهو ما لم يصل إليه مداحو المخلوع! وتقريبا الموقع كله وصلة مديح وغزل عفيف في الرجل!
هنا نحن أمام حالة من التضخيم والمبالغة على نحو مرعب، ومن يطالع صفحة الشاطر، سيستغرب برغم كل هذه الشهادات لماذا لم يقدم الشاطر للبشرية ما قدمه زويل أو مجدي يعقوب؟ وإذا كان مانديلا مصر فلماذا تتجاهله جائزة نوبل! وأين نتاجه الفكري الذي يعبر عن عبقريته، وشهاداته السبع؟ لا شيء سوى عشرة اولاد وولاء للتنظيم، ومبالغة في تقدير الذات ـ ناهيك عن آية "فلا تزكوا أنفسكم" ـ لا تقل تلك المبالغة عن تصور مبارك لذاته باوسمته ودكتورهاته "الفخرية" والضربة الجوية!ويبدو أن المرشد استبدل الضربة الجوية بالإعلان عن دعوة الشاطر المستجابة "كارت إرهاب"!
لا أدري هل يتصور من يكيل هذا المدح حقا أن الشاطر مناضل بحجم مانديلا وتاريخه و رؤاه وإنجازاته واحترام العالم له.. أم يراه مفكرا إسلاميا بوزن مالك بن نبي وأركون؟ أم روائيا من طراز ماركيز؟ وهل يجوز أن يشبه بأحد الأنبياء بهذه الطريقة، هل يحق لي أن البشر العادي بأن أصف نفسي مثلا بأنني "عيسى العصر" أو "محمد العصر"؟!
يبدو خيال سمير رجب رئيس تحرير "الجمهورية" السابق في مدحه لمبارك، أكثر فقرا مقارنة بخيال مداحي "الشاطر".. وجوهر الأزمة، ليست في عادية شخصيته ولا الشكوك إزاءها، بل في إصرار الإخوان، على تصدير رجالهم الأكثر سرية والأشد تنظيما، لقيادة البلد، فبدلا من مساندة "سياسيين" إصلاحيين ووطنيين أكفاء، اعتادوا العمل تحت الشمس.. قررت الجماعة أن تضبط مصر على مسطرة "تنظيمها السري".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم | شاهد.. احتفالات أهالي غزة باتفاق وقف إطلاق النار و
.. مستوطنون إسرائيليون يحاولون قطع الطريق على حافلات الأسرى الف
.. وصول ممثلي الصليب الأحمر إلى سجن عوفر تمهيدا لإطلاق سراح الأ
.. اعتقال متظاهر رافض للصفقة قرب سجن عوفر بعد اقتحامه المنطقة ا
.. كلمة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بشأن مجريات عملية وقف إطل