الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج مبكر.. طلاق مبكر

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 4 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



صوت متحشرج وبكّاء يغلف مخارج الصوت حتى اثناء ممارسة الحديث العادي، ندى القلب يتفصد صريحا على وجه ملائكي، ما زالت عينيها تلمع، وما زالت تترجى الامل، الا يغادر عمرها دون ان تتذوق حلاوته. هل تراها تدري ان عمرها ما زال صغيرا على وجع لا يتسع له صدرها، هل تراها تدري انه مبكرا عليها ان تبرق عيناها بدمعة، هل تراها تدري ان صوتها كان يجب ان يغص بابتسامة لا بدمعة، حتى يحتجب ذلك الصوت من ان يخرج راقصا موسيقيا يشابه سنوات عمرها.

تزوجت بعمر الرابعة عشر ..تقول، اصبحت بعد اقل من ثلاث اعوام اما لاثنين من الأبناء لا اذكر انني حضنت وسادتي فيضا من فرح اصابني، لا اذكر انني تزينت وتجملت كأي امرأة تنتظر زوجها إلا ونظرة شك منه تخترق كياني كله، لتنتهي سهرتي معه بشعر منكوش، وقلب مجروح، وكدمات متفرقة هنا وهناك، تتساءل بحسرة هل تراني ارتكبت معصية حين تصرفت كأمرأة لها كيانها وحقها بان تكون جميلة.

ذكرتني هذه الشكوة بشكوة أخرى من احدى السيدات تقول فيها: ان زوجها القى بعلب الكريمات وأدوات التجميل الخاصة بها في سلة ألمهملات بعد ان قام بتمزيق ملابسها الداخلية متوعدا ومزمجرا ومهددا لها من العودة لمثل هذه الأمور، وكأن الاهتمام بالنفس والخروج بمظهر لائق حتى بحضرة غرف النوم اصبح امرا يشبه الكفر.
ما زالت في عمر الأمل في عمر الربيع، لكن شبابها يمتلئ حسره يمتلئ بؤسا، اذ ان السنين كانت ثقيلة بالدموع والمسؤولية. صدمت حين قالت لي انها كانت تعاني من سمنة اذ ان وزنها الحالي يكاد يقتصر على هيكلها العظمى كما صدمت حين عرفت منها انها اصبحت مطلّقة، اذ انها الآن تتمنى لو ان وزنها يزيد، ولكن كيف لها هذا، وهي لا ترى ابناءها إلا اذا سمح لها والديها اللذين تسببا بأن تكون زوجة ومطلّقة قبل ان تنهي عامها الخامس والعشرين.
زواجها كان مبكرا، وطلاقها كان مبكرا، وبؤسها كان عجولا سرى اليها سرى اللون الابيض الذي لوّن شعرها قبل اوانه.

مساوئ الزواج المبكر لا تقتصر على الطلاق وما يسببه من ألم بل تتعدى حتى تمس كيان الأسرة اذ ان الفتاة التي يبتليها الله بالزواج المبكر تكون معرضة اكثر من غيرها الى اضرار صحية كثيرة اقلها تعسر بالولادة لعدم اكتمال نمو عظام الحوض وأشدها خطرا تعرضها للوفاة.

تقع على الاسرة مسؤولية كبيرة في رعاية بناتهن وتشجيعهن على التعليم لتتمكن الفتاة من اعالة نفسها وعائلتها في المستقبل وتأخذ مكانتها وتتابع دورها في خدمة المجتمع بما يمكنها من تربية اطفالها ورعايتهم الرعاية الصحيحة، وتستطيع بخبرتها ان تعي المسؤولية الملقاة على عاتقها لتواجه مشاكل الحياة الجديدة.
هي دعوة نتوجه فيها الى الاسرة والمجتمع لمحاربة الزواج المبكر لما يسببه من ألم على المرأة وعلى الأسرة هي دعوة من الفتيات الصغيرات انفسهن اعطائهن الفرصة حتى يكتمل نضجهن الجسدي والعقلي ليتمكن وأزواجهن من بناء الاسرة القوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ......
عربي انا ( 2012 / 4 / 4 - 23:08 )
من اجمل المواضيع اصفق و اعلق نعم من اجملها لكن يوجد بعض الازواج المحبين لزوجتهم


2 - يقتلون الامل والربيع
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 5 - 06:36 )
تحيه طيبه عزيزتي عبله
تقع على الاسره مسؤولية رعاية بناتهن بفتح المجال لهن بالتعلم وأخذ مجالهن في الحياة العلميه , ولكن تقع على المجتمع بأن تأخذ هذه الاسره حقها بالتعلم فهي تعاني التخلف الذي يدفع ببناتهن للزواج المبكر لتتخلص من همنهن فالفتاة اصبحت هم ومسؤليه كبيره لدى الاسره وهذا بسبب عدم وعي الكبار قبل الصغار فيحترق به الجميع وتزداد مشاكله , وحتى لو تزوجت هذه الفتاة بعمر اكبر فلا تغيير في حياتها لانها محصوره ومهما عاشت تبقى صغيره


3 - اخي عربي انا
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 5 - 12:16 )
اخي عربي تحياتي اليك الشيء الطبيعي ان يحب الازواج زوجاتهم والاستثناء الحالة التي كتتبت عنها ، عندما نحب ويسكن الحب قلوبنا فأن الحياة تصبح اجمل
من جهتي اقول معك ان هناك عدد كبير من الازواج يحبون بعضهم
دامت المحبة
تحياتي اليك


4 - اختي العزيزة فؤادة
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 5 - 12:26 )
اختي وصديقتي فؤادة اؤيدك اننا يجب ان نحافظ مجتمع واسرة على الامل واؤيدك ان المرأة وان بلغت من العمر عتيا تبقى تترجى الامل
قضية الزواج المبكر ، تقضي على طفولة البنت وشبابها الغض حين تتحمل المسؤولية مبكرا لمست وجع تلك الصبية عن قرب وحزنت لها كثيرا لانها ضاعت حتى قبل ان تبدأ
كيف هو حالها الان وهي تعي الحياة ولكن بلقب مطلقة وام ومزيد من الضرب والحال البائس هل تراها تستطيع ان تواصل تعليمها وقد توقفت قبل ان تنهي المرحلة الاساسية من تعليمها
اختي فؤادة شكرا لاضافتك الجميله
دمت بخير


5 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 4 / 5 - 16:12 )
أضم صوتي إلى صوتك الكريم في وجوب محاربة الزواج المبكر
لكن مسؤولية التوعية تحتاج إلى حشد كل جهود المجتمع بكافة فئاته ، فمن أين لنا ذلك ؟ ثقافتنا تحث الرجل على الزواج من الصغيرات ، وما زالت نظرة العنوسة تتحكم بفتياتنا ، مجال العمل يضيق على الجميع ، مستويات التعليم إلى انحدار مريع ، التكاثر السكاني الذي يشجعه رجال الدين له الدور الأكبر ( للتخفف من الأعباء العائلية ) في التوجه لتزويج الفتيات في عمر مبكر وهم يزينون لهن الحياة الآتية .. ، كيفما نظرنا سنرى مشكلة ترتبط بأخرى ، ثقافة مجتمع هزيلة ينقصها التعرض للشمس والهواء والتغذية الفكرية
أنا معك في مطالبتك ، لكن كيف ؟
مع احترامي وتقديري


6 - العزيزة الاستاذة ليندا
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 5 - 19:34 )
تحياتي استاذة ليندا ، يسعدني ان اسجل اعجابي بطريقة تفكيرك ورؤيتك الاستشرافية للامور كما تسعدني اضافتك الرائعة لفكرة الزواج المبكر ومدى البؤس الي قد تجنيه
الحقيقة انني التقيت بهذه السيدة وجدا تألمت لوجعها
تحياتي اليك صديقتي لؤلؤة الحوار


7 - طفلات ينجبنَ أطفال
الحكيم البابلي ( 2012 / 4 / 6 - 01:06 )
الآنسة عبلة عبد الرحمن
مقال قصير ولكن مكثف ومُعبر وجميل ، كعادتك
الزواج المُبكر واحدة من المشاكل الرئيسية التي دوخت الغرب ، ولا تتعجبي !، لكنه في الغرب ليس زواجاً بالمعنى الذي نفهمه في الشرق ، بل هو الحرية التي يمتلكها الإنسان في التصرف بجسده حتى في أعمار صغيرة ، لِذا نرى الكثير من الفتيات يُمارسن الجنس مع الفتيان من اًصدقاءهم في سن مبكرة جداً تكون بين العاشرة والثامنة عشر ، وأغلب تلكم الفتيات يحاولن الحبل والإنجاب في سن مُبكرة وحتى بدون زواج مدني أو كنسي ، والسبب هو لحصولهن على المعونة الحكومية للطفل والوالدة والتي تكفي لإعالة الإثنين وبقاء الفتاة في البيت وبلا عمل ما دام الراتب الشهري جارياً
وهذه الحالة مستفحلة جداً بين نساء وفتيات المجموعة السوداء أكثر بكثير من المجموعة السمراء أو البيضاء ، وهنا يسمونها ( طفلات ينجبن أطفال ) ، وقد رأيتُ بعيني في المناطق التي كنتُ أملك فيها عملاً قبل تقاعدي فتيات بعمر ال 12 سنة وهن حاملات أو معهن أطفال رضع لا تُصدق العين أن من يحملونهم على أكتافهم هم أمهاتهم !!. في كلا الحالتين الشرقية والغربية يلعب الجهل الدور الرئيسي في كل المشكلة
تحياتي


8 - طفلات ينجبن اطفال مرة اخرى
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 6 - 07:49 )
الاستاذ الحكيم البابلي اشكرك كثيرا
دائما لاضافتك وقع جميل وكأنني كنت انتظر المعنى الذي ذكرته ، هو الجهل واختيار الطريق الاقصر او كما يخيل للبعض انه الطريق الاقصر الذي يكلفنا البقية الباقية من كرامة تتأرجح حتى تنوء بثقل ما نحمل من جهل
طفلات ينجبن اطفال ، الاسباب مختلفة في المجتمعات المتقدمه عنها في المجتمعات النامية اينما يكون الانسان لا يضر الا نفسه
الاستاذ الحكيم البابلي استلفت عنوانك عنوانا لي لانه معبر حقيقي لمقالتي
تحياتي اليك صباحك خير


9 - اعتذار منك استاذة ليندا
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 6 - 10:14 )
تحياتي استاذة ليندا واعتذر منك على عدم نشر اضافتك في اثراء مقالتي والحقيقية انني اجهل سبب عدم النشر دمت مبدعة


10 - موروث قديم -جديد
علاء علان ( 2012 / 4 / 9 - 17:00 )
قصص مؤلمة حقيقة التي طرحت بالمقال ، و الحقيقة بأن هذه القضية متواجده في مجتمعنا بكثره للأسف ، و الضحية الكبرى هي الأنثى ، و لكن في ذات السياق بدأنا نشهد تقدما لدى بعض الأسر التي تشترط على بناتهن إتمام التعليم و كحد أدني الثانوية ، و من ثم التفكير بالزواج..


11 - الصديق علاء علان
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 9 - 18:13 )
تحياتي علاء ، اتمنى معك لو ان الاسر تهتم فعلا بتعليم بناتهن ضعف اهتمامهم بالتفكير بزواجهن ، او انها تنظر للمرأة ككيان يلازم نصفه بالحقوق والواجبات حتى نسير كأمم متحضرة الى الامام
تقبل تحيتي صديقي علاء علان

اخر الافلام

.. عضو نقابة الصحفيين أميرة محمد


.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد




.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع


.. المحامية بركة بودربالة




.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط