الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا الصلاة!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2012 / 4 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اقرأ معي بعض من العناوين الصادمة..
"صيدلاني، يرفض صرف دواء عاجل لطفل في حال خطرة؛ حتى لا تفوته الصلاة"!
"ممرض مسئول، يمتنع عن انقاذ حياة عجوز، ويتركها تنزف بحجة أنه كان يصلي"!
ان أبكتك هذه العناوين، أطلقوا عليك القول القمري ـ أي المضيء من الخارج، والمظلم في الحقيقة ـ: "ان أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاة."!
لا أعرف كيف يذهب هؤلاء إلى حيث مكان الصلاة، ويبكون من سيرة عذاب النار، بينما يتركون غيرهم يعانون من نار عذاب المرض، وكأن كلمة رحمة لا تزال اجنبية عن لغتهم!
لا أعرف كيف يقول أحدهم للأب المكلوم على ابنه الذي يحتضر: "اني أشفق عليك من كل قلبي، وأعطف على ألمك الذي أنت فيه"، دون أن يمنحه دقائق قليلة ؛ ليعطيه الدواء!
لنصغٍ لكلمات "بورشيا" في مطلع دفاعها المجيد، في رواية "تاجر البندقية" لشكسبير؛ لنخجل من إيماننا الصارم الجاف، العنيف:
"ان عاطفة الرحمة دافقة لا يمكن أن تقيد، فهي تنزل كندى السماء المنعش الهادي؛ لتروي ما تحتها من وهاد، حاملة بركة مزدوجة: فهي تبارك المعطي، وتبارك الآخذ على السواء. فهي عزيزة مقتدرة في الاعزاء المقتدرين، وترفع رأس الملك المتوج إلى ما فوق مستوى تاجه الرفيع. ان لها قوة فوق قوة الصولجان؛ لأنها تتربع فوق عروش قلوب الملوك؛ لأنها صفة أختص بها الله".
،...،...،...
نحن لا ندعوك إلى ترك الصلاة، ولكن ندعوك إلى ممارسة الرحمة، التي هي من اسماء الله الحسنى، مؤمنين بأن الله لا يتركنا بعد فوات مواقيت الصلاة، ويذهب عنا بعيداً، بل هو حاضر في كل مكان، وفي كل وقت: يسمع، ويصغي، ويستجيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعجاب
magdi zakaria ( 2012 / 4 / 5 - 10:32 )
تعجبني مقالاتك القصيره الموجزهوالمفيده
وقد بدأت تزعج خفافيش الظلام
الي الامام للاضاءه والتنوير


2 - ليس هؤلاء ضحايا للصلاة
حسني إبراهيم عبد العظيم ( 2012 / 4 / 5 - 14:14 )
الكاتب المحترم
أن الطفل الذي في حال الخطر الذي رفض الصيدلي منحه العلاج، والعجوز التي رفض الممرض أسعافها، ليسا ضحايا للصلاة أبدا ولكنهما ضحايا للفهم المغلوط للتدين، إن الصلاة بريئة من ذلك، فالإسلام جعل للصلاة وقتا ممتدا ، حتى ينجز الفرد ما به من عمل، ولو يفهم هذا الصيدلي وذلك الممرض أن الحفاظ على النفس هي من كليات الشريعة، وأن من قتل نفسا - حتى ولو بشكل غير مباشر كالإهمال مثلا - فكأنما قتل الناس جميعا، وأن قضاء حوائج الناس من أقضل العبادات، ما تركوا مرضاهم وذهبوا للصلاة.
إن التدين في الإسلام ليس مجرد طقوس وشعائر وإنما هو فوق ذلك سلوك نافع للفرد وللأخرين،فقد دخلت إمرأة النار في قطة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، ودخل رجل الجنة في كلب سقاه وأذهب عنه الظمأ ودخلت أمرأة عابدة النار لأنها كانت تؤذي جيرانها.
هذا هو جوهر التدين في الإسلام فلا تلقوا التهم هكذا جزافا على شعائر الله، وإنما يجب تحري الدقة وإلقاء اللوم على السلوك غير المسئول البعيد أصلا عن الهدف الأسمى للصلاة وهوأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر أي تنهى عن كل سلوك سيئ
دمتم بخير ،


3 - تعليقات من الكاتب
عادل عطية ( 2012 / 4 / 5 - 15:13 )
بداية، أود أن أشكر شكراً جزيلاً وافراً كل من مروا بصفحتي، وتركوا لي رأيهم الذي احترمه واقدره، حتى لو كان في رأيهم ما يوحي باساءة فهم كلماتي.
أقول للأخ حسني، أنت تتهمني باني القي التهم هكذا جزافاً على شعائر الله.. لوقرأت مقالي جيداً لفهمت غير ذلك؛ لانني اتحدث ان صلاة هؤلاء الذين لا يعرفون الرحمة، وليس ممارسة الشعائر في حد ذاتها. وهذا لا يمنع من القول ان الدين لا يعبّر عن الناس، ولكن الناس هم الذين يعبّرون عن دينهم، ولو كان تعبيراً خاطئاً.
اما الشخص الآخر الذي يتهمنى بالليبرالية، وانني ادس السم في العسل ، فأقول له: الليبرالية ليست تهمة مع انني لا انتمي فكرياً إلا للانسانية التي تعرف الله الحقيقي وتؤمن به.فالليبرالية هي الحرية، وهي احدى الهبات التي منحها الله للانسانية، والتي على اساسها سيحاسبه: ان خيرا فخير وان شرا فشر . وصدقني أنا أحب الناس ولا اضع لهم السم لا في العسل ولا في غيره. اما اذا اعتقدت ذلك فانني على اقل وضعت لك السم في العسل اما انت فوضعت لي السم كما هو بمرارته وبطشه


4 - لم تكن الصلاة هي السبب
أنطوني ولسن ( 2012 / 4 / 5 - 21:44 )
لم تكن الصلاة هي السبب وإنما التكفير هو السبب .. أي التعاليم الخاطئة والتي أصبحت تنعكس على تصرفات الناس في مصر . عشنا مع مسلمين في أيام الزمن الجميل ولم تحدث مثل هذه الأحداث . فهل مسلمي اليوم أكثر إيمانا ومعرفة بالدين الإسلامي عن مسلمي الأمس ؟؟ أترك الإجابة إلى كل إنسان عاقل وذو ضمير !!!!.


5 - بل ضحايا الجهل
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 6 - 20:34 )
لعل العنوان فيه مزايدة قد تكون غير مقصودة كما قد يفهمه البعض
اذ لاشيئ يبرر هذا السلوك القاسي حتى كثير من نصوص الدين نفسه نذكر الحديث الذي معناه ان الرسول عليه السلام ينوي الاطالة في الصلاة فيسمع الصبي يبكي فيوجزها
وحكاية جريح الاسرائيلي الذي تفرغ الى العبادة وقطع صلته بامه فدعت ان يبتلى بالعاهرات
فعرضت عليه بغي نفسها فاستعصم فزنت مع راع وولدت واتهمت جريح فهدموا صومعته وسجنوه الى ان براه الله بشهادة الصبي
والعبرة ان الضرورة والرخصة تعتبر اذ كل عمل يراد به وجه الله هو عبادة
قول عمر عن عابد اعجبه مكوثه بالمسجد فسال عن عمله فقيل ان اخاه هو من يعوله فقال عمراخوه اعبد منه
اما الصلاة الحقيقية فليس لها ضحايا الضحية هو من يترك الصلاة ومناجاة ربه

اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته