الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا

نزار جاف

2005 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين تواترت الانباء من مدينة مهاباد الکوردية " عاصمة أول جمهورية کوردية في التأريخ " عن قرار " إسلامي للنخاع " صادر من عاصمة دولة ولاية الفقيه حول منع تعليق الاسماء الکوردية على المحلات و المعارض في المدن الکوردية و تبديلها بأسماء أخرى أقرب للإسلام من قبيل الاسماء الفارسية! لم أصدم و حتى لم أتفاجأ بتلک الانباء إطلاقا ، بل إنه الاسلام السياسي الحقيقي و الواقعي بعيدا عن کل الرتوشات و المساحيق . الاسلام الذي نشأ في کنف الدولة الصفوية و تم تجييره و تسيسه و تشذيبه بما يوافق طموحات الشاهات الجدد للدولة الصفوية في مواجهة سلاطين الدولة العثمانية . هذا الاسلام عاد مجددا بعربة يقودها "ولي فقيه " يشترط أن يکون أيرانيا عن أب وجد ، وليس من خيار أمام المسلمين سوى مبايعته و تنفيذ أوامره المستنبطة من المتون الشرعية . ولعل الفقيه الايراني الراحل " مرتضى مطهري " کان واضحا جدا في تسيس الاسلام و توجيهه وفق المسار الايراني في کتابه الموسوم " أيران و الاسلام.. الإسهامات المتبادلة " حيث يبين عبر الاجزاء الاربعة للکتاب ماقدمه الاسلام لإيران و ماقدمته إيران للإسلام ، ويقوم بعملية هي أشبه بالمفاضلة و أقرب للمقارنة بين الجانبين . والحق أنا أشهد بالذکاء الحضاري للإيرانين و قدرتهم الفائقة في تفهم الامور و تسيسها و هي حقيقة يشهد لها التأريخ عبر أکثر من 2500 سنة . ولست من الذين يعتقدون أن العقل الايراني يقف مکتوف الايدي أمام الدين الاسلامي الذي تتفرع فيه المذاهب و الاتجاهات الفقهية ، لينتظر الاخرين کي يفتون في أمره . ومجرد وجود حوزة " قم " العلمية في مواجهة الحوزة العلمية في النجف کاف للاستدلال على الاستقلالية الفکرية للعقلية الايرانية و ليس هذا فحسب وإنما توضع حوزة " قم " في بعض الاحيان في مواجهة الازهر نفسه من خلال المناظرات الفکرية و الفقهية بين علماء الجانبين . من هنا کان وصول إسلام کهذا الى دفة الحکم يحمل في ثناياه أکثر من طموح سياسي و فکري و حتى إقتصادي ، لم يکن لمجرد صدفة أو لقضاء نزهة بريئة ، بل هو مشروع مبرمج و مخطط له لفرض هيمنة العقل الايراني على الدول الاسلامية تحت مظلة الدين ! فمابالک بشعب مجزأ الوطن و مسلوب الحق کالشعب الکوردي حين يقع تحت أيدي مثل هذه العقلية ؟ بالامس القريب حاکموا الصحفية الکوردية شمزيني جيهاني تحت يافطة الشرع و القانون ! و هاهي أخت الصحفية ذاتها " شيرين جيهاني " الکاتبة و المخرجة الکوردية تفر بجلدها من مضايقة " الاطلاعات " الايرانية و تناشد الضمائر الحرة في العالم بمناصرة قضية أختها و الدفاع عنها . هذه السلطات نفسها وتحت ذرائع " الشرع و القانون " تقوم بإصدار مقررات تمنع بموجبها رفع الاسماء الکوردية على واجهة المحلات ، وليس هذا فقط وإنما يمنع بموجب القانون ذاته تسمية الاطفال الکورد بأسماء کوردية ! ولا أدري مالذي ذکرني فجأة بکتاب " إلزام الناصب في حجة الغائب " الذي ينادي مؤلفه بأن أصل الکورد من الجن ، ومن يدري فلعل فقهاء إيران تذکروا فجأة هذا الکتاب و أدرکوا أن الاسماء الکوردية الأصيلة هي أيضا ذات أصول " عفريتية " ولذا فلا مناص من إصدار أمر شرعي بتحريمها . أنا أعطيهم الحق کما ذکرت من البداية فهم محقون تماما في سياستهم الدينية أو ديانتهم السياسية " فالامر سيان " لکنني في نفس الوقت أيضا أعطي الحق کاملا لمکنسة الشعوب الايرانية حين تکنس هذه الطفيليات المعشعشة في قم و طهران الى حيث يلقون مکانهم المناسب !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني