الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الحقائق عن شريحة الكورد الفيليين

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2012 / 4 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



أربيل
* قرأت كتب كثيرة في الماضي عن الكورد الفيلية
التي لم تنصفهم، بل شوّهت ماضيهم.....
..............

يستغرب كثيرا" لهذا الزخم من الكتابات والأطروحات بحق شريحة
الكورد الفيليين ، وخاصة أن هذه الكتابات التي تنشر بين الحين والآخر،
ينقصها شيء من الحقيقة والصدق ، فيما يخص بالذات جذورهم التاريخية
، ولكثرة الكتابات والكتب التي صدرت شوهت حقائق كثيرة عنهم رغم أعتمادها
على عدد غير قليل من الباحثين والأكاديميين ، بحيث كل الأتجاهات صبت
في جعل الكورد الفيلية هم شريحة من التبعية الأجنبية الأيرانية ، أو بالأحرى
جعلوا منبعهم الجغرافي من الجمهورية الأيرانية وخاصة محسوبة على مناطق
لورستان والمدن المحاذية للحدود الايرانية ، وهذا ما يتفق مع مواقف منّظرى الحكومات
السابقة وخاصة النظام الدكتاتوري الصداّمي ، وينطبق مع نظرياتهم وقرارات الترحيل القسري
السابقة ، وهذا التفسير مايتجانس كذلك مع الأكثرية من منظّري الذين يدّعون أنفسهم بالشريحة
الفيلية ، وبأعتقادي لايفهم هذه الحقائق الا الواعيين من شريحة الكورد الفيليين
الأصلاء أنفسهم ، وأن مثل هذا التشويه للحقائق منبعها قديم جدا" وللطرافة
قرأت كتب كثيرة في الماضي ، لم تنصف الشريحة بل شوهت ماضيهم ، ومن هنا نرى
اليوم بعد تهجيرهم الى دول العالم لأتهامهم
بكونهم شريحة لهم جذور أيرانية ، وهذه ليست جريمة لو كانت حقيقية ، حيث في الأعراف
والقوانين المعمولة بها دوليا"ليست المسألة ذات أهمية كأي شعب يهاجر أو يهّجر الى دول أخرى . وعلى هذا الأساس تم تهجيرقسم كبير منهم الى أيران ، دون أحكام وأدلة واقعية ،
وهذا مايدل على تخلف القانون العراقي وشوفينيته آنذاك ، حيث يمثل أقصى
حد من التخلف والوحشية ، أضافة الى أن النظام كانت له غاية وأهداف سياسية في هذه
المسألة،على سبيل المثال أن أقوام تهاجر الى دول أوربية
يحصلون على الجنسية لذلك البلد لمدة (3) سنوات من الأقامة فيه
يصبحون إبناء ذلك البلد ، لكن في العراق أيام النظم الشمولية والدكتاتورية المتخلفة
، تتعامل مع شعوبها بهمجية وما تعاملت به خاصة مع هذه الشريحة العراقية بقانون الغاب . ونعود
لموضوعنا ونتساءل من المسؤول عن هذا التهميش والأ قصاء
المتعمد للكورد الفيليين ، فالجواب أن جميع الحكومات المتعاقبة في العراق دون
أستثناء قبل عام 2003 كانت المسؤول الأول في أقصائهم وما حصل بهم من كوارث وجرائم ومنذ
الزمن القديم أي ماقبل النظام الجمهوري ، وقبله ببعيد كانت القضية ، التي دفع
ثمنها الكورد الفيليين لكونهم من القومية الكردية وليس على حساب المذهبية
التي يعتبرها البعض السبب الرئيسي في الأقصاء والأبادة ، ولكونهم أصبحوا كبش
الفداء لعدم وجود غطاء يحميهم .وحقيقة ثانية على الرأى
العام التعرف على حقيقة الكورد الفيليين ومن أين جاءوا ، هنالك حقائق لايعرفها
الا الكورد الفيليين أنفسهم ، فأذا جئنا لمعرفة أصولهم التاريخية فهم من
سكان بغداد الأصليين أكثر من ( 5) الآف سنة وقصدي هنا الكورد الفيليين تحديدا"
من الجذور البغدادية فقط ، ومثالا" على ذلك هنالك
حوادث تاريخية لهم في بغداد منذ زمن العثمانيين وخاصة في زمن
ماقام به (بكر صوباشي ) عام 1620 ضد خصمه من الشريحة
للكورد الفيلية ( محمد قنبر ) وأولاده بعد أن قيّدهم في زورق ملأه بالكبريت
والزفت وأشعل النار بهم وسط نهر دجلة عند المساء فأحترقوا وغرق الزورق
المشتعل بمن فيه وهم يصرخون ، وهذه الحادثة واحدة من الحوادث الأجرامية
بحق شريحة الكورد الفيلية في مسكنها الأول في وسط بغداد ولا نريد أن
نناقش هذا الموضوع ، بل هنالك الثوابت التاريخية الأخرى في ذلك منذ زمن
السومريين وأكثر المؤرخيين يعرفون ذلك لكن أغلب المؤسسات العلمية كانت
في خدمة الأنظمة وسياسات الطغاة على مر التاريخ . والغريب
جدا" أن تفسير كلمة فيلي بمعاني وتفسيرات كثيرة لاتمس للواقعية
والحقيقة في مثل هذا التفسير ، بأن الكلمة جاءت من (الفيل) تشبيهات لقوة الأنسان
الفيلي وغيرها من التفسيرات الغريبة والغير واقعية ، في حين أن هذه الكلمة حديثة العهد جاءت
على غرار منطقتهم التي سكنوها في بغداد أي في منطقة (الفية ) تقع خلف
السدة ، والتسمية جاءت أنطلاقا" من المنطقة العريقة في وسط بغداد رغم أن
جذورهم التاريخية من العاصمة بغداد قديما" ، وقبل الميلاد ، فكانوا أكراد
كتحديدا" دون الصفة الفيلية ، وهم أقوام نزحوا من جبال زاكروس وسكنوا
بلاد الرافدين لخصوبة أراضيها ، ولم يسمّوا بالفيليين بل كأكراد فقط تم تسميتهم
دون كلمة الفيلية المكتسبة حديثا" ، وقد أعتبر بعض المؤرخين الجدد
أن ميل الكورد الفيليين للقضايا المذهبية أكثر من القضايا القومية
وهذا الموضوع لايمت بصلة ببعض الحقائق ، لأن شريحة الكورد
الفيلية ، تعتنق الفكر القومي وتعشقه أكثر من المسألة المذهبية ، لكونهم شريحة
من القومية الكوردية ،والقومية تلعب دور فعال في حياتهم ، لكن هنالك ظروف سياسية فرضت
عليهم وهم لاحول ولا قوة لهم أمام التيار الجارف وما عانوه خلال الزمن الماضي من
ويلات ومآسي، ويتساءل البعض أذن لماذا لم يكونوا مؤيدين وتابعين
لقوميتهم في منطقة أقليم كوردستان هنالك أسباب متعددة ، ولها مجال آخر في الحوار ،
لكن يبقى الكورد الفيليين هم أكراد وأحد مكونات
الشعب العراقي ،لتواجدهم في مناطق خارج منطقة أقليم كوردستان، وتطول الأسئلة مازالت تبحث عن إجابات ، وإجابات
حائرة بين ماضي مدمر فرضه عليهم النظام الشوفيني و الشمولي وبين حاضر لم يحقق
لهم شيئا" وبين مستقبل مجهول يحمل لهم أنواع التهديدات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالفهلوة
هادي حسن ( 2012 / 4 / 7 - 03:31 )
لاشك بأن الفواجع السياسية التي مر بها العراق قد أظرت كثيراً بنسيجه الأجتماعي ووضعت الكثير من سكانه في حالة من الخوف وعدم الأاستقرار المستديم وبالأخص بللنسبة للفئات أو المكونات الأكثر هشاشة من غيرها كالأقليات الأثنية والدينية .ولاشك أيضاً أن من حق هؤلاء أن يطالبوا بكل حقوقهم في المواطنة أسوةً بالآخرين حتى لو كانوا حديثي عهد بالجنسية العراقية ولكن ليس من الرأي والحكمة قلب المعطيات وفبركة الأحداث وتزييف التاريخ - بالفهلوة - لأن ذلك فيه مظرة أكثر من أي نفع مرتجى. فما عدا مناطق عراقية مثل خانقين وزرباطية وبدرة وجصان فأن الجزء الأعظم لمواقع سكن الكرد الفيلية تقع في جبال غرب أيران من كرمنشاه نزولاً الى لورستان وإن أغلب سكنة بغداد من الفيلية جاؤوا إليها من إيران بهجرات حديثة في النصف الأول من القرن الماضي للعمل الحر ، وتشهد ألأسواق التجارية كسوق الشورجة وغيره ذلك ، وأيضاً للأستقرار الدائم في محلات شعبية محددة في باب الشيخ في عقد االأأكراد والصدرية ، وبالتالي مازال المسنون منهم لايحسنون العربية لحد اليوم فكيف كانوا في بغداد منذ خمسة آلاف سنة وهي لم تكن حتى موجودة أصلاً في ذلك التاريخ؟؟؟

اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و