الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الوردي و ( لائاته )

سلمان مجيد

2012 / 4 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان الدكتور علي الوردي غني عن التعريف لا فقط بالنسبة للعراقين بل بالنسبة للعرب ، لابل على النطاق الاكاديمي العالمي ، ليس كشخص بل كظاهرة علمية ـ عندما كان حيا ـ بل اصبح كظاهرة تراثية بعد رحيله ، و الملاحظ ان هذه المعرفة تتزايد مع الزمن ، وهذا ان دل على شي انما يدل على موضوعية منطلقاته العلمية التي بنى على اساسها نظريته الاجتماعية المتضمنة اركان متعددة منها ( البداوة ، التناشز الاجتماعي ، العصبية و التعصب ، ازدواج الشخصية . . . ) و ان هذه النظرية كانت و لا زالت محط اعتراض و تاييد من قبل افراد المجتمع العراقي من خاصة و عامة و هذا بحد ذاته يؤيد ما ذهب اليه في ان المجتمع العراقي يعيش حالة الازدواجية ، وتاكيدا لذلك كان يضرب لنا الامثال ـ حيث انا احد طلابه ـ عن هذه الحالة و منها و القول له اي الوردي بانه ( لو خمشت قلب كل عراقي لوجت بدويا قابعا فيه ) و هذا التوصيف ـ كما ذكره لنا في احدى محاضراته على غرار المثل الروسي الذي يقول ( لو خمشت قلب كل روسي لوجت قوقازيا قابعا فيه ) و اساس هذه الموالفة مستمدة من تشابه الظروف البيئية ( الطبيعية و الاجتماعية ) بين المجتمع العراقي و المجتمع الروسي فيما يتعلق ( بالبداوة ) رديفة الصحراء . خلاصة القول ما اود اشير اليه ان اراء الوردي كانت تمثل ( لائات ) كان يواجه بها افراد المجتمع العراقي ( من خاصة و عامة ) والذين كانوا يعارضونها و يؤيدونها في ان واحد ، ومن تلك ( اللائات ) التي كان يرددها علينا ـ نحن طلابه ـ : 1 ـ لا للطائفية في العراق . 2 ـ لا للمخدرات في العراق ، وان هذه ( اللائات ) بالنسبة له ليس كشعارات ولا وعظ كوعظ ( وعاظ السلاطين ) ،بل كانت دعواه منطلقة من مسلمات اجتماعية : اما بالنسبة للطائفية ، فانه : اولا ـ كان يفرق بين مفهوم الطائفية وبين المذهبية ( الدينية ) وكان يرى ان مفهوم الطائفية كمفهوم اجتماعي يتمثل في الطوائف في الهند ( كطائفة البراهما و طائفة السودرا ) والتي تعتبر كل منها كيانان منفصلان عن بعضهما دينيا واجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا ، وهذا النوع من الطوائف غير موجود في المجتمع العراقي لذلك ليس من الصحيح اطلاق تسمية الطائفية في العراق ، اذن لاتوجد طائفية في العراق بل هنالك مذهبية ( دينية ) وهذا موضوع اخر .
اماثانيا ـ فانه كان يرى ان اساس البنية الاجتماعية في العراق تتمثل بالعشيرة ، ونتيجة لتبعثر العشيرة الواحدة في مناطق متعددة لذلك نجدها اصبحت تنتمي لاكثر من مذهب واحد بسبب احتكاكها مع عشائر اخرى تنتمي الى مذهب اخر ، فاخذت احدى العشيرتين مذهب العشيرة الاخرى لاسباب لامجال الى ذكرها هنا ، و الدليل على ذلك نجد ان العشيرة الواحدة تنتمي الى اكثر من مذهب واحد ، خلاصة القول ـ وهذا ما كان يعتقده الوردي ، حسب فهمي له ـ ان الانتماء المذهبي بالنسبة للفرد العراقي هو انتماء ( مناطقي ) وليس عشائريا ـ طبعا هذا الامر لا نجده بهذا الشكل في كتبه ، بل انا انقل عن تاثري به كطالب عنده لمدة ثلاث سنوات في كلية الاداب ـ قسم الاجتماع ـ جامعة بغداد.
اما موضوع تعاطي المخدرات ، فان الوردي كان يرى ـ حسب فهمي له ـ ان العراقي غير ميال الى تعاطي المخدرات ( كالحشيش وما شابهه ) ليس لكون الفرد العراقي يجد هذه الامور من المحرمات الدينية او الاجتماعية ، بدليل ان قسم من العراقين يتعاطون ( المشروبا ت الروحية ) والسبب في ذلك يعود الى طبيعة العراقي الميالة الى الالفة والعمل الجماعي ، فان تعاطي المخدرات حالة يقوم بها الفرد لوحده من حيث توفيرها او تعاطيها ، لذلك اتجه من لايجد رادعا دينيا او اخلاقيا او اجتماعيا لتعاطي هذه المواد الى تعاطي ( المشروبات الروحية ) التي ـ من وجهة نظر المتعاطين لها ، طبعا ـ التجمع سوية وتوفير مستلزمات ومكملات تحقيق هذا الامر .
خلاصة القول الذي اريد ان اشير اليه بان منجزات مفكرينا وعلمائنا خاصة ( الراحلين منهم ) لازالت منارا يهتدى به لمعالجة مثل هذه المشكلات التي لازالت بعيدة عن الدراسة العلمية التي يحتاج اليها المجتمع العراقي في مرحلة التحولات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية التي يشهدها الان ، وذلك لتوفير البيئة الاجتماعية السليمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: اتهامات المدعي العام للجنائية الدولية سخيفة


.. بعد ضغوط أمريكية.. نتنياهو يأمر وزارة الاتصالات بإعادة المعد




.. قراءة في ارتفاع هجمات المقاومة الفلسطينية في عدد من الجبهات


.. مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعترف بالفشل في الحرب




.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم