الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة طائفية للواقع العراقي والعربي

عباس سامي

2012 / 4 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماالنتيجة المترتبة على تدخل الدين او بالاحرى رجال الدين اوبعبارة ادق الاحزاب السياسية الدينية في العملية السياسية في المجتمع؟ملاحظة اولية:الصراع الذي يجري في المنطقة العربية.هوصراع طائفي بين السنة والشيعة .وليس صراعا طبقيا مثلما تعتقد الاحزاب والتيارات الماركسية.الصراع الطبقي الذي تحدث عنه ماركس انتهى بعدما استوعب النظام الرأسمالي الطبقة العاملة ضمن منظومتها الاقتصادية والاجتماعية ولم تعد طبقة تستطيع احداث التغير .هذا ماقاله هربرت ماركيوز وهو راي لايوجد مايثبت نقيضه على الواقع العالمي لحد الان.فكيف حال مجتمعاتنا العربية حيث تكون الصناعة متخلفة اولاتوجد اصلا .وان وجدت كما هو واقع الصناعات النفطية في العراق وغيره من الدول العربية تكون رواتب العاملين فيها مغرية جدا .ثنائية الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة انتقلت من جدل الاختلاف السياسي التاريخي الفقهي الى نفي الاخر( .جدل ونفي الواقع العراقي الاني ومن ثم الى جدل ونفي الواقع العربي الراهن.عبر تجليات عديدة .يمكن تقسيمها الى مستويات ثلاث :خطاب اعلامي طائفي يهميش ويدحض الطرف الثاني من خلال بعض القنوات الفضائية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي .حيث تفسر المعلومة اوالخبر الصحفي حسب دلالتها الطائفية من وجة نظر الشخص المتلقي.ولا علاقة لها بصدق اوكذب المعلومة الصحفية ومدى صحتها وتعبيرها عن الواقع.المستوى الثاني لتجليات الطائفية ممكن ملاحظتها من خلال مستويات الاستهلاك عند الفرد.لم يعد قانون العرض والطلب هو الذي يسيطر على طلبات البيع والشراء انما دخل فيه عامل المنشأ او الجهة المنتجة.بضاعة ايرانية مقابل بضاعة سعودية .اصبح الشخص الطائفي من المستحيل ان يتقبل بضاعة الطرف الذي يختلف معه طائفيا.اضرب لكم مثلا -مستحيل على الشخص السني الطائفي ان يشتري لحوم شركة الكفيل والمرادالشيعية.وكذلك الحال بالنسبه للفرد الشيعي الطائفي من غير الممكن بالنسبة له ان يشتري لحوم شركة ساديا السعودية.مع ان الجميع يعرف مذاق ونكة اللحوم العراقية وتفو قها على كافة اللحوم المستوردة !.وهكذا تقاس نظرة الافراد كلما كان تفكيره طائفي كلما رفض سلعة(فكرة) الطرف الذي يكرهه ويمقته دينيا.اذا كان الشعب والحكومة في ايران شيعية فهي من غير الممكن والمنطقي ان تؤذي الشيعة في العراق.واذا كانت الحكومة والشعب في السعودية سنية فهي من غيرالممكن والمنطقي ان تؤذي السنة في العراق. مستوى تفكير الانسان الطائفي يكون بهذا المستوى الساذج .يفترض مقدمة صادقة ويستنتج منها نتيجة صادفة.وينسى ويتجاهل ان لاعلاقة لما يقوم به الانسان من اعمال بتكوينه الطائفي.وهذا مالايفهمه الطائفي.لكن يؤطره لصالحه ويستفاد منه في كل شيئ من شراء سلعة الى شراء صوت انتخابي الى الحفاظ على المذهب الذي ينتمي له.المستوى الثالث الذي نجد فيه هيمنة الخطاب الطائفي هو مستوى الادب والفن والثقافة فيصبح الحس الطائفي هو المهين على العمل الابداعي .من خلال قصيدة او اغنية او عمل مسرحي تفتقد الى الحس الانساني الشامل وتنظر الى الانسان من زاوية واحدة فقط.وهذا اخطر اشكال الطائفية التي تؤثر على بناء المجتمعات.كل الذي تم ذكره حصل بدرجات متفاوتة في العراق بعد 2003.يضمحل ويعود الى السطح بين فترةواخرى .حسب وعي وثقافة المجتمع وهو وعي متخلف وثقافة سطحية عندالغالبية من الناس.تحاول الدولة والحكومة والبرلمان من خلال عدة اجراءات القضاء على هذه الظاهره من خلال تشريعات وقوانين .لكنها موجودة ولا احد يستطيع ان ينكرها.لايمكن تجاهل ماحصل في العراق دون ان يعكس بظلاله على الواقع العربي .كما لايمكن فهم احد اسباب نجاحات الاتجاهات الاسلامية في الدول العربية بعد (الثورات الشعبية)بدون ربطها بنجاح الشيعة في الوصول الى السلطة في العراق .هذا الربط بين ماحدث في العراق وماحدث وسيحدث في دول عربية اخرى.اجج الحس الطائفي عند الكثير من العرب وضمن المستويات الثلاثة التي ذكرها سابقا.خاصة الدول التي يوجد فيها اكثر من لون طائفي .وبالتالي فان الصراع القائم في المنطقة العربية سيكون صراعا طائفيا يمتدالى عشرات السنوات القادمة.لكن من الممكن تلافيه اوالتقليل من اهميته وتاثيره اذا طورت الاحزاب الاسلامية افكارها وبرامجها السياسية ودرست تجربة الاحزاب التي تتخذ من الاديان مبادئ لها كالمسيحية واليهودية والهندوس وغيرها من الاديان التوحيدية وغيرالتوحيدية.والدخول في ائتلافات مع الاحزاب الماركسية واليسارية والليبرالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم