الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيت القديم .....يعني لي الكثير الكثير

نادر عبدالله صابر

2012 / 4 / 7
المجتمع المدني


يقول عالم النفس النمساوي الشهير أن اول عشر سنوات من حياة الشخص هي كل جل حياته فيما بعد من النواحي النفسية والجنسية والعاطفية والعلمية ....اسمحوا لي يا أحبتي أن أهديكم أغنية محمد رشدي 0°°° البيت القديم °°°°° قد لا تعجبكم الأغنية .. قد لا تروق لمسامعكم الحانها ... وقد لا تستسيغون انغامها ..... لكنها بالنسبة لي تمثل شيئا يصعب وصفه ؟؟؟؟؟ مهما كانت ارائكم في الأغنية أتمنى عليكم عدم سماعها الا بعد ان أبوح لكم بمكنونات ذكرياتي حول بيتي القديم
لقد استمعت لهذه الأغنية اول مرة منذ اربعة سنوات ومنذ ذلك التاريخ وانا أكاد لا امل تكرار سماعها ؟؟ وذلك لأرتباط كلماتها ومعانيها بفترة من احلى وأمر فترات طفولتي ومراهقتي




لا زلت ولغاية هذه اللحظة اتذكر ذلك الفتى ذو العشر سنوات °° الذي كنته انا بالطبع °°°° ّّّ الذي يغلبه الصمت المطبق وهو يقوم بنحت اسمه على جدار غرفة خارجي من الغرف الملحقة بذلك البيت القديم ؟؟ لماذا؟؟؟ لأنه ببساطة اراد أن يخلد نفسه بعدما ذهب بمعية مدرسته الى احد القصور الأموية وراى النحت المنقوش هناك ؟؟؟ نعم لقد قمت بنحت اسمي بالأزميل والشاكوش ونحت التاريخ 1973 ؟ لقد ساعدني ابن عمم لي في عملي ,,, كنت انذاك °° وبعد أنتهاء نحتي °°° حالما أصحو من نومي اذهب سراعا متفقدا اسمي وتاريخ النقش ؟؟ و يا الهي لكم وجدت ذلك ممتعاأن يخلد اسمي ذات يوم ؟؟ كنت اقول لأخوتي وأبناء عمومتي متبجحا ومزهوا :
سياتي يوما ما قد يكون بعد الف سنة يكتشف علماء الأثار عندها ان هنا كان يسكن شخص اسمه محمد الحلو ... أأأأأه ه ه يا لتفكيري الساذج ...... لا زلت أذكر جيدا ذلك الوقت حينما كنت ممزقا و مجروح الفؤاد حينما قام ابي°° الذي كنت احبه جدا جدا °°° بالزواج من أمراة اخرى ....لم أكن أظهر عواطفي الحزينة امام والدي ووالدتي المهيضة الجناح أنما كان الصمت هو سيد الموقف وكل ما كنت افعله هو ان اهرع الى نقشي متأملا منتظرا أن ياتي فرجا منتظرا أو فرحا مأمولا ؟ قرب النقش كانت هناك شجرة توت كنت اجلس في ظلها واالوذ بحمايتها ذارفا دمعي المدار وحيدا .. تحت ظلالها كنت اقرا مغامرات ارسين لوبين والغاز الأولاد الخمسة ومجلة الموعد . كنت ارسم رسومات غامضة واخربش واكتب قصائد ... الخ .
كان ما يفرحني حقا هو رؤيتي لأسمي المقوش ............
مرت خمس سنوات بعد ذلك التاريخ حينما قام ابن عمي ورفيقي في النحت بسرقة مفاتييح سيارة ابيه ؟؟؟؟ .... لا زلت ذاكرتي تعي بوضوح تجمع الأهل والجيران على خبر انه قام بصدم عمود كهرباء اثناء سياقته .. كنت في تلك اللحظة اعيش على امل أنه فقط اصيب وانه سيتعافى لكن سرعان امالي ما احبطت حينما أخذني ابي باحضانه قائلا لي أبن عمك لن يعيش فلقد توفاه الله على الفور جراء الحادث المفجع ؟؟؟؟؟ لحظتها لم انطق ولو بكلمة واحدة انما هرعت الى النقش ؟؟؟؟ غريب هذا التصرف ؟ أليس ذلك ؟؟؟؟ يا الهي لكم كان حزني عظيما .... كنت أنذاك في الخامسة عشر من عمري
بعد ذلك التاريخ غادرت بلادي بعد الثانوية من اجل الدراسة في الخارج ... كانت السنة الأولى الدراسية في الغربة تحمل معها احلامي اليومية المتكررة والمتمحورة حول امي واخوتي وابي.. ونقشي الخالد المخلد بالطبع ... وبعد انتهاء تلك السنة اتى ابي ليقلني من المطار الى البيت .. كنت لحظتها انتظر بكل لهفة الدنيا ان اصل الى البيت وحالما وصلته تفقدت أولا نقشي الذي بقي سليما°°°° حتى قبل أن احتضن أمي وأخوتي °°°° لكن الأحباط وخيبة الأمل اصابني جراء ذبول شجرة التوت العزيزة....؟؟؟؟
مرت سنون تعقبها سنون ومات ابي...... وعند قسمة الأرث ولم يكن بيتنا القديم ° يقبل القسمة على جميع الورثة ولم يكن هناك حل الا ببيعة وتقسيم ثمنه علينا ؟؟؟؟؟؟ لكم أحزنني بيعه ؟؟؟؟ ولكم أحزنني قيام مالكه الجديد بهدمه من اساساته من أجل بناء عمارة ضخمة على انقاضه ؟؟؟؟؟ يا ويح فلبي اين نقشي ؟؟؟؟ واين ذكريات طفولتي ومراهقتي الحميمة ؟؟؟
هل تصدقون لو قلت لكم ان جل احلامي لغاية هذه اللحظة تتمحور حول بيتنا القديم ؟؟؟؟ بعض احلامي تنبئني بانني قد قمت بصيانة البيت؟؟؟ والأغرب من ذلك بأن احلامي تذكرني بتفاصيل متناهية الصغر : مثل بيت النمل عند شجرة التوت المنقرضة او شجرة الصبار عند سور البيت
ذات مرة أنخت راحلتي °°°° أي أوقفت سيارتي ومعي عائلتي ° زوجتي وأبناي °°° على أعتاب تلك العمارة التي اقيمت على انقاض بيتنا القديم ..وقلت لهم : هنا هنا كانت اجمل واروع وأمر فترات حياتي بل كانت هنا كل حياتي .. لحسن حظي لم يروا الدموع المترقرة التي اغمت عيناي في غروب ذلك اليوم
الان أسمح لكم°°°°وبعد أن استميحكم عذرا °°° أن تستمعوا لأغنية °°°°° البيت القديم
http://www.esm3.com/song-3773.htm
م اغنية البيت القديم من البوم اجمل ...
تحميل و سماع اغنية البيت القديم من البوم اجمل اغاني محمد رشدى - محمد رشدى
www.esm3.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منقوش علي الحجر
عدلي جندي ( 2012 / 4 / 7 - 19:15 )
دائما متجدد ـأيها الرائع حتي في بحثك عن القديم


2 - اين ذكرياتي واحلام طفولتي
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 7 - 20:28 )
تحياتي يا عزيزي محمد الحلو

وانا اقرأ مقالك المتزامنه مع الاغنيه التي تسرعت لها ولم استمع لطلبك في عدم سماعها لحين انتهاء المقال فكررتها عدة مرات وكتمت حسرتي على بيتي وانهالت ذكريات طفولتي الجميله
أحيانا يأخذني الشوق لبينا فأدخل على برنامج كوكل ايرث وانظر له
مقال جميل ملىء بالمشاعر اللانسانيه الراقيه


3 - صديقي الحبيب : عدلي الجندي
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 8 - 06:07 )
عمت صباحا اخي عدلي
شكرا لمرورك الواهب للامل والمانح للدفء والأنسانية
لك ولعائلتك مني كل المحبة والأكبار مع تمنياتي لكم بالأجمل والأفضل


4 - الرائعة المتالقة : فؤادة العراقية
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 8 - 06:14 )
عمت صباحا ايتها المشعة المبدعة
كم من منزل يالفه الفتى وحنينه دوما لأول منزل
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى فما الحب الا للحبيب الأول
أتمنى لك _ مثلما اتمنى لنفسي تماما - حسن الحال وراحة البال وتحققين ما تحلمين من امال
لك ولعائلتك مني محبتي واحترامي مع خالص تمنياتي لكم بيمن الطالغ وطول العمر


5 - تنويه
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 8 - 06:16 )
. عالم النفس النمساوي الذي قصدته في مستهل مقالتي هو سيجموندفرويد .. ولذا أقتضى التنويه


6 - الطفل اب الرجل
جمشيد ابراهيم ( 2012 / 4 / 8 - 14:45 )
هذا ما قاله الشاعر الانجليزي الرومانسي وردسورث
الاشياء البسيطة كبيت النمل و شجرة التوت اقوى من من كل شيء عندما تنظر الى الوراء لترى الفيلم في عقلك الباطني شكرا لك على اهتمامك بهذه التفاصيل لقد استمتعت بها و نقلتني الى ذكرياتي
تحياتي القلبية


7 - من اجمل ماقرأت وسمعت
Aghsan Mostafa ( 2012 / 4 / 8 - 14:54 )
تحياتي للحلو محمد الحزين،
لاتحزن يامحمد بيتك القديم بيوم ما كان بيتا جديدا!، وجاء الدور عليه ليقدم ويهدم وتبنى عليه تلك العمارة الجديده التي ستقدم بيوم آخر لتبنى عليها بناية جديده !، هكذا هي الحياة صديقي!
رحلة ذكرياتك مع البيت والوالد والصديق (ابن العم)، جميعا مررنا بها، بعض منا يستطيع ان يعبر عنها كما عملت انت، غيرك لايستطيع!،
قبل كم يوم سمعت عن رجل عجوز اعلن بالأنترنت عن بيع محتويات لبيته، وذهبت اليه بنت شابه لتشتري منه، وتفاجأت وحزنت عليه، كان وحيدا (أرمل)،اعطاها تلك الأغراض (الثمينة) مجانا !!!
لا أوافقك بذكرك - لحسن حظي لم يروا الدموع المترقرة التي اغمت عيناي في غروب ذلك اليوم - ، قد تكون حسن الحظ بالنسبة لك، لكنها بالتأكيد! ليست لأولادك، دعهم يفهمون رحلتك!، لتخفف عليهم كثيرا رحلتهم!!
ولاتحزن كثيرا فأسمك لازال ينقش بحلاوة، وارجو ان يستمر وبنفس العطاء.... اتعلم ماذا تذكرت الآن؟. الفرق وضاح طبعا!، تذكرت من ينقش اسمه بقطرات دمه على نصب شهيد!، المفارقة ان من نقش اسمه كان غبي بدرجة غير معقولة، لم يدرك انه لايحتاج يبني هذا النصب
أصلا!!

دامت الذكرى وعيد فصح مجيد لك وللجميع

تقديري


8 - تحياتى لك اخى محمد وعيد سعيد
علي عجيل منهل ( 2012 / 4 / 8 - 15:38 )
وكل شخص منا بداخله كتاب من الذكريات..أوقات جميلة..لحظات حزينة
ولكن موقفنا تجاه هذه الذكريات يختلف فالبعض منا ..يتهرب منها ..لايحب أن يقلب صفحاتها فهي تؤلمه..تجده يتخلص منها بأي طريقة..


9 - اخي الحبيبjohn syrian
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 9 - 06:33 )
عمت صباحا اخي جون
كل عام وانت وعائلتك بالف خير .. عيد فصح سعيد لك ولكل من تحب
شكرا لمرورك الجميل
محبتي واحترامي


10 - الرائع الجميل على الدوام : جمشيد ابراهيم
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 9 - 06:36 )
صباحك سكر اخي جمشيد
اتمنى لك ولعائلتك ولعموم محبيك حياة هانئة سعيدة
كم اسعدني مرورك الكريم
تقبل مودتي الصادقة واعجابي اللامحدود


11 - أيقونة الموقع بلا منازع : اغصان مصطفى
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 9 - 06:40 )
صباحك سكر ايتها الجورية الدائمة الأريج
شكرا لكلماتك الدافئة والمواسية لي والتي اقدرها ايما تقدير
الماضي السحيق هو جزء اساسي ورئيسي في تكوين الأنسان كما يقول فرويد
تعليقك الشجي يعني لي الكثير الكثير
لك °°°وكما دوما °°° كل محبتي وأعجابي


12 - اخي الحبيب الذي لا غنى عنه : علي عجيل منهل
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 4 / 9 - 06:56 )
عمت صباحا ايها العراقي الشهم
بداية استميحك عذرا °°° نظرا لما عرفته عنك من نظر ثاقب وحب للكمال °°°°° لأخطائي الأملائية والنحوية الكثيرة في هذا المقال . وللحق اكثرها كان سببه العجلة والتسرع .. العجلة هي اسوأ عاداتي التي اتمنى التخلص منها
نعم اخي علي : يستطيع البعض ان يتخلص من ذكرياته المؤلمة بوضعها في الذاكرة الخلفية لكن ذكرياته تلك ستأتيه في احلامه recycle pin
كم اسعدني مرورك الجميل
لك مني المودة اللامتناهية والأعجاب بلا حدود

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية